جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 2895 - 2010 / 1 / 21 - 03:39
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تغير شخصية محمد في المدينة و خاصة بعد بعض الانتصارات و تزايد عدد المسلمين يعتبر شئ طبيعي لان طبع الانسان ليس ثابت و انما ديناميكي متحرك. ليس من النادر ان ترى شخصا متواضعا منعزلا على نفسه و مسالما يتحول فجأة الى انسانا متكبرا جبارا قاسيا اذا حالفه الحظ فجأة بالمال و السلطة.
لقد تغيير محمد من:
- مؤمن يؤمن بالغيب يخاف من النار و الجهنم في مكة الى سياسي محنك في المدينة
- يتيم عائل فقير يحض على طعام المسكين فى مكة الى قائد غني يهتم بشؤون الكيان الاسلامي الجديد في المدينة
- هادئ حنون يقهر على ناقة الله اذا لم تحصل على سقياها لا يحب اللغوة و الكذب الى مرواغ كثير الكلام
- فيلسوف و مفكر وحنيف في غار حراء الى مقاتل و محارب.
- زوج مخلص لزوجته الاولى الى زوح لزوجات
عند تصحف القرآن يتكون لدينا الانطباع بأن محمد كان مؤمنا و ليس غشاشا.. ايمان محمد كان قويا لدرجة السذاجة التي تحدثنا عنها سابقا. فهو حسب مايبدو لنا أمن فعلا بانه نبي يستلم ايات من الله. هذا الايمان او السذاجة تتجلى عندما نرى كيف يدخل القرآن في مجادلات مع المتشككين: (كتاب لا ريب فيه) و(انزلناه قرآنا عربيا). يقول المستشرق الالماني رودي بارت بان محمد و نظرا لعرضه الافكار المسيحية باللغة العربية تكون لديه القناعة التامة بانه يستلم كلام الله. المشكلة هنا هي كيف اعتقد محمد بان هذا الكلام وحي يوحى؟ هل كان من الذين يؤمنون بالالهام و الوحي لدرجة كبيرة لانه مؤمن حنيف بشكل متطرف او كان مريضا نفسيا ليعتقد كل ما وصل الى اذنه هو كلام الله.
في تفاصيل شخصية جدا عن محمد يتجه القرآن بكل عفوية و صراحة و سذاجة حتى الى توبيخ محمد نفسه في الايات الجميلة الاتية التي تترك انطباعا عميقا لدي كلما اقرأها :
لاتحرك به لسانك لتعجل به
ان علينا جمعه و قرآنه
ثم ان علينا بيانه
هذه السذاجة او البساطة على الاقل في بداية رسالته في مكة تتجلى ايضا عندما نرى كيف ان القرأن يدخل في مناقشات كلامية مع الاتهامات التي وجهت الى محمد ليدون لنا ما جرى بينه و بين خصومه:
ان شانئك هو الابتر
اساطير الاولين
من ناحيةاخرى ان ذكر هذه الاتهامات و المشادات الكلامية بهذا الشكل العفوي الساذج يجعلنا نسامحه و نشعر بعطف تجاهه لصراحته. لربما ساعدته هذه الصراحة العفوية على اقناع الناس لاعطاء الثقة له.
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟