|
الأزمة البنيوية للاقتصاد العراقي و تجليات للواقع الاجتماعي
عبد العزيز الحيدر
الحوار المتمدن-العدد: 2890 - 2010 / 1 / 16 - 21:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أن أي بنية اقتصادية ,تشكيل او منظومة... لا يمكن ان يكون لها كيان منفصل ودون ارتباط مباشر ورئيسي بمجموعة لانهائية من البنى الاجتماعية ,من قوى العمل و موارد رأس المال و التشكيل الطبقي الاجتماعي وأخيرا وليس اخرا التطور العلمي والإبداعي. ان مجموعة ما يسمى بالعوامل الرئيسية والثانوية تتوزع بشكل عشوائي ووفق نوع الأواصر وقوتها بتشكيلة البنية الاجتماعية بما لا يدع مجال للحديث عن اقتصاد او تشكيل او نظام او جهاز اقتصادي بدون التوصل الى حقيقة ودور البنى الاجتماعية المتشكلة ضمن البنية الكلية التي يمكن ان نطلق عليها تسمية المنظومة الاقتصادية الاجتماعية ولذلك نرى ان اي مشروع سياسي لا يمكن ان يستكمل ادواته دون تحليل متكامل للبنى الاجتماعية المتشاكلة وبخلافه يكون المشروع السياسي الذي هو التعبير المكثف للتشكيلة الاجتماعية الاقتصادية مشروعا فارغا من المحتوى وغير منهجي وفي هذا المحور بالذات تدور معظم المعالجات المبتسرة والاحادية المنظور لجزئيات في الاقتصاد العراقي اثناء التصدي لمعالجة الازمات القطاعية. ا ن اي تحليل للواقع الزراعي في العراقي لايمكن ان يستكمل ادواته بدون مقدمة تحليلة للواقع البنيوي الطبقي للمجتمع العراقي المعاصر وقوة كل طبقة ومكوناتها الفئوية ومدا قدرتها على الحركة ضمن التشيكلة الاجتماعية الاقتصادية كما ا ن اي حديث عن تطور اقتصادي في اي مجال لايكون سليما بدون اخذ التطور العلمي ومدا انتشاره او تقبل تطبيقاته بين الناس وان اي حل لاي جزئية اقتصادية في عالم اليوم سيكون مبتورا بالضرورة اذا لم ياخذ مجمل الواقع الموضوعي لدنيانا الجديدة التي تشكل مفاهيم العولمة والاستثمار والسوق المفتوحة اركان مؤثرة في انماط الفكر والاداء الاجتماعي والاداء الاقتصادي بشكل خاص ومن جانب اخر فان اي ابتعاد غير محسوب عن التجربة التاريخية لاي مجتمع (التجارب القريبة والبعيدة في ادارة المجتمع والاقتصاد) سيكون هو الاخر مبتورا لكونه يغفل العوامل الذاتية التي لاتتشكل الا عبر الممارسة الزمنية (تاريخ المجتمع). والدراسات الاقتصادية والاجتماعية تؤلف كليات يمكن لأجزائها أن يفهم بعضها انطلاقاً من بعضها الآخر وبخاصة انطلاقاً من بنية الكل.
ما هي القوة الجوهرية في الوعي الاجتماعي العراقي الحالي ؟ الجواب على هذا السؤال سوف يحدد الكثير من بناءات المستقبل العراقي المتوقع لان جوهر التطور ليس سوى جوهر الوعي بالذات فالذي يعي ذاته بذاته وبأدواته هو القادر وحدة على ان يشكل مستقبله انطلاقا من هذا الوعي الذي يحدد الإمكانيات والتطلعات ويفرز الممكنات من المستحيلات, ونحن نعتقد في ردنا على السؤال ان القوة الجوهرية في الوعي العراقي الحالي هو تغييب للوعي وطرح البديل التغييبي الغيبي الذي ينكر المنظور الزمني النسبي والتعاقبي الذي افرز التاريخ والحضارة والتطور ويطرح موضوعة الانسان والزمن في اطار مطلق زمني مقرر وثابت وازلي مطلق ثابت غير متحرك هذا التغييب للوعي يريد للانسان العراقي ان يقف من الزمن موقف المتفرج او الناعي يبكي على مدا تاريخه القديم والحديث وان دوره الحاضر لا ينحصر سوى في النظر الى هيكل الزمن المقدس (التاريخ ) وتقديم فروض الطاعة للماضي وذر البخور في مبخرته المقدسه وذرف الدموع امام ايقوناته التي انتشرت في كل شبر لافتاته مبشرة بتغييب الوعي بالحاضر المتهرئ الاردية والذ ي يراد تغطية عريه الفاضح بنشر مهرجانات للطقس الجمعي والتهليل الصوفي الجوهر لامتصاص الكثير من قدرته على الخلق والتغيير وان لعبة الديمقراطية الامريكية والتي طالما حذرنا منها لم تكن الا وجها براقا لعملة زائفة تشكل الليبرالية( التهديم الشامل لكل الانجاز الثوري الطابع والتقدمي النهج ) وجهها الصدء الاخر وان هذه الديمقراطية ليست في العراق الا ذلك النمط البدائي للديمقراطية التي كانت تمارس في دويلات المدن في العراق القديم قبل خمسة الاف سنه ان هذا الشكل من الديمقرطية الذي تم ربطه بمفهوم الليبرالية والغاء كل دور للدولة والتخطيط والمنهجية في مجتمع متخلف اساسا في تركيبته الاجتماعية والاقتصادية والفكرية عموما يتناغم مع منهج التشتت والرجوع الى الارتكازات الطائفية والمناطقية والعشائرية وتغليب الايديولوجيات الدينية على كل مناحي الحياة التي تليق بها او لا تليق بها كالسياسة ( لعبة المصالح المادية البحته ) وكلها من ارتكازات المجتمع الزراعي القديم ورواسب القيم شبه الاقطاعية المتجذرة في عمق الريف العراقي الذي فرش ذراعيه في ظل غياب الدولة والتخطيط والمنهجية على كامل المجتمع العراقي الذي نعيش بين جنباته اليوم والذي يراد له ان يكون مجتمع ماضوي فقط مجتمع مغيب الوعي بحاضره ولا يرى من الزمن الى اتجاهه المعاكس للحركة والحياة اتجاهه الذي مضى واصبح ماضيا فقط
وللبحث صلة في أعداد لاحقة
#عبد_العزيز_الحيدر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ذاكرات
-
الفكر بين الذات والموضوع
-
ديوان ..كلمة واحدة
-
الاستدراجات
-
الساحر
-
حول الينبوع
-
صورة
-
الفساد الاداري والمالي
-
لابداع داء ملهلب
المزيد.....
-
لون و-رمزية- شماغ الأمير تركي الفيصل بمقابلة CNN يشعلان تفاع
...
-
-لا توجد خطة-.. محلل يصف مشروع ترامب لغزة بـ-غير منطقي- ويؤك
...
-
-لم يعد بإمكاننا التحمل-.. فلسطينيون بغزة يناشدون العالم للم
...
-
السعودية.. القبض على 3 مواطنين ومقيم يمني والأمن يوضح ما ارت
...
-
ما هو حجم الدمار في جنين بعد العملية العسكرية الإسرائيلية في
...
-
حزب البديل من أجل ألمانيا وماسك وشركاؤه: حلم السيطرة على الع
...
-
خبير يكشف سر الوميض الأبيض خلال الزلزال المدمر في تركيا عام
...
-
أستراليا.. إنماء أول جنين كنغر في العالم باستخدام التلقيح ال
...
-
-لا مانع من محو غزة وإسرائيل-.. استقالة موظف من وزارة ماسك ب
...
-
-نيوزويك-: لأول مرة منذ بدء القتال في أوكرانيا.. طائرة تجسس
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|