|
المثابرة الكلكية
جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 879 - 2004 / 6 / 29 - 07:28
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
المثابرة الكلكية في المهاجع الصيدناوية* من مذكرات أبو يساردريوسي -1- جهاد نصره استمعت القيادة الكلكية لشهادات المفرج عنهم من أعضاء فرع الحزب في سجن صيدنايا السياحي والحقيقة أنَّ الفرع بكامله أفرج عنه بعد أن أمضى الأعضاء مابين عشر إلى عشرين سنة وراء القضبان والجدران المعزولة بإحكام عن العالم الخارجي.. ومن الطبيعي أن يتّم مثل هذا العزل حرصاً على راحة المواطنين القاطنين بالقرب من المكان بعد أن اشتكوا مراراً من الصخب الذي يثيره الشباب ليلاً نهاراً حيث لا تنقطع أصوات ضحكاتهم، وقهقهاتهم من كثرة دغدغة السجانين لبواطن أقدامهم وخصورهم بسبب استمرار تطاولهم على الحكومة أثناء صحوهم، وسكرهم..! وقد طلبت القيادة إيضاح قضية السكر هذه لأنَّ إدارة السجن لا تسمح، ولا تتساهل بمسألة إدخال أي نوع من المسكرات حتى في المناسبات الوطنية الكبرى كذكرى ميلاد الحزب القائد في نيسان.. أو ذكرى الحركة التصحيحية المجيدة في تشرين.. ولا حتى في مناسبات البيعات الخالدات الأبديات.. قال الشباب في شهاداتهم أنهم تمكنوا من تقطير العنب والتين وغيرهما باستخدام طنجرة كبيرة، ونربيج بطول متر ونصف، وصفيحة من التنك.. ولهذا كانوا يطلبون من الأهل زيادة كمية العنب، والتين، واليانسون خلال الزيارات الدورية..! وهكذا سارت الأمور عال العال إلى أن اكتشف العقيد ( بركات العش) آمر سجن صيدنايا حكاية ما يدور في المهجع رقم /7/ حيث حشر أعضاء الحزب فأصدر على الفور أوامره بمنع إدخال العنب الذي تحمله أسر الشباب أثناء زياراتهم الدورية .. لكن لم تتوقف عملية التقطير فقد استخدم- أبو يساردريوسي- مسؤول شعبة التقطير في الفرع المعتقل من حزب الكلكه التمر عوضاً عن العنب..! غير أنَّ الأمر لم يطل بسبب الرائحة النفاذة التي لم يجد الشباب حلاً لها حيث اكتشف العقيد بركات أنَّ الشباب ما زالوا ينتجون، ويشربون، ويعربدون..وانكشفت حكاية التمر فأمر بمنع إدخال كافة أصناف التمور..لكن الشعبة الكلكية أبدعت حلاً جديداً وذلك باستخدام الزبيب.. وهكذا بقيت تزود أعضاء الحزب، وجيرانهم في المهاجع القريبة بالمشروب الذي يعينهم على تحمل انقطاعهم عن العالم الخارجي سنين عديدة.. ولم يمض وقت طويل حتى اكتشف العقيد العنيد مرةً أخرى حكاية الزبيب فأصدر أوامره بمنع وصول الزبيب إلى داخل المعتقل.. ومن جديد وجدت الشعبة بقيادة-أبو يسار- الحل وذلك باستخدام ( مربى المشمش ) الذي تقدمه إدارة السجن مع وجبة الإفطار وعند هذا الحد أفلس العقيد وإدارته، واعترف بفشله، واضطر للدخول في مفاوضات مكثفة مع –أبو يسار- لمعرفة السر في استمرار الإنتاج الكحولي بعد أن منع كافة المواد التي بالإمكان تقطير الكحول منها ووعد في حال المصارحة و كشف السر أن لا يتخذ أي إجراء جديد وسيسمح باستمرار وصول المادة المستخدمة وأقسم بشواربه أنه لن يتراجع عن وعده هذا.. وهكذا اطمأن الشباب فكشف له المسؤول الكلكي بعد مراجعة القيادة المركزية أنهم يستخدمون مربى المشمش الذي تقدمه إدارة السجن في وجبة الإفطار وبعد أن أصابت الدهشة الكلكية العقيد العنيد وفى بوعده بشرط تجنب إثارة المشاكل مع جماعة الإخوان المتواجدين في المهجعين المجاورين الثالث والرابع وشدد على المهجع الأول حيث تتواجد فيه جماعة التوحيد الإسلامي (جماعة هاشم منقارة ) وبخاصة أنه لم ينس ما جرى عند حلول رأس السنة الماضية حين أوصى عضو الشعبة الكلكية- ياسر مخلوف- والدته بإرسال كمية كبيرة من الليمون اليوسف أفندي من بساتينهم في مدينة جبلة وطلب إليها العمل على حقن بضعة صناديق من الليمون بالويسكي كي يحتفلوا بالمناسبة وهو ما جرى بنجاح تام لكن حين وزعت لجنة المهجع الليمون على الجيران في المهاجع الأخرى وهي عادة حميدة مستمرة أن يتقاسم الجميع ما يحضره الأهل في زياراتهم، حدث خطأ لا يغتفر فقد قدمت اللجنة المسؤولة عن عملية التوزيع دون أن تنتبه صندوقاً ملغوماً بالويسكي إلى مهجع الإخوان المسلمين الذين اكتشفوا بعد أن دارت رؤوسهم، وتخدرت أطرافهم، وانتشت مشاعرهم أنهم أكلوا ليموناً محقوناً بالمنكر وقد كادت أن تتفاقم القضية لولا مسارعة لجنة المهجع الكلكية إلى الاعتذار، والإعراب عن الأسف الشديد لهذا الخطأ غير المقصود بالمرة..! أبو العبد ( ابراهيم ذكور) وحده من الإخوان الذي لم يغضب بل طلب من إخوانه في المهجع إعطائه كامل الكمية الملغومة ثمَّ أرسل إلى- أبو يسار دريوسي- المسؤول الكلكاوي التقطيري الشهير يطلب المزيد من ألغام الليمون المنعشة، و الممتعة.. وقد تمّ طرده من صفوف الجماعة (شرَّ طردة ) بعد صحوهم طبعاً..! *=سجن صيدنايا القريب من دمشق 26/6/2004
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
غربلة المقدسات -3-
-
حدث في سورية
-
بين عالمين
-
غربلة المقدسات-2
-
غربلة المقدسات
-
حلقة ذكر
-
تعقيب على مقال
-
الوعكة في مرابع الوطن
-
كرمى لعيني القومي النبيل
-
النظافة لم تعد من الدين في الفلوجة
-
اطلبوا العلم ولو في الصين
-
تبويس اللحى بين الإخوان والرفاق
-
حول هجرة أدمغتنا وهجرة ملائكتهم
-
هذا الميت
-
شجرة السرو والثرثرة الفارغة
-
ويتاجرون بدمائنا
-
بيان-حزب الكلكة هو الأقوى
-
هذا الزمن العربي الرديء
-
القوة الخارقة
-
الكتابة عن الحب والأشباح
المزيد.....
-
نتنياهو وغالانت والضيف: ماذا نعرف عن الشخصيات الثلاثة المطلو
...
-
زاخاروفا تعلق بسخرية على تهديد أمريكي للجنائية الدولية بشأن
...
-
ما هو نظام روما الأساسي الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية؟
-
كيف ستؤثر مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت على حرب غزة ول
...
-
إسرائيل تقصر الاعتقال الإداري على الفلسطينيين دون المستوطنين
...
-
بين فرح وصدمة.. شاهد ما قاله فلسطينيون وإسرائيليون عن مذكرات
...
-
عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بحرب الإبادة في غزة ولبن
...
-
2024 يشهد أكبر خسارة في تاريخ الإغاثة الإنسانية: 281 قتيلا و
...
-
خبراء: الجنائية الدولية لديها مذكرة اعتقال سرية لشخصيات إسرا
...
-
القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في
...
المزيد.....
-
١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران
/ جعفر الشمري
-
في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية *
/ رشيد غويلب
-
الحياة الثقافية في السجن
/ ضرغام الدباغ
-
سجين الشعبة الخامسة
/ محمد السعدي
-
مذكراتي في السجن - ج 2
/ صلاح الدين محسن
-
سنابل العمر، بين القرية والمعتقل
/ محمد علي مقلد
-
مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار
/ اعداد و تقديم رمسيس لبيب
-
الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت
...
/ طاهر عبدالحكيم
-
قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال
...
/ كفاح طافش
-
ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة
/ حـسـقـيل قُوجـمَـان
المزيد.....
|