|
الاعلام وجرائم البعث
خضير حسين السعداوي
الحوار المتمدن-العدد: 2889 - 2010 / 1 / 16 - 08:14
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
ما من شك أن الإعلام أصبح في الوقت الحاضر وخاصة بعد الثورة المعلوماتية التي حولت العالم إلى قرية صغيرة وسيله فعاله في رسم مسارات السياسة في البلدان والشعوب... لا بل أصبح أكثر تأثيرا من فيالق عسكرية مدججة بأحدث الأسلحة في خلق نتائج وتأثير في مجريات الأمور على مستوى السياسة العالمية والذي اعتقده أن الامبريالية العالمية بالإضافة إلى الأسباب الأخرى كان الإعلام من الوسائل التي استخدمتها بفعالية وخبث ضد المعسكر الاشتراكي واستطاعت أن تحطم هذا الصرح الكبير من الترسانة النووية المرعبة والتي كانت تقف ندا لأطماع الامبريالية الامريكيه في السيطرة على العالم.......ومن الملاحظ أن النظام البائد استطاع أن يوظف الإعلام سواءا الأجنبي أو العربي بعد أن أصبح الإعلام المحلي تابعا للحكومة وضف الإعلام العربي والأجنبي عن طريق شراء الكثير من الأقلام الأجيرة والتي استطاعت وبجدارة أن تضع غشاءا كثيفا عما يحدث في العراق من جرائم بشعة ضد الشعب العراقي وقواه السياسية المعارضة لهذا النظام وتعكس صورة مظلله عما يحدث بالداخل إلى الدرجة التي جعلت المواطن العربي يقدس النظام السابق ورئيسه نتيجة للصورة التي عكسها الإعلام لهذا النظام وإظهاره بمظهر المدافع عن الأمة العربية ضد الأعداء والرمز الموعود الذي سيعيد أمجاد العرب ليتغنوا وبشغف .. بلاد العرب أوطاني.... من الشام لبغدان هذه الأمنية التي ترسخت في ذهنية المواطن العربي إن هنالك شخص ما في زمان ومكان ما سيظهر ليحقق هذا الحلم متناسين إرادة الشعوب والتركيز على إرادة الحاكم وقدرته وبقي هذا الحلم قائما إلى يومنا هذا والمواطن العربي يتجه إلى المشرق العربي تارة أو إلى مصر والمغرب العربي تارة اخرى فبعد الثورة المصرية العام 1952 وظهور بريق القومية العربية بقيادة عبد الناصر استطاع هذا التفكير محاولة تحقيق الحلم العربي دون أن تنضج الأسباب الذاتية والموضوعية أودى بعبد الناصر أن يركب الموجه دون أن يضع الأسباب المادية لذلك وما كان نتيجتها فشل عبد الناصر وانحسار الناصرية داخل حدود مصر وكرد فعل ظهر البعث في المنطقة يعزف على وتر إرادة الجماهير العربية بشعاراته الرنانة...مما جعل المواطن العربي يتعلق بهذا النظام ويعتبره المنقذ وكان أيضا للإعلام ألبعثي الدور الكبير في ترسيخ ذلك المفهوم لذلك علينا أن لانستغرب عندما تجد المواطن العربي يتأسف لانهيار هذا النظام وطبعا للأسف الشديد إلى ألان لم نستطع أن نقنع المواطن العربي بان ما سمعه وما قراه وما شاهده حول النظام السابق ماهي إلا أكاذيب بعيدة عن الواقع أنا أقول أننا لا نصاب بالذهول عندما تصدر تصريحات وعبر الإعلام العالمي من عضو في البرلمان وعضو كتله سياسية تشارك في العملية السياسية هذه التصريحات والتي بادية عليها الغشاوة البعثية والتي تشكك بالقوى الوطنية التي قارعت النظام ألبعثي والانكى من ذلك انه أصيب بالعمى وتأخذه العزة بالإثم إزاء ما ظهر من قتل جماعي لأبناء الشعب على يد النظام السابق والتشكيك بالمقابر الجماعية متناسيا وبشكل مقصود ما أظهرته شاشات القنوات والوكالات العالمية من مقابر اشتملت على الرجال والنساء وحتى الأطفال الذين دفنت أدوات لعبهم معهم وهم ملتصقون بأمهاتهم....بأي منطق نتعامل مع هكذا نوعيات إنهم عبارة عن قنابل موقوتة داخل العملية السياسية يتحينون الفرص في التنفيس عن حقدهم على إرادة الشعب العراقي الذي اختار طريق الديمقراطية لبناء نظامه السياسي بعد حقبة من النظام الشمولي هذه النماذج والتي تشربت بثقافة البعث الإعلامية كذب حتى يصدقك الناس تماشيا مع رأي وزير الدعاية النازي جوزيف غوبلز والذين شعروا بالأمان لما وفرته لهم الديمقراطية من أجواء إبداء الرأي والذين كان اغلبهم يتوقعون أن يسحلوا بالشوارع من قبل الجماهير إزاء الجرائم التي ارتكبها النظام السابق والذين كانوا جزءا أساسيا من منظومته القمعية ضد أبناء الشعب إن مايدفع هؤلاء إلى تلك التصريحات المشينة هو ضعف الإعلام الحكومي وإعلام القوى الوطنية التي قارعت النظام ولم تستطع أن تعكس وباسوب ذكي الجرائم المروعة التي ارتكبتها عصابات البعث...على القوى الوطنية وخاصة من تمتلك قنوات فضائية أن تجعل برنامجا ثابت بشكل يومي أو نصف أسبوعي يتحدث عن جرائم البعث وكذلك البث اليومي والمستمر لوقائع جلسات محاكمات أزلام النظام وطبعها على شكل أقراص ليزريه للتداول بين الناس لترى أجيالنا وتطلع عن كثب ما قاسينا على يد هذا النظام المجرم ما يؤسف له أن وقائع جلسات المحاكمات لم تعط الأهمية الكبيرة ولم يسلط عليها الضوء في كشف الحقائق من خلال المشتكين والمدعين بالحقوق والمطالبين بإيقاع العقوبة بهؤلاء ألقتله إن من يشجع هؤلاء على هذه التصريحات المشينة التهاون في تنفيذ القانون على مجرمي النظام السابق والذين صدرت أحكام الإعدام بحقهم إن تنفيذ القانون بحقهم سوف يشكل رادعا لكل من يعتقد أن العراق ضيعه لاباءهم يرثه الأبناء من الآباء
#خضير_حسين_السعداوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البعثيون .... لو نلعب لو نخرب الملعب!
-
مدينة أور وحوار الأديان
-
الاقتصاد العراقي من الاشتراكية الى اقتصاد السوق
-
اليسار والتيارات الدينية في العراق
-
الفن والدكتاتورية
-
بغداد والشعراء والصور
-
البيروسترويكا الايرانية
-
الاحتفاء بالجناة
-
القانون المدني والسنن العشائرية البقاء لمن ؟
-
اليسار والحراك السياسي في العراق
-
مرشحو الانتخابات والامتيازات الحكومية
-
مشكلة المشاكل
-
التعليم الحكومي والتعليم الاهلي والتمايز الطبقي
-
شعر الابوذية هوية الجنوب العراقي
-
عظمة الديمقراطية
-
ثورة الزنج في البصرة قراءة معاصرة
-
مجد تحت التراب
-
الاتفاقية الامريكية والقلق العراقي المشروع
-
مكرمة الرئيس
-
هيبة القانون
المزيد.....
-
إلهام شاهين تعيش الطفولة مع -آخر العنقود- في عائلتها
-
الشرع يوضح موعد أول انتخابات رئاسية في سوريا ورده على من طال
...
-
فرنسا تستعد لمحاكمة طبيب متهم بالاعتداء جنسياً على أطفال تحت
...
-
الحكم على جندي بريطاني سابق بالسجن 14 عامًا بتهمة تسريب معلو
...
-
بوتين يقيل نائب وزير العدل من منصبه
-
سموتريتش: لا يمكن إنهاء المعركة قبل تدمير حماس بالكامل واتفا
...
-
حاكم المصرف المركزي: هكذا تبخر 21 مليار دولار في سوريا!
-
ترامب: حققنا تقدما كبيرا في مسألة حل الصراع بين روسيا وأوكرا
...
-
القضاء المصري يقضي بسجن بريطاني 3 سنوات
-
روسيا.. تطهير أكثر من 350 كيلومترا من سواحل البحر الأسود بعد
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|