موازنة بلا وظائف

حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2900 - 2010 / 1 / 27 - 22:17
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    

الكثير من أبناء العراق وخاصة الـ 115 ألف شاب وشابة من الذين كان من المفترض أن يتم توظيفهم في دوائر الدولة في عام 2010 لعنوا الديمقراطية التي حجبت عنهم تلك الوظائف ومنعتهم من أن يفتحوا بيوت تملأ أرجائها السعادة والفرح , أحدهم قال لي في الصباح وماذا علينا أن نقول سوى حسبي الله ونعم الوكيل !! تألمت وانا ارى هذا الشاب الطموح وقلت له لا تلعن الديمقراطية بل العن الاستخدام السيء لها .. تركته ينتظر موازنة 2011 وفي الطريق إلى عملي ناولني احد المارة كتيب صغير يمثل البرنامج الانتخابي لأحدى القوائم وأول ما طالعت فيه إن برنامجنا قائم على القضاء على البطالة.. رميت هذا الكتيب جانبا وطالعت ما وجدته من صحف عند بائع الصحف فكل الصحف الحزبية تؤكد ان برنامجها قائم على دحر البطالة واستثمار طاقات العراقيين , مررت سريعا على عناويينها وتوقفت أسرع تحت عناوان لصحيفة (( موازنة خالية من التوظيف )) هل يعقل ان حمى الانتخابات تحجب لقمة العيش وكيف سنصدق وعودكم الانتخابية وقد حجبتم 115 ألف وظيفة . وهل يمكن أن نصدق ما ستقولونه لنا في برامجكم الانتخابية , نحن لا نعتب الا على القوى الوطنية التي ناضلت ضد النظام الفاشي المقبور وقدمت الشهداء والتضحيات الجسام كيف تفرط بنضالها من أجل مقاعد دنيوية زائلة كل أربع سنوات , وحقيقة الأمر أنا صدمت من رفض التعيينات لعام 2010 حتى لا تجير للحكومة !!! من هي الحكومة ؟؟ أليست حكومة وحدة وطنية كلكم شركاء فيها ؟؟ أم أصبحت الآن حكومة دكتاتورية ؟؟ أم استطلاعات الرأي أثرت ؟؟ وربما انتابت البعض مخاوف من أن تحظى حكومة الوحدة الوطنية هذه بشعبية 115 الف عائلة ؟؟ والجميع يعرف إن الحكومة الحالية تشكلت وفق محاصصة ضمت كل الطيف العراقي قوميا ودينيا ومذهبيا وبالتالي فانها مسؤولة عن تحقيق الرفاهية للشعب . نحن عاتبون على قوانا الوطنية التي لم تتكلم ولم تطالب بتنفيذ فقرة من برنامج انتخابي ستدعو له بعد الخامس من شباط بالقضاء على البطالة , هل اليدمقراطية تعني قطع أرزاق الآخرين ؟؟ بالتأكيد لا كان بالامكان إطلاق هذه الدرجات الوظيفية طالما انكم واثقون من قواعدكم الشعبية فانها ستجير لكم أيضا , هنا علينا أن نذكر هيئة الرئاسة بأن من صميم عملها نقض هذه الفقرة واعادة الموازنة لمجلس لسببين الأول إعطاء فرصة للتوظيف والثانية اعطاء فرص للكتل السياسية لتصحيح صورتها أمام جماهيرها ... علما إني موظف درجة رابعة والأمر لا يعنيني شخصيا لكنه يعنيني وطنيا واخلاقيا .

#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات