أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى العوزي - عجوز يصارع للبقاء في هافانا














المزيد.....

عجوز يصارع للبقاء في هافانا


مصطفى العوزي

الحوار المتمدن-العدد: 2899 - 2010 / 1 / 26 - 19:07
المحور: الادب والفن
    


إنها أبهى و أرقى تجسيد و تمثيل لعلاقة الإنسان بالطبيعة ، إنها تحفة فنية تجمع بين الذات البشرية و عوالم الطبيعة الغامضة و المستترة ، إنها رائعة عالمية نالت و تنال رضى و إعجاب و إفتتان عشاق الأداب في العالم ، هذه هي رواية العجوز و البحر للكاتب الأمريكي العالمي ارنست همنغواي .
كتب همنغواي هذه الرواية سنة 1951 حينما كان مقيما بهافانا العاصمة الكوبية ، و تحكي الرواية عن رجل مسن يعمل في الصيد بقاربه الصغير و بمساعدة طفل كان يقوم معه بالكثير من عمليات الصيد و يساعده فيها ، الا أن أياما عجافا حلت بالعجوز وقل معها الصيد فقرر والدا الطفل تغيير وجهة عمل ابنهما ، لكن الطفل و مع ذلك ظل وفيا لمعلمه الأول ، بقي يعوده و يزوره و يقدم له المساعدة المطلوبة ، و فوق ذلك شجعه على الخروج للصيد عسى أن يفارقه النحس ، فخرج العجوز ململما عدته في رحلة صيد طالت لأيام و واجه فيها كثيرا من الصعاب و المشقة ، و في لحظة ما ، تحولت الرحلة الى صراع مع الطبيعة من اجل البقاء ، فبعد أن اصطاد العجوز سمكة ضخمة نشئ بينه و بينها حوار حول من له الحق في المكوث على قيد الحياة ، و من سينتصر على الأخر ،معترفا بخطئه و حزنه ، يعلن العجوز للسمكة أسفه على ما يفعله بها ، أو بالأحرى ما سيفعله بها ، و بعدما تمكن منها ، شدها الى مؤخرة القارب ، وراح يقطع عرض البحر ليعود الى الشاطئ حيث يبيع ما ظفر به ، هنا تبدأ محطة القتال مع سمك القرش المتوحش الذي يهاجم الشيخ في ليلة ظلماء و ينهش من صيد العجوز كلوغرامات كبيرة من اللحم ، و في قلب المعركة يقتل العجوز ثلاثة قروش و ينتهي الصراع بعودة الشيخ الى البر مجروح اليدين مصحوبا بألم في الظهر و الأطراف و في كل جسمه ، و لا صيد معه سوى هيكل السمكة الضخم ، لتنتهي الرواية بمشهد الطفل و هو يجلس قرب معلمه العجوز في غرفته الصغيرة ، هذا الأخير كان يغط في نوم عميق بعدما استسلم لأنين جراحه و معاناته من رحلة صيد متعبة و رحلة حياة بئيسة .
تتقاطع هذه الرواية في جوهرها مع شخصية همنغواي القوية ، فالرجل الذي شارك في الحرب العالمية الأولى ضمن فريق في احدى السفن الحربية الأمريكية التي خولت لها مهام إغراق الغوصات الألمانية ، كان شديدا في تعامله قوي البنية و مزاجيا مشاغبا في سلوكه ، و لعل حياة الصعاب التي عاشها كانت سببا مباشرا في إصابته باضطرابات نفسية بعدما انتقل للعيش بكوبا ، مما سيترتب عنه محاولة همنغواي الإنتحار سنة 1961 و هي المحاولة التي ستبوء بالفشل ، ليعيدها مرة ثانية و ينتحر بطلقات رصاص توفي على اثرها في نفس السنة . و قد رأى البعض في ذلك سببا يعود الى مرض وراثي عانت منه عائلة همنغواي ، خصوصا عندما نعلم ان والده و أختيه ، و حفيذته كلهم ماتوا منتحريين في ظروف يلفها الغموض .
و عن أسلوبه في الكتابة كان همنغواي مولعا بالحكي الذي يصور شقاء الإنسان و صراعه مع قوى غيرية ، و كذا بعرضه لشخصيات لا تتأثر بالعوامل الخارجية ، شخصيات قوية و مندفعة ، كما تميزت كتابات همنغواي بالبساطة و الجمل القصيرة و الأسلوب الحواري و هي ذات الخصائص التي تحضر بقوة في روايته هذه العجوز و البحر ، و قد كان همنغواي يردد عن نظرته للأداب قوله - يجب أن يكون أسلوب الكاتب مباشرا وشخصيا، وتصويره وتشبيهه ووصفه غنيا وواقعيا، وكلماته بسيطة وحية - ، كما تحضر هذه السمات في رواياته الأخرى منها وداعا للسلاح ، و ثلوج كلمنجارو .
فاز ارنست همنغواي بجائزة نوبل للأداب عام 1954 عن روايته العجوز و البحر التي قالت عنها أكاديمية نوبل في السويد إنها تمثل إتقان همنغواي لفن السرد و لأسلوبه القوي و المتميز .



#مصطفى_العوزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتماء الى أفرقيا
- قبلة و أغنية حزينة
- غابرييل غارسيا ماركيز ... و ريح شقاء ايرينديرا
- جامعة ... و دورة إستدراكية
- الهجرة الى أين ؟
- جمعية قدماء تلاميذ ثانوية الفقيه داود التأهيلية بالمضيق و رس ...
- الاسلام و ظواهر المجتمع ( 4 )
- الاسلام و ظواهر المجتمع ( 3 )
- الاسلام و ظواهر المجتمع ( 2 )
- الاسلام و ظواهر المجتمع ( 1 )
- موسم الهجرة الى أصيلة
- غابرييل غارسيا ماركيز ... على خطى الرواية و التقشف
- جنون و حرائق و سهول
- العالم الثالث و فن الانتقام
- العربية ... اللغة و العصر
- لماذا تقدم الغرب و تاخر الشرق
- سيجارة مارلبورو
- الحلوة دي في قفص العولمة
- هل نحن مجتمع قارئ ؟
- المرأة : الضحية الاولى للعولمة


المزيد.....




- الموت يغيب النجم المصري الشهير سليمان عيد
- افتتاح الدورة السابعة والأربعين لمهرجان موسكو السينمائي الدو ...
- السوق الأسبوعي في المغرب.. ملتقى الثقافة والذاكرة والإنسان
- مبادرة جديدة لهيئة الأفلام السعودية
- صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة وورلد برس فوتو
- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...
- فيلم -فانون- :هل قاطعته دور السينما لأنه يتناول الاستعمار ال ...
- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى العوزي - عجوز يصارع للبقاء في هافانا