أيمن رمزي نخلة
الحوار المتمدن-العدد: 2898 - 2010 / 1 / 25 - 11:58
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إذا سألت أي مسلم صعيدي مثل هذا السؤال، ستجد الإجابة كالتالي: خير خلق الله. وما المشكلة؟
المشكلة ليست في صورة نبي الإسلام كما ذكرها القرآن الكريم: إنكَ لعلى خُلقٍ عظيمْ.
وليست المشكلة في صورة نبي الإسلام كما رسمتها أحاديث البخاري ومسلم.
لكن المشكلة: ما هي صورة نبي الإسلام عند غير المسلمين في صعيد مصر؟
• الصورة المنطبعة في ذهن أي صعيدي غير مسلم عن نبي الإسلام لا تأتي مِن تلك التعاليم البراقة المزركشة التي يقولها وعاظ المنابر في المجالس العامة لكنها تلك الصورة المليئة بكراهية الآخر التي تبثها فئات ضالة شوهت هذه الصورة مِن خلال عدم قبول الآخر المختلف في الدين أو العقيدة.
• صورة نبي الإسلام عند غير المسلمين تأتي مِن تلك الفئة المتعصبة مِن الموظفين الإداريين الذين يميزون في تعاملاتهم بين المسلم وغير المسلم.
• ما أبشع الصورة المغلوطة التي رُسمت في أذهان الأطفال الأبرياء الخارجين مِن كنائسهم أيام الجمعة على مدار عشرات السنين الماضية ويتم قذف أولئك الأطفال الأبرياء بزجاجات حارقة، وتلك الحوادث التي يدخل فيها إرهابيين مدججين بالسلاح على عابدين ساجدين في كنائس مختلفة وأديرة آمنة في أوقات متباينة ليرهبوهم ويقتلوهم.
• أي صورة تلك يرسمها القائمون على تشريع قوانين بناء أماكن عبادة لغير المسلمين حين يتعسفون ويمتنعون عن بناء كنيسة هنا أو معبد هناك؟
• أي صورة تلك رُسمت عن نبي الإسلام حين قام تابعيه في مناطق كثيرة بحرق ونهب وسلب بيوت غير مسلمين لمجرد أنهم فكروا في تحويلها إلى أماكن عبادة لهم؟
• ألم تُرسم صورة غير صحيحة لنبي الإسلام حين هاجم الكثير مِن دُعاة الإعلام دين الآخرين بسخرية وتحقير دون إعطاء مساحة لحرية الرأي؟
• ما هي صورة نبي الإسلام الذي يتحدث عنه مدرسي اللغة العربية للتلاميذ جميعاً بينما التلاميذ الغير مسلمين منبوذين في أغلب تعاملاتهم المدرسية؟؟؟
؟؟؟
يا سادة،
المشكلة ليست في ما نعتقد أو نظن مِن تعاليمنا ومِن مبادئنا ومِن أقوالنا عن نبي الإسلام، لكن المشكلة هي تلك الصورة التي تنطبع في ذهن الآخرين الذين نتعامل معهم.
صورة نبي الإسلام في صعيد مصر عند غير المسلمين هي تلك الصورة التي أظهرتها بعض تلك الفئات الحكومية كانت أو الشعبية التي تقتل وتنهب وتُميز وتضطهد وتُرهب متمسحة في عباءة الإسلام ضد فئة أخرى لا تدين بالإسلام لا حول لها ولا قوة.
أليس هذا هو الحدث؟؟؟
#أيمن_رمزي_نخلة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟