أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رداد السلامي - التغيير لا يصنعه فرد..!!














المزيد.....


التغيير لا يصنعه فرد..!!


رداد السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 2891 - 2010 / 1 / 17 - 09:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تجد من يساند رؤيتك إذا غامرت بقول ما يجب ، عن شخصية ما، يمثل رمزية أو يحاول أن يكون كذلك ، لكنك ستجد من يلومك لأنك مسست بهذه الشخصية واقتربت من كينونتها المقدسة ، يستمد البعض حضوره من ثراءه الفاحش ، ومن ذاكراته التاريخية المصاغة بمزاج مستكبر ، وأنا متضخمة متخمة بذاتها ومليئة بعزة متوهمة ، وفي اليمن وحدها يستند الفاشلون وذوي العاهات الفكرية الوراثية وجودهم من أساطير صاغها أجدادهم حول ذاتهم وتفننوا في جعلها تبدو كما لو أنها حقيقية .
ما يحدث بالضبط هو أن ثمة استبدال وتمويه يمارس على نطاق واسع مسنود بأقلام تجيد التلميع والإبهار وصناعة من لم يكن لهم يوما اثر يذكر . والحديث عن مثل هؤلاء يبرهن عن مدى ما وصل اليه بعض من يعتبرون نخب ثقافية منتمية الى الوطن ومحسوبة على الأقلام الحرة.
لست متأكد إذا كان ما يحدث يعبر عن وجود فراغ أو حالة من الاستقطاب الذي ولد هذا العطب النفسي لدى من يفترض أنهم أسوة حسنة للأجيال القادمة ، كي يكونوا مثار اهتمامها وترسم لخطاها ،فقد لايلام أحيانا من يغامر في دخول هذه الدائرة أ لأن العوز يفرض ذاته ، وواقعنا الوطني السيئ أقوى من أن يقاومه رجل لا يمتهن سوى صناعة الكلمة ، لكن حين تغدو الكلمة مصدرا لمكسب رخيص تفقد وهجها وحضورها وتقتات من قيمتها التي كانت سامية لتتحول إلى قيمة سلعية تباع وتصاغ كي تؤدي دور المكياج أو مساحيق التجميل ، في وضع نحن بحاجة فيه إلى أن نتبنى خطاب إعلامي عام يستهدف تلميع إرادة المجموع العام من خلال دفعه نحو مزيد من قوة الرفض للوضع المختل ، كان يفترض أن لانحصر أمل أن التغيير يصنعه شخص ، ذو ثراء وثروة او مكانة وجاه ، وما أن نرى وعيا عاما بدأ يستيقظ تعترينا لحظة العوز هذه فإذا بنا ننحو منحى اختزالي يقزم إرادة الناس ليحشرها في إرادة شخص، ما كان له ليكون مؤثرا لو لم يكن هناك وضعا سيئا رفضه الناس حتى يستغله ليظهر ذاته أو يظهره بعض حملة الأقلام كما لو انه المخلص العظيم والأسطورة القادمة من السماء لا نقاذ الشعب . نحن مع وجود رمزية لا تسعى الى أسطره ذاتها وفردنتها ، ولكن رمزية تعمل وفق ما تريده الجماهير اي انها رمزية تتماهى في المجموع ولا تمتاز عنه الا في كونها خادمة له ، وتؤدي دور ا تحريضيا له لمزيد من الرفض للوضع أو الامر الواقع .
ستتبادر الى الذهن العديد من الصور والشخصيات ، ويفسر مثل هذا الكلام على أنه ربما يقصد به فلان او فلان ، وبدلا من التركيز على أهمية ما قيل سيحتفظ لك البعض الذي لم يتربى إلا على تقديس الأشخاص والإيمان بقدراتهم الخارقة على تحقيق ما يتصورنه بمسودة أسماء ليسألك من تقصد ومن هو هذا الكاتب أو الشخص وبدلا من تاكدينا على أن اختزال الفعل النضالي والتغييري في شخص ما هو عملية أقنمة وإعادة إنتاج لما ناضلنا لتغييره نتجه نحو نبذ الكاتب واتهامه وجعله في دائرة القطيعة المستمرة ، لأنه تجاوز الخطوط الحمراء ومس الذوات المقدسة وما أكثرها في هذا الوطن الذي لم يغيبه عن فعل الحرية والنهوض الا هذه الذوات التي ابتلانا الله بها كما ابتلى قريش بعبادتها ..!!
وكقلم ليس له انتماء الا للناس البسطاء ستجد أنك محاط بهواجس عديدة إن لم يكن الإغراء فالخوف ومنشأ ذلك انك في حالة تقاطع مع الكل فلا السلطة استطاعت تدجينك ولا المعارضة استطاعت إيهامك أنها الحقيقة الخالصة ، وبالتالي وحدك بلا متراس قبيلتك الوطن والوطن ضعيف وانتماءك ، للناس والناس ليسوا منظومة موحدة بقدر ما هم جموع مشتتة تلعب بها إرادة الأقوياء والأغبياء والأثرياء وتجار أقوات الشعب وجمامجمهم في حروب لا تنتهي .

أنت مدفوع بغريزة الانتماء هذه لأن تغامر بقول ما يجب ، وكتابة ما ينبغي وأن تسمع هذه الجموع الكلمة المتزنة في نظرتها لمن يقدمون ذواتهم رموزا لها وإضاءة الجوانب التي يحاول بعض باعة الكلمة إخفاءها أو تمريرها كي تقول لهم ان من يستمد شرعيته ورمزيته ووجوده لايستمدها من كونه انه يستحق ذلك أو لأن ذلك ميراثا له ، ولكن لأنه يقف معكم ، ويتبنى همومكم ، وبالتالي فهو واحد منكم ويتميز عنكم فقط بقدرته على نحت طريقا لكم ومعاضدتكم إلى الوصول إلى صيغة مثالية لإدارة البلاد .
[email protected]





#رداد_السلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الهجوم على الحزب الاشتراكي اليمني.؟!
- حين تعود الأحلام يتقدس كل شيء في الحياة
- اليمن : مسألة نظام اجتماعي..!!
- اليمن:تحديات نضالية كبيرة..!!
- عام مضى ولا جديد..!!
- جار الله عمر.. الضمير الخالد..!!
- اليمن : نغمة توريثية..!!
- ضرورة تفكيك القبيلة.!
- اليمن :القبيلة كقوة معيقة للتقدم
- اليمن:مثقفون ليبراليون توريثيون
- نزف لم يجف..!!
- حيث ينادي السحرة بعضهم بأسماء مستعارة..!!
- الغد لنا يا صديقي.!
- اليمن: تساؤلات عن طبيعة الديمقراطية وانتهاك حرية الصحافة
- أروع سقوط في حياته..!!
- اليمن :عجز النظام عن تأمين وحدة وسيادة البلاد
- كان يقيم الصلاة على موتة..!!
- اليمن : لماذا فتح الحوثيون جبهة جديدة مع السعودية؟
- كان يأكل الزعقة بسذاجة..!!
- عبد الفتاح اسماعيل ..حديث الضمائر..!!


المزيد.....




- إليك ما نعرفه عن اصطدام طائرة الركاب ومروحية بلاك هوك وسقوطه ...
- معلومات سريعة عن نهر بوتوماك لفهم مدى تعقيد البحث عن حطام ال ...
- أول تعليق من ترامب على حادثة اصطدام طائرة ركاب ومروحية عسكري ...
- حوافه حادة..مغامر إماراتي يوثق تجربة مساره بوادي خطير في قير ...
- كيف نجا قائد الطائرة إف-35 -الأكثر فتكا في العالم- بعد تحطمه ...
- إيطاليا تعيد كنوزا عراقية منهوبة.. قطع خلدت ذكرى من شيدوا ال ...
- FBI يستبعد العمل الإرهابي في حادث اصطدام طائرة الركاب بمروحي ...
- بعد كارثة مطار ريغان.. الإعلام الأمريكي يستحضر آخر حادث كبي ...
- جورجيا تنسحب من الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا بعد مطالباته ...
- الائتلاف الوطني السوري يهنئ الشرع بتنصيبه رئيسا للجمهورية


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رداد السلامي - التغيير لا يصنعه فرد..!!