أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعاد خيري - التهويل من احداث 11/ايلول السلاح الايديولوجي للهيمنة الامريكية وتبريرا لحروبها العدوانية















المزيد.....

التهويل من احداث 11/ايلول السلاح الايديولوجي للهيمنة الامريكية وتبريرا لحروبها العدوانية


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 245 - 2002 / 9 / 13 - 02:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



 


ان التهويل من احداث 11/ايلول/2001، على الرغم من فضاعة جرائمها ، والباسها 
الطابع التاريخي والقدرة على نقل البشرية من مرحلة الى اخرى وعلى تغيير 
المفاهيم والشرائع الدولية ، وهو سلاح الفاشية لاثارة رعب البشرية وادامته لشل 
وعي البشرية وتمرير اهدافها في الهيمنة على العالم، وتبرير كل جرائمها بحق 
البشرية وافضعها الحروب.
ومن المؤسف ان يتلقف الكثير من السياسيين وحتى المفكرين هذه الافكار ويعملون 
على تطويرها والبناء عليها. فمتى خضعت امريكا للشرعية الدولية قبل احداث 
11/ايلول ، هل في قصف اليابان بالقنابل النووية ام في حربها ضد الفيتنام 
واستخدامها الاسلحة الكيمياوية ام في تدخلاتها في الشؤون الداخلية لدول اسيا 
وافريقية وامريكا اللاتينية وتدبيرها الانقلابات العسكرية واغتيال قادتها 
المعارضين للهيمنة الامريكية ، وحمايتها للانظمة الدكتاتورية، ام في قصفها 
للعراق باليورانيوم المنضب وفرض الحصار الاقتصادي وابادة اكثر من مليون ونصف 
انسان معظمهم من الاطفال، المنافي لجميع الشرائع الدولية وفي مقدمتها حقوق 
الانسان . ومتى لجأت للحلول السلمية قبل 11/ايلول ان لم تكن تخدم هيمنتها؟
وسيبقى عالمنا مشترك لكل البشرية قبل 11/ايلول وبعدها فخطر الحرب في عصرنا 
سيشمل الجميع، وحماية السلام سيحمي الجميع، وسيبقى يقبل التعددية وليس كما تروج 
الامبريالية الامريكية ، ولكنها ستبقى تعددية متناحرة طالما بقيت علاقات 
الانتاج الراسمالية سائدة وتعددية رائعة ومنسجمة لخير البشرية وتقدمها في 
المجتمع الانساني الحقيقي المتحرر من الراسمالية وجميع اشكال الاستغلال. وسيادة 
الدول لم تكن يوما قبل 11/ايلول متكاملة فالدولة منذ نشاتها اداة للطبقات 
المستغلة المتصارعة فيما بينها وخاضعة لمصالحها سواء كانت الوطنية ام خارجية . 
ومع تطور الراسمالية وبلوغها مرحلة عولمة الراسمال اصبحت معظم الدول اداة 
للراسمال العالمي وقطبها الاكبر الراسمال الامريكي.
والعولمة بقطبيها المتناحرين العولمة الرأسمالية والعولمة الانسانية ، مرحلة 
اقتصادية اجتماعية فرضها تطور قوى الانتاج نتيجة الثورة العلمية التكنولوجية في 
ظل عدم قدرة البشرية على احداث الانسجام بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج نتيجة 
ضعف العامل الذاتي : وعي البشرية وتنظيمها. فجاءت العولمة بتناقضاتها بديلا 
للافق الذي يفرضه تطور قوى الانتاج التي تستطيع نقل البشرية الى الشيوعية 
بتوفيرها امكانية تحقيق من كل حسب قدرته ولكل حسب حاجته.
وستبقى العولمة مرحلة متأزمة تكتنفها الصراعات التي تهدد البشرية بالفناء.ويبقى 
الصراع الرئيس بين العولمة الراسمالية وقطبها الاكبر الامبريالية الامريكية 
والعولمة الانسانية وطليعتها شغيلة اليد والفكر . وستبقى العولمة الراسمالية 
تمزقها الصراعات بين اقطابها بفعل قوانين وجودها الاساسية ، التنافس والتطور 
غير المتناظر والصراعات الدموية والحروب.
وتلجا لتعزيز مواقعها للارتداد الى الوراء الى مراحل الامبريالية وحتى 
الكولونيالية ، في مواجهة العولمة الانسانية . وشأ ن الراسمالية في كل مراحلها 
تلجأ اقطابها المغرقة بالرجعية الى الفاشية لفرض ارادتها في حين تلجأ الفئات 
الناهضة منها الى التحالف مع الشعوب كما سجل التاريخ. فقد تحالفت الدول 
الراسمالية الكبرى مع الاتحاد السوفيتي وجميع شعوب العالم ضد الفاشية الهتلرية 
في الحرب العالمية الثانية
وفي كل مرة يحتدم الصراع على الجبهتين ، بين البشرية وقطبها الراسمالي الرجعي 
وبين اقطاب الراسمالية نتيجة اختلال التوازن بينهم بفعل قوانين الراسمالية 
نفسها تلجأ الفاشية الى استغلال حادثة ارهابية او افتعالها لشن الحرب العالمية 
: مثل حادثة درايفوس في الحرب العالمية الاولى وحادث اغتيال احد امراء النمسا 
في الحرب العالمية الثانية ولم يكن لحادثة فردية كتلك يمكن ان تثير ضمير ورعب 
العالم . فكانت احداث /11 ايلول بفضاعة جرائمها التي هزت ضمير العالم وبموقعها 
في قلب القطب الاكبرالامر الذي اثار رعب العالم بما سيقدم عليه هذا القطب بكل 
امكانياته التدميرية من جرائم انتقاما لشرفه المجروح. ولم تترك الادارة 
الامريكية الفرصة تفلت فاعلنت بدء الحرب العالمية بحجة محاربة الارهاب الذي 
طالما زرعته وغذته في جميع انحاء العالم . وارعبت جميع الدول برفعها شعار من 
ليس معها في هذه الحرب فهو مع الارهاب. وفي نفس الوقت تصرح بقيادتها المتفردة 
لهذه الحرب، الامر الذي لا يخفى على الاقطاب الراسمالية الاخرى وهو الهيمنة على 
العالم بما فيه هم.
وبدأ بعض هذه الاقطاب وفي مقدمتهم فرنسا الى التحالف مع قوى العولمة الانسانية 
(المنظمات المناهضة للراسمالية) في مواجهة الفاشية الجديدة. فدعمت وامدت هذه 
المنظمات غير الحكومية بالمعلومات عن البرامج الاقتصادية والسياسية التي تريد 
الامبريالية فرضها على العالم بهدف احكام هيمنتها من خلال اجتماعات السبعة 
الكبار، وتنفيذها من خلال صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة 
الحرة. ويتحرك اليوم حتى بعض اقطاب الراسمال الامريكي الذي بدأ يشعر بخطر 
الفاشية الامريكية عليه وعلى الشعب الامريكي التي تمثل مصالح الراسمال المهيمن 
على الصناعات العسكرية والنفط وبدأ التنسيق للتعاون مع الاقطاب الراسمالية 
الاخرى ولا سيما الاوربية للوقوف بوجهها ولا سيما في محاولتها القضاء على 
المحكمة الدولية التي انشات حديثا لمحاكمة مجرمي الحروب ومقترفي الجرائم بحق 
البشري او اخضاعها لهيمنتهم بفرض الحصانة لكل اجهزتها الاجرامية وقواتها 
المنتشرة في جميع انحاء العالم ، التي لها تاريخ تندى له جبين البشرية .
وستبقى البشرية تعاني حتى يتطور وعيها وتستطيع تطوير عولمتها فكريا وسياسيا 
وتنظيميا لتتمكن من القضاء على علاقات الانتاج الراسمالية وبناء المجتمع 
الانساني الحقيقي الموحد الخالي من الانقساما الطبقية والاحزاب والاقطاب مجتمع 
التعددية في الابداع والخلق من اجل الاجمل والارقى والاسعد لجميع البشر.
سعاد خيري
3/7/2002



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة الاعتصام تضامنا مع الشعب الفلسطيني
- الحرب اعلى واخطر اشكال الارهاب
- اليوم العالمي للمرأة
- العولـمة والحتمية التاريخية


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعاد خيري - التهويل من احداث 11/ايلول السلاح الايديولوجي للهيمنة الامريكية وتبريرا لحروبها العدوانية