أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رمضان عبد الرحمن علي - الإحسان إلى البشر وليس للحجر














المزيد.....

الإحسان إلى البشر وليس للحجر


رمضان عبد الرحمن علي

الحوار المتمدن-العدد: 2894 - 2010 / 1 / 20 - 06:52
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



من المفترض أن الإحسان والإنفاق على الفقراء في المجتمع حتى يصبح المجتمع متكافل وتقل فيه الجريمة والحقد وهذه هي رسالة الإسلام والغاية منها أي يقوم المجتمع على السلم في كل شي وأن هذا لن يتحقق وخاصة في الدول الإسلامية إلا إذا توزعت ثروات كل دولة على الناس بالتساوي وأن الإسلام جاء ليرفع الظلم عن المظلوم، أي الإحسان إلى البشر وليس للحجر كما تفعل معظم الدول الإسلامية وعلى رأسهم السعودية التي تقوم كل عام وتنفق الملايين على ما يسمى كسوة الكعبة وهذا ليس من شرع الإسلام أن تهتم الناس بالحجر ويتركون البشر يموتون من الجوع والأمراض ونقص في كل شيء، وهذا لا يعني أننا لا نهتم ببيت الله (الحرم) الذي هو قبلة لكل مسلم وإنما القصد من هذا المكان أن تعبد الناس الله على اتجاه واحد ولا يوجد هدف آخر غير عبادة الله كما قال تعالى:
((وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا أنكَ أنتَ السَّمِيعُ الْعليمُ)) سورة البقرة آية 127.

أي كان يبني حجارة عادية من نفس المكان ولم يكون هناك تقديس لحجر ولم يأمر الله إبراهيم عليه السلام أن يزخرفه بالذهب أو يكسوه بالحرير، بل أنه وفي عهد خاتم النبيين عليهم جميعا السلام يقول تعالى:
((لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ{1} إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ{2} فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ{3} الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ{4})) سورة قريش.

وكأن الله يقول للناس لن يكون هناك أمن إلا إذا انخفض الجوع ما دون الصفر حينذاك يصبح المجتمع في أمن فعبادة الله أيضاً أن تشعر بمن حولك من الفقراء والمحتاجين هذا على المستوى المادي أما على مستوى العقيدة فكل إنسان حر فما يعتقد ثم أن الله يقول:
((فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ)) سورة قريش آية 3.

وليس البيت، وكان من الأولى للمسلمين أن يهتموا بالفقراء من الناس الذين يرون الملايين تنفق في الهواء وهم لا يملكون ثمن رغيف خبز في بلد لا ينقطع فيه الكلام عن الرحمة والحديث عن الإحسان، ولكن الرحمة بمن بالجبال والحجارة؟!.. أم عن ماذا يتحدث المسلمين الذين وصل بهم الحال أن ينفقوا على الحجر ويتركون البشر؟!.. وأن الله سبحانه وتعالى أمر بالإنفاق على الناس، يقول تعالى:
((مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عليمٌ)) سورة البقرة آية 261.

وأضف إلى ذلك مئات المسلمين الذين يقومون ببناء مساجد الخمس نجوم ليتفاخروا فيما بينهم من قام ببناء هذا المسجد، ونحن لسنا ضد بناء المسجد وربما لو أنفقت هذه الأموال على ملايين الفقراء والمحتاجين في الدول الإسلامية لأصبحنا الأفضل بين الأمم حتى لا نصبح موضع نقد من الأمم الأخرى الذين يتهمون المسلمين بأنهم يتحدثون عن الإحسان والرحمة وهم لها غير فاعلون، ولا يوجد في قلبهم رحمة، والدليل أن أكثر فقراء العالم من المسلمين، فما الداعي أن يتكلم المسلمين عن الإحسان والرحمة وهم له غير فاعلون؟!.. وأعتقد لو أن الدول الإسلامية قالوا نحن أكثر الدول ظلماً وانتهاكاً وفتكاً بالفقراء وانتهاك جميع حقوق الإنسان نكون بذلك اقرب إلى الصدق حتى لا يعلق علينا احد أننا نقول أشياء ونفعل أشياء أخرى.

رمضان عبد الرحمن علي



#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يدخل النار لن يخرج منها
- أين يرحل الكافر وإلى أى مكان سيسافر ..
- ليس في العرب غير الرسول
- القرآن ليس كتاب موسيقى او ألحان .
- علم الحديث من وجهة نظري
- حقائق منسية بين الشرق والغرب
- مع مين اتفقوا المسلمين
- المتطرفون أكثر خطرا من النووى
- أمة ظلم ..!! أم خير ..!!
- الشعوب والأرض والحكام
- دون ذكر آيات
- لا يجوز تكفير الآخرين
- مغامرون بمستقبل مصر
- النبي شهيدا عليهم وليس شفيعا لهم ...!!!
- الفقراء أصحاب فضل على الأغنياء
- خاص بالأمم المتحدة
- هلوسة النقاب وفكر القطيع
- كيف يكون إله ويموت
- موضوع الصلاة ( من خمسين إلى خمس )
- نحن عشنا مأساتهم


المزيد.....




- الإليزيه يعلن استدعاء السفير لدى الجزائر و-طرد 12 موظفا- في ...
- المغرب يواجه الجفاف: انخفاض حاد في محصول القمح بنسبة 43% مقا ...
- كيف رد نتنياهو ونجله دعوة ماكرون إلى إقامة دولة فلسطينية؟
- أمير الكويت ورقصة العرضة في استقبال السيسي
- الرئيس اللبناني: نسعى إلى -حصر السلاح بيد الدولة- هذا العام ...
- مشاركة عزاء للرفيقتين رؤى وأشرقت داود بوفاة والدتهما
- ويتكوف: الاتفاق بشروط الولايات المتحدة يعني وقف إيران تخصيب ...
- ترامب: مزارعونا هم ضحايا الحرب التجارية مع الصين
- مصر.. أزمة سوهاج تتصاعد والنيابة تحقق في تسريب فيديو المسؤول ...
- نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن الروسية يزور الجزائر


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رمضان عبد الرحمن علي - الإحسان إلى البشر وليس للحجر