عبد الفتاح احميشان
الحوار المتمدن-العدد: 2891 - 2010 / 1 / 17 - 18:34
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لقد برز إلى الساحة الإعلامية المغربية في الآونة الأخيرة نوع جديد من الأفلام مخالف للأفلام التي كانت تبث سلفا، ويتعلق الأمر بالأفلام "المدرجة" التي يجهل خطورتها المتتبع العادي ولكن الدارس الفاحص يجدها تستهدف تحقيق غابة متعمدة، تتمثل في ضرب وهدم القيم والمبادئ التي كانت تميز المجتمع المغربي عامة والعالم القروي خاصة.
ولهذا السبب يمكن القول أن التلفزة المغربية تمثل نوع من التبعية والتقليد للمخططات السياسية الغربية، التي ترمي بالأسباب إلى زرع ونشر بذور الفساد الأخلاقي عن طريق نقل الثقافة العربية إلى كل البيوت المغربية، وذلك ببث هذه الأفلام في الأوقات التي تكون فيها الأسر مجتمعة مع بعضها البعض، فيعدما كانت الأفلام سالفا تلقى إلا اهتمام الفئة المتعلمة، لأنها كانت تبث بلغة يصعب على المشاهد البسيط فهمها.
وبالمقابل ظهر هدا النوع الجديد من الأفلام ليحقق نوعا من التكافؤ بين هاتين الفئتين ليصبح بالتالي الكل متفاعلا ومنسجما مع هده الأخيرة. نأخذ على سبيل المثال الفلم الذي تبرمجه القناة الثانية الذي يحمل عنوان "أين أبي" يعبر بجلاء عن هده الإشكالية، فنظرا للبساطة اللغة المستعملة – الدرجة المغربية- فيه أصبح يحظى باهتمام و متابعة جل الجماهير الشعبية، والخطير في الأمر إن هذه الأفلام تستهدف بشكل كبير فئة الأطفال وتحاول تربيتهم على مجموعة من القيم والعادات التي لا تتماشى و سنهم بل وحتى طريقة تفكيرهم، وفي هدا الصدد نجد أن التلفزة وبدون أي منازع تعد مؤسسة للتنشئة الاجتماعية بامتياز؛ إذ يتم عن طريقة تسريب مجموعة من المعايير و القيم التي تنعكس سلبا أو إيجابا على سلوك الأفراد.
ومن ناقل القول أنه ثمة حقيقة سوسيولوجيا تكمن إننا لا ننتقد من اجل النقد بل ننتقد من أجل الفهم والتفسير و البحث عن المعنى الذي به نتجاوز العطب التلفزي المغربي.
بقلم الطالب الباحث: عبد الفتاح احميشان
#عبد_الفتاح_احميشان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟