مي القيسي
الحوار المتمدن-العدد: 2899 - 2010 / 1 / 26 - 11:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يوم مؤلم جديد في حياة العراقيين .. أثنين دامي سبقتها أربعاء دامية وأيام كثيرة اتسمت بالألم والحزن والأسى واتشحت بثوب أسود
إلى أن أصبح أسبوع العراقيين مخضبا بالدماء , وكل يوم يمر ينذر بأيام أسوا من سابقتها , والأمر من ذلك هو شعورنا بالتعود على هذا الوضع المزري بحيث أصبح كل شيء بالنسبة لنا مألوف .. الحزن, الألم, اللافتات السوداء التي تحمل كل واحدة منها أسما لشخص كانت لديه طموحات وأحلام بغد مشرق انتهت بطعنة بيد آثمة , أو رصاصة طائشة من مجهول كان هدفه شيء آخر , أو بانفجار يحيل المئات من البشر أشلاءا, كلها أسباب والنتيجة واحدة هي المو ت ويبقى فقط اسم مخطوط على قماش أسود وعائلة يملؤها الأسى .
كل هذا وأفواه المسؤولين مكممة وكأنهم أصيبوا بالخرس وتجلدت مشاعرهم تجاه هذا الشعب البائس ولم يحرك احدهم ساكنا سوى التصريحات الفارغة التي تشجب وتندد وكيف لا وأولوياتهم تقتضي أن يكرسوا كل جهودهم للانتخابات ومن سيفوز ومن سيحظى بحصة الأسد .
وقد يكون ما يحصل كله لعبة اكبر من تصورات الناس البسطاء قد تمتد إلى تصادمات بين الأحزاب المتصارعة على السلطة بضرب مصالح بعضهم البعض ولا يهم
من يدفع الثمن ؟ أشلاء من تتناثر ؟ دماء من تسيل ؟ أولاد من سيتيتمون ويتشردون ؟ المهم أن يكونوا هم آمنين .
ترى كيف سيثق الشعب بمن لا يبالي بمصيره ؟
وكيف سيسلم زمام أموره من جديد بمن باعه بثمن بخس ومشى بقسوة فوق جراحه ؟
مستقبل مجهول يعمه الغموض كنفق طويل لا يظهر منه بصيص لضوء بعيد, وكأن الجميع يقف في طابور ينتظر دوره بمنتهى الاستسلام واليأس.
شعب منهك عانى ماعانى من حروب وحصار وجوع وخوف وألم استنزف كل قواه ووصل حد الأحتضار .
كل يوم يمر يطوي صفحة بمساوئها و محاسنها وتظل صفحات فارغة مجهولة الملامح تنتظر أن يخط قلم القدر سطوره عليها والله وحده يعلم ماذا تخبئ الأقدار.
#مي_القيسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟