بل افعلها يا نوري الماكي

إياد منصور

الحوار المتمدن-العدد: 2901 - 2010 / 1 / 28 - 02:35
المحور: كتابات ساخرة
    

إلى السيد الدكتور عزيز الدفاعي المحترم :-

أنت كمن يبكي على الحسين ويترحم على قاتله .. وبالعراقي : شيء ما يشبه شيء..! فعمرو بن سعد قد نفذ أوامر يزيد كما نفذ سلطان هاشم أوامر صدام حسين فلماذا يلعنه التاريخ جيلاً بعد جيل؟..كان سلطان هاشم رجلاً عسكرياً .. نعم .. ولكنه لم يحمل الشرف العسكري الذي أقسم عليه فتلطخت يداه بدماء العراقيين الأبرياء عندما ضرب الانتفاضة/1991 بالطيران العسكري.
لو كان عبد الكريم قاسم وهو الرجل الوطني الوحيد الذي حكم العراق قد تخلص من المجرمين من أعدائه كما ينبغي لما استطاع البعث أن يتربع على دفة الحكم أربعون عاماً ولكنه اتبع معهم وللأسف سياسة [عفا الله عما سلف]بدلاً من[ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب] فكان ما كان .. ولن ينسى الشعب العراقي كيف أعدم قادة البعث هذا الرجل الكريم أمام شعبه في شاشة التلفاز خلال دقائق ثم رموه في نهر دجلة لئلا يكون له ذكر بعد حين,انظر كيف كان الموت نظرية عمل في فكر حزب البعث.
استطاع قادة البعث أن يتخلصوا من عبد الكريم قاسم وأمثاله وأتباعه واحداً تلو الآخر بالغدر والخيانة حتى من القوميين الشرفاء بلا قضاء ولا محكمة وقد وثّق التأريخ كل ذلك وبإمكان من شاء أن يطّلِع.. والآن هم منزعجون من قانون المساءلة والعدالة !!

لو كان سلطان هاشم رجلاً وطنياً شريفاً كما تدّعي يتمتع بأدنى أخلاقية المهنة لوقف مع شعبه في الانتفاضة الكبرى/1991 وتخلّص من صدام الذي كان في أضعف ما كان عليه وكان الجيش العراقي آنذاك كله بيده لا بل ساخطاً ومستاءً على صدام حسين كل السخط والاستياء.... لماذا لم ينتهز هذه الفرصة الذهبية والتأريخية ليخلص العراق وشعبه من أكبر دكتاتور في التأريخ ؟لكان قد دخل التأريخ كما دخله الحر بن يزيد الرياحي ولأصبح ملايين العراقيين والأحرار اليوم يقفون أمامه ويقولون له :-السلام عليك يا سلطان هاشم .. لا بل فكر بالامتيازات من بيوتٍ وأموالٍ وسيارات وانتظر حتى يوقّع في خيمة العار خيمة صفوان التأريخية على بيع العراق أرضاً وشعباً لأمريكا من أجل أن يبقى صدام حسين لا من أجل أن يبقى العراق.

إن كان من يعدم حقاً وأولاً وقبل صدام حسين هو سلطان هاشم لا لكونه سلطان هاشم بل لكونه وزيراً للدفاع ..عسكرياً محنّك وله قاعدة عسكرية عريضة بين الجيش العراقي وامتلك القوة اللازمة للقضاء على صدام حسين ولم يفعل لتخليص أرضه وشعبه من الذلِّ والهوان ويحظى بتوفيق الله ليرتفع من أسفل سافلين إلى أعلى عليين وعلى نوري المالكي ألا يقول: [عفا الله عما سلف] فالأمر لله والشعب وعندما يأتي الحق لا بد أن يزهق الباطل.
على نوري المالكي أن يتصرف كما ينبغي قبل أن ينتهي الأمر كما انتهى إليه البطل الشريف عبد الكريم قاسم.

#إياد_منصور (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات