أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي جديد - العرب والهلوكوست اللغوي














المزيد.....


العرب والهلوكوست اللغوي


علي جديد

الحوار المتمدن-العدد: 2902 - 2010 / 1 / 30 - 00:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لست من الذين تستهويهم الكتابة من أجل الكتابة فقط و لكن ماتنفثه وسائل الإعلام العروبية و الإسلاموية مؤخرا من سموم كفيل بإسماع كلماته من به صمم .. فمن بين ما يتردد عن على مسامع الناس اليوم الحديث عن كثرة الجمعيات و النوادي و المؤتمرات المنعقدة هنا وهناك عبر ما يسمونه تعسفا ب "الوطن العربي" مطالبين إخوانهم العرب مسيحيين و مسلمين إلى وضع أيديهم على قلوبهم حينا و في جيوب ميزانيات شعوبهم أحيانا لإنقاذ اللغة العربية من الموت المتربص بها في كل مكان و معاملتها بالاحترام الواجب للأم : " أم اللغات غذات الفخر أمهما // وإن سألت عن الآباء فالعرب" كما قال شاعرهم .. فهذه هي العقلية العربية التي تدار بها الأمور ببلادنا ..

عجيب منطق هؤلاء فهم يريدون الأمازيغية في الحملات الإنتخابية و لا يريدونها في الدستور.. ويتبجحون بالديموقراطية و يمارسون الديكتاتورية.. و يتغنون بالوحدة و زرعون بذور التفرقة .. و يهللون بالتعددية و التسامح و التنوير و ينشرون العنصرية و التعصب و الظلامية .. و ينادون بالمحبة و المشاركة و يمارسون الكراهية والإقصاء .. ويتكلمون عن المبادئ السمحة للإسلام و يتاجرون بالدين .. ويفقرون الناس ويستغلون فقرهم لإشباع نزواتهم .. نفس المنطق يستعملونه حتى مع أمريكا - حاضنة إسرائيل كما يدعون – فهم يريدون الدولار و الإنترنيت و الماكدونالدز و دجينز و أفلام هوليود والدواء و المساعدات الأمريكية ولا يريدون أمريكا في مناهجهم التعليمية .. ويعادونها أمام الملأ وفي خطاباتهم و وسائل إعلامهم و لا يترددون في السفر إليها و إرسال أبنائهم إلى جامعاتها في أول فرصة سانحة .. و لكن لا غرابة فما الذي ننتظره ممن يحمل تلك الجماجم الفارغة على أكتافهم غير ذلك ..

إلا أن هناك بصيص من الأمل في التغيير و سبحان مبدل الأحوال وجعل بعض الذين كانوا بالأمس يطبلون و يزمرون لتعريب الإنسان وتوحيد الأوطان تحت راية العربان يرجعون إلى صوابهم ويصحوا ضميرهم قبل فوات الأوان لكي لا يسبحوا ضد الثيارو يظهروا بمظهر من عاشوا في سالف العصر و الأوان .. فلنستمع لمقتطف مما قاله خليل علي حيدر الكاتب الكويتي المعروف بشدة اعتزازه بعروبته مخاطبا رهطا من القوميين والإسلاميين المتأسفين على إفلاس مشروعهم ألإقصائي قائلا :" ووجدت نفسي كذلك أتساءل : لماذا ننفر من هذه التعددية الثقافية في هذا "العصر الديموقراطي" ? ما المخيف أن تكون في ثقافة شمال إفريقيا العربية عناصر تختلف عنها في مصر و سوريا والعراق والخليج ? لماذا هذا الهوس السياسي الثقافي بتوحيد و دمج كل ما تصل إليه أيدينا نحن الذين نكرر ليل نهار محاولين عبثا إقناع أنفسنا بأن "في التعددية قوة" ?..

هكذا إذن تكلم أحد العروبيين أصالة عن نفسه و نيابة عن العديد من أمثاله بعد أن استنزفوا كل الأساليب المشينة لإركاع و استعباد الأمازيغ - الرجال الأحرار- أبناء العزة و الكرامة ببلاد تمزغا .. وبعد المحاولات الجبانة لمحوهم في التاريخ و الجغرافيا و اللسانيات .. وبعد استحالة توحيد الأوطان و الشعوب المختلفة بفرض اللغة العربية (التي لم توحد حتى العرب أنفسهم !) .. وبعد ظهور مدى سخافة أسطورة ربط أصل "البربر" باليمن والألمان .. وبعد التأكد من صحة المبدأ القائل بأن " كل مفروض مرفوض " ولا يؤدي إلا إلى الاحتقان و تمزيق الأوطان و كره اللسان و حتى الأديان .. وهي الأمور كما شهدتها دول يوغزلافيا و البوسنة وألبانيا و العراق و الشيشان ولبنان و الهند و باكستان .. واستفادت منها اندونيسيا و ماليزيا وتجنبت غضب البركان.. ولم يستوعب الدرس بعد ما تبقى من بلدان "العالم العربي" التي تقطنها شعوب مختلفة الألوان و الألسن و الأديان .. و بعد أن شهد شاهد من أهلها فما الذي تنتظره البقية الباقية من دعاة التعريب و التخريب الثقافي و التطهير اللغوي و العنصري بهذه البلدان ليعلنوا توبتهم و براءتهم من الأفكار المسمومة للقومية العربية و الإسلام السياسي التي ما زالت نيران حروبها مشتعلة رغم الدمار والخزي و العار الذي جلبته للشعوب التي سلطها الله عليها ..

لقد مرغت إسرائيل أنوف العرب في التراب في كل الحروب التي خاضها العرب ضدهم .. وقد كان الهدف المعلن هو تحرير القدس "العربي" مدفوعين بالعنتريات العربية متجاهلين أن الزمن قد تغير و الأوضاع الداخلية والخارجية كذلك و أنهم لا يتوفرون على شروط ذلك العمل الهائل.. ذلك أن القدس حين استرجعت في الماضي كان لسيوف غير العرب الفصل الفاصل في المعارك و كان في حد سيف العجم من كرد ومن أمازيغ الحد بين الجد و اللعب .. و كان ذلك عندما كان هؤلاء العجم مازالوا لم يحسوا بعد بالإستعلاء العربي كما هو الشأن الآن .. وفي زمن مازالت اللغة العربية لم تحتل فيه مكانة الإسلام في قلوب الكثير من الناس.. وما زال فيه الإسلام لم يستغل بعد كخادم مطيع لنشر"لغة العرب" و ثقافتهم.. وفي زمن مازال فيه صلاح الدين الأيوبي (الكردي) و طارق بن زياد ( الأمازيغي) لم يخطر ببالهما أن حفدتهم سيكافئون بالكيماوي و الإهانات و التحقير و التفقير ..

و أمام هذه الجريمة الأكثر بشاعة في التاريخ العربي الإسلامي لا يسع المرء إلا ترديد دعاء اللهم لا تستجب للدعوات العنصرية لدعاة التعريب القوميين منهم و الإسلاميين لأنها ستكون وبالا على الإسلام و على لغات الشعوب الإسلامية التي لم تنزل القران لمحوها لتسود العربية التي لم نجد أية آية أو حديثا صحيحا يدعو إلى تشريفها و تقديسها رغم كونها لغة القران .. وعلى كل الشعوب العجمية المحبة للانفتاح و السلم العالمي و فعل الخير .. وأنت أعلم منا بأنهم (دعاة التعريب) لا يؤمنون بقولك : " وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" و بقولك الكريم : " ومن آياته اختلاف ألوانكم وألسنتكم " .. و أختم قولي هذا بقول الشاعر: " متى يسفر الأفق الغيهب ** وتسمع يا رب ما أطلب " ..



#علي_جديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمازيغ و الصواريخ العربية العابرة للقارات
- سبحان الحاكم العربي العظيم ! !
- ذهبت أخلاقهم فذهبوا ...
- عدالة الشيطان
- عندما يستنجد بوش و أوباما بالأمازيغ
- رسالة إلى الرئيس أوباما
- - العروبة - إله العرب الجديد
- امة اقرا لا تقرا
- اعتبروا يا أولي الألباب !


المزيد.....




- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا ...
- الضربات الجوية الأمريكية في بونتلاند الصومالية قضت على -قادة ...
- سوريا.. وفد من وزارة الدفاع يبحث مع الزعيم الروحي لطائفة الم ...
- كيفية استقبال قناة طيور الجنة على النايل سات وعرب سات 2025
- طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 TOYOUR BAB ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21 ...
- ” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- زعيم المعارضة المسيحية يقدم -ضمانة- لتغيير سياسة اللجوء إذ أ ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي جديد - العرب والهلوكوست اللغوي