أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين رشيد - المثقف والمواطن والسلطة














المزيد.....

المثقف والمواطن والسلطة


حسين رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2900 - 2010 / 1 / 27 - 17:45
المحور: الادب والفن
    


المثقف والمواطن والسلطة
حسين رشيد
1
بدا" لابد ان نكون , نحن معشر الأدباء والمثقفين واضحين ومبدئين في ما نريد , وما لا نريد خاصة في مثل هذه المرحلة المهمة والحرجة والعسيرة، في ذات الوقت التي يمر بها العراق , وعلى المستويات والصعد كافة . وكيف هو دورنا في رسم معالم الصورة المقبلة، بارادة وطنية عراقية خالصة ، كما علينا ان نحدد نوع الاختيار في تحديد الصورة الاداري الفعلي الاصلاحي ، وربطه مع احوالنا الذاتية، بعيدا عن الانفعالية او العاطفية او النفعية على حساب الاخر . اذ علينا تعميم الخير والإصلاح على الجميع .
وبما اننا ندخل الديمقراطية ،التي تعد اكمل النظم السياسية ،حيث تكون وظيفة الدولة الاساسية بناء المجتمع على اسس المساواة في الحقوق والواجبات ،واحترام الحريات والاراء والافكار كافة ،وتحديد شكل ونوع العلاقة بين المواطن والدولة، والدولة والمثقف، والمواطن والمثقف . وهي ثلاثة علاقات هامة وجذرية يشكل فيه، المثقف الاساس في رسم وتوضيح العلاقة المنهجية الصحية ، لكن قبل ذلك لابد من ايجاد صورة واضحة المعالم لعلاقة الدولة بالمثقف والمثقف والدولة. فحين يكون المثقف قائدا للجماعة، ويسعى إلى التغيير بأفكاره من خلال النصح والتحذير بقدر وعي المواطن .حيث تأتي استجابه لأقواله، سيكون هو من يحدد نوع العلاقة من السلطة لا العكس ، وكما يقول سارتر المثقف ليس مسؤولاً عن نفسه فحسب، وإنما هو مسؤول عن كل البشر. والإنسان الذي يرى قيمة الاختيار لا يستطيع إلا أن يختار الخير. والخير لا يكون كذلك إلا إذا كان للجميع.
فالمثقف لابد أن يحتفظ لنفسه بمسافة قياسية خارج مفاهيم واطر سلطة الدولة، حتى لو كانت تلك السلطة تتبنى بعض المفاهيم والافكار والاراء التي يتبنّاها المثقف. اذ ان هذه المسافة ستكون الفضاء الواسع للمثقف بالعمل على الاستقلالية الفكرية والادبية والفنية وبالتالي يتكفل بحمايتها والحرص عليها من دون ان يقوم بالدفاع عن قرارات السلطة السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية. وهذا لايعني ان عليه ان يكون ندا لها بل , مراة عاكسة لمضاعفات تلك القرارات على المجتمع والمواطن . اضافة الى ذلك على المثقفون اضاءة الجوانب المظلمة عند السياسين وتقويم افعالهم الخاصة والعامة. من خلال نقدا بناء موضوعي ممنهج على اسس ديمقراطية متبناة من قبل الدولة. وهذا ما على المثقفين فعله اولا بجعل النظام السياسي ديمقراطيا .من هنا يكون الانطلاق نحو العلاقة، مثلما يريد المثقف التحرر من سلطة الولاء للقبيلة والطائفة والمذهب والمنطقة، عليه ان يكون متحررا" ايضا" من السلطة الحاكمة .
2
فالمثقف المبدع سواء كان كاتبا" او شاعرا او روائيا ، فنان يمثل او يغني تشكيلي يرسم، او نحات ينحت، انما يعمل ذلك من اجل عصره، ومن أجل الإضافة والتطوير والتقدم والتأثير .هذا التأثر يخاطب به البسطاء الذين يتعاطفون مع آراء المثقفين، حيث يجدون فيها تعبيرًا عن واقعهم المرير، ونافذة لعكس معاناتهم وازماتهم ، دخول الى مناصرته لقضاياهم ، وان كان ذلك يحدث في احيان قليلة جدا.
والمثقف الحقيقي هو من يمتلك رؤية نقدية للمجتمع، الذي هو جزاء منه، وللمجتمع الإنساني الأوسع والاكبر والاشمل ، بحيث يفتح عدة نوافذ على الاخرين المحيطين به، قريبن كانوا ام بعيدين، وينهل من التجارب المتنوعة ،من منطلق الفهم والتفهم والثقة بالذات والقدرة على الفعل والتغير، لن يمارس المثقفون الدور المطلوب في تحديد معالم الصورة وتوضيحها بين المواطن والدولة والمثقف، ما لم يدركوا أن هذا الدور لصالح المجموع، وليس ضد احد الاطراف الثلاثة والذي يكون ضد السلطة في احيان عديدة ، في نفس الوقت. ان ما يؤدي إلى تقدم أي مجتمع هو الصورة الواضحة المعالم والمستقبلية بين مكونات المجتمع الثلاثة وإذا ما تباينت المصالح بين السلطة والمواطن، فإن قيمة المثقف في ابتعاده عن السلطة بقدر اقترابه من المواطن هي التي يمكنه ان تعيد ذلك التباين الى مكانه الصحيح وتجعل المثقف هو الذي يقود المجتمع. فدور المثقف الإيجابي في كل الأحوال هو الإضافة والتطوير والتقدم،لبناء مجتمع واعي متماسك وهذا لا يتحقق ، ما لم تتحقق الديمقراطية التي تتيح للثقافة الحقيقية أن تتنفس، وتؤدي واجبها الاصلاحي . والمثقف المهموم بمشكلات وازمات الوطن والمواطن لا ينتظر المقابل لما يبذله من جهدا وعمل في سبيل حل هذه الازمات،ولعل أخطر ما يعانيه بعض المثقفين هو عشق السلطة السياسية، حتى تحول الامر الى مرض مزمن يعاني من تاثيراته الكثير، فالسلطة شاغلهم، وربما توسلوا وغازلوا وهادنوا وتملقوا للحاكم ومعاونيه في أحيان كثيرة مما نتج عن ذلك هوة كبيرة بين المثقف والمواطن وهذا ما حدث في فترات سابقة من عمر البلد لذا علينا اعادة الامر الى مكانه الطبيعي وبناء علاقة حميمية مع المواطن من اجل التغير السياسي السليم والبناء الديمقراطي من خلال اختيار الاصلح والافضل في تسلم مقاليد السلطة .



#حسين_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمعة السينما
- الجيل السردي
- انتاج الثقافة
- تعقيبات نقدية
- غزل انتخابي
- لعبة برلمانية
- شناطات سور نينوى الامنية
- اشكالية الكتاب العراقي
- لا تسرقوا اصواتنا ثانية
- تصريخات
- نعم نستطيع ...
- ناقد حسب الطلب
- الشعوب هي التي تدفع الثمن
- العراق ومحيطيه
- الا تكفي هذه الاعترافات
- الاربعاء الدامي من المسؤول
- محاولة يائسة
- معسكر اشرف والاخرون
- لتكن مصارحة اولا
- 20 مليار دولار


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين رشيد - المثقف والمواطن والسلطة