|
هل ستغتال القوات الأمريكية القيادي في القاعدة- حقاني- بعد مقابلة مع الجزيرة؟
محمد أبو الرب
الحوار المتمدن-العدد: 2894 - 2010 / 1 / 20 - 22:27
المحور:
الصحافة والاعلام
جرت العادة وبعد كل لقاء تجريه قناة الجزيرة مع شخصية أمنية أن تتعرض للاستهداف والقتل، سواء على صعيد القادة العسكريين الفلسطينيين والتي اغتالتهم أو حاولت اغتيالهم قوات الاحتلال الإسرائيلي، أو قادة القاعدة في كل من العراق وأفغانستان وباكستان. الجديد في لقاءات الجزيرة الحصرية، عرضها لمقابلة مع القيادي في تنظيم القاعدة" سراج الدين حقاني" والذي تلاحقه القوات الأمريكية منذ سنوات في محاولة منها لكشف شبكاته الاتصالية وتحركاته، لاسيما أن الدوائر الاستخباراتية الأمريكية تتوقع أن يكون حقاني يمتلك معلومات عن كبار قياديي القاعدة مثل أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، والتي من الممكن أن ترشدهم إلى أماكن تواجدهم، أو طبيعة تحركاتهم واتصالاتهم. لا يسعى المقال إلى تحميل الجزيرة أية أدوار أمنية قد تكون ساعدت وتساعد الأجهزة الاستخباراتية العالمية بشكل غير مقصود في استهداف شخصيات أمنية، بقدر ما هو التساؤل عن جدلية السبق الصحفي وارتباطاتها بمفهوم المسؤولية الصحفية . أي أن جدلية السبق الصحفي وتحقيق الجماهيرية تطرح أكثر من تساؤل عن دور التغطية الإعلامية في اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلية لقيادات فصائل المقاومة الفلسطينية مثلا ومن هذه الحالات: اغتيال قائد سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي خالد الدحدوح في غزة في الأول من آذار عام 2007 بعد مقابلة حصرية مع قناة الجزيرة. كما تعرض القائد العام لكتائب القسام في غزة محمد ضيف إلى محاولة اغتيال نجى منها بأجوبة على حد وصف الصحافة الإسرائيلية في حينه، والتي ذكرت بأنه أصيب ضمن عملية القصف الإسرائيلي على المنزل الذي كان يتواجد فيه. وذات الأمر تكرر في اغتيال القوات الروسية للقيادي الشيشاني"يندرباييف" في الدوحة بعد مقابلة الجزيرة له هو الآخر، وقد اعتبرت بعض المصادر أن اغتيال القائد الشيشاني مثل هدية من النظام القطري لإدارة الرئيس الروسي بوتين، عبر اتهام صريح لقطر بالمسؤولية عن تسريب معلومات استخباراتية عن تحركات" يندرباييف. والقضية الأخرى الأكثر جدلا تتمثل فيما حدث بعد مقابلة يسري فوده للمتهم في التخطيط لتفجيرات 11سبتمبر" رمزي ابن ألشيبه" والذي تم اعتقاله في باكستان في عام 2002، فقد أشار Ron Suskind في مؤلفه The One Percent Dectorine إلى الدور القطري في القبض على بن الشيبة، بعد معلومات سرية نقلها الأمير حمد مباشرة إلى رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية جورج تنت. وفي تفاصيل الخبر، أنه في 14 حزيران 2002 ذهب يسري فوده إلى رؤسائه في مقر الجزيرة وأخبرهم عن مقابلة كان قد أجراها مع بن الشيبة، ووصل الخبر إلى رئيس مجلس إدارة الجزيرة، ابن عم الأمير الشيخ حمد بن ثامر، في ذلك الوقت، وقد عرفت الاستخبارات الأمريكية بموضوع المقابلة فيما ضغطت الإدارة الأمريكية بشدة على قطر للحصول على المعلومات، وبعد بضعة أيام يقدم أمير قطر المعلومات إلى مدير المخابرات الأمريكية جورج تنت، وكانت المعلومات دقيقة لدرجة وصف شقة ابن الشيبة في كراتشي، وفي أيلول 2002 وبعد مراقبة أمريكية يعتقل بن الشيبة في باكستان. وبعيدا عن البحث في الموقف الشخصي الذي قد يتبناه البعض من قيمة وفائدة استهداف شخصيات أمنية مثل شخصيات القاعدة، أو معارضة ذلك بالمطلق، فإن ما ينبغي التأكيد عليه مجددا، هو بالتأكيد استبعاد الدور الأمني للصحفي أو الوسيلة الإعلامية في الحالات سابقة الذكر، لكن جدلية العلاقة بين السبق الصحفي و المسؤولية الاجتماعية تحتم على الوسيلة الإعلامية مراجعة حساباتها قبل بث أية تغطيات ومقابلات حصرية من شأنها أن تلحق أضرارا مادية أو معنوية بالجهات التي تمنحها تلك التغطية الحصرية خصوصا حينما تكون الوسيلة الإعلامية ذات جماهيرية كبيرة، ولذات السبب تسعى بعض الجهات لمنحها معلومات حصرية من باب المنفعة المتبادلة، لكن المفاجأة أن تأتي النتائج بعكس ما هو متوقع. والقضية الأخرى ذات الصلة بمنطق السبق الصحفي، هي اعتبار أن منطق السرعة في التغطية الحصرية يقع ضمن ما بات يسمى في الدراسات الإعلامية بكسر التغطية الحصرية لوسائل الإعلام الدولية كما حصل في تغطية حرب العراق الثانية، وأيضا بكسر المحرمات في الخطاب الإعلامي العربي، لكن ومن الهام التنبه إلى أن كسر الصورة التقليدية للإعلام العربي ومنطق التعبية الإعلامية لا يتحقق فقط من منطق السبق الصحفي، بقدر ما هو انعكاس لجملة سياسات مؤسساتية تمس مختلف الدوائر الإعلامية، كما لا بد من توفر بيئة إعلامية صالحة لنمو واحتضان الإعلام كانعكاس لتحولات اجتماعية وسياسية واقتصادية، لا أن يكون الإعلام طارئا على بيئة غير ناضجة اجتماعيا وثقافيا وسياسيا، وبالتالي وبدل أن يصبح الإعلام جزءا من تطور النظام ومؤسسات الدولة والمجتمع، يصبح معيقا لها أو ظاهرة صوتية كما هو حاصل في الفضاء الإعلامي العربي السائد، وبالتالي ليس مستغربا أن يقود منطق السبق الصحفي إلى نتائج معاكسه لما وجد من أجله.
#محمد_أبو_الرب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفضاء العربي وانبجاس المعنى في الميديا
المزيد.....
-
بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من
...
-
عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش
...
-
فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ
...
-
واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
-
هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
-
هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
-
-مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال
...
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|