أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 2894 - 2010 / 1 / 20 - 19:55
المحور:
الادب والفن
تعـب المدار من اللغة السائدة حين ترادف المعنى في كل دورة ..لملايين
من أناس فاقدين متاعهم من قرون ماضية ¬كان التواصل مشروطا بفقدان
الذاكرة ،والاجتماع يعرف بأعداد غفيرة من الصبية.. المتناسلة في حدود
المكان وحرمة الاقتراب من الدماغ ¬ حين يهيئ لسلطان الكتابة وفي الوجود
يرفع الصوت أو يصور الوطن امرأة معشوقة تمنح امتلاك المتاع للمتعبين
..يشغلهم .. حق للانتمــاء .
تعــب - قال في نفسه - يدور من بيت لبيت ، من زمن إلى فـرد ففرد
يــقرأ في فنجان القهوة .. تارة أو في الكتب المتناثرة على الرفوف ؛ في
في مقهى الحالمين من الشباب العاطلـين وبين أسوار القصور المحدثة ¬ دون تعب .. يقرأه العرافون ¬ في السر في بلاط الملك وفي منعطفات الحــواري
الضيقة عند بيوت الطين الحانية ظهرها عند ثكلى تحوم حولها أطفالها الجوعى
.. كالذباب - كان زوجها قد أرسل إلى المعركة .. معركة كاذبة .. ومـــات
- لم يأتها ظله من زاوية الذاكرة ، لم يأتها سوى الخبر .. دون جثة .. وكلمـة
شكر للبطل من مرسل صافح ابنها وأسرف في الكلام ، صرف وعودا ¬ ذاتها
في كل البيوت .. والأزمنة ¬ حتى يفقد روابط الجمل .. يكرر تمجيد مغدور
البطولة ؛ يربت على رأس الصغير ويرمي على عجالة ظرفا نحيلا علــى
المنضدة- يغادر كما لم يكن من قدم .. حزينا من برهة على ضياع البطــل !!
ظللنا نحفر .. نحفر في الجدار - لم تكن صلدة- ولا قلاعا تحجب الضوء
.. والريح ؛ لم تكن لنا تعاويذ تقهر الحلم ؛ أو أساطير تحنط من في المكان ، لم نكن أوعية محنطة في المكان أو حشرجات تتلاشى مع طلوع الضوء - لم
نكن كما وصلنا إليه- ظللنا نحفر .. نحفر .. ولم يأتي الصباح !!!…
لم تأتي حكاية مغايرة - ذات الكلام؛ ذات الجموع المتوالدة في الظلام .. وذات
المسار - تعبت يا صديقي .. حين أقرأ قصيدة طــه يعكس الألم ، وأسمع أن
سعدا طريح .. وعنه تلاك الحكايات في المجالس ، بينما عقدا تتوه نوران في الأروقة بحثا عن وظيفة ؛ وملاك قطع الفاسدون عنها طريق التفوق .. حتى يكون
كل يوم تالي .. موت صديق .. وشيوع البكاء ¬ من الغلاء ¬من بيت لبيت ¬ كل
يوم يا صديقي تفتقد الذاكرة …. وندور في الفراغ - إنك يا رفيقي حالما ..
كضعفي ، تظل تنقل صورا مجردة في الزمن .. في بيتنا ونحن معك نؤمن
بخرافات لم تتحقق منذ ألف عام ؛ وظللت أبحث عن إرادة أوهمني بها أبي
فتمضي السنون وأنت جواري - لا تنطق بمخرج حرف . . أو يزيد - من يزيد -
فأدرك عند خطوتي الأخيرة .. أني لا أكون .. في الوجود سوى رحلة آسنة لدى
ا لنائمين ، فتبكي علينا بحسرة وأدرك أني عبرت أرض يباب تفقد الذاكرة بعد
وجبة للغذاء ؛ وبعد كل صلاة تطلب المغفرة وتغيير الأمور .. من السماء- كم
مغدور أيها المدار ..
تعرف العشق
تعرف التألم
لكنك لاتعرف الشكاء
ولا تمتلك خيوط اللعبة
.. حتى هذا المساء .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟