من مذكرات أبو يسار

جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 881 - 2004 / 7 / 1 - 08:22
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    

من مذكرات المفرج عنه أحمد دريوسي
أبو يسار
-2-
الكلكاوي أبو يسار في تدمر
جهاد نصره
وأنت تعبر ممر الموت في سجن تدمر باتجاه المهاجع والساحات تلقى إلى يمينك مكتب الذاتية الذي يتحول إلى قاعة محكمة ميدانية حين يستوجب الأمر ذلك كما حصل في/1983/ ومن طرائف المبكيات ما حدث أثناء محاكمة دفعة من معتقلي اللحى الإخوانيين المتأسلمين فبعد وصول القاضي العسكري إلى غرفة الذاتية، تحولت على الفور إلى قاعة محكمة وجلبت الدفعة المتوجب محاكمتها وقام الحراس بتركيعهم صفاً واحداً وجوههم إلى جدار المهجع/ 1 / حيث يهجع أبو يسار دريوسي ورفاقه المعتقلين الذين يتابعون وقائع المحاكمة بآذانهم وكلهم شغف لمعرفة مصير جيرانهم..وبدأت جلسات المحاكمة تجري كالوميض فالجلسة الواحدة لم تكن تستغرق أكثر من عشر ثواني: اسم الأب واسم الأم ثمَّ حكمت عليك المحكمة بال.. أحد المعتقلين اسمه: ( حسن دقو ) والشرطي الذي يجلب المعتقل الذي ينادي عليه القاضي إلى داخل غرفة المحكمة اسمه :حسن وهو من الساحل حيث تقول الأم للأب حين تود ضرب وتأديب الولد: ( دقو) لقد أذنب اليوم..! وهكذا جرى الالتباس اللغوي الذي دفع ثمنه المعتقل- حسن دقو- حين نادى القاضي صائحاً باسم المعتقل الذي جاء دوره في المحاكمة الفانتازية : حسن دقو فظنَّ الشرطي حسن أنَّ المطلوب منه أن يدق المعتقل قبل إدخاله إلى القاضي كما يقول أهل الساحل عندما يريدون ضرب أحدهم فيدقونه دقاً وهكذا راح يضربه مستخدماً الكرباج وقدميه حتى أدماه وكان القاضي يعيد الصياح غاضباً من التأخير: حسن دقوا فيرد المعتقل وهو تحت الضرب: حاضر سيدي أما الشرطي الفهيم حسن فكان كلما سمع القاضي يصيح: حسن دقو يظن أن ذلك موجهٌ له كي يستمر بعملية دق المتهم المدمى إلى أن فقد القاضي أعصابه وصاح في وجه المساعد الواقف عند باب القاعة : ماذا حدث لماذا لم يصل المتهم..؟ فما كان من المساعد الفهلوي إلا الاقتراب من القاضي وهو يقول: سيدي إنَّ الشرطي حسن يدق الموقوف دقو كما أمرت سيدي.وكان الشباب اليساريون في المهجع القريب ينطون في الهواء من فرط ما ضحكوا حتى أنَّ- أبو يسار- وقع مغشياً عليه وظلَّ على هذه الحالة إلى أن زارته والدته- دلعون- فأنعشته بفحلٍ من البصل البلدي..! وما إن صحا من ( غشوته ) حتى اشتبك مع أمير الإخوان في المهجع الشيخ / يوسف ملا/ وهو من تلاميذ الشيخ / الخزنوي/ المعروف في منطقة الجزيرة وتحديداً في مدينة قامشلو وذلك بسبب أقواله البلهاء عن بيروت وكان الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان قد بدأ للتو فقد قال الشيخ المعتوه: إن بيروت العاهرة المملوءة بمحلات بيع الخمور وأماكن الفسق والفجور لا يمكن أن تقاوم الهجوم الإسرائيلي وهم لا يستحقون الدعم ولا المساندة وردَّ الشباب على كلامه بأداء جماعي لأغاني مارسيل خليفة والشيخ إمام فاستشاط الأمير الإخونجي غضباً خاصةً حين قال له أبو يسار: أمراء مملكتك هم العاهرون فعوى الأمير في وجهه قائلاً: إذا أراد الله وحققنا هدفنا وأصبحنا حكامكم سأعدمك يا- أبا يسار- مرتين مرةً لأنك شيوعي وأخرى لأنك نصيري..!
29/6/2004

#جهاد_نصره (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات