أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - التفاوض على الانفصال خطأ فادح














المزيد.....

التفاوض على الانفصال خطأ فادح


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 877 - 2004 / 6 / 27 - 09:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


دبت الروح في الكيان الفلسطيني الذي بدأ يتحرك بشكل حثيث للعودة للساحة السياسية، هذه المرة من خلال خطة شارون الانفصالية. المحرّك الجديد هذه المرة هو التقاء المصالح بين شارون والسلطة. فالاول يعرف ان خطته التي حظيت بأغلبية في الحكومة، لن تنفذ دون شريك فلسطيني، اما الثانية فتخشى ان يؤدي الانسحاب الاحادي الجانب للقضاء على دورها التفاوضي. ويأتي الدور المصري للتوسط بين الطرفين.

شهدنا وضعا مماثلا في نهاية العام الماضي، عندما حاول ابو علاء بوساطة مصرية، الحصول من الفصائل الفلسطينية على هدنة وتفويض للتفاوض مع اسرائيل على خريطة الطريق. وقد فشلت المساعي لرفض حماس منح التفويض المطلوب، الامر الذي ادى لمواجهة دموية مع الاحتلال كلفت حياة زعيميها ياسين والرنتيسي.

بعد ان شيّعت اسرائيل جثمان "خريطة الطريق"، حصلت على تفويض من بوش للقيام باجراءات احادية الجانب، على اساس عدم وجود شريك في الجانب الفلسطيني. ولم يبقَ للطرف الفلسطيني سوى التمسك بخطة الانفصال رغم ان شارون اعلن انها ستكون عقابا قاسيا للفلسطينيين.

المفارقة انه رغم عدم وجود مواضيع ملموسة للتفاوض، الا ان الامكانيات للتوصل لاتفاق بين القوى الفلسطينية المختلفة اصبحت اكثر واقعية. السبب بسيط جدا، وهو ضعف حركة حماس بعد الضربات الامنية القاسية التي تعرضت لها. ورغم توعد اسرائيل بالانتقام لاغتيال زعيميها، فما يحدث هو هدنة على ارض الواقع.

بعد تحقق الشرط الاول، يبقى على ابو علاء الحصول على تفويض بالتفاوض. المشكلة انه من غير المفهوم على ماذا سيتفاوض الطرفان هذه المرة. فخريطة الطريق انتهت، والمطروح هو سلطة في غزة بعد انسحاب اسرائيل منها. حماس التي خرجت ضعيفة من المواجهة غير المتوازنة مع اسرائيل، تستطيع تخفيف حدة عملياتها، ولكنها لا تستطيع الانقلاب على برنامجها وقبول الخطة الاسرائيلية التي ستحول غزة الى سجن كبير دون مصدر للرزق، ودون أي افق للانسحاب من الضفة.

فتح ايضا، حزب الرئيس عرفات، يشكل عقبة امام الخطة. صحيفة الحياة نقلت تهديد نايف ابو شرخ بان كتائب الاقصى ستنسحب من فتح، بسبب ما وصفه "التهميش والتجويع والاهمال". وصرّح عضو اللجنة الحركية العليا لتنظيم فتح، عبد الرحمن الشوملي، بان اعتقال البرغوثي "ترك فراغا كبيرا ملأه المنتفعون والفاسدون الذين لا تعنيهم فتح". وسارع عرفات لتشكيل لجنة لبحث مطالب اعضاء فتح الذين يخشون البقاء خارج السلطة مما سيعني اهدار جهودهم في الانتفاضة.

رغم محاولات الانتفاع من الوضع، تنتصب مشكلة لا تقل اهمية هي مصير عرفات السياسي والشخصي. ما يريده الرئيس الفلسطيني هو اطلاق سراحه من المقاطعة، ولكن اسرائيل تشترط ذلك بالتنازل عن صلاحياته، وتحديدا الامنية. المعادلة المطروحة هي اذن: حرية عرفات مقابل نهاية دوره السياسي. وهنا تلعب كتائب الاقصى دورا مهما، فهي الجهاز الذي يحافظ على شعبية عرفات في الشارع، وهي القوة القادرة على عرقلة اية هدنة في حالة الانقلاب على الرئيس الرمز.

بعد ان استعرضنا الصعوبات والتناقضات داخل البيت الفلسطيني، لا بد من التحذير بان تعاون السلطة الفلسطينية مع خطة شارون بحجة مباركة الانسحاب من كل شبر من الارض الفلسطينية، هو خطأ فادح. لقد اخطأت القيادة الفلسطينية عندما وافقت على اوسلو، متذرعة بانه خطوة على طريق بناء الدولة الفلسطينية، وقد دفع آلاف الفلسطينيين ارواحهم ثمن هذا الخطأ. الانفصال عن غزة ليس مخططا للانسحاب، بل لاعادة الانتشار الامنية بطريقة تحول غزة الى سجن كبير.

ان واجب السلطة، وكل انسان ذي ضمير، هو رفض هذه الخطة وعدم التعاطي معها. ان انسحاب اسرائيل دون ضمان مصدر رزق للعمال الفلسطينيين، ودون منحهم فرصا بديلة من خلال فتح الحدود، سيضع امام الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي مهمة ارغام اسرائيل على تحمل كامل المسؤولية عن خطوتها التي ستقود لكارثة انسانية.

ليس دور السلطة التحول الى سجان لمليون ونصف لاجئ جائع، بل عليها تسليم المفاتيح والاعلان بان الانسحاب من جانب واحد يعني انتهاء مسؤولية السلطة، وان على اسرائيل تحمل دورها كقوة احتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة معا. لقد تخلت الحكومة الاسرائيلية عن المفاوضات، ولكنها تتمسك باتفاق اوسلو، لانه يخدمها ويتيح لها التنصل من مسؤوليتها كقوة احتلال ويسمح لها بضرب الفلسطينيين على انهم دولة عدو. على الشعب الفلسطيني ان يسحب البساط من تحت اقدام الاحتلال، وعدم التعاطي مع المخططات الاحتلالية التي وعد شارون شعبه بانها ستسبب نكبة جديدة للفلسطينيين.



#الصبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانفصال يولّد الدمار
- الوقت لاعادة النظر
- لا لبوش ولا للقاعدة
- الانفصال عن غزة مخطط قديم غير قابل للتنفيذ
- دولة ثنائية القومية
- سقوط صدام ينهي حجة الاحتلال
- عرفات - هل تكون فرصته الاخيرة؟
- خريطة بلا طريق
- الحرب تعيد النزاعات الدولية
- الملايين ترفض الحرب وبوش ماض في عدوانه
- حزب دعم يطرح البديل العمالي
- العمال في طليعة حملة -دعم- الانتخابية
- لا للفساد والانتهازية نعم للقوة العمالية
- حزب للطبقة العاملة
- اسرائيل تعلق آمالا على ضرب العراق
- الاقتصاد في الوحل والامن بلا حل
- سلطة غير قابلة للاصلاح
- الانتداب يعود لفلسطين
- انجازات جمعية معاً العمالية
- حصار مع وقف التنفيذ


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - التفاوض على الانفصال خطأ فادح