أمل فؤاد عبيد
الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 24 - 20:18
المحور:
الادب والفن
لا زالت تخاطرني فكرة قديمة .. لازالت تسكنني ملامح عصية على النسيان .. لازالت هناك رائحة الأقلام تسجل اصرارا ما .. أسير في هذه المدينة يسكنني السؤال .. أقرأ الحوائط فأجدني استنطقها أناشيد بطولة منسية .. وهتاف يغمر القلوب حماسة .. أجدني أستقرؤها مشاهد بدت لي تغيب .. فماعادت تشارك الصور والحدث .. قراءة ما .. امسح أثار التعرية القدرية .. لأغمر الروح بشذى صور قديمة .. معلقة هنا وهناك .. وأسماء بدأت تسقط حروفها وملامح.. بدأت تبهت في الذاكرة .. منذ اعوام مضت خرجت من هنا احمل في القلب .. جذر التمرد حتى النخاع .. وعدت أحمل خياراتي بكل رجاء .. فأجدني اغيب في ارشيف قديم .. وأصوات تحمل من القوة أكثر من الأسى .. اليوم .. اسير الخطى باحثة عن صدى عمقي المنتشر في .. اغيب عن الناس معهم .. واتغيب عنهم لأغيب فيهم أكثر .. ما سر نشوتي آنذاك ؟ وما سر تعذيبي اليوم .. ولرما ما سر فقدي الغامر لي .. اتخير الحارات والشوارع انصت لأصوات لأغيب فيها ومعها .. لربما لأشتم شذى اللهجة حتى الصدمة .. لأفيق أنني لازلت هنا .. تحتكرني موضوعات خارجة عني .. اجرة التاكسي .. انقطاع الكهرباء .. اختفاء الغاز .. والمعابر وإشكالياتها .. فأعاود البحث في أرشيف ذاكرتي .. أو التصق حتى الاستغراق في شعارات مطوية جدارات مدينتا .. أتحسس تلك العيون خلفها التي كانت ترى .. وتلك الأيدي التي كانت ترد بصدورها لعنة الأغيار .. ها هنا .. تبقى ملامحهم تصبو لمشاكلة من نوع خاص.. تفجر أسئلة لازالت تسكن الأرض .. لازالت تباغت الصمت القابع فينا .. بصدى الرد الذي لا يمكن أن يغيب .
#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟