أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جابر السوداني - احداث برطلة وحكاية ام عباس














المزيد.....

احداث برطلة وحكاية ام عباس


جابر السوداني

الحوار المتمدن-العدد: 2892 - 2010 / 1 / 18 - 21:35
المحور: كتابات ساخرة
    



وأنا أطالع ما حصل في ناحية برطلة من أحداث مؤسفة بين أبناء طائفة الشبك وأتباع السيد المسيح عليه السلام في ليلة عيد ميلاده المجيد تذكرت حكاية جارتنا أم عباس
وأم عباس أرملة كانت تعيل خمس من أولادها وجميعهم عاطلين عن العمل ويعيشون حالة تخفي عن أنظار السلطة وأعضاء أجهزتها القمعية لا لكونهم أصحاب مواقف سياسية معادية للنظام السابق بل لكونهم هاربين من أداء الخدمة الإلزامية في ذلك الوقت
وبسبب حالتها المعايشة المزرية جدا تعاطف معها أهل الزقاق عندما كانت تحاول المستحيل في سبيل توفير الطعام والسكائر وأسمال من البالات لأبنائها الهاربين المتخفين
كانت أم عباس تدور على منازل الزقاق منزلا بعد منزل عدة مرات في اليوم الواحد لتحصل على ما تبقى فيها من طعام فائض عن الحاجة وأيضا لكونها لا تملك ثلاجة في بيتها كانت تستجدي الثلج لتستمتع مثل بقية خلق الله هي وأولادها بالماء البارد صيفا، هذا فضلا عن إن جميع أهالي الزقاق ألزموا أنفسهم بدفع زكاة الفطرة في كل عيد لجارتهم المستحقة أم عباس
وتواصلت حياتها على هذا النحو حتى الإطاحة بالنظام السابق حينها غادر أولادها حالة التخفي واختاروا الانضمام إلى إحدى الجماعات المسلحة وبذلك طرأ تحول ايجابي هام على حياة أم عباس الاقتصادية وأصبحت تتنمر بشكل غريب على أهل الزقاق الذين أكرموها وأحسنوا إليها أيام عوزها وتزداد تنمرا كلما ازدادت جماعة أبنائها المسلحة نفوذا في الشارع والدولة وخصوصا بعد أن تزوج جميع أولادها الخمسة في العام الأول للإطاحة وأصبح لها الكثير من الأحفاد
وفي احد المواقف اشتكت سيدة من أهل الزقاق إلى أم عباس من احد أحفادها وكان قد سلب بالونة ( نفاخة) من ولدها فردت عليها أم عباس بعصبية ( ترى والله إذا ما تسكتون اخلي عبيس ايفلش بيوتكم بالقاذفة )
وللحق يجب علينا القول إن الشبك تعرضوا للإقصاء والتهميش فترة طويلة جدا، وذلك لكونهم أقلية في العراق والعالم ولم يمنحوا فرصة على مر التاريخ تمكنهم من إثبات هويتهم القومية وممارسة معتقداتهم الدينية كما هو الحال اليوم حيث يتمتعون بحق ممارسة معتقداتهم بشكل تام ويعبرون عن تطلعاتهم نحو مستقبل أفضل لأبنائهم ، وهذا طبعا ليس بسبب ديمقراطية العراق الجديد وإنما لكونهم ينتمون إلى طائفة حاكم العراق الجديد
وبسبب ما تعرضوا له قديما من أذى على يد الطبقات المتنفذة التي كانت تنتمي إلى طائفة الحاكم القديم ، حصلوا على تعاطف وتضامن واسع من قبل الأقليات الأخرى التي تعايشت معهم في نفس القرى والقصبات ومنهم المسيحيين بشكل خاص ، لكن البعض من أبناء الشبك الشباب ما إن عرفوا حقيقة كونهم ينتمون اليوم إلى طائفة الحاكم الجديد حتى تنمروا وازدادوا تنمرا كما فعلت جارتنا أم عباس حين استغنت عن حاجتها إلى تعاطف الناس معها
وقام البعض منهم بمنع المسيحيين في ناحية برطلة من أداء ممارساتهم الدينية والاحتفال بمناسبة عيد الميلاد المجيد للسيد المسيح علية السلام وأزالوا معالم الزينة من واجهات الكنائس بالقوة متناسين القيمة الكبيرة التي خص بها الله في القرآن الكريم سيدنا المسيح وأمه العذراء عليهما السلام ...



#جابر_السوداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليل الاخير
- يا زاهد الخلد
- خمس قصائد لمرأة واحدة
- الادب النسوي في الصحافة الاكترونية
- وقفة مع كزار حنتوش
- سقطة
- طموحات المالكي والمسارت المستقبلية الحرجة
- الليلة
- محمود المشهداني يرمي نفسه بحجر
- وصية رشدي العامل
- هل ستفعلها قناة الجزيرة مرة ثالثة


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جابر السوداني - احداث برطلة وحكاية ام عباس