عصام البغدادي
الحوار المتمدن-العدد: 878 - 2004 / 6 / 28 - 04:26
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
الشذوذ الجنسي و أسبابه:
يصنف الدكتور كامل النجار أسباب الشذوذ الجنسى الى مايلي:
1-أسباب تحرشات و إغتصاب بمراحل الطفولة الأولى, و هذا ما يخلق صورة باطنة بمنطقة اللاشعور التي (وفق رأي المدرسة الفرويدية) تمثل النصف الباطن للتشريح النفسي بالإشتراك مع منطقة Id, "إد" هذه هي منطقة الطاقة الجنسية الدفينة التي يتصرف بها الإنسان. و ما يحدث بعد الإغتصاب أن التفاعلات الهرمونية تحرض الطاقة الجنسية "إد" على الإثارة و لكنه إثارة متأثرة بذكريات الإغتصاب و التحرشات بمنطقة اللاشعور التي تؤثر بالإد التي هي مصدر الطاقة الجنسية. و هكذا فإن عملية الشذوذ تأتي كنتيجة خاطئة لوضع مغلوط. و يمثل الشواذ نسبة45% من المتحرش بهم بالعالم. هذا رأي من عمق المدرسة النفسانية الغربية.
2- الوسواس القهري: هو نوع من التخبط الهرموني الذي ينتج تصورات خاطئة و ملحة للمعتقد سواء الديني أو الجنسي أو أي معتقد ما. المصاب عادة يدخل بحالة صراع بين فكرة ملحة "وسواسية" و بين معتقده. الوسواس ليس صراع فكري لأنه فوق المستوى الطبيعي, فهو يهاجم الإنسان جبريا و بشكل متقطع و مكثف. 24% من حالات الشذوذ هي نواتج لوسواس قهري يمكن معالجته بدواء يسمى "ماسا" يعطى وفق وصفة طبية و تستمر مدة العلاج لثلاثة أشهر مع خفض كميات الدوائية.
3-الشيزوفرانيا الجنسية: هي حالة فصام بالشخصية الجنسية جراء ضغوطات أسرية أو إجتماعية صارمة تقوم بتهميش الهوية الجنسية للمريض و تصر على شكل جندري معين يجبر المريض لتعظيم هذا الشكل و الإنخراط فيه حتى و لو كان شذوذا. فمؤخرا, تعتبر المرأة رمزا للإنسان الحضاري و الرجل رمزا للوحشية, و نتيجة لهذا التهميش الإجتماعي تأنث عدد من الرجال و الممثلين. فالمجتمع يعتبر المتأنث أقرب تحضرا للمجتمع المحكوم نسويا و لذا فهو أقرب تحضرا. طبعا هذا ما هو موجود بمجتمعات غير مجتمعاتنا و لكنها أمثلة.
4- الإختلال الهرموني, و ينقسم لقسمين:
1- ولادي: و هو نادر جدا جدا و صعب علاجه إلا أنه ليس مستحيلا.
2- سريري: و هو يطرأ بمرحلة لاحقة و علاجه سهل.
سبب تشريع الشذوذ غربيا كان لخلفيات فلسفية بفهم الإنسان و الحرية و المجتمع و الأسرة, و ليس لنا ما نهاجمهم به فهم عاشوا تجارب تأريخية مختلفة و حملوا قناعات تخصهم. و لكن مجتمعنا ينظر لكل تلك الأسس بنظرة مغايرة و لذا فتعميم التشريع الغربي للشذوذ عالميا يعتبر خاطيء. علاج الشذوذ قد يصل لثماني سنوات و يقال ان المصريين حاليا أنجح الأطباء به, و يعتمدون على تقوية الإرادة إضافة للوسائل الحديثة بالغرب. و الطب الغربي يستعمل ذات الوسائل للعلاج, حيث يتعرض المريض لمشاهدة أفلام أو صور لأشخاص من نفس جنسه مع جمال عالي و مثيرات تثيره, و عند الإثارة يتعرض المريض لمنغصات حادة سواء روائح كريهة أو صور بشعة أو تأليم جسدي. السبب لكي يزرع الكره بمنطقة اللاشعور فيه , و من جهة أخرى فيرغب المريض بالجنس الآخر و عند كل إثارة منه يكافأ بشكل مريح كأن تقوم زوجته بعمل جنسي له (لو كان شاذ متزوج قبلا) و كذلك الزوج للزوجة. المشكلة بالعلاج للإنسان الغربي أنه لا يثمر لأن الدوافع ليست كافية. بينما العربي فالدوافع قوية و الإرادة أقوى (بسبب الدين) و لذلك تحدث نسبة نجاح أعلى. و ما كاية القداحة إلا تذكرة دينية بعذاب جهنم و التي أستعملها الدكتور أحمد عبد الله لعلاج أشخاص كانوا شواذ فعلا و أنتهوا بنيلهم السعادة الزوجية و الرغبة للنساء. و كذلك العكس. هناك بعض الاراء العلمية تؤيد ان يكون مرد الشذوذ الجنسي الى عوامل وراثية متوراثة جينيا .........
فالجين هو الشفرة التي تُخبر الخلايا في الجسم أي نوع من الانزيمات تفرز، وبأي كمية، وكذلك تتحكم الجينات في أنواع وكمية الهورمونات التي يفرزها الجسم. والهورمونات بدورها تتحكم في تكويين ووظائف أجزاء كثيرة من الجسم.
فمثلاً يزعم بعض العلماء أنهم اكتشفوا أن دماغ الرجال المثليين تكون المنطقة الأمامية فيه Anterior Commissure أكبر من مثيلتها في الرجال غير المثليين [1]، وهذا قد يكون ناتجاً عن زيادة هرمون الذكورة Androgen في دم الأم في فترة الحمل.
وقد زعم بعض العلماء أن هناك جينات مخصوصة تحدد إذا كان الشخص أيسراً (يستعمل يده اليسرى)، وهناك جينات تحدد الإجرام في شخصية الإنسان، وما إلى ذلك. ونسبةً لضخامة المسؤولية الملقاة على عاتق الجينات، ازداد عددها في جسم الإنسان والحيوانات القريبة منه فبلغ عددها حوالي مائة ألف جين(2).
يكون القرد الشمبانزي أقرب الحيوانات من الناحية البيولوجية للإنسان ونشترك معه في 98% من الجينات [3]. ولهذا السبب أجرى العلماء تجاربهم على الشمبانزي واكتشفوا أن الشمبانزي " بونوبوس " Bonobos ينشغل في بعض الأحيان بسلوك جنسي مثلي بين الذكور، ربما لتوطيد الانتماءات الفريقية، أي ليكوّن عدة ذكور فريقاً واحداً ضد الذكور الآخرين. ولكن لا يمنع هذا التصرف الذكور من مجامعة الإناث كذلك(4).
وكذلك اكتشف العلماء أن هناك نسبة بسيطة من الخراف تكون مثلية مائة بالمائة ولا تقترب من النعاج أبداً. فحملت هذه الاكتشافات بعض العلماء للقول إن الشذوذ الجنسي ليس منبعثاً عن ظروف اجتماعية، كما يقول البعض، لأن الشمبانزي والخراف تتصرف حسب الطبيعة ولا تتحكم فيها الموانع الاجتماعية Social Inhibitions مثل الإنسان. وإذا كان هذا صحيحاً فلا بد أن يكون الشذوذ الجنسي موروثاً عن طريق الجينات.
وفي محاولة لإثبات هذه النظرية، قام العالمان " وارد أودينولد " و " شانق دنق زانق " من المعهد القومي للصحة، في ولاية ماريلاند الأمريكية، بدراسة ذبابة الفاكهة Fruit Fly التي تتوالد مرة كل أسبوعين. وعزل هؤلاء العالمان " جيناً" واحداً اعتقدا أنه المسؤول عن السلوك الجنسي في الذبابة وحقنا هذا الجين في ذكور الذبابة ثم وضعا الذباب ( ذكوراّ وإناثاً) في وعاء زجاجي كبير للمراقبة.
واندهش هذان العالمان عندما تبين لهما أن الذكور أصبحت تجامع بعضها البعض ولم تهتم بالإناث. ولذلك قررا أن هناك جيناً واحداً من مجموع جينات مسؤولة عن تكوين الشذوذ الجنسي في الذكور(5).
ثم جاء الدكتور دين هامر وزملاؤه فدرسوا حالات 114 رجلاً من الذكور المثليين ووجدوا أن نسبة الأخوان والأعمام من ناحية الأم وأبناء خالات هؤلاء الذكور تكثر فيهم نسبة الشذوذ الجنسي بنسبة أعلى بكثير من متوسط الأشخاص الآخرين.
وتابعوا شجرة العائلة في هؤلاء الرجال ووجدوا أن بعضهم لديهم أجداد مثليون سبقوهم بثلاث أو أربعة رعائل Generations. وكل الأجداد المثليين كانوا من جانب الأم.
فاستنتج هؤلاء العلماء أن الجين المؤول عن الشذوذ الجنسي لا بد أن يكون في الكروموسوم اكس Chromosome X وهو كرموسوم الأنوثة[1](6).
واستنتج هؤلاء العلماء أن الجين المسؤول عن الشذوذ الجنسي يوجد في النصف الأسفل من كروموسوم اكس، لكنهم لم يستطيعوا حتى الآن التعرف على هذا الجين أو الجينات. ويقول الدكتور هامر: " الميول الجنسي للشخص أكثر تعقيداً من أن يحدده جين واحد.
قد يكون هناك أكثر من جين واحد يحدد السلوك الجنسي". وأكثر دلالة من هذا، فقد درس الدكتور هامر أربعين جوزاً من الأخوان المثليين ووجد أن ثلاثة وثلاثين من هؤلاء الأجواز يملكون نفس مادة ال DNA في نفس المكان من الذراع الأسفل من كروموسوم اكس.
ولو كان الموضوع محض صدفة لتوقعنا النسبة أن تكون خمسين بالمائة فقط، أي عشرين جوزاً من الأخوان. وإذا استعملنا قوانين الاحصاء Statistics نجد أن نسبة الثقة في هذه الدراسة بلغت 99% فهي نسبة عالية جداً وتُثبت أن هناك علاقةً بين الشذوذ الجنسي والجينات، ولكن حتى الآن لا نعرف ما هي بالضبط.
وهؤلاء لا علاج لهم على أي حال. وهناك من يكتسبون انحرافهم الجنسي بتأثير ظروفهم الاجتماعية. وقد وجد الباحثون أن نسبة الانحراف تقل وتكثر تبعاً لوجود عوامل متنوعة منها الحجاب.
وما زال هذا هو موقف العلماء في القرن الحادي والعشرين. فهم يجزمون أن الجينات مسؤولة عن الانحراف لكنهم لم يستطعوا حتى الآن تحديد الجينات المسؤولة.
المصادر:
-----------
[1] Neil Whitehead & Briar Whitehead ( 1999), My Genes made me do it
[2] نفس المصدر أعلاه
[3] International Human Genome Sequencing Consortium ( 2001): Initial Sequencing and analysis of the human genome, Arch. Sex. Behav.27, 125-144
[4] Haynes, J D ( 1995), A critique of the possibility of genetic inheretence of homosexual orientation, J Homoesx 28 ( 1-2): 91-113
[5] Ward Odenwald and Shang-Ding Zhang: Proceedings of the National Institute of Sciences
[6] Dean H Hamer, PhD, Stella Hu, M.A., Victoria L Magnuson PhD, A Linkage Between DNA Markers on the X Chromosome and Male Sexual Orientation, Science, 16 July 1993
[7] Ellis, Psychology of Sex, p IV
http://www.al-atheer.com/vb/showthread.php?s=&threadid=28306
يتبع في القسم السابع : المفاهيم الغربية
#عصام_البغدادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟