فهل يا ترى يستطيع العرب تقديم اعتذارهم عن جرائم سبي الامازيغ نساءا و رجالا لغرض التلذذ الجنسي والسخرة والاتجار في اسواق النخاسة الاسلامية كما كان حال سود سواحل شرق افريقيا وشعوب الفرس والارمن والروم؟.لست انتظر حدوث ذلك لا من الشعوب ولا من الانظمة الرجعيةالعربية،لان الكل لازال يتمسك بقومية شوفينية شديدة التعصب تشبه الى حد بعيد القوميةالتورانيةالتي ترفض الاعتراف والاعتذار عن جرائمها بحق الشعب الارميني و أخيرا اقول اسفة لانه ليس لدي ما اعتذر عنه للإخوة العرب الذين لا زالوا متمسكين بثقافة الموالي والشرفاء،وساتمسك بالنضال لاجل حقوق شعبي بما فيها حق الاعتراف بتلك الجرائم التاريخية والاعتذار الرسمي عنها. اتمنى الا تكون تعليقاتي ذات نزعة قومية مغالية،واعتقد اني حرصت في تعليقي الاول الذي حذف-كما حذفت 3 تعليقات سابقا-على ان انقل معطيات تاريخية بشكل موضوعي دون اي تأويل شخصي،و ركزت على الروايات التي تتفق عليها المصادرالتاريخية الثلاث:الأمازيغية،العربية،الاوربية.ونظرا لأن تعليقي لم يحمل اي خرق لقواعد النشر،اعلن توقفي النهائي عن التعليق على موقع الحوار المتمدن.شكري للكاتب والمعلقين المحترمين
لكل هذه الشعوب أقدم اعتذراي: اعتذر للايطاليين رغم جرائم الاحتلال الروماني بتامزغا وجرائم الاستعمار الايطالي لليبيا، أعتذر للعبرانيين رغم خيانتهم للامازيغ خلال مرحلة الاحتلال الهمجي الوندالي حيث اختاروا التعامل التجاري مع العدو بدل مقاومته، كما تآمروا لاحقا مع القوى الكولونيالية والآن مع الأنظمة العروبية الشوفينية القائمة بتمازغا بدعمهم لها ورغم غدرهم بعد تهجير عشرات الالاف من الامازيغ اليهود الى الكيان الصهيوني.أعتذر للشعوب الايبرية:اسبانيا والبرتغال رغم جرائمهم في حق الشعب الامازيغي طيلة الستة القرون الأخيرة: استعمار البرتغال للثغور المغربية و نشاطها البحري العدواني القائم على قرصنة السفن الامازيغية ،استعمار اسبانيا لشمال و جنوب المغرب و استعمالها لاسلحة كيماوية ضد ثورة الريف و قنابل الفوسفور الابيض والنابالم ضد جيش تحرير الجنوب ،واستمرار استعمارها لمدينتي سبتة و مليلية المحتلتين و الجزرالجعفرية و كذا احتلالها لوطن الشعب الاكناري الامازيغي جزر الكناري منذ ق15 م و جرائم تقتيله و تهجيره.اعتذر لشعب الصونغاي رغم استعماره لوطن شعب الطوارق الامازيغ وارتكابه جرائم ابادة جماعية وتهجير بحقه
و لأننا كأمازيغ ليست لنا اية اوهام حول تضخم الذات ولايمكن الا تكون لنا مثالبنا كباقي القوميات الاخرى،فإنني لن أخجل من الحديث عن الكثير من اخطاء شعبنا تجاه بعض الشعوب وان في فترات تاريخية محدودة:ومن أولى جرائمنا محاولة البونيقين احتلال روما.تليها جريمة مشاركتنا في احتلال شبه الجزيرة الايبرية بمشاركة العرب لما يقرب 8 قرون.كما لا ننسى جريمة مشاركتنا في استعمار جزيرتي صقلية ومالطا الى جانب العرب لمدة قرن كامل قبل ان تسقط بيدالنورمانديين.ولن اغفل أيضااضطهاد الأمازيغ لليهود مع العصرالموحدي ق11م حيث فرض عليهم نظام عزل عنصري لأول مرةوجمعوا في احياء خاصة سميت بالملاحات كماارغموا على ارتداء ألبسةزرقاء فضفاضةمع وضع شال اصفرعلى الراس لتمييزهم.وأخيرا اتي على جريمة ضلوع الأمازيغ في تجارة الرقيق ونقلهم لعنصرالصونغاي شعب السودان الغربي المعروف الان بمالي والنيجرالى المغرب منذ ق16م لاستغلاله على عهد الدولة السعدية العروبية والتي اتبعت سياسات اقتصادية وعسكرية استعماريةاججتها صراعاتهامع الامبراطورية العثمانية-التي كانت تحتل ليبيا وتونس والجزائر-حول النفوذ الروحي بافريقياالسوداء والسيطرة على ثروات شعوبها
برأيي لولا تحول سياسة العرب الامويين الى سياسة استعمارية عنصرية تجاه الامازيغ،لأمكن تفادي كل تلك الصراعات وما نجم عنها من عدوان وحروب،و لتعايش العرب مع الامازيغ كما فعل الفينيقيون الذين استقروا بقرطاج والذين انصهرمعهم الامازيغ ليبنوا معا الحضارة البونية واندمجوا معا،كما وقع مع كل الشعوب التي استقرت بشمال افريقيا بشكل سلمي بدءا بالسود المتزاوجين مع البيض والذين نزحوا مع قسم منهم من الصحراء الكبرى نحو تامازغا على شكل موجات متتابعة منذ حوالي 7000 الاف سنة ق.م،وصولا الى العبرانيين الذين نزحوا الى شمال افريقيا حوالي 2000عام تقريبا ق.م.و ان كنا قد عرضنا بعضا من المعطيات التاريخية و الثقافية الايجابية حول الامازيغ بشكل حيادي بما فيها ثوراتهم ضد كل مستعمرمضطهد،لا ننسى ايضا قبولهم لحكم عناصر اجنبية من خارجهم بشكل طوعي كما حدث مثلا مع تأسيس ممالك عبرانية على ارض تامزغا بكل من درعة والاطلس الصغير، ونفس الشيء بالنسبة لتأسيس ممالك عربية كالأدارسة مثلا , بجوار ممالك أمازيغية قوية.وكذلك توليتهم لعيسى بن يزيد الاسود على راس مملكة سجلماسة الصفرية،و ابو الخطاب العربي على راس مملكة بني رستم الاباظية .
و حتى نكون موضوعين فان انتشار الاسلام بين الامازيغ امتد لثلاث قرون كاملة ، و قد مرت عملية اعتناق الشعب الامازيغي للاسلام بثلاث مراحل مختلفة تميزت اولاها بشكل سلمي ومحدود و بدات منذ اتصال الامازيغ بالاسلام الذي سيطر بالقطر المصري المجاور و بداية دخول العرب الى المنطقة و انتهت باقالة قائد الجيوش العربية مهاجر بن دينار،و بدأت المرحلة الثانية مع حلول عقبة بن نافع على راس الجيوش العربية و تميزت هذه المرحلة بالتقتيل و السبي و النهب حتى بعد اسلام الامازيغ بشكل شبه كلي و انتهت الى استتباع اغلب مناطق تمازغا للامارة الاموية،والمرحلة الثالثة ابتدأت بثورات الامازيغ على التبعية للامويين وطرد جيوشهم وقتل عمالهم على الاقاليم الامازيغية منذ 8 م على يد ميسرا المذغري الذي اعاد السيطرة على المغرب وبعد عزله تولى خالد الزناتي القيادة و تمكن من ابادة الجيش الاموي بالجزائر بالكامل وبعدها استعاد الامازيغ الصفرية والاباظية المغرب وتنازعوا السيطرة على تونس وتواصلت الانتفاضات بليبيا حتى تمت استعادتها كليا بالتزامن مع سقوط الحكم الاموي مع منتصف ق8 م، لتبدأ مرحلة اخرى من الثورات ضد الاحتلال العباسي ثم الفاطمي. .
من المعروف ان الامازيغ بطبيعتهم يميلون الى اللاسلطوية العفوية،لذلك لا يتوحدون تحت انظمة مركزية في شكل ممالك الا في فترات مواجهة الاستعمار الاجنبي وهكذا كان الحال مع التحام الامازيغ لمواجهة التواجد الاجنبي على ارضهم بدءا من مقاومة الرومان و الوندال و البيزنطيين و الثورات ضد ولاة العرب الاموييين والعباسيين التي امتدت طوال ثلاث قرون كاملة ثم مواجهة استعمار مختلف القوى الامبريالية الاروبية لثغور و بلدان تامازغا خلال القرون 15 و16 و19 و20 م،و كل هذه الثورات بما فيها ثورات الاندلس كانت ذات طابع قومي تحرري و ان اتخذت في ظاهرها طابعا دينيا في بعض الحالات فلم يكن ذلك سوى تعبيرا عن حفظ التمايزعن المحتلين داخل اطار نفس الدين المشترك.و الى جانب هذه الملاحظة تميز الامازيغ ايضا بسهولة تقبلهم للديانات التوحيدية التي تصل اليهم بالسلم،فتدينوا باليهودية،ثم تخلى اغلبهم عنها مع ظهورالمسيحية،وكذلك كان الامر بالنسبة للاسلام الذي اعتنقوه باعتباره آخر الاديان الالهية منذ وصول العرب الى المنطقة بقيادة الفارسي مهاجر بن دينار في القرن 7 م،والذي ادى تعويضه بعقبة بن نافع الى توضح ملامح الغزو و بدء تفجر الثورات،
عزيزتي هند،الا ترين أن الامر اكبر من قناة تلفزية،و انه اكبر من تنصيص دستوري ايضا و لو جاء قريبا لامتصاص النقمة، الامر في الواقع يتعلق بعملية اعادة وعي الشعوب المغاربية بهويتها الأمازيغية،انها عملية تشبه الى حد بعيد علاجا ثقافيا-نفسيا لمجتمعات مسخت هويتها الحقيقية الاساسية:التي هي بلا شك الامازيغية،هذه الهوية القاعدية التي تحتوي كل الهويات الفرعية الاخرى بالمنظور البنيوي للهوية . اذن لا تخلطي الامور، فالامازيغية كهوية حضارية واجتماعية وثقافية وقومية تستوعب باقي الهويات الكناوية والمورسكية والحسانية والعروبية.اي انها وعاء لها،اذ انها لا تجاورها على نفس المستوى كما تحاولين تمرير ذلك.ثم عن اي استقرار تتحدثين؟هل هو استقرار نظام الطبقات الحاكمة على جثة شعب تدمر شروط بقائه و تهمش لغته الأم في انتظار انقراضه أو تشييع لسانه الى مثواه الاخير بعد نصف قرن؟.ثقي ان الاستقرار لن يدوم و ان الصبر بدأ ينفذ و ما درس حزب العمال الكردستاني عنكم ببعيد! عزيزتي الدكجة شكرا لاطرائك، ايضا الامازيغ يحتفظون بنهج آخر لحينه،الامازيغ لا ينسون ابدا، و لن يحتويهم اي كان، فقد تتحول الاطالس والريف الى جحيم بارود..
الفيسبوك
التويتر
اليوتيوب
RSS
الانستغرام
لينكد إن
تيلكرام
بلوكر
الموبايل