|
سمير عطا الله والأيام العصيبة في العراق
حمزة الجواهري
الحوار المتمدن-العدد: 878 - 2004 / 6 / 28 - 04:23
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
مازل بعض المأبونيين لا يتصورون أن للشعوب دورا بصياغة مستقبلهم، ومازل هؤلاء يهذون بأساطير من عصور ما قبل التاريخ، فمن هو الزرقاوي ليقول كلمة في مستقبل العراق؟ كل ما يستطيع أن يفعله هؤلاء أن يقتلوا غدرا متسوقين في الشارع، وربما طفلا في حافلة المدرسة، أو موظف يحمل هموم الدنيا على كتفيه، أن كيف سيواجه يوما عصيبا في عراق الزمن الصعب. يقتلوهم بسيارة مفخخة ويمضون، لا القتلة يعرفون من الذي قتل، ولا القتلى يعرفون من الذي قتلهم، ويفرح المرضى من العربان الخائبين ويصفقون أن الطفل قد قتل قبل أن يترك رضاعة الحليب، فهو طفل عراقي مجرم، لأن أهله أحبوا الحرية، وأرادوها أن تكون قدرا له، بعد أن حرمهم القدر منها عبر عقود، بل قرون، فتعلموا اليوم إن الأقدار لا تصنع، ولكن يمكن أن يصنع التاريخ، وقد إمتلكوا الأدوات التي تصنع تاريخ الشعوب. من هو الزرقاوي أو الحمراوي أو أي واوي آخر؟! فهم ليسوا سوى قتلة، سواء بأكياس البلاستك أو بالسيارات المفخخة، فكل ما يستطيعون أن يفعلوه هو أن يستثيروا شبق أشباه البشر من أمثال شرانق البعث الملقاة في خروج حمار، هناك في القبور العربية الممتدة بين البحرين ومن جبال عمان وحتى عاصمة الضباب، هناك تسبت وترقب أن يأتيها العراق على طبق من ذهب لمجرد أن طفلا يقتل، أو تهريج لبهاليل الإعلام!!! أو إن التاريخ يصنع كما أرادوا له أن يكون في كراريس أبنائهم، محض قصص لأخبار المجرمين والقتلة، واستأجروا له من يكتبه لهم على المزاج. كمن يريد أن يحفر بئرا بإبرة! فمن يصدق أن هناك من يصدق هذا الهراء؟ لكن أشباه البشر عندنا مصرة إنهم مصدقون!! ومن لا يصدق فهو عميل للاستعمار والإمبريالية، أو إنه خارج عن الصف القومجي والعروبي الذي أسس له عمر بن العاص يوما ما وورثه صيصان مازالت لحد الآن ترعى في خروج حمار. يريدون، ويحلمون، ويخططون، وينفذون حكم الإعدام بطفل شرط أن يكون عراقيا ذاهبا لمدرسة، وفي أسوأ الأحوال متسوق أو موظف قد نفذ منه الراتب في الأيام الأولى للشهر الجديد وهو يذهب سيرا على الأقدام إلى حيث يعمل لضيق ذات اليد. والأكثر أسا من هذا وذاك يتشدقون أنهم أحرار وهم شرانق مازالت متكيسة وملقاة بخرج حمار!! ليعلم سمير عطا الله، الشرنقة التي لم تتحرر من كيسها بعد، أن لا السيارات المفخخة التي يصنعوها لبطلهم في عمان أو دمشق أو بيروت أو طهران، ولا تلك أكياس البلاستك التي تحدث عنها، ولا كل بهاليل الإعلام الجدد والقدامى، ولا كل الشر الذي تعتمر به نفوسهم يمكن أن يفعل شيء بعد اليوم، ولا كل صداميهم، وهم كثر، ولا مخططيهم، ولا فلولهم وعمائمهم التي تحمل تعويذة الموت تحتها يستطيعون أن يعيدوا عجلة التاريخ إلى الخلف، وهذا ليس هتاف، بل هو القراءة الصحيحة للتاريخ الجديد الذي صنع في العراق بأيد العراقيين ويعرفون كيف يصلوا به إلى آخر سطر هم وضعوه بدماء الشهداء من جنوب البصرة إلى أعلى ذرى كوردستان، وقد عرفوا أن كيف يتسلقون ويديرون الدفة إلى بحر الأهوال. فالدفة بأيديهم والسفينة لا يمكن أن تغرق، وقد رد لهم سحرهم فلا سياراتهم ولا شرانقهم ولا أكياسهم البلاستيكية ولا ولا ولا، فالسطر الأخير قد كتبه العراقي ولا يمكن أن يمسحه أحد، إنه التاريخ الذي صنع بالعراق، بأيدي العراقيين. عليك أن تأخذ العبرة من التاريخ القريب وليس البعيد، فصدامهم لم يستطع أن يكتم صوت العراقي بكل ما أنفقه من أموال النفط، وكل تلك المقابر الجماعية التي امتدت على مساحة مائتين وتسعين مقبرة، كانت واحدة منها تحتوي على رفات أحد عشر ألف وستمائة جسد طاهر، وكل تلك السجون التي سكنت تحت مساكننا وبين حدائق الزهور وتحت النهر، وأبناءه العدي والقصي وأبناء عمومته بكل ما اشتروه من الكيمياوي، وجلاوزته الذي قتلوا بدم بارد كل ما وقعت عليه عيونهم، كل هذا وأكثر لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا، فما بالك والعراقي اليوم يملك نفطه وصوته وهوائه وأرضه وإرادته بين يديه الأقوى من الحديد!!! أليس حلمكم أبعد من المستحيل؟؟؟؟؟ جميعهم من البعثيين منهم من يملكون أصداف، أو شرانق مازالت ملقاة في خروج حمار، أو من تسلل إلى الدفة، ومن يفخخ السيارات ويحمل أكياس البلاستك ليخنق الأنفاس، نحن نعرف ذلك، فجميعهم بعثيين أو من ذات الفصيلة الحشرية البهيمية ونحن نعرفهم ونعرف قدراتهم ومناوراتهم وما يكتبون وما يريدون وكيف يتضامنون على شقاق مصطنع، ويريدون لنا أن نصدق كأننا من السذاجة بحيث نستمع لخلافهم وننحاز لجانب منهم كي يميلوا بنا إلى دروب وعرة أو إلى بحار من الأهوال، كما مالت الطريق ببشار ابن برد إلى زرارة وهو ذاهب إلى مكة، فهذا سحرهم الذي عرفنا سره وملكنا العصا التي سنلقيها وقتما نشاء، فنحن في غاية الاطمئنان ونحن نسير في دروب أكثر وعورة من جبال الهملايا. كبيرهم الذي علمهم السحر وفرعونهم، لا شك شاهدتهم ولا شك شاهدت القمل يغزوا رأسه واللحية، ولا شك شاهدت أن كيف يقف العراق كله في انتفاضة الحياد الرائع الذي أعطى للإيجابية معنى أبعد من معناها الذي عرفناه، تخيل إنها انتفاضة عفوية!!!!! وليس هناك منظم لها!!!! فكيف ستكون لو أردنا لها أن تكون؟؟ظ فأنا لا أنصحك بالذهاب إلى بغداد، لأنك ستجد الجميع على قدر عالي من الفهم والهمة والواقعية بالتعامل مع الأمر الواقع لأن الدفة بأيديهم، وسوف تبقى كذلك، وسترى ما هو أكثر وستموت كمدا على حلم لن يتحقق، وستموت وأنت مازلت بداخل شرنقة، وسيموت كل ملك ضحاك مهما كثرت الأفاعي التي تخرج من كتفيه، ومهما كان سيفه ثقيلا كجبل، وقبيحا قبح عوراتهم التي لم تعد مستورة عن أحد في العراق، فنحن من علم الناس إن الخلود ليس عشبة نأكلها فيكون لنا الخلود، فكلكامش منا، وهو من عرف هذا السر وأفشى به لنا وللعالم أجمع، وعرف أيضا إن الإرادة الشعبية، وليس إرادة الأوغاد ما يصنع التاريخ. فمت كمدا يا هذا، نحن لم نعد عبيد لأقداركم، بل نحن من كتب التاريخ القديم منذ الأزل ومن كتب الجديد حتى آخر سطر فيه.
#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ملاحظات حول الخطة الأمنية للحكومة
-
بأي مسوغ يستثني هذا العدد الهائل من الإنتخابات؟
-
بلاد العجائب وعصا موسى!!!
-
الوزارة الجديدة والهواجس المشروعة
-
ليتنا نكمل المسيرة
-
مليشيا الصدر من الداخل الصدر لم يعد يمتلك ناصية القرار
-
مسيرة الأكفان هي السبيل إلى جهنم
-
المؤامرة الإيرانية في العراق تؤتي أكلها
-
ورقة إيران ما قبل الأخيرة في العراق
-
ماذا نريد لنكون شعبا هادئ الطباع ومنسجم
-
أبو غريب، دروس في الديمقراطية – 1 & 2
-
العرب يدافعون عن حقوق الإنسان في العراق؟! من يصدق ذلك؟!؟
-
كالمستجير من الرمضاء بالنار
-
مصمم العلم له أيضا مقال
-
الإبراهيمي، فلم أقوى من سنكام
-
هل حقا هزمت أمريكا أمام عمائم الشيطان!؟
-
دروس مأزق نيسان
-
كيف يمكن التعامل مع المليشيات في العراق
-
من ينقذ أهل العراق من براثن البعث والمغامرين؟
-
رسالة تهديد من بن لادن
المزيد.....
-
آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد
...
-
الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي
...
-
فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
-
آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
-
حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن
...
-
مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
-
رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار
...
-
وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع
...
-
-أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال
...
-
رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|