علي جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 2901 - 2010 / 1 / 28 - 12:01
المحور:
كتابات ساخرة
تعودت مجتمعاتنا العربية على استخدام الامثال الشعبية الدارجة عند الحديث عن اي موضوع اوقضية تنسجم من حيث الشكل والمضمون مع هذا المثل ، ومن الامثال الدارجة التي يسخدمها عامة الناس عندما تحدثون عن سرقةٍ تحدث في مكان ما ، ويكون هناك اتهام موجه لشخص معين تؤكد جميع المؤشرات والدلائل على قيامه بالسرقة ، وعندما يطلب المتهم من المحكمة او الجهة المختصة بالتحقيق معه ان يقسم بعدم ارتكابه لهذا الفعل فان الجميع يسخر منه ويقولون له "گالو للحرامي احلف گال اجاني الفرج" وهذا المثل ينطبق تماماً مع هذا الموقف لان الحرامي مستعد ان يفعل اي شيء ليفلت من العقوبة حتى لو "يحلف" بكل المقدسات.
اليوم نجد هذا الامر يحدث في المشهد السياسي العراقي لكن بطريق اخرى ، فالعديد من البعثيين ومن يدافعون عن النظام المقبور وجدوا "بدعة" جديدة من اجل الافلات من عقوبة الاجتثاث ، عبر الاعلان عن براءتهم من حزب البعث ، لانها تمثل الفرصة الحقيقة للخلاص من العقوبة ، ونحن ندرك جيداً ان هؤلاء موغلين لحد النخاع بجرائم العبث ، وشركاء حقيقين للنظام البائد في كل افعاله الاجرامية التي ارتكبت بحق العراقيين ، وللاسف ما زالت الجهات الحكومية والبرلمانية تعمل بصورة مخجلة في محاربة البعثيين الذين تحولوا في ليلة وضحاها الى مظلومين ومهمشين !!!!!
عندما قام الرئيس السابق عبد السلام عارف بانقلابه المشؤوم ضد الزعيم عبد الكريم قاسم عام 1963فان العديد من قادة البعثيين وعلى رأسهم احمد حسن البكر اعلنوا براءتهم من حزب البعث وتعهدوا بعدم العودة اليه او الحديث به "بسبب الصراع والمشاكل التي كانت بين البعثيين من جهة وعبد السلام عارف من جهة اخرى" لكن سرعان ما نقض هؤلاء عهدهم واسقطوه بعد انقلابهم المشؤوم ايضاً عام 1968، لياتي حزب العبث الى واجهة السلطة على يد اشخاص كانوا قد اعلنوا براءتهم منه قبل مدة قليلة ، هذا النموذج لا يمكن ان نسمح له يتكرر بمجرد ان يعلن البعثيين براءتهم من البعث ، المطلوب من الجهات المعنية في العراق بعدم الاخذ بتعهدات البعثيين لانهم لايمكلون اخلاق تضمن التزامهم بهذا التعهد.
#علي_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟