بهيجة حسين
الحوار المتمدن-العدد: 882 - 2004 / 7 / 2 - 07:58
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
أسلاك تتدلي من الأسقف، حبال غليظة تتشابك مع الأسلاك، كرابيج معلقة علي الحوائط، أصوات مرعبة تنشع من الجدران لا يعرف مصدرها0 كلاب ضخمة مربوطة بجوار الباب تقفز معلنة الاستعداد للافتراس0
ظلمة مرعبة في قبو لا يعرف الداخل إليه أين يضع قدمه، يتعثر.. يسقط علي الأرض، تركله أقدام.. يحاول النهوض، فينكفئ علي وجهه بصفعة قوية ، لا يعرف مصدرها0 يتكوم الجسد المرعوب علي أرض لزجة، تضغط أرجل علي الجسد المكوم، يصرخ.. لا يعرف هل من الألم أم الرعب أم من الإهانة.. تنسحب الكرابيج المعلقة، وتوصل الأسلاك بالتيار الكهربائي، تمزق الأثواب التي كانت تستر البدن ، ليبقي الجسد عاريا0
ومع تمزيق الجسد الملقي أو المعلق علي صليب القهر المربوط بالحبال الغليظة، المرتعش تحت وطأة توصيل الأسلاك بالتيار الكهربائي، تأتي من بعيد أصوات غليظة تنتهك حرمة الأمهات والزوجات والأخوات بالسب والتهديد الفاضح، يسحب صاحب الصوت أنفاسا من سيجارته متلذذا بطعم التبغ، يطفئها في الجسد المصلوب علي صليب القهر أمامه0
وتتسع محرقة الذل في أقسام الشرطة ليصبح التعذيب فيها ظاهرة راح ضحيتها أموات، وأحياء تنزف دماؤهم وكرامتهم بجراح يصل عمقها إلي كسر الروح والنفس0
حتي النساء لم يسلمن من مهانة تمزيق البدن وتلطيخ الشرف في أقسام الشرطة ومازالت فضيحة تعذيب النساء في قسم حلوان ماثلة أمام جهات التحقيق، ومحفورة علي عظام النساء اللواتي تعرضن للضرب، وهتك العرض0
وفي طريق المواجهة، تجمع نشطاء حقوق الإنسان باللجنة المصرية لمناهضة التعذيب أمام دار القضاء العالي، وتقدموا ببلاغ للنائب العام حول قضية التعذيب في مصر وذلك بمناسبة اليوم العالمي لضحايا التعذيب، يوم السبت الماضي .
«وللعلم سبق تقديم العديد من البلاغات ضد جرائم التعذيب ننتظر نتائج التحقيق فيها»
قضية التعذيب هي قضيتنا نحن وإن لم نواجهها ونتصدي لها سوف تضاف أسماء إلي أسماء ضحايا التعذيب الذين احتفل بيومهم السبت الماضي، وسوف يصبح المعذبون أرقاما في سجل الضحايا، تضاف إلي أرقام الضحايا من جوانتنامو إلي العراق وفلسطين ومصر0
#بهيجة_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟