|
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشداد إلى تأبيد الاستبداد... !!!.....43
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 2894 - 2010 / 1 / 20 - 14:33
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إلى
كل من تحرر من أدلجة الدين.
كل من ضحى من أجل أن تصير أدلجة الدين في ذمة التاريخ.
الشهيد عمر بنجلون الذي قاوم أدلجة الدين حتى الاستشهاد.
العاملين على مقاومة أدلجة الدين على نهج الشهيد عمر بنجلون.
من أجل مجتمع متحرر من أدلجة الدين.
من أجل أن يكون الدين لله والوطن للجميع.
محمد الحنفي
المنطق الانتهازي في استنساخ الحزبوسلامي لبرنامج اليسار:.....9
7) وعلى المستوى السياسي، الذي يعتبر أعلى مستويات التعبير الطبقي، الذي يقود إلى الوصول إلى السلطة، نجد أن الحزبوسلامي يرى:
ا ـ أن الدولة يجب أن تكون "إسلامية"، وتتلخص مهمتها في الإشراف على تطبيق "الشريعة الإسلامية" في جميع المجالات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وخاصة عندما يتعلق الأمر بإقامة "حدود الله" بين البشر، ومراقبة إقامة الشعائر الدينية المختلفة، ومحاربة كل ما خالف "الشريعة الإسلامية"، وكما يوهمنا الحزبوسلامي، في إخضاع كل الذين أبدعوا كل ما يخالف تصور الحزبوسلامي، ومنع إبداعاتهم من التداول.
ب ـ أن الدستور الوحيد الذي يمكن أن نعتمده في التشريع، والتنفيذ، هو القرءان الكريم، والسنة النبوية، باعتبارهما صالحين لكل زمان، ومكان، ولأن مصدرهما هو الوحي من عند الله، والنبوة التي ليس فيها كلام النبي إلا وحيا يوحى، ولا عبرة لمصادر التشريع المعتبرة في الدساتير الموضوعة من قبل البشر؛ لأنها ليست من عند الله. وما دامت كذلك، فكل من يعمل بها، يعتبر جاحدا يجب التخلص منه بالقتل بحجة الإلحاد.
وإذا قبل الحزبوسلامي الدخول في ممارسة سياسية، انطلاقا من دستور غير القرءان الكريم، والسنة النبوية، فإن ذلك يعتبر فعلا تاكتيكيا للوصول إلى تحقيق أهدف محددة، توصل إلى مراكز القرار، لفرض اعتبار القرءان الكريم "دستورا" للمسلمين، والعمل على تطبيق "الشريعة الإسلامية"، والتراجع عن العمل بالدستور الموضوع من قبل البشر.
ج ـ أن الأحزاب القائمة عمل غير مشروع من وجهة النظر الدينية؛ لأنه لا حزب إلا "حزب الله"، الذي هو الحزبوسلامي، وما سواه فهو حزب الشيطان الذي يجب تحريم وجوده، وتحريم اتباعه، وإهدار دماء من اتبعه من البشر، ووصفهم بكل النعوت المنحطة التي تعتبر من مضامين كتاباتهم المختلفة.
والواقع، وكما اشرنا إلى ذلك سابقا، فإن موقف الحزبوسلامي من بقية الأحزاب هو نتيجة لسعيه إلى تذويب الطبقات الاجتماعية في جسمه، لاعتباره إياه جسدا إسلاميا واحدا، ولا عبرة بالفوارق الطبقية، ولا بالطبقات الاجتماعية، التي يقف وضعها الاقتصادي وراء إنتاج مسلكيلت متناقضة، تلك الفوارق التي يعتبرها الحزبوسلامي من عند الله، ويعتبر نفسه وحده القادر على توحيد المسلكيات المختلفة، التي تتفاعل فيما بينها، لتبلور مسلكية حزبوسلامية واحدة، ليتحول بذلك المجتمع إلى مجتمع بدون طبقات على المستوى الحزبوسلامي، أما على مستوى الواقع، فإن الفوارق قدر من عند الله، ومن جحد القدر فهو كافر، ليستفيد الحزبوسلامي على مستويين، مستوى الاغتناء من ألأموال الذي يتشكل منه أصحاب الثروات الذين التحقو به، ومستوى تجييش الفقراء، والكادحين، الذين يتملكهم الوهم بأن القبول بذلك التجييش سيدخلهم إلى الجنة، بعد نيلهم لثواب الله، الذي يضمنه لهم الحزبوسلاميون، وكاننا في العصور الوسطى، حيث كان الكهنة يقدمون للناس صكوك الغفران، التي تعطى لكل من أصبح مواليا للكنيسة الكاثوليكية، وكان الإسلام لم يختلف عن الكنيسة في هذا الإطار، وكأن التاريخ وقف عند تلك الحدود لينسحب على ما بعده، وكأن المسلمين يعيشون خارج عصرهم ،الذي يقتضي نبذ الرهبانية التي حاربها الإسلام منذ نزول القرءان الكريم، حيث نجد قول الله تعالى: "قل إنما أنابشر مثلكم يوحى إلي"، وحيث نجد أن العديد من صحابة رسول الله كانو يطرحون عليه هذا السؤال في العديد من المواقف "أهو الوحي، أم الرأي يا رسول الله" مما يدل على حرص الدين الإسلامي، والمسلمين الأوائل على الاختلاف عن الديانات الأخرى، التي أصابها تحريف معين "وقالت اليهود عزير ابن الله، وقالت النصارى المسيح ابن الله".
د ـ والحزبوسلامي يتجاوز في تصوره القضايا الوطنية، ليعانق كونية الدين الإسلامي، وتجاوزه للحدود، ليحقق عالميته. فهو لايعطي قيمة للقضايا الوطنية، إلا من باب كونها وسيلة لتحقيق عالمية الإسلام، وإلا فإن تقديس الوطن، في نظر الحزبوسلامي، يعتبر شركا بالله، وكل من برز في هذا المجال، لا علاقة له لا بالإسلام، ولا بالمسلمين، ويعتبر علمانيا، وملحدا، تجب محاربته، وقتله إذا استعصى على الرجوع عن غيه، كما يذهب إلى ذلك الحزبوسلاميون. وانطلاقا من هذا التصور، فإن القضايا ذات البعد الوطني، لا وجود لها في نظر الحزبوسلاميين؛ لأنها تحد من الامتداد الإسلامي في ربوع الأرض، وتحول دون قيام "قومية إسلامية"، كما ورد كذلك في العديد من كتاباتهم. فالوطن بالنسبة إليهم ليس إلا منطقة لمعانقة الكون، ولذلك فهم لا يتورعون عن تأييد كل أشكال الإرهاب المادي، والمعنوي، التي يمارسها الحزبوسلامي في الأقطار الأخرى، ويعتبرونها جهادا ضد الكفر، والإلحاد.
وعندما يتعلق الأمر بتحرير الوطن من الاستعمار، فلأجل أن يصير منطلقا لتحقيق ما هو أشمل من الوطن. وما هو أشمل من الوطن، هو "الدولة الإسلامية الكونية"، التي تحكم جميع المسلمين في جميع أرجاء الأرض، بقطع النظر عن جنسيتهم، أو لونهم، أو لغتهم.
ه ـ ويتصور الحزبوسلامي القضايا الإنسانية قضايا إسلامية، ولا شيء يحمل اسم القضايا الإنسانية؛ لأن الحزبوسلامي يقسم البشر إلى مسلمين، وكفار. فالمسلمون هم كل من انساق وراء أدلجة الدين الإسلامي، وقبل بتلك الأدلجة، واعتبرها تعبيرا عن الإسلام الحقيقي. أما غير المسلم فهو كل من لم ينسق وراء الأدلجة، حتى وإن كان مسلما مومنا. ولذلك فمحاربة الكفار، وإخضاعهم لإرادة الحزبوسلامي، يعتبر أمرا "جهاديا" و"إسلاميا" حسب الحزبوسلامي. ولذلك فالحزبوسلامي يبني استراتيجيته على إعادة تربية بني البشر، لجعلهم متناسبين مع نموذج المسلم في نظر الحزبوسلامي. والتربية في هذا الإطار، لا تعني ما يذهب إليه علماء التربية، بقدر ما تعني عملية التطويع التي يهيمن فيها الجبر، وينتفي فيها الاختيار. وانطلاقا من هذه الإستراتيجية، فإن حياة المسلمين تقوم على الجهاد في الكفار في مشارق الأرض، ومغاربها، من أجل إخضاع ديار الكفار، إلى ديار الإسلام، ولا شيء يمكن أن نسميه الاختلاف في المذاهب، أو في العقيدة، من أجل فرض شريعة الله في الأرض، وإعداد الكون ليوم القيامة.
و ـ وتبعا لعملية الاستئصال التي يمارسها الحزبوسلامي في حق المخالفين، والمختلفين معا، فإن الممارسة الديمقراطية في نظره تعد بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، فهي بدعة مستوردة من الكفار، وهي ممارسة لا قيمة لها من وجهة النظر الحزبوسلامية، لكونها تنقض عقلية التطويع التي يمارسها الحزبوسلاميون في حق البشر، ولكونها تنتج تربية حقيقية، تقود إلى جعل المسلم كغيره من البشر، يعبر عن رأيه، وبكامل الحرية، وفي مختلف القضايا الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، ويختار مؤسساته، وحاكميه بنفسه. وهو ما يتناقض مع ما يدعو إليه الحزبوسلامي، مما يجعل الممارسة الديمقراطية في نظره حراما، والداعين إليها كفارا، ولذلك فهو يجند كل الطاقات، والإمكانيات الأيديولوجية، والنظرية، والإعلامية، والإرهابية، لجعل الناس يقبلون بالاستبداد الحزبوسلامي، ويعتبرونه عملا إسلاميا ناجعا، يجب اعتماده في أسلوب الحكم الذي يصلح لتطبيق "الشريعة الإسلامية".
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
العمل النقابي وممارسة الابتزاز على الشغيلة المغربية....!!!
-
حينما يتحول الإعلام إلى وسيلة للابتزاز.. !!!
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفيدراليين، وأستنتج منها
...
-
ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفيدراليين، وأستنتج منها
...
-
ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفيدراليين، وأستنتج منها
...
-
ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفيدراليين، وأستنتج منها
...
-
ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفيدراليين، وأستنتج منها
...
-
ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفيدراليين، وأستنتج منها
...
-
ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفيدراليين، وأستنتج منها
...
-
ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفيدراليين، وأستنتج منها
...
المزيد.....
-
تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
-
شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل-
...
-
أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
-
مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس..
...
-
ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير
...
-
المجلس المركزي لليهود في ألمانيا يوجه رسالة تحذير إلى 103 من
...
-
ترامب سيرحل الأجانب المناهضين لليهود
-
الكنيست يصدق بالقراءة الأولى على مشروع قانون يسمح لليهود بتس
...
-
عاجل| يديعوت أحرونوت: الكنيست يصدق بقراءة تمهيدية على مشروع
...
-
اللجوء.. هل تراجع الحزب الديمقراطي المسيحي عن رفضه حزب البدي
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|