أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - صراحة الأزواج...مغامرة أم ضرورة..؟














المزيد.....

صراحة الأزواج...مغامرة أم ضرورة..؟


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 2895 - 2010 / 1 / 21 - 22:58
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


مع أن ماضي كلٍ منهما ملكاً له لا يحق للآخر الغوص فيه، ارتأت يوم قررا الارتباط أن يكون مشوارهما القادم مبنياً على الصدق والصراحة اللامتناهية بناءً على قناعتها ورغبتها بان تكون أمامه صفحة بيضاء لا يعكّر صفوها أية شائبة كبداية لالتزام أبدي جدي ونقي.
قررت أن تكون صريحة معه لأبعد الحدود، فباحت له بعلاقتها السابقة وكثير من الأمور التي تخصّها، وكذلك هو كما قال لها حينها بأنه يقدّم نفسه أمامها صفحة مفتوحة تعزيزاً للثقة والوضوح بينهما في حياتهما الزوجية ...
لكنها لم تكن لتتوقع أنها تحوك بيديها شباك شكوكه وظنونه التي أوصلتهما في نهاية المطاف للانفصال، لم تكن لتتخيّل بأنه كان ينصب من الصراحة بينهما أفخاخاً لها من خلال ما علق بفكره ومنظومته الثقافية التقليدية من مؤثرات ومؤشرات تقول حسب عرفه وقيمه أن من تحب رجلاً قبل الزواج لا بد أن تحب آخر بعد الزواج، بمعنى أنها خائنة سلفاً وفق منظوره وأحكامه المسبقة.
لكنها وبعد أن تفاقمت الأمور بينهما بسبب شكوكه التي طالت حتى أقارب المقربين، أدركت أن صراحتها له وثقتها العمياء بمدى صدق تقبله لصراحتها وتحضّره كانت ضرباً من الجنون، وما على الفتاة إلاّ أن تصمت وتخفي كل ما ليس له علاقة بمن ستتزوج لاسيما بعد ما صار لزاماً عليها أن تقدّم له تقريراً يومياً مفصّلاً عن كل تحركاتها وسكناتها، من قابلت، ما الأحاديث التي دارت بينها وبين زملاء العمل، بينها وبين الجيران، حتى مع أخواتها أو والدتها... فوصلت لمرحلة أعياها هذا الوضع خصوصاً أنه لم يبادلها الصراحة من جهته فقد كان كتوماً في كثير من القضايا التي باتت تعرفها من أهله والآخرين عنه.
تذكّرتُ حالة هذه السيدة وأنا أقرأ دراسة نفسية تقول: ( الصراحة تُضّر بالحياة
الزوجية)
فقد أكدت هذه الدراسة أن التعايش بين المرأة والرجل في الحياة الزوجية هو أمرٌ غضٌّ جداً، ونبّهت الدراسة إلى أن المبالغة في الصراحة بين الزوجين تؤدي لنتائج عكسية ومُضِرّة أحياناً، مؤكدة ضرورة ألاّ يعرف الزوجان كل شيء عن بعضهما، أو أن يعرف أحدهما كل ما يدور في ذهن الآخر.
لقد أكدت هذه الدراسة على خيبة تلك السيدة في ممارسة قناعتها بحتمية الصراحة تجاه زوجها، مع أن الوضع الطبيعي والمنطقي والعقلاني يفترض ضرورة الثقة والصراحة بين شخصين يصبحان بعد الزواج كلاًّ متكاملاً لأنهما يبنيان كيان أسرة سينتج عنها أطفالاً يحملون سمات أبويهما بكل ما فيها، ولأن العلاقة الزوجية بقدر ما تكون واضحة وصريحة بقدر ما تنعكس على سلوك الأطفال من خلال صدقهم وثقتهم مع أنفسهم ومع الأبوين والآخرين.
وانطلاقاً مما يعنيه قيام حياة مشتركة بكل تفاصيلها وحيثياتها بين الزوجين، يُفترض أن تقوم بينهما صراحة حقيقية كما في العلاقة بين الأصدقاء والتي عمادها الثقة والصراحة التامة. فلماذا لا يكون هؤلاء الزوجين كالأصدقاء بعلاقتهما ومفاهيمهما وممارساتهما...؟
ولماذا لا يمكن لبعض الأزواج/ الزوجات تقبّل صراحة الآخر دون حضور أطياف الشك والريبة من خلال اعتناق مفاهيم مغلوطة عن الآخر وصراحته، واتهامه بأنه يتوارى بالحقيقة خلف هذه الصراحة المزيّفة..؟
لماذا لا يمكن للآخر اعتبار صراحة شريكه نوعاً من النقاء في العلاقة والرغبة في حياة جديدة بعيدة عن كل مخلفات الماضي...؟ ولماذا لا يمكن اعتبار هذا الماضي حتى لو كان يحمل بعض السلوكيات الخاطئة أنه مجرد ماضٍ لا يعني بأي حال من الأحوال أنه يرسم معالم وصفات سلوك الشخصية إلى الأبد..؟
كُثُرٌ هم/ هنَّ الذين عاشوا/عشنَ حياة زوجية مستقرّة ومخالفة لنزوات الماضي وجنونه عندما شعروا بدفء الآخر ومحبته واحترامه، فلماذا لا يمكن الاستمرار في هذه الحالة بعيداً عن الشكِّ والريبة من خلال مفاهيم خاطئة وظالمة...؟؟؟؟
لماذا يريد البعض منهم/منهن تقديم تقرير مفصّل عن أية حركة أو كلمة من باب أنهما اتفقا على الصراحة التامة، وبذلك يحيط الآخر بسياج من القيود القاتلة لكل جميل في هذه العلاقة.
إن الصراحة بين الزوجين ليست بتقديم تقارير يومية عن أدق التفاصيل الحياتية لكلا الطرفين، وإنما هي مناقشة أمور وقضايا هامة ورئيسية في حياتهما، فمثلاً تربية الأطفال أو العلاقة مع الأهل والجوار تقع في خانة الشؤون اليومية التي لا يمكن ولا يجوز للأم أن تقوم بسرد يومي لما يعترضها وأطفالها من أمور جدُّ بسيطة كالإطعام والدراسة وما شابه، فهذه الطريقة تُدخل الملل لعلاقتها بالزوج، والعكس صحيح بالنسبة للمرأة التي يطلب زوجها تقريراً عن كل ما قامت به في البيت أو العمل، ففي هذه الحالة تُصبح الصراحة نقمة على الطرفين بدل أن تكون جنة ينعمان بها.
ولكي ينعم الأزواج بحياة هادئة قوامها الصراحة المنطقية، لا بد أن يكون ذلك عبر نقاش هادئ هادف ومميّز يقوم على أساس الاحترام والثقة والتقدير المتبادل أولاً.
ثمّ عليهما أن يحرصا على أن يكون أمامهما موضوعاً هادفاً ومهماً يحتاج للنقاش عبر أسلوب لفظي هادئ وحميمي يشير للنقاط الإيجابية عند الطرفين لإشاعة جوّ من الألفة والحنان يعبران من خلاله لتناول قضايا حساسة قد تحتاج لإبداء النقد من أحدهما تجاه الآخر عن بعض السلبيات التي لا بدّ أن يتقبّلها بكل روح رياضية تقتضيها تلك المحبة التي رفرفت في أجواء جلسة النقاش تلك.
ومهما يكن من أمر، فإن الصراحة رغم كل ما قد يعتريها تظلُّ أساساً هاماً وضرورياً للحياة الزوجية من أجل بناء أسرة متينة جميلة قوامها الثقة والاحترام المتبادل.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يرى الرجل صداقتها له
- كان عامٌ حافلاً بقضايا المرأة
- عندما يصبح الغدر مكافأةً كبرى
- شموع أنارت ليل دمشق...فهل تنير دروب التائهات عن حقوقهن..؟
- مرّة أخرى الدعم لمستحقيه... ما عدا المطلّقات
- المشروع الجديد للأحوال الشخصية... تهميش للسورين عموماً وللجه ...
- هل تكفي الأيادي البيضاء لمعالجة الحالة...؟
- هل ما زال الاتحاد النسائي معني بحقوق المرأة بعد رفضه حكم قضا ...
- الجلد... أثمن هدية للمرأة العربية..!
- عيد بأي حال عدت يا عيد
- راتب الزوجة... استقلال أم إذلال..؟
- مخطوبة لأكثر من مرة...يعني أنك ستوك..!
- إلى متى تظلُّ فتياتنا قرابين على مذبح جرائم الشرف..؟ مشروع ا ...
- نساء العالم تقتحم حصون البرلمانات
- نظرات تربوية في العلاقة الزوجية
- تمثيل مصطنع... وفاعلية مزيفة
- عرض كتاب المدينة في ألف ليلة وليلة ملامحها الثقافية والاجتما ...
- سبايا القرن 21
- أغار من نسمة الجنوب
- كم مرة ضربك زوجك...!!!!؟؟؟؟


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - صراحة الأزواج...مغامرة أم ضرورة..؟