أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 26 -














المزيد.....


الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 26 -


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2900 - 2010 / 1 / 27 - 15:50
المحور: الادب والفن
    


الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-26-

--------------------------------------------------------------------------------

رغم الواقعة التي حدثت لي مع الشرير ورغم غضبي الشديد منه. فقد وجدني بعد أيام قلائل ثملا
بحانة - شالة - الشعبية . فصار يتودد إلي ولم يكن لديه أثر للإحساس بالذنب على ما اقترفه. في
حين كنت أنا لا زلت أرى الشر واضحا في نظراته البشعة من جراء تأثير آلة التلحيم على بصره بسبب
مهنته التي كان يمارسها يوميا في ورش الحدادة الذي كان مصدر دخله . كنت قادرا على مسامحته
واتخاذ الحيطة منه أيضا لأنه لن يتوانى عن تكرار ما هو طبيعةمجبولة في سلوكه. قام باحتساء قارورة كاملة في لحظة خاطفة وهو يقول ; نحن الآن متساويان . وبعد هنيهة طرح علي اقتراحا ;
لما لا نقوم بجولة ؟ قلت ; في جبال الفنيدق ؟ فضحك مليا ثم أضاف ; لن يتكرر ذلك أيها الرجل
الطيب . فضعفت روحي أمام إطرائه وسألته عن المكان الذي ينوي الدهاب إليه فقال بأن كابو نيكرو
ملائما بالمناسبة . ووصف لي الفضاء الذي سوف نقصده بكونه خاص بالأجانب وهناك تستحم الفتيات الأجنبيات وهن عرايا فذكرته بأن هذا المكان ممنوع على المغاربة المكبوتين مثله فضحك
ضحكته المجلجلة واتهمني بأنني مكبوت أكثر منه وبأنني مدمن على العادة السرية رغم حظوظي
الوفيرة مع الفتيات .
وصلنا كابو نيكرو فركن سيارته - سيمكا - في إحدى المواقف الخاصة بالسيارات ثم توجهنا نحو مركب
سياحي يقف حارس مغربي ببابه وكنا في حالة سكر واضح للعيان وكان هو يحمل آلة الغناء في يده واقتحمنا المكان رغم محاولة الحارس المغربي لثنينا عن الدخول . وما أن أصبحنا في الداخل
حتى تعلقت بنا أنظار الأجانب نساءا ورجالا مستغربين وجودنا ونحن ننظر بنظراتنا الشرهة كما لو
جئنا من عالم متوحش . كنت أنا أسرق النظرات إلى النهود العارية التي زادتها أشعة الشمس
بهاءا فبدت لي كحبات الليمون الرائعة أو كحبات الرمان المبهجة وشعرت بسعادة مبهمة وكانت
مياه حوض الماء صافية وبراقة كمياه الغدران وبدا لي العالم هناك ملونا بألوان عجيبة وزاهية وأحسست
كما لو أنني في الجنة . إستيقظت من غيبوبتي على إثر حضور رجل في مقتبل العمر يقف أمامنا
ويطلب منا الخروج ويخبرنا بأن الفضاء خاص بالأجانب وممنوع على المغاربة . وكانت النظرات
مصوبة إلينا كأنها سهام ثاقبة وبدا كأن حالة طواريء حلت بالمكان والرجل يستعجل رحيلنا . ضحكت
من الرجل وقلت له ممنوع على من ؟ قال على المغاربة . كيف تمنعون عنا أماكنا على أرض وطننا
فنحن لسنا في فرنسا ؟ نحن على أرض الوطن , وأضفت ; إذهبوا أنتم إلى بلدكم أو إلى الجحيم
وكنت أتكلم بلغة فرنسية ركيكة ورديئة لكنها كانت مفهومة لدى الرجل الشاب الأجنبي وكان هو يعلق صفارة على صدره مما يوحي بأنه مكلف بحراسة المكان .
ثم سطونا على طاولة كانت شبه خالية وجلسنا واضعين آلة التسجيل على الطاولة البيضاء كأننا في بيتنا . وبعد دقائق معدودة رأيت دركيين مقبلين نحونا . أشارا علينا بالوقوف واقتادانا نحو الخارج وكنا نسير أمام الدركيين مطأطئي الرأس وكنت أتكلم أنا بفرنسيتي الرديئة قائلا ومتلعثما بسبب
ثمالتي ; نوسوم با دوكلوشار .
وكان أحد الدركيين يبتسم ساخرا من فرنسيتي .
وصلنا موقف السيارات وكان الرفيق يستعطف الدركيين ويخبرهما بأن ورش حدادته فيه أشغال
الزبناء وسوف يظل مقفولا خلال العقوبة مما سيلحق به ذلك الكثير من الأذى . كما أخبره بأنه صديق فلان الدركي المعروف بالمنطقة وهو رجل سكير كنا قد إستضفناه فعلا ذات يوم وشربنا
معا وكنا عندما ننتقل من حانة إلى أخرى كنت أنا أعطي مكاني بمقدمة السيارة للدركي الضيف
إحتراما له وإكراما أيضا لمهنته فقد كان هذا السلوك من طبعي دائما مع أي ضيف . فسمعت أحد
الدركيين يجيبه قائلا ; صحبك د الطاسة ياك ؟ .
رمق الدركي الآخر الجريدة على مقعدي الأمامي فالتقطها وكانت تلك الجريدة آنذاك كافية
لكي تقودك نحو التحقيق إنها جريدة المحرر لسان حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية
ومدير تحريرها هو الشهيد عمر بن جلون الذي إغتاله أحد الإسلامويين خلال السنوات الحالكة
من تاريخ البلد .
تفحصها الدركي ثم رمقني بنظرة حادة ورمى بها على نفس المقعد ثم قال لنا ;
هيا أغربا عن وجهي لا أريد أن أراكما بهذه الناحية . إنها منطقة نفوذي . وأشار بأصبعه محذرا
شكرناهما وتنفسنا الصعداء ونحو نخرج من المنطقة بسلام غير مصدقين خاتمة المغامرة وغير
ثملين كما كنا من قبل .



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-25-
- المستا ء
- مجرد رأي لجريدة المساء المغربية
- منطق العبث
- في كنف الزمن
- أرجوحة الوجود العام
- كالثعبان
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا -24-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-23-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-22-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 21-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-19-
- الجزء الثالث من البسيط والهيئة العليا- 18-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-16-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-17-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-15-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-13-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-12-
- ببوع
- عشوائية الصدف


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 26 -