أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام خماط - التجريد التشخيصي في معرض الفنان حسين الهلالي














المزيد.....

التجريد التشخيصي في معرض الفنان حسين الهلالي


سلام خماط

الحوار المتمدن-العدد: 2899 - 2010 / 1 / 26 - 07:31
المحور: الادب والفن
    


حملت بعض اعمال المعرض التشكيلي الشخصي التاسع للفنان الرائد حسين الهلالي الذي أقيم مؤخرا في مدينة الناصرية دلالة واضحة جسدتها تلك الحالات الانسانية التي انعكست في عدد من اللوحات بالذات .فقد امتلك الهلالي خبرة رائدة تعود الى مرحلة الستينات الثرية .حسين الهلالي في اعماله الاخيرة، خصوصا في هذا المعرض يستفيد مما تتيحه المدرسة التعبيرية من مولدات فنية حقق من خلالها بعض اعماله هنا.. هذه المدرسة التي تقوم على أساس فكره تهدف الى ان الفن ينبغي الا يتقيد بتسجيل الانطباعات المرئية ،بل عليه ان يعبر عن التجارب والقيم الروحية ، والهلالي لا يفصل بين الإحساس الذي يكنه للحياة وبين طريقته في التعبير عنه .

لقد قدم في هذا المعرض عدد من اللوحات تتجاوز الخمسة، هي من مرحلة مر بها وتنتمي الى التجريد التشخيصي الذي يعني به لا غيره، وهنالك لوحات من مراحل أخرى تنحو الى الانطباعية مثل (عائلة مهجرة ) وهو يقصد برسمها الانطباعي وبشكلها التشخيصي للتأكيد على الموضوع الظالم الذي ظلم به العراقيين جميعا .
اما لوحة (ثمن الحرية ) فهي من اللوحات التي رسمها عام 1980 وكانت من المرفوضات زمن النظام السابق بسبب الفكرة السياسية الذي تحملها ، وقد احتفظ بها وعرضها لأول مرة في هذا المعرض أي بعد مرور 30 عام على رسمها وهي ذات أبعاد 2×5/1 م .
التجريد عند الهلالي هو عبارة عن صياغة الواقع برؤية فنية جديدة يتجلى فيها حسن اختيار الفنان للون والحركة ومن الجدير بالذكر ان اغلب الفنانين قد عالجوا الانطباعية والتعبيرية والرمزية بأعمال فنية تجريدية كما يرى بعض النقاد، فالمدرسة التجريدية هي إحدى المدارس التشكيلية التي لازالت مغرية حتى وقتنا الحالي لكن حسين الهلالي لم يحمل مرسمه كما يفعل الانطباعيون ليخرج للطبيعة ويتخلى عنه ،لكنه حمل أوراقه ليخطط عليها ما يرصده لتلك الحالات المتجلية في الهواء الطلق ليضفي على المشهد الماثل أمامه حالة حسية انطباعية لها علاقة مباشرة بالمشهد وهذا ما لمسناه في لوحة ( هور الجبايش ) التي تميزت بالتركيز على عنصري الظل والنور،كما تميزت جميع لوحاته بعملية تناسق ألوان عالية النغمة وكان لضربات فرشاته شدة متوترة واضحة .
لاغرابة ان يشبه النقاد ألوان الهلالي بألوان فائق حسن فلا اعتقد ان ذلك فيه شيء مخالف، لاسيما ان ألوان فائق حسن قد شبهت بألوان الواسطي من قبل ، ولوحات الهلالي احتوت على درجات اللون الواحد في اللوحة ،أي بعملية تدجين الألوان وعملية التدرج اللوني للون الواحد،كما ابتعد الهلالي عن التناقض الحاد في ألوان اللوحة،وكأنه يسعى ان يجعل من المتلقي بمواجهة اثاره لونيه تضيء فكره وتساعده في تكوين رأي خاص، فعندما يريد الهلالي ان يعالج مشكلة اجتماعية مثلا، من خلال اللوحة ،فانه يكون منسجما مع نفسه في اللحظة التي يرسم فيها الموضوع، وعندما شرع برسم لوحاته التعبيرية والتجريدية لا يمكن ان يعد هذا هروبا من المواضيع الواقعية للشعب العراقي وهمومه كما يعتقد البعض ،لأنه استطاع ان يحقق الانسجام بين ثلاثة عناصر مهمة قد لا يصل إليها الكثير من الفنانين التشكيليين المعاصرين وهذه العناصر هي الانسجام وألون والهدف الاجتماعي ،وما لوحة (ثمن الحرية )إلا دليل على ما نقول .
فهو يعتمد على الاستخدام التلقائي للون اما التكوين لديه فمتماسك انسجاما مع اللون وبشكل ملفت للنظر ،يأتي تكوين اللوحة بشكل هارموني وأحيانا يعمل لوحاته بالسكين إضافة الى استخدام الفرشاة العريضة ،
فكان يراعي التوازن الهندسي والتكويني في امتدادات الخطوط والكتل والألوان بحيث يسمح لها ان تغادر الى ما هو ابعد من حدودها وبالضبط ابعد من تبريراتها الواقعية .

اختص بالتجريد التشخيصي دون ان يكون مذعنا للواقع حرفيا إنما سعى الى إعادة واقع متوازن رغم انه من حيث المبدأ مستمد من هذا الواقع ،للهلالي خبرة في استخدام المذيبات ونسبة زيت الكتان الى مادة التربنتاين مع قطرات معدودة من مادة الورنيش الطبيعي لإضفاء الق ما على اللوحة ..



#سلام_خماط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون لحماية الصحفيين أم لحامية نقابة الصحفيين
- دعم الإعلام الحر والمستقل
- المغايرة في تجربة القاص سعدي عوض
- حوار مع الشاعرة رسمية محيبس
- تعديل قانون الانتخابات
- تأثير الدعاية الانتخابية
- فوز المرشح
- فشل إقرار قانون الانتخابات
- رسم التوافقات من جديد
- تنمية الوعي الانتخابي
- التمثيل السياسي في التجربة الديمقراطية
- القائمة المفتوحة
- مفاهيم الديمقراطية
- حسين الهلالي أسم حفر في ذاكرة المدينة
- أزمة حرية أم أزمة مفاهيم
- اثر الطائفية على العلاقة بين الدولة والمواطن
- اتحاد الأدباء والكتاب بين تعطيل الانتخابات والانتساب الزائف
- من يقف وراء التفجيرات الأخيرة
- كلمات في حسين الهلالي
- ديمقراطية الإعلام في دولة فاسدة


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام خماط - التجريد التشخيصي في معرض الفنان حسين الهلالي