أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - جهود التنويريين الي أين المصب ؟















المزيد.....

جهود التنويريين الي أين المصب ؟


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 2892 - 2010 / 1 / 18 - 19:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم انتبه الا مؤخرا .. لكون انتقاد الاسلام وحده من قبل التنويريين يمكن ان يصب في غير صالح الهدف المقصود - العلمية كبديل للخرافة والأسطرة ، والعلمانية كنظام بديل للنظم العسكرية والكهنوتية - .. لذلك فقد كتبت من قبل سلسلة مقالات بناء علي تساؤلات : لماذا لا انتقد المسيحية ؟ وقلنا انما ننتقد الارهاب والعقيدة المسببة للارهاب . وعددنا الدواعي . ولكننا انتبهنا أخيرا لي ان هناك من سيستثمر التنوير وانتقاد الاسلام وحده دون باقي الاديان الابراهيمية الثلاث – باعتبارها وحدة واحدة وفروع في شجرة حنظل واحدة .. – وان نتيجة جهود التنويريين . قد تصب في عكس ما يأملون .

لا تظنوا ان الدولة اليهودية بالمنطقة هي متطورة ومتحضرة لأن اليهودية كديانة تطورت وتحضرت وتجاري العصر والحداثة .. كلا كلا . وانما لان الذين يحكمون هم العلمانيون اليهود .. لا المتدينون
فاليهود المتدينون يحاولون باستمرار ان يفعلوا ما تفعله جماعة الأمر بالمتلوف.. بالسعودية . من ضرب الناس لارغامهم علي الصلاة والاعتداء علي النساء لفرض ملابس معينة عليهم ..الخ . كذلك يحاول المتدينون اليهود باستمرار أن يفعلوا بالدولة اليهودية نفس الشيء ، اذ يعتدون بالضرب علي من يقوم بالعمل يوم السبت.. و..الخ.. ولكن النظام الحاكم - العلماني - بتلك الدولة اليهودية . هو الذي يصدهم ويحولهم للمحاكمة ..

لا تظنوا ان المسيحية بأوروبا وبامريكا قد تطورت وتحضرت وصارت تساير العصر الحديث . كلا كلا .. وانما علمانية النظم القائمة بالغرب – اوروبا ، وأمريكا – ومنذ الثورة الفرنسية . تلزم المتدينيين بالجحور . وهم مدحورون ملتزمون ولكن الي حين .. ، فان تمكنوا : فستعود محاكم التفتيش ، وجو العصور الوسطي من جديد. والشواهد موجودة ، وان لم يكن هنا مقام الحديث عن تلك الشواهد .
نعم .. الدين لم يستسلم للحضارة في الغرب طوعا ، بل مرغما .. الدين هناك لم يتشذب او يتحضر كما يصور البعض وكما يتصور البعض الآخر وانما الدين بأوربا وامريكا – الدين الرئيسي- في حالة بيات شتوي حضاري - ان صح التعبير - . وهو يترفب ترهل قد يصيب الحضارة الحديثة بالغرب ، أو وهن . لشيخوخة قد تدركها ، حتي يثب عليها ويعيد من جديد عجلة التاريخ للوراء ! . ولا تنسوا ان نصوص ذاك الدين – كغيره - لم يعدلها ولا حذف منها ولا يمكنه تعديلها . اذ لا زالت نصوصا مقدسة . وما دامت هكذا اذا لابد سيعيد سطوتها وسلطانها من سيعيدونها من جديد بمجرد أن تكتمل دورة حياة الحضارة وتبلغ شيخوختها .. ان حدث تراخ أو تقصير محتمل في التحديث والتجدبد والصيانة اللازمة التوالي لتلك الحضارة . وهنا سوف تنبت أشواك الدين وحسكه من جديد وتحدث الردة الحضارية التي نعتقد في أن سوس الاديان ينخر في خبث وهدؤ في عظام الحضارة بالغرب . لاجل احداث تلك الردة ..

لا تظنوا شعوب منطقتنا المسكينة ان هجرت الاسلام بفعل جهود التنويريين سوف تترك في حالها لتنخرط في العصر الحديث بلعلميته ومدنيته .. كلا .. وانما ستتلقفها افواه الاديان التي : ( زربت ) الاسلام .. لتعيد تربيتها علي نفس المباديء والافكار التي ترعرع عليها نبي الاسلام ، فأهري وأفري ونسج من هرائه ومن فريه ديانة وشريعة ! .. فتعود الشعوب مرة أخري لعقيدتها الارهابية . بفعل جمرات من الجهل – للاديان الأخري الشقيقة - تكمن تحت الرماد وستشب تلك الجمرات مشتعلة فور أن يطرا أي عامل من عوامل الاشتعال ..

لعلكم قد تابعتم الكتابات الشحيحة التي تنتقد اديانا اخري بخلاف الاسلام .. وطالعتم التعليقات .. انها صراخ وتنديد وتشنج وتعصب من المنتمين لهذه الاديان بشكل يقل ليس بكثير عن صراخ الاسلاميين المتعصبين عندما يكشف اللثام عن قبح وبشاعة عقيدتهم ..

لذا فمن الواجب ان يسأل التنويريون انفسهم - ويراجعوا باستمرار - عن مصير جهودهم ، والبذور التي يبذرونها ، أية ريح سوف تقذف بها ؟ وفي اية تربة سوف تستقر ؟ هل هي ريح العصرية والعلمانية للنهوض والتقدم ؟ أم هي رياح داء العقائد البالية الأقدم .. كبديل للداء الابن – الدين الارهابي - ، و كمرحلة في دورة ميثولوجية . تعيدنا في دورة اخري للسلفية والأصولية الارهابية الحالية .. ؟؟!؟

عندما اعتدي الاسلام القادم من شبه الجزيرة العربية علي الدول المجاورة .. كانت خيانات رجال الدين لشعوب تلك الدول واثناؤهم لها عن المقاومة – الي حد كبير وفي غالبية الاوقات – وراء انتصار بدو الجزيرة العربية وديانتهم - الاسلام - .. والي يومنا هذا من يدقق في الاحداث الاخيرة في مصر سيجد ان خيانات رجال الدين .. وراء استمرار استكانة وخنوع المظلوم المضهد - كاقلية - علي يد المضللين اتباع الاسلام ...

الاديان الشرق أوسطية السابقة للاسلام – الابراهيمية - عودت تابعيها علي الالتصاق بالمعبد وبرجال الدين كما الطفل الرضيع بأمه ..! فلا يكون لهؤلاء الأتباع راي ولا قرار ولا كلمة فيما يحدث بسياسة بلادهم ، وانما ينتظرون ما سوف ينطق به المعبد ورجال الدين .. وغالبا لا ينطق المعبد ورجال الدين الا بالمداهنة للحكام الطغاة . علي حساب حقوق ودماء واعراض رعاياهم !

من تابع تداعيات ما بعد حادث القتل الديني الاخير في مصر – والذ لم يعد هو الأخير ! فقد جاءتنا الاخبار اليوم بحادث قتل ديني آخر في محافظة الأقصر ! ..- ، وما قبله ايضا .. سيعرف أن مجرد خروج بعض ابناء الطائفة الدينية المعتدي عليها . في وقفة احتجاج لا اكثر ، يحتاج منهم ان يتسولوا- يشحذوا - موافقة رجال دينهم علي هذا الغرض البسيط . وعليهم انتظار موافقة رجال الدين . الذين هم في العادة يحاولون اثناءهم واحباطهم ، وان .. سمحوا لهم بتلك الوقفة الاحتجاجية فبعدما يرسموا لهم حدودها التي يجب الا تقترب مما لقيصر بل تدعه لقيصر ! – مقدس عندهم حق قيصر ..- رغم علمهم ان كل الجرائم والمحن التي تعيشها طائفتهم الدينية ويعيشه وطنهم ككل انما هي بسبب هذا القيصر وبطانته وصحابته . ولكن في شريعتهم كل ما يقرره قيصر وما يضع يده عليه قيصر . وما يقترفه قيصر وعصابته من الآثام .. هو عندهم : حق مقدس لقيصر . ويجب ان ندعه لقيصر !!! .

أحدث الاديان الشرق أوسطية وأقربها للسلم ولحضارة العصر - نوعا ما - . وهو دين يعاني اتباعه في مصر من شتي صنوف الاضطهاد . هذا الدين الشرق اوسطي وياللفرحة : يعترف – حسب قوله – بالأديان الثلاثة السابقة . كديانات سماوية – مثله طبعا ! - بما فيها الدين الارهابي الخارج من صحراء شبه الجزيرة . . ، وهذا الدين – الحديث ، عمره قرابة مائتي عام - من تعاليمه " عدم الاشتغال بالسياسة " ! - يعني السياسة من حق قيصر ، ويجب تركها لقيصر ! .
فكيف .. ؟ اذا كانت السياسة هي التي يمكنها التسبب والتحكم في : اما اضطهاد الانسان في دينه وفي دنياه ، او في حماية حق الانسان في العدالة بانواعها- الدينية والعرقية والنوعية والسياسية - ؟!

هكذا يجب ان نعي أن أغلب مباديء وعوامل الظلم والتخلف والارهاب في الاسلام منقولة مما سبقته من اديان منطقتنا – ويكرسها ما لحقه منها - . واغلب عوامل انتصار وتثبيت واستمرار الاسلام مأخوذة من الطبيعة الاستسلامية الخنوعية لنفس تلك الاديان السابقة للاسلام . والتي تبثها في معتنقيها

مثلما دفع ويدفع العلمانيون –الاسلاميون بالولادة - . الضريبة عن جهودهم التنويرية . لماذا لا نكاد نري أحدا من العلمانيين ودعاة العلمانية من أتباع الديانات الأخري – الابراهيمية – بدول المنطقة . يدفعون الضريبة هم أيضا وينورون ذويهم بحقيقة معتقداتهم الجالبة للتخلف والتي ورث منها الدين الارهابي الغالبية العظمية من قبائحه ومظالمه ؟؟
لعل قيام هؤلاء بهذا الواجب . هو الاليق والاحق من أن يقوم به العلمانيون من أصل اسلامي أيضا بالاضافة لجهودهم التنويرية حول عقيدة الارهاب التي انسلخوا عنها .. ولا يصح أن ندعهم – العلمانيين من أصل اسلامي - يفتحوا علي انفسهم اكثر من جبهة ، ولا يجوز تحميلهم من الأعباء ما يجب أن يقوم بها علمانيو الديانات الاخري ...

بالطبع ليس المقصود هو التواني عن جهود التنوير بحقيقة وخطورة عقيدة البدو – المنفذ الوحيد للارهاب المحلي والعالمي . حاليا - ، ولكن المقصود فقط هو ضرورة مراجعة المحتمل من الكيفيات التي قد يمكن بها استثمار جهودهم تلك في غير صالح العلمية والعصرية والعلمانية . التي ينشدونها . ولضمان ان تصب تلك الجهود في المصب المحدد الذي يقصدونه ، والهدف الذي يريدون به النهوض بشعوبهم ، وياملون في الخير والتقدم لبلادهم .

والي ان يتمكن الانسان - بالعلم الحديث - من التحرر والخلاص. والشفاء من جهالات وحماقات وشرور المعتقدات .
********



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارات -1
- بل انتشر بالسيف في آسيا ايضا
- مع القراء - تعليقات وردود
- الجدار العازل / شهادة فلسطينية
- مذبحة نجع حمادي وظهور العذراء
- وداعا .. عدلي ابادير
- الجدار العازل ويأجوج ومأجوج
- فول وهامبرجر
- فول وفلافل
- فول و بيتزا
- ايران . بين عمائم الملالي وحجاب -مريم رجوي - ! 2/2
- ايران . بين عمائم الملالي ، وحجاب -مريم رجوي - 1/2
- فول و كباب - 2
- تضامنوا مع مصر لانهاء الحكم العسكري
- فول وكباب
- كتابات اعجبتنا - الحلقة 6
- الناس والحرية 46
- المعجزات الدينية التي أصدقها
- كلاكيت: هل الله واحد ؟
- البرادعي رئيسا مدنيا . ووداعا لنصف قرن من الفساد والخراب .


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - جهود التنويريين الي أين المصب ؟