أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد حسين - ثورة في إيران














المزيد.....

ثورة في إيران


احمد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2896 - 2010 / 1 / 22 - 21:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القراءات متعددة للأحداث الاضطرابات الأخيرة التي عصفت بإيران عقب الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي أفرزت فوزا تحوم حوله الكثير من الشبهات وعلامات الاستفهام الكبيرة لتيار المتطرفين بممثلهم محمود احمدي نجاد، ثمة من يقرأ هذا الفوز رشحا طبيعيا لشعب خضع لعمليات غسيل أدمغة امتدت لأكثر من ثلاثة عقود أشرف على تفاصيلها أطباء درسوا المهنة في كهوف الماورائيات، وهناك من قرأه إفرازا محتما لأغلبية مضغت الخرافة وهضمتها وما عادة تقوى على غذاء آخر غيرها.
آخرون يشيرون بأصابع الاتهام للمرشد الأعلى لتيار المتطرفين الذي لعب دورا بارزا بتحرير الفتاوى وحشد الناخبين ورص صفوفهم في خانة التطرف، فيما يشكك آخرون بنزاهة فرز الأصوات التي أكد معارضي النظام الإيراني الحالي أنها لم تخول من التزوير.
وهناك اتهامات لدول وأطراف خارجية تقف وراء التيار المعارض لوح بها المرشد الأعلى وتياره باتجاه موسوي وخاتمي ورفسنجاني والتيار الإصلاحي عموما.
لكن هذه القراءات وغيرها لا يمكن قراءتها في لائحة الخلافات السياسية أو الفكرية المعتادة بين التيارات السياسية والفكرية والثقافية المتباينة، كما لا يمكن قراءتها في مدونة الصراع على السلطة وحمى الكراسي، أنها قراءات تنتهي أخيرا في مذكرة احتجاج يرفعها المعارضين وقاعدتهم الواسعة بوجه النظام الحالي ومن يقف وراءه.
لربما كان الأمر سينتهي لو أنه اقتصر على حلبة الخلاف السياسي والصراع السلطوي، إلا أن ما أعقبه من مظاهرات واحتجاجات واعتصامات ومن ثم مواجهات دامية سقط فيها المئات من القتلى والجرحى، كل هذه الأحداث ألقت الضوء على قراءات أخرى للوضع الإيراني لتكشف عن ثورة شعبية غاضبة، ناقمة، تبحث عن متنفس حتى وإن كان متنفسا ينفذ إلى الأجساد، وهو متنفس حتمي لأجساد سحقتها الدكتاتورية المعممة والرؤية الأحادية العمياء التي لا تحتمل الانفتاح على الآخر المختلف حتى وإن كان شريكا أصيلا في مشتركات عدة.
الظلم، الاضطهاد، التعسف، عقوبات لا تطاق ولا يمكن احتمالها والسكوت عليها مدى الدهر، كما أن الحرية والعدالة والحياة حقوق لا يمكن التنازل عنها حتى وإن كان الثمن هو المراهنة على هذه الحقوق الثلاثة في مغامرة غير محسومة النتائج، إلا أن المقامرة بما لا تملكه لا تعد مغامرة وخسارة ما لم تكسبه لا تورث الندم.
تحت هذا الرماد ذي العقود الثلاثة اشتعلت جمرة الثورة الإيرانية في رياح الأشهر الأخيرة ولا أظنها ستنطفئ، خاصة عقب لجوء النظام الإيراني مؤخرا للعنف في قمع التظاهرات المناوئة له والتوجه إلى استخدام القوة العسكرية والإقامة الجبرية والنفي مع الخصوم وتوظيف القضاء والدين كأداة لتصفية المعارضين.
لا يمكن بأي حال من الأحوال قراءة الأحداث التي انطلقت شرارتها مؤخرا كحلقة في مسلسل الخلاف السياسي، أنها ثورة شعبية كان لابد لها من الظهور إلى العلن بعد أن أحيت الولايات المتحدة الأميركية (باستعراضاتها في الألفية الجديدة) الأمل في نفوس الشعوب المضطهدة المحكومة بالخرافة والعنف، وعلى الرغم من تؤخر هذه الاستعراضات وبالتالي تؤخر التغييرات والثورات التي جاءت نتيجة لها لكن الأهم أنها انطلقت وأعلنت عن وجودها بعد عقود من الكبت والقمع، وما علينا انتظاره الآن هو الثمار التي ستطرحها هذه التغييرات والثورات على المنطقة عموما والعراق بشكل خاص، وفي العراق تحديدا لابد من استثمار الثورة المجاورة وانعكاساتها على الوضع العراقي الداخلي بل ودعمها بشكل أو بآخر خاصة بعد أزمة حقل الفكة النفطي في محافظة ميسان التي افتعلها التيار المتطرف الإيراني للضغط على النظام العراقي الهش في سبيل التذكير بمعاهدة الجزائر سيئة الصيت التي اقتطع بها نظام الشاه المقبور (الفاسق بحسب وصف سدنة الثورة الإسلامية الإيرانية) الأراضي العراقي والتي يستخدمها نظام الملالي الحالي (الإسلامي حسب وصفه لنفسه) لابتزاز ثروات العراق وفق لعبة قمار زاولها دكتاتورين فاسقين لا يمتلكان الشرعية الدستورية أو القانونية أو الديمقراطية أو الشعبية (بحسب ما يتفق على وصفهما النظام الملالي الإيراني ونظام ما بعد التغيير العراقي).
رسالة توظيف الثورة الجماهيرية الإيرانية والإفادة منها غير موجهة إلى الحكومة العراقية الحالية فهي أوهن من هكذا نشاطات وحتى وإن قويت على ذلك فثمة الكثير ممن يرى في البئر رقم أربعة من حقل الفكة حقا من حقوق إيران المكتسبة بمعاهدة الشاه وصدام، توظيف الثورة رسالة موجهة إلى البعض من ساسة العراق ممن يبحثون عن موطئ قدم بين صفوف الأمة العراقية التي فقدت الثقة بجميع الساسة الحاليين، أنها رسالة لمن يتصف حقا بالروح الوطنية ويرغب بتعلم فصول اللعب السياسي، لدينا الآن ورقة الثورة بالإضافة إلى ورقة الفكة ومن قبلهما جوكر منظمة مجاهدي خلق الذي لم يلوح به أحد لتهديد الأوراق الإيرانية، وبجمع هذه الأوراق بإمكان السياسي الذي يمسك بها أن يحتل مقعدا ثابتا على طاولة القمار الداخلي العراقي والانطلاق منها إلى طاولة القمار الإقليمي.
فلنستثمر هذه الثورة لصالح العراق إن كان بيننا من يعنى بشأن هذا البلد وأمته.



#احمد_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- والصباح تسير
- الى مجهولة
- الى حبيبه
- تاره
- في الامس
- تلويحة الجوكر
- عودة الضجيج
- خطوات نحو السلام
- بؤسنا الخارجي
- حزب العمال... الخيار العسكري
- بيانات عسكرية
- حدود العراق أزمة أزلية
- يا ليتني كنت بعثيا فأفوز فوزا عظيما
- البراق النبوي ...وحواشي ذات صلة
- عاصمة المؤتمرات
- أوبئة
- قيامة الحلاج
- آخر الخطى
- لكِ اعترف
- جمهورية البيارغ


المزيد.....




- الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ينعى الشهيد يحيى السنوار ويؤكد ...
- الاحتلال يقيد وصول المصلين إلى المسجد الأقصى
- مفهوم الحرية الإسلامية تحت المجهر.. جدل متزايد وتحديات معاصر ...
- نزلها “من هنا” تردد قناة طيور الجنة بعد التحديث على القمر ال ...
- وزير خارجية كيان الاحتلال: غوتيريش يقود أجندة معادية لاسرائي ...
- وزير خارجية كيان الاحتلال: غوتيريش يقود أجندة معادية لاسرائي ...
- كاتس يهاجم غوتيريش مجددا: يقود سياسة معادية لإسرائيل ولليهود ...
- ماما جابت بيبي يا أطفال..تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- بلينكن: السنوار كان مسؤولا عن أكبر مذبحة ضد اليهود منذ المحر ...
- استعلم عن تردد قناة طيور الجنة للاطفال بجودة عالية جدا مع اب ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد حسين - ثورة في إيران