نبراس دلول
الحوار المتمدن-العدد: 2889 - 2010 / 1 / 15 - 23:22
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
الإهداء........
الى كيت وينسلت .. الممثلة الانكليزية الممتلئة أنوثة وحياة كأحد مروج انكلترا الرائعة
إلى كل أنثى في هذا العالم تطمح إلى الحرية,...إلى الرجال الانقياء .. المتحررين.
إلى كل أنثى ذبحت أو اضطهدت بسبب أنوثتها وتحررها
إلى أمي الغالية .....التي ما أقعدها الشلل عن أن تكون أنثى...
لهم جميعاً اهدي عملي هذا (( سيرم)) :
وهو احتفالية بالانثى التي هي هنا اكثر من ام واعلى من الشرائع التي اضطهدت انوثتها وكينونتها
الجنس.....
لغةً خاصة بكل جسدين
فمن حلمة المرأة حروفها
ومن قضيب الرجل قواعدها
لقد حاولت المؤسسة الدينية طوال قرون من نشأت الأديان إلى تصوير الجنس على انه وسيلة الذكر للإنجاب ,وبذلك تتحول المرأة إلى مجرد أداة لتحقيق ذلك الهدف .
إن النصوص الدينية كافة وكل الحركات الرجعية في التاريخ- والتي ارتبطت اساساً بذلك المفهوم الناشئ عن تطور المجتمعات وانتقالها من المشاعية إلى المجتمعات الطبقية وما خلفه ذلك من تبدل في تقسيم العمل بين الذكر والأنثى – هي اليوم سيف مسلط على البشر الطامحين إلى قيام علاقات جنسية جميلة وصحية فيما بينهم.
تحتاج العلاقة الجنسية بين الذكر والأنثى إلى عمليات نفسية معقدة والى بلوغ سلوكيات غاية في التطور,فليست العلاقة الجنسية هي فقط إدخال قضيب الذكر في فرج المرأة وخروج السائل المنوي ,بل إنها عملية اكبر من ذلك واعقد من ذلك ايضاً,فهي تحتاج إلى الحب وما يستتبعه ذلك من محاولة كلا الطرفين إثبات جدارته أمام الطرف الأخر.
في فيلم ((جود)) تقول سو التي تلعب دورها الإنكليزية الرائعة كيت وينسلت ,لحبيبها ((عدني أن تستمر في المحاولة ))وهي تعني أن قبول العلاقة الجنسية يتوقف على درجة اقتناع كلا الطرفين بان الطرف الأخر يختصر الوجود ,لتتحول الممارسة الجنسية إلى طقس بينهما ,فلا تحليق للخيال خارج إطار الاقتناع بشخصيهما وهذا ما يحدث عادة عندما تتحول العلاقة الجنسية إلى تجربة محض حيوانية وبذلك تعود تلك العلاقة إلى ما قبل خروج الإنسان عن مملكة الحيوان .
يقول بعض الناس المتأثرين بأقوال المحافظين والرجعيين وعلى رأسهم رجال الدين,بان الذكر في الجنس هو مثل الحيوان((ولا يقولون يعود لحيوانيته كي لا يعترفوا بمادية الوجود)) وهذا محض كذب وقمة في الرجعية ,فالذي يميز الإنسان عن الحيوان هو أمر واحد :العمل.
فالعمل هو الذي اخرج الإنسان من مملكة الحيوان وبه ارتبط وجوده فيما بعد فما بالك في الجنس ,ويقول أنجلس هنا :
يشكل إنتاج وتجديد إنتاج الحياة المباشرة في أخر تحليل ,العامل الحاسم في التاريخ .ولكنه هو ذاته مع ذلك ذو طبيعة مزدوجة.فمن جهة إنتاج وسائل الحياة ومن جهة ثانية إنتاج الإنسان ذاته ,مواصلة النوع .
أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة – مقدمة الطبعة الأولى
إن تطور الإنسان وتأقلمه وتطويره أساليب إشباع حاجاته من المأكل والمشرب والاطراح لخير دليل على قدرة الإنسان على تطوير أساليب إشباع الرغبة والحاجة الجنسية وتحديداً الذكر, الذي سنثبت عدم أحقيته باحتكار الجنس ولذته؟
إن الجنس هو أجمل صلاة للإنسان وفيه يكتمل نموه النفسي والعقلي والجسدي ,والجنس بغير حب كسفينة أبحرت في عرض البحر بلا ربان يقودها في الاتجاه الصحيح ويعمل على ألا تتأثر بالأمواج العاتية وتغرق.
قلت بدايةً بأننا نحتاج إلى عمليات نفسية وسلوكية معقدة لكي نبلغ ذروة الشعور الجنسي الاورجازم orgasm ,فكيف يكون ذلك.
لا تتحقق اللذة الجنسية الكاملة أثناء ممارسة الجنس إلا بعد أن نكون قد وصلنا إليه ((الجنس)) بإقناعنا الطرف الأخر انه محور حياتنا بل هو محور الكون ,وهذا يتطلب استمرارية في بذل سلوكيات توحي له بهذا الشئ,وهذا الأمر مطلوب من الذكر كما هو مطلوب من الأنثى.كما أن الاستمرارية هنا مرتبطة ارتباطاً وثيقا بالتحضير لليلة ممارسة الجنس ,أي أنها استمرارية للمستقبل وللحظة الآنية.
وعلى صعيدي الشخصي ,فقد تطلب الأمر مني في إحدى حالات الحب التي عشتها حوالي يومان بينما تطلب الأمر لدى سو في فيلم((جود))شهوراً.
من الأمور المهمة في هذا الإطار هو الاعتراف بحق المرأة في ممارسة الجنس خارج إطار الزواج-- مهما تطور الزواج يبقى دعارة من نوع أخر--
وهو أولى أبواب اللذة الجنسية ,وان المجتمعات التي لا تعترف بهذا الحق تبقى أسيرة التخلف والأزمات النفسية والمشاكل الاجتماعية ,وقد لاحظنا مؤخراً بعض الدعوات في البلاد المتقدمة في أميركا وأوربا إلى وقف الاعتراف بهذا الحق ومنها دعوة احد الكهنة في إنكلترا إلى ارتداء كل فتاة تؤيد هذا المطلب لخاتم في يدها يوحي بأنها لا تؤيد إقامة العلاقات الجنسية خارج إطار الزوجية المبتذلة.
إن أمامنا طريق طويل لقوننة وجود العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج,في المجتمعات المتخلفة لدى العرب والفرس وبعض شعوب وسط أسيا المتأثرة بالإسلام والمسيحية الكلاسيكية والأفكار القروسطية .كما أن مهمة التأكيد على ذلك والدفاع عن وجوده في الدول المتقدمة ,هي مهمة جميع أبناء المعمورة.
إن الذكورية التي تجتاح عالمنا منذ القديم ويتم منذ فترة تقليم أظافرها بانتظار القضاء عليها تماما وإقامة المجتمع المتساوي بين الجنسين ,تختلف اليوم من مجتمع إلى أخر ,إلا أن داعمه الرئيسي يكمن في السياسات المتبعة بحق المرأة ,فان عملية استلابها اليوم تشكل فرع من أهم فروع الصناعة التي تدر أعلى الأرباح ,بالإضافة إلى ارتباط مؤسسات إعلامية ضخمة ,وشركات ماكياج وألبسة وطيران بهذا الاستلاب . لا يمكن لأي ذكر مهما بلغت درجة تحرره أن يخلص المرأة من تسلط الذكر طالما بقت هي لا تريد ذلك ,وسيبقى الذكر على تسلطه طالما أن المرأة لاتحمل السيف في وجهه انطلاقاً من قول عبد الرحمن الكواكبي في وصف المستبد ((لو رأى الظالم على جنب المظلوم سيفاً لما أقدم على ظلمه)) .
يتفق الجميع وخصوصاً الأديان على أن الجنس هو حاجة جامحة ولكنهم يختلفون حول آلية تحقيقه,هذا بالإضافة إلى أنهم عندما يقولون جنس فإنهم يقصدون الذكر وليس الأنثى ,التي تبقى في نظرهم أداة ,فهي لا تقذف كما الرجل ,وان غاب زوجها أو عشيقها عنها لسنوات فإنها تستطيع أن تكبت رغبة الجنس واللذة لديها إن وجدتا,أما الذكر فهو على العكس تماماً لا يستطيع دون أن يمارس الجنس ,وان غاب عن زوجته أو عشيقته لسنوات فمن حقه أن يتزوج بأخرى ((كما عند المسلمين واليهود)) أو أن يمارس الدعارة ((كما عند المسلمين واليهود والمسيحيين وغيرهم)) حيث أن المؤسسة الدينية تبرر له ولا تبرر للأنثى .إن هذا التصور المتخلف والغير علمي لحقيقة المرأة كما لحقيقة الجنس يحتاج إلى رمي في دورات المياه دون حزن عليه أو حرج.
فالمرآة هي كما الرجل تحتاج إلى الجنس دوماً,في كل يوم وفي كل ساعة وفي كل ثانية ,فهي مخلوق يملك الحاجة الغريزية مثلما يملك الأحاسيس ,وما البرودة الجنسية التي نراها وتعاني منها أغلب النساء في عالمنا سوى ثمرة لآلاف السنين من الكبت والاضطهاد اللذان مارساهما الذكر ومؤسساته بحق المرأة..... الرجل صاحب السلطة و الامتيازات الاقتصادية ,وقبل أن الوج في حقيقة الاختلاف البيولوجي بين الذكر والأنثى ,أريد أن أقول بأن الذكر هو مخصي ومكبوت جنسياً عندما يقف أمام زوجة الملك في العصور السابقة ,والرجل الفلاح هو مخصي أمام زوجة الإقطاعي فهي صاحبة السلطة ,واليوم فان زوجة أي مسؤول أو ديكتاتور هي مصدر للكبت الجنسي لدى الرجال ,والوقوف أمام واحدة من أولئك النساء عبر التاريخ تجعل الرجل يرتجف خوفاً وعيناه تعانقان الأرض بإجلال.........؟.
أما الآن,فأمامنا مادتان علميتان غنيتان أقدمهما بعد أن تناولت دراسات عديدة في هذا المجال فوجدت أنهما الأنسب لدعم أفكارنا وتغطية معظم الأسئلة التي تدور في خلدنا حول ماهية الصفات البيولوجية لدى كل من الذكر والأنثى وتأثيرها على مجمل العملية الجنسية وتحرر المرأة المقرون بالتحرر الجنسي بشكل واضح؟.
بدايةً اسأل ماهي صحة الاختلافات العضوية بين الذكر والأنثى ؟ يجيب الدكتور منير شحود الأستاذ في جامعة تشرين السورية :
((تتوضع المراكز الجنسية النخاعية عند المرأة والرجل بصورة متماثلة في القطع النخاعية العجزية 2-4 , وتشرف على النعوظ والتهيج، وهي مراكز لاودية. وتتوضع مراكز الدفق عند الرجل والإيغاف عند المرأة في القطع القطنية 1-2, وهي مراكز ودية. ترتبط المراكز النخاعية مع المراكز الو طائية والقشرية من جهة، ومع المستقبلات الكائنة في الأعضاء التناسلية من جهة أخرى))*.
إذا,إلى الآن لا يبدوا لنا أي اختلاف بيولوجي يعين الذكر في استبداده , فما بالك إذا علمت أن الغدد الجنسية لدى كل من الذكر والأنثى تفرز هرمونات ذكرية وأنثوية :
تفرز الهرمونات الجنسية المذكرة (الأندر وجينات) والمؤنثة (الاستروجينات), وهي عبارة عن كيتوستيروئيدات أو مواد قريبة منها، من الغدد التناسلية ومن قشرتي الكظرين أيضا عند المرأة والرجل، ولذلك فثمة كمية محدودة من الهرمونات الجنسية المؤنثة في دم الرجل, والمذكرة في دم المرأة )) منير شحود/ الوظيفة الجنسية عند الإنسان/ الحوار المتمدن /
اذاً أيها الذكر المستبد(( إن هذه التعابير ليست موجهة إلى كل ذكر يحترم المرأة ,بل إلى أولئك الممتلئين حقداً على الأنثى )) إلى أين المفر فقد اثبت العلم إن في دمك بعضاً من الهرمونات المؤنثة ,ماذا ستفعل الآن ,إنني أراك ترتجف وتتعرق وبدأت تشك بوجود الله ,وها أنا ذا أراك بعد إذ ,تلعن وتشتم الله , فهذا الله الذي قالوا لك انه اصطفاك وكرمك بان خلقك ذكراً , قد خلقك مع (( شابو)) فرنسي للأنثى ....الأنثى المقدسة؟
ولكن ايضاً ,أيها الذكر المتخلف ,فان باب العلم اثبت في حال ادعائك لتفوقك البيولوجي المزعوم بان لدى الأنثى هرمونات ذكرية زائدة عن حاجتها فلماذا لاتمارس هي ايضاً الاستبداد (( البيولوجي)) كل بحسب ما يملك من هرمونات ؟
إن ما أوردناه أعلاه ينفي أن يكون للذكر تفوق من حيث البيولوجية ويثبت أن الذكر والأنثى يكملان بعضهما البعض , ولكن لما السرعة, تقول صديقتي وهي تقفز من السرير بعد أن مارسنا الجنس وقرأت الكلمات أعلاه أثناء استراحة المحارب على صدري , وقد فهمت قصدها أيها الذكر الحقير ((اكرر ..الحقير هو من يضطهد الأنثى)) فهي كأنثى متحررة تستهويها فكرة إذلال أمثالك ,فليس من المصادفة أن تكون روايتها المفضلة(( جود)) .
لما العجلة ..أوافقها الرأي وابدأ بالحديث عن الحالة الجنسية أثناء ممارسة الجنس لدى كلا الجنسين ,فهل هناك اختلافات عضوية بالمعنى الذي تتبجح به الديانات التوحيدية التي اختلفت وتقاتلت فيما بينها لقرون طوال,واتفقت على إذلال الأنثى وقضمة التفاحة و ضلع ادم :
يقول العالم ديزموند موريس في كتابه (( القرد العاري /ت ميشيل ازرق/دار الحوار / اللاذقية- سورية)) ما فحواه:
(( في كلا الجنسين هناك زيادات ملحوظة في عدد نبضات القلب ونسبتها وضغط الدم والتنفس ,إن هذه التبدلات تبدأ منذ فترة ما قبل الجماع وتتصاعد حتى الوصول إلى القمة الجنسية .إن نسبة عدد نبضات القلب عند المعصم هي من 70-80 في الدقيقة في الوضع الطبيعي إلا أنها ترتفع إلى 90 أو 100 أثناء الأطوار الجنسية الأولى وتصل إلى نسبة 150 عند القذف. أما ضغط الدم فيبدأ ب120 ويرتفع إلى 200او حتى 250 عند لحظة الرعشة.ويصبح التنفس أكثر عمقاً وأكثر سرعة أثناء المداعبة ولكن كلما اقتربت لحظة الرعشة يتطور إلى تنهدات مطولة ويصبحها غالباً أنين أو شهقات )) اذاً ,أين المفر أيها الذكر المتخلف ,أو القرد العاري ,بحسب ديزموند , فكل التغيرات التي تجتاح جسدك أثناء ممارسة الجنس هي نفسها لدى نصفك الأخر..الأنثى .فحتى الشهقات والأنات التي لطالما ذبحت نساء أو اضطهدن جراء إصدارهن لمثل تلك الأصوات ليلة زفافهن التي يعتبرها الذكر المتخلف /الرجعي العفن بأنها دليل على أن عروسه إما قد مارست الجنس من قبل وهي بذلك (( عاهرة )) تستأهل الذبح على مذبح الشرف والعفة والدين , أو أنها مشروع عاهرة وفاسقة فيجب تأديبها أو بالأحرى ترويضها بالسوط , أقول أيها الذكر ,إن حتى تلك الأنات والشهقات هي بمثل ما عندك. تضحك حبيبتي وهي تقاسمني صياغة هذه الجمل ,كمثل ضحكة ((سيمون)) زوجة الطبيب المتخلف عدو الأنثى, وهي تصعد من بين أقدام عشيقها إلى حيث وجهه وهو يكتب رسالة الوداع للطبيب المتخلف المستبد والزوج المخدوع.
طبعاً هذا ليس كل شئ, فهناك المزيد من مثل أن (( ودائماً بحسب ديزموند موريس)) الاحتقان في الأعضاء المختلفة من الجسم لدى كلا الجنسين تسببه الشرايين التي تضخه في هذه الأعضاء بسرعة اكبر مما تستطيعه الأوردة. إن ذلك التضخم الذي يساعد في سد الأوردة التي تحاول أن تنقل الدم,ويحدث هذا الأمر في الشفاه والأنف وشحمة الأذن وحلمة الثدي والأعضاء الجنسية عند الجنسين وثديي الأنثى,أما الحلمتان فتكبران وتنتصبان عند كلا الجنسين وان بنسبة اكبر عند الأنثى.
كل هذا ومازال الذكر يكذب العلم أو بأحسن الأحوال يحاول التملص منه باتجاه موروثه الديني والقبلي ولتذهب كل سنوات دراستك وكل مجهودك العلمي يا سيد ديزموند إلى الجحيم ,هكذا يصرخ الذكر الذي يشعر بان قضيبه سيختفي من الوجود في حال اخذ بكلام العلم .
فهذا القضيب ,وكنتيجة لآلاف السنين من الذكورية قد تكيف مع الانتصاب في شرطي الاستبداد والتسلط ,فأخذت سيكولوجية الذكر بالتطور والانتقال عبر ألاف السنين في هذا الاتجاه , هذا ما نراه في كل سرير ,فالذكر اقتنع نتيجة لذلك بان لانشوة جنسية بدون اضطهاد الأنثى (( أداته)) ,فالنشوة ليست في الحب المتبادل وفي التفنن في ممارسة الجنس ,فهو يخشى على قضيبه من التلاشي في حال تبنى ونفذ ذلك .
يثبت هذا ,ما نراه في التعذيب الجسدي وسماع الآهات البشرية في السجون والمعتقلات ,فالسجان صورة أخرى للتخلف الجنسي والكبت الجنسي والاستبداد الجنسي الذي عبر عنه أيما تعبير الممثل الرائع جيفري راش على لسان شخصية الماركيز دو ساد في فيلم (( الريشات/The Quells)) عندما قال للسجان الذي اخذ يتفنن في تعذيبه :
إيلامك لي يثيرك ,أليس كذلك؟ انك منتصب تماماً . وتشعر بقضيبك يضغط على سروالك؟. ولعل التعبير الأفضل نجده أيضاً عند دان براون في روايته الشهيرة والأكثر من رائعة (( شيفرة دافنشي – Davinci code)) حيث يقول أن الذكورية التي تعني استعباد المرأة مازالت مستخدمة في الرموز والإشارات من حولنا وهي مستمدة من عصور قديمة ,فالرتب العسكرية المعبر عنها بمستقيمين يلتقيان في الرأس ,هي رمز ميثولوجي لقضيب الذكر ,فكلما زادت عنده القضبان كلما أصبح ذا هيبة وسطوة ؟؟؟؟.
ويطور الروائي الكولومبي الشهير غابريال غارسيا ماركيز تلك النظرة /المقولة العلمية عندما صور الحاكم الديكتاتوري في روايته خريف البطريرك في جميع أوقات يومه وحياته وهو باللباس العسكري , لايخلعه ابداً حتى أثناء النوم ,كما أن ممارسته ((للدعارة)) لاتكون بخلع زيه العسكري بل بفتح السحاب فقط, فهو يعتبر أن هذا الزي هو دليل رجولته ,وان قضيبه سيختفي في حال خلعه الزي أو في حال مارس الجنس بدونه؟
من الحقائق العلمية ايضاً أيها القرد العاري ,إن التقلصات التي تحدث في قضيب الذكر لها ما يماثلها عند الأنثى ,فالمهبل ايضاً يتقلص ,وسأزيد من العرق المتصبب من على جبهتك أيها القرد العاري عندما أقول لك بان تلك التقلصات في قضيبك تتكرر في كل0,8 من الثانية, أي بالنسبة نفسها لتقلصات المهبل لدى المرأة؟؟.
بما أننا آتينا على ذكر التعرق ,فما رأيك بان التعرق بعد الجماع هو بنسبة 33% لدى كلا الجنسين.
إن تلك المعطيات العلمية تثبت لنا إن الغريزة الجنسية موجودة عند الأنثى كما هي عند الذكر,وان التفاصيل البيولوجية بين الذكر والأنثى هي واحدة بما لايقبل الشك إن الذكر والأنثى متساويين طبيعياً,وعليه فان للأنثى الحق في التمتع الجنسي وفي الاستقلال عن الذكر اياً كان((زوج,أخ,عشيق, أب,ابن)) استقلال تام وليس استقلالً ناقصا كالذي أتت به الرأسمالية من حيث إدماج النساء بسوق العمل بسبب الحاجة إلى اليد العاملة ,وبالتالي تعرضها لاستبداد مزدوج من رب العمل ومن رب البيت في أن واحد.
قالت له: أريد أن أكون ا لف امرأة في وقت واحد
سألها: ولما؟
قالت: اشعر أن عشتار تجسدت في روحي ...
فلا حياة إن مت ,لا خصب ولا حصاد...
التحرر الجنسي / تحرر المرأة
سلطت الديانات التوحيدية السيف على رقاب النساء وقيدت الحرية الجنسية المرتبطة بمفهوم تحرر المرأة , وإذا كانت الديانات الما قبل توحيدية قد قدست الأنثى وجعلت منها إلهة في بلاد الإغريق والرومان والسومريين وغير ذلك من بلاد شرقي المتوسط ,فانه على العكس تماماً في الديانات التوحيدية التي ربطت ما بين الأنثى والشيطان وما بين الأنثى والخطيئة الأولى وأظن أن لاحاجة هنا لربط هذا الأمر في تطور أساليب الإنتاج وتقسيم العمل التي أشبعت درسا على طول الكتب وخصوصاً الماركسية منها , فما يهمنا هنا هو الحاضر والمستقبل وأثار الآراء والسلوكيات المتخلفة على تحرر المرأة الاجتماعي/ الجنسي .
إن الحقوق التي حصلت عليها المرأة في المجتمعات الحديثة وان بصورة متفاوتة والتي كان أرقاها تشريع إقامة العلاقات خارج إطار الزواج والذي أتى نتيجة للحركة النسوية في الخمسينات والستينات وسط معارضة ومقاومة اليمين المحافظ في بلدان أميركا وأوروبا ,إلا أن تلك الحقوق والتشريعات تحارب اليوم بشكل كبير ,وإننا نلاحظ اليوم عودة قوية للنزعة الذكورية على صعيد العالم بدءاً من أميركا وأوربا وانتهاءً بدول وشعوب العالم الثالث ,مع ارتباط ذلك بتوحش رأسمالي فظيع تعبر عنه أيما تعبير قوى الأصوليات الدينية التي تعتبر أخر متاريس الرأسمالية العالمية في صراعها من اجل البقاء.
إن الصعود القوي لليمين الفرنسي متمثلاً بجان ماري لوبان ,وكذلك اليمين النمساوي وغيره ,وانتصار المحافظين الجدد في أميركا , والحركات الأصولية الإسلامية ,وكلها تعتمد برنامجاً واحداً ,يقول باستحالة التعايش وحب العنف وطبعاً اضطهاد المرأة.
إن من لا يريدون تحرر المرأة هم أنفسهم من يشعلون الحروب لأسباب أيديولوجية, إننا نرى أولئك الأشخاص في كل يوم على شاشات التلفاز وعلى صفحات الجرائد يبثون سمومهم ,إنهم جميعاً يحقدون على البشرية وطريقهم إلى ذلك هو حقدهم على الأنثى .
نعم أيها الذكر المتخلف ,انك واحد بظلال متعددة ,انك ضد حق الإجهاض وضد ارتفاع المرأة إلى أعلى المناصب في أميركا وأوروبا ,وأنت ايضاً ضد خلعها للحجاب وضد ارتفاعها في المناصب في البلدان ذات الخلفية الإسلامية ,وهذا يؤكد ذلك الحلف المقدس بين الأديان التوحيدية ضد المرأة والجنس ,فحتى الملائكة/التي هي المفهوم الوحيد الذي حاولت فيه الأديان التوحيدية التقارب مع الميثولوجيات اليونانية وغيرها /المعترف على أنها مخلوقات لا تتصف بالذكورة والأنوثة ,قد تم تصويرها على أنها مذكرة الجنس من خلال لوحات عصر النهضة ,رافاييل ورفاقه. وايضاً عند المسلمين ,فالملاك يتخذ صفة الذكورة تماماً كما هو الله ,فيقولون جبريل عليه السلام , لذلك تعتقد كما كل المسلمين بان لله وملائكته عضو ذكري؟.
في المناقشات الدائرة حول تحرر المرأة على صعيد العالم ,يتم دائماً الاعتراف بحقها في العمل ولم يعد هذا الأمر مهماً ,فحتى أولئك الذين وقفوا دائماً ضد هذا الحق انطلاقاً من ارتباطاتهم الدينية ,نراهم وقد تخلوا عن ذلك وباتوا هم أنفسهم يبحثون للمرأة عن عمل حتى أكثر الأديان تشدداً كالإسلام .
لذلك فقد قلت في إحدى مداخلاتي, بان المرأة قبل أن يكون لها حق العمل فإنها تبحث عن شئ أخر ,إنها تبحث عن الأمان الجنسي ,والى إلغاء الذكورة وهذا ما يرفضه الرجعيون من أديان وغير ذلك.
فما فائدة المرأة المنتجة اذا كانت لا تستطيع أن تكون صاحبة الرأي الأول والأخير في شؤون فرجها وجسدها ,نعم ما فائدته وذلك الذكر القبيح متربص بها إذ ما أقامت علاقة مع رجل خارج إطار الزواج ,فما بالك إذ ما كانت حبلى أو أم عزباء .
في أوروبا وأميركا هناك اضطهاد حقيقي للام العز باء في الآونة الأخيرة وهذا دليل على التراجع في قيم الحضارة الحديثة التي شكلت أوروبا حاضنتها ونموذجها. إن هذا الاضطهاد وصل حد تخفيض ميزانية الضمان الاجتماعي للام العز باء في حكومات اليمين في استراليا وكندا وغيرهما .
أما في دول العالم الثالث وخصوصاً منها تلك الآتية من الموروث الإسلامي فان الهجمة على السافرات هي اليوم ومنذ عدة سنوات في أبشع صورها(( على اعتبار أن شرعنة العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج هي من المحرمات)).
يعكس تحرر المرآة الجنسي/الاجتماعي مدى تقدم كافة المجتمعات وهذا أمر كان من أوائل من تنبه له وتبناه الفيلسوف الاشتراكي الطوباوي فورييه الذي قال : إن درجة تقدم المجتمعات تعكسها حرية المرأة. وبالفعل كما قال فورييه فان مجتمعات كبريطانية العظمى وفرنسا هي متقدمة بالقدر الذي صارعت وتصارع فيه النساء من اجل حقوقهن.
اعو د الآن إلى إتمام ما بدأت ,بعد أن توقفت لمدة يومين ,فاحد أصدقائي طلب مني التريث بعد ا ن قرأ ما كتبت حتى السطر الماضي .كان طلبه بسبب عدم اقتناعه بفكرة أن أخته قد تقيم علاقة علانية مع رجل ما (( أقول – علانية—لأنني اعرف أن لأخته المناضلة علاقة مع رجل وصلت حدود الجنس )) لم أقول لصديقي بان لأخته علاقة مع شاب , لأنها قبل أن تكون وشاية ,فهي ضد تحرر المرأة التي يجب أن تشعر بحريتها وبان ما تفعله ليس مادة للطعن بها وبشرفها الذي هو أقدس من أي شرف يدعيه أي متخلف في الشرق كما في الغرب ,عند المسلمين كما عند المسيحيين واليهود .
يومان وأنا أحاور صديقي وبعضاً من متثاقفي اليسار والذين مازال بعضهم بغبائه يتبنى مواقف ستؤدي إلى إغراق هذا العالم بالظلمة لنعود بعد ألفي سنة ربما إلى أن نبذل دمائنا في سبيل عصر نهضة جديدة.
عدنا أدراجنا ,وعدت إلى مخاطبة العقل الذكري المتعفن :نعم أيها الذكر إننا لا نحن إلى العصر الأنثوي بقدر ما نريد مساواة تامة بين الجنسين وعلى رأس ذلك المساواة في ممارسة الجنس والمساكنة ولن يردنا عن ذلك إرهابيو بن لادن وصواريخ حماس وحزب الله ,ولا حتى أموال بيرلسكوني وجان ماري لوبان .
إن الذكر المتعفن ليس هو فقط الشقيق أو الأخ أو الأب أي الولي كما يسمونه في دنيا العرب , بل هو أيضا وقبل كل شئ ذلك الذكر الذي يقدم على إقامة العلاقات العاطفية والجنسية مع النساء ويشهر بهن ويعتبرهن عاهرات أو مشروع عاهرات بينما تكون الأنثى على صدره. إن هذا النوع من الذكور هو عدونا الرئيسي قبل الولي نفسه ,لذلك يجب أن نربي أجيال وأجيال من الذكور على رفض تلك الفكرة وان يحترموا حق المرأة في حياتها الجنسية ,وهذا ما لا نستطيع إليه سبيلاً دون أن تكون المرأة ذاتها قد استلت سيفها واستقلت اقتصادياً عن الرجل وقاتلت في سبيل ذلك ,ويجب أن لا تيأس عندما يهجرها عشيق ما بداعي ذكور يته التي باتت مقرفة ,فهي يجب عليها حين ذاك أن تستمر في حياتها وهي غير مهتمة أو مبالية بالأمر ,لذلك فعليها أن تشعر ذلك العشيق النذل بأنه هو الخاسر وبان عاداته وتقاليده هي دون مستوى برازها, وعليها أن تعتبر أنها أخذت حقها منه بمجرد شعورها بالسعادة لوجودها إلى جانبه طيلة العلاقة ,وبأنها أشبعت غرائزها وحاجاتها النفسية بوجود العشيق ,لذلك فلا يهمها إن هجرها بدواعي انه ضد تلك العلاقات غير الشرعية طالما أنها هي ايضاً قد حصلت على حاجاتها الجسدية والنفسية.
نعم ,أيها الذكر المتعفن إنها فلسفة ال boy/girl friend فلسفة القرن الواحد والعشرين بامتياز.
قالوا :
أن عيناكِ تنيران الشمس
وان صدرك موعدٌ مع الخصب.
قلت :
فاسجدوا ,وانسوا من كان رباً.... حتى الأمس
ضد الإباحية ... ضد الدعارة
مما لاشك فيه أن الدعوة إلى تحرر المرأة يقابل دوما على انه دعوة إلى الإباحية ,هذا ما كان عندما بدأت الدعوة إلى حق المرأة في العمل ,فما بالك بالدعوة من اجل الحرية الجنسية ؟ ولكن ماهي الإباحية أولاً؟
إن الإباحية تعني غياب الحدود في ممارسة الجنس كسفاح القربى والمثلية وغيره ؟ فهل هذا هو تحرر جنسي.
إن تحرر المرأة جنسياً لا يعني غياب تلك الحدود بل ربما اذهب ابعد من ذلك بالقول إن الحرية الجنسية تفترض قيوداً جديدة ,فمن خلال ذلك التحرر تصبح علاقة الجنسين أكثر حرية وبالمقابل تزيد الفضاءات الممنوعة .
وبمعنى أخر واضرب هنا مثالاً شخصياً لطالما اعتبرته قمة انجازاتي النفسية والسلوكية ,فانا ضد إقامة العلاقات مع بنات العم ,إذ كيف لي أن اطلب يد ابنة عمي وقد تربينا سوياً ونتيجة ذلك فانا لا اشعر تجاهها بأي مشاعر جنسية أو ما شابه وقد استطاعت مجتمعات عديدة الوصول إلى تلك النوعية من العلاقات الاجتماعية , فقد قلت نسبة الزواج بين أبناء العمومة بنسبة كبيرة ,و كثيرأً ما لاحظت من خلال دراساتي الميدانية ,بان الذكر بات يشعر بالخجل إذ ما حاول الاقتراب جنسياً من ابنة عمه ,وقد قال لي احدهم عندما ناقشنا الموضوع بأنه يشعر بالأوساخ تغطي جسده لمجرد التفكير بالموضوع : إن مجرد التفكير بالموضوع ترتسم أمامي صورة أختي لا ابنة عمي. صرخ احدهم.
إن التقارب بين الجنسين ليس على صعيد العائلة البطريركية, بل ايضاً على صعيد الجيران وزمالة العمل والدراسة ,سيمحو أكثر تلك الأفكار التي يروج لها الدين والمحافظون عن الإباحية التي يمارسوها هم بأنفسهم في الجوامع والكنائس ,واخص هنا الاكليروس الإسلامي الذي اثبت على انه وكر للواط والإباحية ليس فقط من خلال تعدد الزوجات ,بل أكثر من ذلك, من خلال تحول الكثير منهم نحو اللواطة في المجتمعات الإسلامية المغلقة الذي لا يعرف احد كم الفجور والفسق الذي نجده في تلك المجتمعات وخصوصاً في الأرياف وعالم ثالثية الضواحي المحيطة بالمدن كدمشق وحلب والقاهرة . وكثيراً ما تتناقل وسائل الإعلام أخبار عن زيجات بنات بعمر ما قبل الحيض من شيوخ كبار في السن ,إن ذلك ليست قصة فيلم ((أسامة)) بل هو خبر اقشعرت له الأبدان يوم نقلته قناة العربية في أواسط شهر نيسان 2008 عن فتاة يمنية بعمر الثامنة تطالب بالطلاق من زوجها الأربعيني في إحدى المحاكم اليمنية؟؟.
إن أكثر عدو للإباحية بكافة أشكالها (( والتي يحب أن يسميها شيوخ الإسلام بالشرعية)) هو من يطالب بحرية المرأة الجنسية ,لأنه المفتاح لعلاقات صحية بين الجنسين وبالتالي المجتمع,الذي يئن تحت نير التخلف والجهل باسم الدين . إن النموذج الذي تقدمه المجتمعات الأوربية والأميركية على الرغم من انه لم يصل بعد إلى درجة الكمال ,إلا انه نموذج حي لتلك المجتمعات الذكورية الفجة , فتحرر المرأة جنسيا هناك وصل حد المساكنة الفعلية فأصبحت المرأة تعيش مع عشيقها دون زواج إلا أن ذلك لم يؤدي بها إلى إقامة علاقة مع شقيقها أو مع والدها , واعرف هنا أن الاكليروس الإسلامي المبتذل المتمثل بمرجعية ولاية الفقيه والنجف وايضاً الأزهر ومكة, سينتفضون وسيسردون قصصاً عن علاقات حدثت بين أب وابنته وبين أخ وشقيقته , ولهم ولأخبارهم أقول : أرجو أن تدققوا بأخباركم جيداً ,فاغلب إن لم يكن كل تلك الحوادث هي آتية من خلفيات يمينية ومن كبت جنسي واسروي وديني فظيع , أي بمعنى أخر إن تلك الحوادث هي بمثل ما يحدث لدى أتباع تلك المراجع , ولو تسنى لوسائل الإعلام المستقلة فتح ملفات القضاء في صحارى العرب والإسلام لوجد مئات الألوف من تلك القضايا ؟.
إن سفاح القربى والمثلية هما صنوا الاكليروس الديني , وعدوا التحرر ؟ هذا بالضبط ما نراه كل يوم في الألوف المؤلفة من المحافظين وأتباع المؤسسة الدينية الذين لا يحترمون امرأة قريبة كانت أو جارة أو زميلة , فالمرجعيات الدينية تقول لأولئك الناس البسطاء الطيبين بان كل امرأة سافرة أو كل امرأة لا تطيع ذكرها (( حتى ولو كانت تلك المرأة هي الأم وذلك الذكر هو ابنها)) هي مباحةً لكم ,هذا ما شهدته سورية وربما مصر أثناء فورة الإخوان المسلمين في الثمانينات؟.
إن شبكة الانترنت والصحف اليومية حافلة بتلك الحوادث في المجتمعات الإسلامية .
الدعارة:
لقد تحولت الدعارة في السنوات الأخيرة من مجرد مهنة إلى صناعة متكاملة ,وربما هي الصناعة الأكثر ارتباطاً على امتداد العالم .
وهي تعني تعريفاً : ممارسة الجنس عن طريق الدفع , أي إن العاهرة هي من تمارس الجنس لقاء النقود. ويطيب للاكليروس الإسلامي تحديداً , القول عن أي ذكر وأنثى يمارسان الجنس على أن ذلك دعارة؟
ولكن لا ؟ ليسمحوا لنا مرة أخرى فالدعارة هي ما بيناه أعلاه ونحن من نقاتل في سبيل إلغاءه , ونقدر ونحترم أي علاقة جنسية حرة بين أحرار فقط؟ أما انتم أيها المرجعيات (( سنية واثني عشرية)) فانظروا إلى الشباب الوافدين إلى الصلاة ,هل تعلمون أنهم يترددون على بيوت الدعارة بشكل متواظب تماماً كمواظبتهم على الصلاة ؟ أتعلمون ذلك , أم انه حق مباح ؟اوليس ذلك زنى؟ يصيح احدهم بوجهي : نعم ولكن الله ونحن نغفر لهم بمجرد دخولهم الصلاة؟ هكذا اذاً ,فلماذا لا تغفرون للمرأة التي لاتمارس الدعارة بتاتاً وإنما الحب أو لقاء حبيب مثلاً ,وهي مؤمنة بالله وكتبه ورسله؟.
يجب على المجتمعات الحديثة استئصال أسباب الدعارة ذاتها ,وهذا ما تحاوله العديد من الأحزاب والقوى هنا وفي العالم .
ويطيب لي أن أقول متفاخراً بنفسي وتربيتي وأخلاقي : بأنني حتى الآن لم أمارس الدعارة بتاتاً ؟ بمعنى أنني لم ادخل بيت دعارة أو استجررت امرأة للجنس عن طريق المال وخلافه.
وفي أحلك الأوقات بالنسبة لطاقتي الجنسية, عندما كنت أؤدي خدمة العلم ,حيث أننا لم نكن نرى أي وجه أنثى لأسابيع , ورغم ذلك لم أكن اذهب إلى أي بيت دعارة ,حيث كان المئات من زملائي يأخذون إجازات ليوم واحد أو لعدة ساعات ,يتوجهون خلالها إلى تلك البيوت والمواخير ,أما أنا فكنت اكتفي بالنزول معهم إلى أول موقف من ثم أترجل واذهب وحدي للقاء صديقتي أو حبيبتي في جامعة دمشق , وإذا لم استطع كنت أتوجه إلى صديقة أخرى تعمل في مكتبة .
كنت اشعر أنني بمجرد أن ادفع إلى امرأة ,فان هذا يعني لي نهاية العالم ,فعدا عن كوني أهين المرأة وكل الأنوثة ,فإنني ايضاً أكون أقدم بذلك نموذجاً للذكر الذي اكره .كنت اكتفي بممارسة الجنس مع حبيبتي في الشهر مرة وربما أكثر من ذلك (( بحسب إيجاد مكان خالي لصلاتنا تلك)).
أما زملائي في الجيش ,فإننا عندما نعود كل من إجازته تلك .تزيد نسبة فتل العضلات والأمزجة الذكورية , والانكى من ذلك ,أنهم يقولون أن ذلك حقهم وعلماً أن اغلبهم 90% هم من خلفيات متدينة ومن اسر لا تقطع وقت كما يقال ,إلا أنهم يرفضون فكرة أن ما يقومون به هو (( زنى )) وان الله (( بحسب المرجعيات)) سيحاسبهم على ذلك , فتراهم يقولون بصوت واحد بان ذلك ليس حرام , وان تلك النساء هن كافرات وفاسقات , وان الله يعاقبهن على فسقهن , بان جعلهن عاهرات مباحات لنا نحن الشباب المؤمن المتقرب من الله صلاةً وصياماً , نعم إنهن عاهرات مباحات لنا , هن كافرات؟؟؟؟؟؟.
أبعد ذلك , من منا مع الدعارة : أنا أم هؤلاء الشباب المؤمن ومرجعياته ومفتيه ؟ ؟؟. واليكم قصة هذه الفتاة التي تعرضت للاغتصاب وعلى الرغم من ذلك فان المحكمة الإسلامية أدانتها؟؟؟؟؟؟؟.
180 جلدة لفتاة مارست الجنس بالإكراه
ـ تسافي (نيجيريا)ِAFP. ذكرت عائلة فتاة حامل في السابعة عشرة من العمر حكمت عليها محكمة إسلامية بـ 180 جلدة لممارستها الجنس خارج رباط الزوجية ، أنها ستضع مولودها في غضون أيام.
وقالت بارية إبراهيم مغازو أمام المحكمة في سبتمبر ( أيلول ) أنها أُجبرت على ممارسة الجنس مع ثلاثة رجال من أصحاب والدها. واستدعت الفتاة سبعة شهود. وقالت أسرة الفتاة أن من المنتَظَر أن تلد في غضون يومين ومن المتوقع أن تنال عقابها بعد 40 يوما على الأقل. ( وكالة الصحافة الفرنسية ).
أنثى تحصل على اللذة
كانت نسائم آب الليلية تلف دمشق ,وكنت على موعد مع إحدى الفتيات التي تعرفت إليها مؤخراً , لم أكن اعتقد أن يكون لقائنا الثاني هو ليلة لممارسة الجنس , فغالباً ما كان يتم ذلك معي بعد عدة مواعيد ولقاءات .
في الماضي ,وكنت في الصف التاسع ,كانت أولى علاقاتي العاطفية وكنت قد بلغت الرابعة عشرة وتجاوزتها بقليل. كانت فتاة شقراء جميلة ذات جسد ابيض تنكشف منه إذ ما بان انوارٌ تضئ الليل الحالك .
كنا ندرس سوية لدى أستاذ خصوصي تحضيراً لامتحان الشهادة الإعدادية ,ومن خلال تلك الدروس كنا نتقرب من بعضنا البعض ,إلى أن بحت لها بحبي وبادلتني نفس المشاعر ,واعتبر أن تلك العلاقة هي الأولى لي لأنه اجتمع فيها شيئين // الحب والجنس // ؟
قبل ذلك سمح لي وعي المبكر إلى أن أخوض تجربة جنسية وأنا في صف السادس ,كانت تعبيراً عن بلوغي الجسدي ,ورغم أن السن مبكر إلا أن الوقائع أثبتت تلك الكمية من الشحنة الجنسية التي امتلكتها في ذلك السن ,وبمساعدة بنت الجيران مارست الجنس الذي كنت قد تعلمت مقدماته من خلال الأفلام والمسلسلات ,فباستثناء عملية إدخال العضو في المهبل ,كانت العملية قد حققت جميع شروطها ,ولا اعلم ما الذي دفعني وقتها إلى إدخال العضو في مؤخرة الفتاة.
بالتزامن مع هذه الحادثة وتكرارها ,كنت اشعر بمشاعر العشق تجاه زميلة لي في المدرسة للأسف لم تكتمل إلى علاقة عاطفية أو جنسية؟
لذلك إن علاقتي بتلك الفتلة اعتبرها أولى العلاقات المتكاملة عاطفياً وجنسياً , ففي ليلة اليوم الأخير للامتحان جوبنا شوارع السلمية جيئةً وذهابأً, كنت أوصلها إلى مفترق بيتها وأودعها لتقول لي : لا.. سأوصلك أنا إلى منزلك .لنعود مرةً أخرى ,كان ذلك تحدياً للمجتمع الذي كان يحاول التطور باتجاه تحسين نظرته للعلاقة بين الجنسين , وهذا أهم مآثر هذه المدينة الصغيرة(( السلمية)) ,التي يناضل أبناءها دائماً من اجل أن يكونوا على تواصل مع الحضارة.
كان مرورنا في الشوارع عملا اقرب إلى الاستفزاز ,إلى أن بدأت حرب الأعصاب واتجهنا إلى بيت مهجور وبدأنا بتبادل القبل والمداعبات وقد حدث أن تخيلت باقة من الورود الحمراء برائحتها العطرة تنكشف علي كلما فتحت زراً من أزرار قميصها لألعق ثدييها وحلمتيهما (( وهو المشهد الذي سأراه بعد سنة يتجسد كما حدث معي, على شاشة السينما في فيلم American Beauty)) كانت النشوة عنواناً أخر لها وعندما طلبت مني الذهاب ونزلت عند رغبتها ,ضمتني إليها بعنف ولكن بعد أن صفعتني؟؟.
كانت هذه التجربة كفيلة بان تمنعني عن ممارسة العادة السرية لعدة أيام على الرغم من عدم رؤيتي لها ,وهذا ما اثبت لي أهمية اقتران الحب بالجنس وبالاتزان النفسي والسلوكي .
في دمشق كانت ليلةً أخرى لأنثى أخرى , من اللاتي يبقين قي الذاكرة ,فكانت فتاة شبقة بكل ما لهذه الكلمة من معنى ,تمنعها ذكورية المجتمع وتنصل الرجال من علاقاتهم بعد مرحلة الجنس ,من أن تعبر عن نفسها جنسياً إلى أن التقينا .
بدأت تقبلني وتقبلني بعطش ارض لم تروى منذ سنين طوال,خرجنا من الحديقة التي لم تستطيع احتمال مابعد المداعبات والقبل , فالتجأنا إلى عدة أماكن قبل أن يستقر بنا المطاف إلى ركن مظلم لا توجد من حوله حركة تذكر , وكان الجامع الأموي يشكل احد جدرانه مع بناء أخر .
على جدار الجامع الأموي ذاك بدأنا صلاةً هي الأجمل والأنبل . كانت تأوهاتها تملأ فضاء المكان وهو شيء أخافني , ولكن ورغم خوفي الذي كان يزداد كلما علت أناتها وهو ما اثر على أدائي , إلا أنني كنت امنع نفسي عن نهيها ومنعها عن ذلك ,فقد كنت أقول لنفسي فوراً: ولكن ما ذنبها , ولماذا أتمتع أنا ولا تتمتع هي , لما ذا امنعها عن النشوة التي هي أهم ماتملك , وبأي حجة امنعها,أبحجة أن لا يسمع احدٌ ويأتي ويرانا , وليسمعوا ... المهم أن تكون قد أرضت حاجتها بحرية , المهم هو ذلك الشعور بالنشوة الذي هو أهم وأقدس من كل قوانينهم ودينهم وكل ما يتبعون؟
وبالفعل ,لم يحصل أن منعتها , لأنني عدا عما قلته أعلاه فإنني لو فعلت أكون بذلك أصادر حريتها وأنوثتها فارضاً ذكوريتي المتخشبة عليها وهذا ما لن تناله أنثى مني ما حييت .
كان ثديها الأسمر يرتفع كقبةٍ تضاف إلى القباب الأموية , الذي لم يكن باختيارنا أن نقيم بقربه طقسنا الجنسي ذاك وهو امرٌ اضحك كلما ذكرته ,لأنها مفارقة ,أنا المعروف بعلمانياتي وعشقي لكل ما هو إنساني ,أن اضطر إلى الجنس قرب ذلك الأثر الضارب جذوره في التاريخ.
عندما كثرت القباب من حولي , كدت أن انتهي لولا أن منعتني تلك الدمشقية الرائعة مطالبةً بالمزيد والمزيد , كنت متفاجئاً بتلك الصراحة التي رفعتني إلى حدود السماء دون أن تعرج بي إلى أي مكان أخر عدا الإنسان , فهي رفعتني بان أعطتني عذريتها أنا دون أي شخصٍ أخر وهذا ما يجب أن يقدره أي ذكر؟ وهي رفعتني ايضاً عندما حققت لي كل أحلامي التي تحولت إلى أسلحة تحرس شخصيتي ,أنا ابن القرن الواحد والعشرين احصل على الجنس وعلى العلاقة العاطفية بذلك الزخم وهو ما أعتبره احد حقوقي كانسان , فهي انتشلتني من مستنقع الشرف والفضيلة لأكون أنا وإياها احد أولئك الذين لايشعرون بذلك الموقف أثناء مشاهدة فيلم أو قراءة رواية تتحدث عن سهولة الجنس في المجتمعات الغربية ؟ ليس الجنس فقط وإنما المشاعر وإقامة العلاقات , فتلك أشياء يتحسر لها كل شاب وفتاة من المجتمعات المغلقة المتخلفة عندما يشاهدها أو يقرأها , وأنا بفضل أولئك الفتيات الرائعات عبرت عن ذاتي, وأكدت أنني لا اشعر بذلك الشعور الذي يشعره المتخلفون وأبناء الرجعيين ؟.
نعم لقد عبرن عن ذواتهن , وإنني اذكر تلك الدمشقية عندما صرخت تلك الصرخة عندما وصلت إلى النشوة كيف أمسكتني بكل قوة من أقدامي ومن خصري وكيف أمسكت بيدي وأدخلتها في فرجها . ... كان يعني ذلك كم أن الأنثى تحتاج إلى الجنس , فما ذنب هذه الفتاة في أن لا تمارس الجنس إلى الآن(( 22سنة)) وهي تحمل كل تلك الطاقة التي بحاجة إلى تفريغ ؟ على من الحق يا ترى في ذلك ؟ أليس من العار على الشعوب ونحن في القرن الواحد والعشرين أن تمنع بناتها وشبابها عن ممارسة الجنس والعشق والحب وكل ما يمت إلى الحرية بصلة ؟ أليس معيباً أن تكون تلك الدمشقية وهي الطالبة الجامعية المتفوقة والذكية تعيش إرهاباً في البيت وفي الشارع وفي الجامعة وهنا وهناك ؟.
على المجتمع أن يتحرك لقوننة ما يسمونه الممارسة غير الشرعية للجنس , لأنهم إن لم يفعلوا فسيساهمون في تكاثر بيوت الدعارة؟؟.
أنثى تريد أن تصبح ذكراً
غادرت مدينتي السلمية متجهاً إلى العاصمة دمشق في أيام صيف حار لم تستطع مقاومته أجهزة التكييف العصرية الموجودة في الباص.
كان لي قصة عشقٍ مع السفر وتحديداً ركوب الحافلات والتعرف على الناس ومشاهدة المناظر على جانب الطريق وكنت اعتقد أن سورية تتمتع مناظراً وشعباً بروح حضارية كتلك التي نقرا عنها ونشاهدها في البلدان الغربية , وهذا امرٌ صحيح نسبياً , فسورية شكلت وتشكل إحدى أضلاع مثلث النهضة العربية إلى جانب لبنان ومصر ؟ فمن مقارعة الاحتلال إلى الريادة في الأدب والفن والسياسة والعلوم والفكر وليس انتهاءً بخلع النقاب والحجاب ,والى سنوات خلت كنا نقول أن الحجاب ليس سمة سورية ,بمعنى أن المرأة السورية لاترتسم في أذهان العرب والغرب كامرأة محجبة ؟
ولكن ما الذي يحدث ؟ تجييش ديني وطائفي في شوارع دمشق وحلب وفي الأرياف التي كانت تحترم المرأة الغير محجبة رغم أن نساء تلك الأرياف هن من المحجبات , ولكن اليوم هناك نظرة ازدراء فظيعة لغير المحجبات .
نزلت في الكراج وتوجهت صوب حديقة الأمويين وسط العاصمة حيث تنتظرني فتاة دمشقية سمراء اسمها فالنتينا وادلعها ( فالا ) وفي الطريق كنت أرى الهوس بالحجاب الغير أنيق الذي يثير الاشمئزاز (( على اعتبار أن هناك الكثير من المحجبات اللاتي يعتنين بلباسهن وبطريقة ارتداء الحجاب وهن المؤمنات ؟)) والذي يعبر عن انتماء وميل سياسيين وهن الإرهابيات؟ .
كن يرتدين اشارباً يغطي الرأس كله بما في ذلك الرقبة ,بالإضافة إلى معطف طويل اسود أو ذا لونٍ غامق ,يصل إلى حدود سطح الأرض وكثيرات منهن كانوا يجرجرونه خلفهن , وحتى الحذاء ليس له مايقربه من الذوق في الملبس الذي أوصى به القران والرسول محمد؟ فهو بلا كعب ويشبه إلى حدٍ كبير شكل الأحذية الرجالية , وهذا بتقديري يتناسب مع المشية العسكرية التي يمشي بها أولئك النسوة اللاتي بتن يعرفن في سوريا والعالم باسم القبيسيات .
فقط , قرص الوجه يشاهد من كل جسم أولئك النسوة وهو غليظ التعابير دون مسحات ماكياج أو لمسات أنثوية , والحاجب إذ ما رآهما الشعراء والمغنيين وعلى رأسهم كاظم الساهر لهجروا فنهم وأدبهم وربما حياتهم؟ فهو غليظ كحبل المرساة الذي يتدلى عليه البحارة , وبعيد كل البعد حتى عن حاجب الذكر الذي هو أكثر أنثوية وجمالاً من حاجبي إحدى تلك النسوة البائسات؟
وصلت الحديقة وانتظرت ريثما تصل حبيبتي وقد تعكر مزاجي لما رايته وشعرت بالدوار وبدا التعب يرتسم على وجهي ,كما تلونت الأشجار الخضراء من حولي بلونٍ اسود وتحولت وريقاتها الجميلة إلى عيونٍ شريرة قبيحة ,وأغصانها إلى أيادٍ تمتد حول رقبتي ؟ لم ينتهي هذا المشهد المأساوي إلا عندما رأيت فالا تقترب وتقبلني على وجنتي : كيفك حبيبي .
قصصت على فالا ما رأيت وما اشعر به وبعد نقاشٍ طويل نصحتني بقراءة شئ مشابه يتحدث عنه نبيل فياض ,المثقف السوري المعروف . وبالفعل حصلت على نسخة من مقالاته على C D وعنه انقل هذه الكلمات :
القبيسيات يرتدين عموماً، تحت ثيابهن العسكريّة، سبع أطقم من "الكيلوتات"، يسمّى الأخير فيهن: مانع الحب! والغرض من هذا "الكيلوت" المانع للحب هو إنهاك الذكر – الزوج إذا ما أراد أن يضاجع زوجته القبيسيّة؛ والواقع أن هذا الصنف من النساء نادراً ما يتزوجن، ربما من أجل التفرّغ للدعوة.
لماذا تريد تلك النسوة أن يصبحن ذكوراً (( أقول ذكوراً تجاوزاً لأنهن وكما ذكرت بعيدات عن الأناقة والذوق الذي نراه لدى الذكور كما الإناث)) . إن المراقب لهذا المرض المتفشي في شوارع دمشق والقاهرة وطهران وغيرهم ,يلحظ أن أولئك النسوة مرتبطات بشكل أو بأخر بالتنظيمات السياسية وهن غير بعيدات عن العقلية التي يحكم بها الإسلام السياسي الذي خون وشكك في إسلام و إيمان مفتي الجمهورية السورية احمد بدر الدين حسون أثناء موسم الحج , فقط لان لحيته قصيرة؟
أعود و ا قول , بان ما يحدث مع أولئك النسوة هو رفض للواقع الذي يشئ الأنثى والذي استطاع الإسلام السياسي الاستفادة منه بالقول أن الإسلام المتشدد كما يراه بن لادن والبوطي والخميني هو الملاذ الوحيد للمجتمع , إن هذا طبعاً مترافق مع التهويل بالنار وجهنم واللذان وحدهما لايكفيان في الواقع السوري لذلك نجد تخصيص الرواتب والمساعدات المالية التي يتطلبها إعلان الولاء مترافقاً مع الكتيبات الاسلاموية؟ هنا لا تستطيع الأنثى من أمرها شيئاً فوالدها بات مرتبط مالياً مع تلك التنظيمات هذا إن لم تكن هي ايضاً.
إن الربط ما بين الإسلام واللباس هو أقسى ضربة توجه لهذا الدين , فبعد قرون طويلة من نشر المسلم لدينه تبعاً للقيم و الفضائل وللمعاملة الإنسانية والاجتماعية, بات اليوم الحجاب و فرج المرأة هما اللذان يحددان ارتباط الذكر والأنثى بالإسلام . فالمسلم عند أولئك الطالبانيين والطالبانيات ليس بالمعاملة الحسنى ولا بالقيم الأخلاقية وإنما بقطعة القماش التي تغطي الوجه وبرفض الأنوثة ذاتها وتبني أوسخ أنواع الذكورة – كما يقول نبيل-؟
لم نعد نرى الابتسامة في شوارعنا ,فالجميع مطالب بالعبوس وعبادة الكآبة و وحدها العائلات الصامدة التي ترفض المساس بإسلامها بمثل ما ترفض الحجاب ,تستحق الاحترام ورفع القبعة عالياً , وإنني لعلى يقين بان الكثير من الفتيات الدمشقيات والحلبيات وغيرهن قد تعرضن للإساءة في الشوارع وعلى الرغم من ذلك لم يمقتوا إسلامهم ولم يبادروا إلى ارتداء الحجاب.
إن ماتفعله كتيبة المغاوير النسائية التابعة للتنظيمات الاسلاموية تدفع الفتيات إما إلى كره كونهن مسلمات أوالى أفظع من ذلك أي إلى كره كونهن إناث ؟
من على جسده العاري ابتسمت وقالت له :
من ذا الذي أومأ للذكر خصباً
فما ذا ستحكي الأساطير عن دموعي
عن نهدي وكل هذا الحليب ؟
الله أنثى
لسنوات طوال ,كانوا يعلموننا عن الله وعن الذات الإلهية ,وكان تعليمهم بدافع الخوف ,فلا احد منهم كان يحب الله,جميعهم كانوا يخافونه,جميعهم يتناولونه كجلاد ,كديكتاتور .نعم الله ,الذي يحكمون باسمه هو ذلك الذي يشعل النيران ويشوي الأجساد, ورغم أننا في بداية القرن الواحد والعشرين إلا أن المجتمعات الاسلاموية لم تحظى بإصلاح ديني كما فعل المسيحيون مع كنيستهم؟ أي إعادة ما لله لله وما للإنسان للإنسان؟ وبقي الإصلاح في حدود الفرد ذاته لا في حدود المؤسسة الدينية (( اللهم إلا الطائفتين الإسلاميتين الإسماعيلية والعلوية ,وهما برأي من يمثلان إسلام الغد؟ )).
من التعابير التي تؤدي إلى إعلاء شأن الذكورة في المجتمعات تلك ,توصيفهم الذات الإلهية بصيغة المذكر؟ ولكن كيف ,هل أن أحداً رأى الله فعلاً وفي وسطه قضيب ذكري؟
إن هذا التوصيف موجود لدى الديانات التوحيدية جميعاً,وهو عكس ما كانت عليه ديانات ما قبل التوحيد لدى اليونان والرومان والكنعانيين والسومريين وغيرهم ؟.
برأي إن الله ليس ذكراً كما تحاول المؤسسة الدينية القول دائماً ,ففي ذلك اهانة للذات الإلهية نفسها , إذ كيف تكون المخلوقات الأقرب إلى الله وهي الملائكة :مخلوقات نورانية لاتتصف بذكورةٍ أو أنوثة , بينما الله هو ذكر؟.
أميل للاعتقاد بأن الله تغلب عليه الأنوثة؟ لان الأنثى هي المحبة وهي العطاء ,هي البئر العميق أسراراً وعطفاً وحنان , وبما أن الجميع متفقون على أن تلكم من صفات الله الرئيسية ,اذاً لابد أن يكون الله أنثى؟
ولكن هل حقيقة هي أنوثة الله ؟ كيف لنا أن نقول عكس ذلك ودونيا انيس تهاجر وحيدةً من اسبانيا إلى أميركا اللاتينية وتقاوم كل المخاطر والصعاب لتفتح مع عشيقها الدون بيدرو دي بالديبيا بلاد التشيلي ؟ كيف لنا ذلك وهي تكتشف بئر ماءٍ يروي عطش الجنود وسط الصحراء ويرفع عنهم عذابات الموت عطشاً.
دونيا انيس تقتحم السماء بأنوثتها ,تزرع الأرض قمحاً وبذاراً كثيرة ,وتخيط سراويل الرجال الممزقة كي تقيهم البرد ,وتحمل الطوب لتبني بيديها السمراوين مدينة سنتياغو؟ دونيا انيس تفعل كل ذلك لان السيوف وكما فهمت من الرائعة ازابيل الليندي لاتحيي شعباً قط؟
دونيا انيس بعطائها اللامحدود ,الأكثر غزارة من شلالات نياغارا ,الأكثر عمقاً من محيطات العالم ,بذكائها المتقد شعلةً للرجال قبل بنات جنسها الإناث هي من لها الحق بان يكتب على ضريحها:
هنا ترقد دونيا انيس ... فاتحة مملكة التشيلي وحاكمتها..
نعم , دونيا انيس , التي أحبت ثلاث رجال على امتداد حياتها وبقيت وفيةً لكل واحدٍ منهم ,لكل جسد, كما لكل قصة حب ,لان الحب هو من علمها فتح الممالك وحكم الناس , هي من فتحت التشيلي وليس القائد العسكري مبعوث الملك الاسباني كارلوس الخامس المدعو بيدرو دي بالديبيا ... عشيق دونيا انيس..؟
الله أنثى؟ نعم إن أصل الله أنثى ,هذا ما قالته الفتاة النحيلة الشقراء ذات الشفتين الورديتين والشعر الطويل, التي تفجرت أنوثتها مؤخراً وهي في المدرسة الإعدادية ,هذا ما شاهدته في فيلم أميركي, للأسف لم اعد اذكر اسمه على الرغم من تفاصيله الرائعة.
كانت تلك الفتاة تخرج من مدرستها على عجل لأنها بدأت تشعر بانجذاب تجاه شخصٍ ما يعمل في مجال الموسيقى ,فبدأت تعتني بمظهرها وتتحسس ثدييها لترى هل هما يوحيان بسنها الصغير أم لا؟ وعندما اقتربت من ذلك الشاب وأمعنت النظر في وجهه ,عادت إلى منزلها لتقول :
عندما رأيته ...تأكدت أن الله أنثى ...
في الحقيقة كان شاباً وسيماً جداً وجميلاً جداً ,كان ذا شعرٍ أشقر يمتد حتى كتفيه ,وكانت ملامحه رائعة,انفه صغير مدبب وشفتيه لوزيتين . فهل أخطئت تلك الفتاة عندما اعتبرت أن من يخلق ذلك الجمال وتلك الوسامة هي أيدٍ أنثوية وعقل برجاحة عقل دونيا انيس أنفة الذكر؟
يعتبر الروائي دان براون في روايته الرائعة // شيفرة دافنشي – Davinci code// بان الديانات التوحيدية كانت أكثر الديانات والأيديولوجيات كرهاً للأنثى ,وبالفعل فاضطهاد المرأة عند الديانات
التوحيدية واخص ها هنا الإسلام,على اعتبار , وكما أشرت أنفاً,انه لم تحصل عملية إصلاح داخل مؤسسات هذا الدين وإنما بقت في حدود الفرد؟ .
إنني الآن في قلب عقل الإسلاميين الذين انتهوا للتو من قراءة الأسطر الأنفة , وهم فرحين الآن ومبتهجين ,فذاك يلعب بلحيته الطويلة وصديقه الذي إلى جانبه يشد قلنسوته أو عقاله , ويصطنعان ضحكة علها تقربهما من الله الذي للأسف يعتبرانه قاصراً فيأخذان هما الجلد باسمه؟
إنهما يفعلان ذلك الآن ويتخاطبان بحمية من اكتشف البارود :
- اقرأ ...انه ضد التوحيد ...
- نستطيع محاكمته على ذلك
- ونستطيع ... قبل أن تكملا يا صديقي ,أقول لكما إنها أساليب قديمة لن تفيدكما بشئ لا في الدنيا ولا في الآخرة , ففي الدنيا أعدكما كما اعد أمثالكما بالبنادق والصواريخ والمشانق إذ ما فكرتما بالاقتراب ,فالقتال في سبيل حياةٍ أفضل هو جهاد النفس بالنسبة لي ولأصدقائي هنا وفي كل العالم؟ أما في الآخرة فان الله لن يعاقبكما إلا كما يعاقب الشيطان الكامن في عقلكما وفي نفسيكما ؟ وبما أن الله عدلٌ ومحبة ,فإنني أكيد من انه سيعفو عنكما بمحبته أولاً و بشفاعتنا تالياً؟.
كما أقول لأمثالكما كي تهدأ حميتكم جميعاً (( وكي تنفك عقدت استهداف الإسلام التي تتاجرون بها صانعين منها قصة فيلم هندي يثير الشفقة)) إن العداء للأنثى ليس هو يسوع المسيح كممثل للمسيحية ولا محمد كممثل للإسلام ,حاشا وكلا ,فالأول له فضل إنقاذ من كانت تمارس الجنس مع حبيبها من أيدي الراجمين لها بالحجارة ؟
والثاني ((نبي الإسلام)) كان له شرف اخذ مشورة النساء والجلوس إليهن وتعليم أتباعه ذلك ,فنشأت الأجيال الأولى من المسلمين بدون عقد كبت جنسي ؟
إن التوحيد الملام ,هو المسيحية والإسلام عندما تحولا بلاطة من بلاطات الجهل التي تجلب المال,عندما تحول رجال الدين إلى ساسة يبنون الأمم ويحتاجون إلى الدين كي يشحذوا الهمم ؟ إن ما نراه اليوم ليس
بالإسلام وإنما هو عادات وتقاليد فارسية وعثمانية فرضت على المسلمين نتيجة سيطرت هؤلاء على دنيا العرب ؟ إن الإسلام هو ما نقرأه في صفحات الكتب عن الفتوحات لبلاد الفرس والترك ,كيف كانت المرأة المسلمة تخالط الرجال بينما المرأة الفارسية لا تمشي في الشوارع وان فعلت فإنها تكون مغطاة من قمة رأسها إلى أخمص قدميها بالشادور أو مايعرف بالنقاب (( وهو ما فرض على العرب المسلمين وباسم الإسلام ذاته لأكثر من خمسة قرون على أيد الفرس والترك الذين لم يتخلوا عن ثقافاتهم وتقاليدهم التي ينبع النقاب والحجاب منهما وليس من الإسلام ؟)).
دعني أمتطيكَ فرساً هائجاً
دعني ..افعل مالم تفعله لقرونٍ سوى العاهرات
إن الفضيلةَ في الحب وجهٌ أخر ....
لاضطهاد النساء
عندما تكون الأنثى بنصف عقل
الأنثى بنصف عقل؟ أما الذكر فهو ذو عقلٍ كامل مكتمل؟ هكذا تعلمنا المحاكم والقوانين في دنيا الإسلام البائسة ؟
هل حقاً أن دين المسلم لا يكتمل إلا بالقول بان المرأة بنصف عقل ؟ هل الاعتراف بذلك هو من أركان الإيمان اولاً والإسلام ثانياً؟.
إن المتتبع للشأن العام الاجتماعي والفقهي ,يلاحظ أن الإسلام لدى المسلمين هو غير إسلام القرآن ؟ فالتشريع والعادات والسلوكيات لا تمت بصلة للإيمان وللإسلام بحسب النص القرآني؟.
في الواقع, لا يوجد نص قراني قاطع في كون الأنثى بنصف عقل ,وعلى الرغم من ذلك فان المسلم لا يكون مسلماً بنظر القرضاوي والخميني و بنظر جميع أقرانه وجيرانه إلا اذا قال بان المرأة بنصف عقل؟ فأن تكون لصاً ونصاباً ولوطياً وتاجراً للمخدرات وان ترمي الأوساخ على جيرانك وتعتدي على((الرايح والجاي)) فمعنى ذلك انك مسلمٌ صالح ,مؤمن ,وأبواب الجنة تنتظرك ,طالما انك تفعل كل تلك الموبقات وفي الوقت نفسه تقول بان المرأة بنصف عقل ,وتجبر أمك وأختك وزوجتك وابنتك على ارتداء الحجاب.
إن الإسلام المعمول به,هذا الإسلام الفارسي/ العثماني لا يساوي قيماً أخلاقية ولا يطمح لتكوين أناس طيبين لأنه يساوي أشياء أخرى يهمنا منها هنا:
اولاً: ارتداء الحجاب.
ثانياً: القول بان المرأة بنصف عقل.
إن المسلمين اليوم ,كما في قرون سيطرة الثقافتين الفارسية والعثمانية, يختصرون الإسلام بتينك الأمرين ,نعم ,إن هذا الإسلام الطالباني/الخميني لا يعنيه الإسلام المحمدي بشئ ؟.
نعود لأمر أن تكون المرأة بنصف عقل, ونقول: تصوروا معنا الحكاية التالية بتروي وبتأن من ثم احكموا على هذا التشريع المنافي للدين وللطبيعة الإنسانية والذي يسمونه (( لا شرعية لشهادة امرأة واحدة في المحكمة لأنها بنصف عقل )):
تخيلوا أن امرأة تمشي في الشارع وحيدةً في إحدى الليالي ,ولتكن تلك المرأة هي مدام كوري العالمة التي أنارت للبشرية طريقاً ما وسخرت مادة في الطبيعة لخدمة الإنسان , أو لتكن تلك المرأة هي ازابيل الليندي التي غذت أرواح البشر على ظهر هذه الأرض بأدبها الخلاق وسعة اطلاعها وإنسانيتها التي تذهب حد المثالية, أو لتكن تلك المرأة هي زنوبيا التي حكمت مملكةً بأكملها برجالها قبل نساءها وأقامت العدل والازدهار لشعبها , ولتكن ايضاً بنازير بوتو الباكستانية التي حكمت دولة بأكملها في القرن العشرين ,واخيراً لتكن تلك المرأة هي عائشة التي يأخذ المسلمون السنة نصف دينهم عنها ,أو لتكن هي فاطمة الزهراء جدة المسلمين الشيعة التي حمل بطنها أئمتهم والتي بكاها الإمام علي عندما
ماتت ؟ أعود للقول ,بأن تخيلوا إحدى تلك النسوة تمشي ليلاً في احد الشوارع ,في دمشق أو حلب أو طهران أو كراتشي وفجأة رأت رجلاً يحمل سكيناً ويغدر بأحد المارة فيرديه قتيلاً ,(( تخيلوا مدام كوري برجاحة عقلها هي من رأت تلك الجريمة؟)) ويسرق محفظته , ولكن ايضاً كان هناك شاهد أخر هو أبو عبدو ,السكير اللعين المعروف في كل الحي كيف كان يمارس اللواط ويتاجر بالمخدرات والذي حتى الآن لا يعرف القراءة و لا الكتابة (( التي يحب الرسول من يعرفانها)) ولا العمليات الأربع, كما انه يدفع أبنائه نحو الجهل (( جهاد النفس)) .
هربت مدام كوري عندما رأت تلك الجريمة واتجهت نحو مخفر الشرطة ,وهناك روت لهم ما شاهدته ,من ثم اخذوا عنوانها ورافقوها إلى منزلها وطلبوا منها أن تتحضر للمثول أمام المحكمة .
عندما علم المجرم بأمر الدعوى ضده بتهمة القتل العمد والسرقة وبأمر الشاهدة الدكتورة في علوم الكيمياء مدام كوري,تذكر ايضاً أن هناك شاهداً أخر هو أبو عبدو اللص المشهور واللوطي المعترف به والجاهل لأمر دينه ودنياه , فتوجه إليه وجالسه لدقائق قليلة شارحاً خلالها على وجه السرعة قضيته ومناولاً إياه دستة من النقود.
في المحكمة ,ينادى على المتهم وتتعرف مدام كوري عليه((ايضاً عائشة أو فاطمة أو زنوبيا أو بنازير الخ)) وتوقّع على أن هذا المجرم هو القاتل. إلا أن محامي الدفاع عن المجرم يرفض شهادتها ويطعن بها لأنها امرأة وبنصف عقل ولا يجب الأخذ بشاهدتها إلا بوجود امرأة أخرى كي يصبح نصفا العقل عقلاً كاملاً؟ كما يطالب بشهادة أبو عبدو السكير وتاجر المخدرات أو قل مروجها والذي يضرب أخته أو ابنته ضرباً مبرحاً إذ ما فتحت باب بيتهم للطارق الواقف عليه وهي بدون حجاب ؟ لان أبو عبدو مسلم ويخاف الله ,هكذا كان يقول عن نفسه وهذا بالضبط ما سمعته شخصياً عن أبو عبدو وأمثاله من القرضاوي والخميني؟
يضع أبو عبدو يده على القرآن ويقسم على قول الحق ولا شئ سوى الحق,من ثم يلتفت إلى المجرم ويقول : سيدي القاضي إن هذا الرجل برئ,لأنني أنا ايضاً شاهدت الجريمة ,والشخص الذي ارتكبها فر مسرعاً بينما هذا المتهم هو جاري وقد كان في حلب ليلة وقوع الجريمة,أنا أوصلته إلى الكراج؟ سيدي القاضي إن المجرم قد فر وقد حاولت اللحاق به لكنني لم استطع.
تنتهي المحاكمة بان يؤخذ بشهادة أبو عبدو الكاذبة تحت القسم (( مع أن بناته محجبات)) لأنه ذكر وعقله مكتمل وشهادته صحيحة؟ أما مدام كوري, المرأة التي أفنت عمرها في خدمة الإنسانية والتي توزع عقلاً على الكرة الأرضية بكاملها وليس فقط على قرية ,فأن المحكمة المسلمة المؤمنة الموقرة لم تأخذ بشهادتها لأنها ناقصة عقل ...... تصوروا يا بشر, يا أمم الأرض, مدام كوري بنصف عقل وأبو عبدو بعقل كامل مكتمل ؟.
ياعيب الشووم// على محاكمنا التي تفرج عن المجرم لان من اتهمته هي امرأة وهي هنا قد تكون مدام كوري أو عائشة أو الزهراء ,ولان أبو عبدو دافع عن المجرم وأبو عبدو بعقل كامل, كما أن من الصحيح انه يرتكب الموبقات والتي ليس اقلها القسم الكاذب ويده على القران ,إلا انه مؤمن وملتزم فهو يجبر بناته وزوجته على ارتداء الحجاب ؟
إن محاكم العالم الإسلامي ,تفعل بمثل ذلك وأكثر, ففتاوى الخميني و القرضاوي ومن لف لفهما لا تعتبر المسلم مسلماً إلا اذا ارتدى الحجاب, لم يبقى من مشاكل في العالم الإسلامي إلا الحجاب, البطالة حلت و اللواطة ألغيت والسرقة لم نعد نراها والجريمة باتت في خبر كان ولم يبقى إلا الحجاب ؟
بئس الكبت الجنسي عندما يؤدي إلى ولادة فقهاء ومرجعيات؟
عبودية المطبخ
عند انتهاء العصر الامومي وهو العصر الذي كانت فيه المرأة هي الحاكم ,تحولت تدريجياً من ربة للمزارع والمروج الخضراء إلى ربة للمنزل؟ ورغم أن لا فرق بين ربة وربة إلا أن هناك فرق شاسع بين مرج ومنزل؟
وقد علمتنا الكتاتيب أن المرأة هي أمك ؟ ولم تعلمنا أنها عشيقتك أو زوجتك ,وعندما يقولون زوجة فهي الصالحة التي تعتني بأبنائها وتقعد خدامةً لهم وللذكر أبوهم؟.
إن مفهوم الأمومة المشوه الذي ينبع من مفهوم ربة المنزل أو ما اسميه عبودية المطبخ ,هو احد أوجه سيطرة الذكورة واضطهاد المرأة وايضاً اضطهاد الأبناء ؟ إن أنثى القرون الماضية هي بالطبع ليست أنثى أو سيدة بيت ومجتمع لأنها باتت إحدى روائح الأطعمة أو إحدى كؤوس الشراب أو عاموداً من أعمدة المكان ؟
أن تكون الأنثى خارج مفهوم عبودية المطبخ؟ أي أن تكون امرأة عاملة ,تجني مالها بعرق جبينها ,لا تنتظر الذكر كي يصرف عليها لقاء خدماتها له من مأكل ومشرب واغتصاب لها في كل ليلة كما في كل دقيقة فراغ ,على طريقة الحريم التركي الذي بات جزءاً من هويتنا على ما يبدو؟
هناك من قال يوماً وأدرجه مثلاً بان المرأة خلقت (( للطبخ وللتخت)) إذن عبودية الجنس والمطبخ ليست ضرباً من ضروب جنوني ,وإنما هي أمر واقع في المجتمعات التي لم تحدث فيها ثورة نسائية على طريقة الثورة النسائية في أوروبا وأميركا في ستينيات القرن العشرين والتي كان من نتائجها قوننة المساكنة في اغلب الدول ,بالإضافة إلى تحقيق تشريعات في حق الأنثى ,وإننا لنرى الكثير من النساء اليوم اللاتي يتذكرن كيف كانت تلك القوانين هي إحدى مفاتيح مرحلة كسر ما يسمى بعبودية المطبخ؟
إننا نرى اليوم كيف أن اغلب الذكور غير قادرين على إدارة المنزل في غياب الأنثى؟ لذلك فان غياب الأنثى عن المنزل هو بحكم ارتكاب الكبائر في الإسلام ؟ تقطع العذراء زيارتها لصديقتها لان الموعد قد حان لعودة أخوها من العمل ,هذا إن لم يكن قد عاد ولم يجدها فقام بضرب الجدران والصراخ والكفر والسباب ,كما انه صعد إلى العلية لإحضار السياط ؟
العذراء ,أخته ذات الخمسة عشر ربيعاً لا تقوى على تحمل السباب والسياط ,فسنها لا يتحمل سوى الحب؟ قلنا له راجين أن يتوقف عن شتمها وضربها لكن لا حياة لمن تنادي . إن أبوه وأمه ربياه على أن كل ما تحتاجه تستطيع أمك تلبيته وان لم تكن فأختك تستطيع ,فهي خلقت لتكون خدامة و عبدة لك , ؟.
والأنثى ايضاً تربت على أن تطيع أخاها ,تلك الطاعة العمياء من القرن التاسع عشر وما قبله ,حتى باتت تعتقد أن إطاعة أخاها وزوجها هي من طاعة الله ,وان الله سيحرقها في النار إذ لم تحضر طعاماً لأخيها أو في حال لم تغسل له ثيابه أو لم تنهض لتجلب له كاس ماء ,وهي المقعدة وأخوها المعافى.
تمثل طبقة رجال الدين ها هنا مثالاً على تحول الدين ((وهو هنا الإسلام)) إلى أداة رجعية إقطاعية بامتياز؟ فكم من خطب جمعة تحولت بدل السعي نحو أن تكون دافعاً نحو الأخلاق الحسنة العالية للمسلمين إلى إذاعة تبث البيان رقم واحد لأحد الانقلابات ؟
إن اغلب خطب يوم الجمعة عند المسلمين هي حول المرأة والجنس والإرهاب الديني ؟ إن هذه ظاهرة تستحق الدرس ,ليس فقط في تورا بورا ,بل وايضاً في القاهرة ومكة وطهران وغيرهم ؟
إن الإسلام اليوم هو دين يحط من مفهوم الذات الإلهية إلى أدنى المستويات ,فالذات الإلهية في خطب الجمعة لا عمل لها سوى غشاء البكارة ؟ أرجو منكم أن تتأكدوا من كلامي هذا بالتحديد , ولاحظوا أن تلك الخطب هي للجنس واضطهاد النساء وسب المسيحيين واليهود(( واليوم باتت المساجد السنية تضيف أمراً أخر وهو شتم الشيعة .كما أن المساجد الشيعية قد أضافت بدورها نفس الأمر وأخذت تزيد من شتم السنة))؟.
لتخرج الأنثى من قبرها الذي يسمى المطبخ عليها اولاً أن تعلم أخاها على خدمة نفسه بنفسه ,وان تعمل في الخارج ,ولكي تعمل في الخارج على الدولة أن تؤمن لها ولزوجها أو عشيقها كل متطلبات ذلك من المطاعم المجانية في أماكن العمل إلى رياض الأطفال المجانية إلى الحدائق و معامل الغسيل والكي المجانيان ,بهذا فقط تخرج المرأة من عبودية المطبخ التي باتت ايضاً رمزاً للاهتياج الجنسي عند الذكور؟
فهم باتوا يفضلون ربة المنزل التي لا تعمل ,وهكذا يعودون إلى بيوتهم بعد يوم عمل ,ليجدوا الزوجة بلباس النوم الأحمر تقف في المطبخ تطهو ,فيباغتها الذكر بوضع قضيبه في مؤخرتها,وريثما تجهز الوليمة يكون قد جرها إلى غرفة النوم وقام باغتصابها ,إن هذه قصة الكثير من الشباب اليوم مع المطبخ والأنثى؟
في لفتة مهمة ,تقوم نساء العائلة في المسلسل التلفزيوني السوري (( الفصول الأربعة)) بالخروج إلى احد المطاعم لتذكّر كم عانت النساء من عبودية المطبخ ,وكم ناضلن في سبيل الخروج للتنزه والدخول إلى المطاعم في بدايات وأواسط القرن العشرين ,واذكر أن صرخت إحداهن قائلة:
تذكروا انه فيما مضى كان ممنوعٌ علينا ارتياد المطاعم .
ليس المطاعم وحدها يا عزيزتي ,وإنما حتى مجرد الخروج من المنزل بحد ذاته كان جريمةً لا تغتفر قد تؤدي إلى أن يقتل الأخ أو الأب أخته أو أمه؟.
كنت أنتَ ممتلئاً بعظمتك
ديكاً يتوهم أن الشمس لن تشرق اذا لم ينشد كل فجر بصوت يظنه جميلاً
كما تؤكد دجاجاته في القن
وكنتُ أنا بومة ليس بوسعها الذهاب إلى صيدها وفضولها إلا ليلاً
لكنها لا تعيرك بطيرانها بأفضل مما تفعل
بومة تنشد طوال الليل لطلوع الفجر كي يذهب الآخرون إلى أرزاقهم..مثلها رغم
تشاؤمهم من أغانيها المليئة بالمحبة وشهوات الحرية الليلية
ربما لذلك لم نرى ديكاً يراقص بومة ؟.
أنثى تباع ..... أنثى تشترى
بلغت الثالثة والعشرين من عمري , ولولا زيارة قصيرة إلى بيت عمي لما كنت علمت بان الأنثى عندما تتزوج فان أول عمل يتوجب عليها فعله هو التوجه إلى السرايا الحكومية لتبديل هويتها وتغيير نسبتها . استقبلتني ابنة عمي بحفاوة ,وعندما جلست على الأريكة لفتتني صورة فوتوغرافية حديثة لها معلقة على المكتبة,ولم تكن الصورة بجمال ابنة عمي ذاتها ,كما أنها كانت جامدة إلى حدٍ ما ,فقلت لها بان الصورة جامدة ,لماذا لم تغيريها,فأجابتني : تصورتها للضرورة فقد كان علي أن أجدد بطاقة الهوية ونقل الخانة. سألتها بدهشة :ولماذا, فقالت:
لأنني سأتزوج
- وهل التي تتزوج تفقد اسم عائلتها
- نعم
كانت صدمة حقيقية لي ,إذ كيف نرضى بان تغير أخواتنا وبناتنا اسم العائلة التي احتضنتهن وربتهن لمجرد أنها ستصبح زوجة لشخصٍ ما .
بدت العملية بالنسبة لي اقرب إلى عملية بيع وشراء كالتي كانت الحواضر تشهدها فيما مضى ,حيث يقوم التجار ببيع النساء الجواري وبمجرد أن يدفع احدهم أكثر تصبح الجارية ملكه,انه صورة عصرية لسوق النخاسة والجواري البائد.
لا تقف حدود بيع النساء في العصر الحديث على مفهوم تغيير اسم العائلة ,بل يتعداه إلى أسلوب الزواج ,حيث مازالت القوى المحافظة وغيرها من الرجعيين (( بما في ذلك أولئك الذين يرفعون راية اليسار )) يصرون على أن من يريد فتاة للزواج فانه يجب أن يأتي بأهله لخطبتها فوراً؟
وللأسف فان فتيات العصر الحديث ,فتيات الانترنت والموبايل لا يجدن أين بإمكانهم صرف هذا الكلام البطريركي الرعوي السخيف .
من الصدف في حياتي أن تكون هذه القصة قد حدثت معي , وكيف لا تحدث وأنا في دنيا العرب والإسلام ,دنيا الدعارة والفسق واللواطة والفجور ,الدنيا التي تغتصب فيها الفضيلة , لأنها خيرٌ ومحبة ... أو ربما لأنها تنتهي بتاء التأنيث ؟
كانت صبية جميلة توحي ملابسها وضحكتها العفوية بأنها مشروع قصة حب شكسبيرية ,كانت ترتدي قميصاً ابيض وبنطال بانتاكور جينز , ولكن عندما تقدمت منها طالباً الحب ,قالت :
- ما الذي تقصده ,هل تريد خطبتي
- نعم
- وهل الذي يريد خطبة فتاة يكلمها هي .
- ومن اكلم اذاً
-أهلي
- أظن أن دور اهلك يأتي عندما توافقين على الأمر فأنت صاحبة الشأن, فان أعجبتك وأحببتني ,وقتئذ أتقدم رسمياًًًً طالباً يدك من اهلك. كنت اعتقد أن شخصيتك قوية كما اوحت لي ضحكتك .....
- إن شخصيتي قوية بالفعل .. ولكنني لا افعل شيئاً بالخفية عن أهلي
- وهل أن تحبي وان تجدي شخصاً يحبك هو حرامٌ ,وهل هو امرٌ ضد الأهل.
- ليس إلى هذه الدرجة ... كما أنني لا أفكر بالموضوع حتى انهي دراستي الجامعية ..... نبراس : أرجو أن لا تعتقد أنني معقدة ؟
للأمانة ,فان الفتاة هذه ليست معقدة ,ولم تخن فراستي بشخصيتها على طول أحاديثنا , فصحيح أنها رفضت ,إلا أنها بقت لبقة وظريفة ولم تحاول جرحي بأي نقطة تطرقنا إليها ,بل لطالما حاولت ألا يؤثر رفضها على نفسيتي , وهنا ضحكت مطولاً محترمً أنوثتها التي لا ينقصها سوى ذلك الاندفاع نحو عالم الحب؟.
أوردت قصتي مع هذه الفتاة القدموسية (( من منطقة القدموس)) لا لأنها نموذج للفتاة المتعصبة كالتي تحدثنا عنها سابقاً ,والتي باتت اقرب إلى الذكورة بسبب رفضها للأنوثة ذاتها؟ بل على العكس تماماً فانا أوردتها في هذا القسم لأنها بالفعل تربت على أن تكون أنثى مفعمة بالحياة والأناقة ,ولكن دون الاحتكاك المباشر بالشباب , إن هذا النموذج الذي يباع ويشترى ,ليس متعصباً كما أسلفت ,إلا انه مصيبة وقنبلة قابلة للانفجار ,فان ترى تلك الفتاة يومياً بأبهى طلة وأجمل أناقة باريسية وأطيب العطور تفوح من جسدها, وأعذب الكلام يخرج من فاهها ,ولا تستطيع أن تقيم علاقة حب معها لأنها تريدك أن تنتظر حتى تنتهي من الجامعة من ثم تتقدم إلى خطبتها التي يجب ألا تستمر لأكثر من شهرين, من ثم الزواج؟
نعود إلى سالف حديثنا , فأين العدل في أن تترك الأنثى اسم عائلتها خلف ظهرها فداء زواج ميمون , وأين الحركة النسوية العالمية من ذلك ؟
هل من العدل أن تسمى هيلاري كلينتون باسم عائلة زوجها الرئيس الأميركي الأسبق ,وهي التي حكمت البيت الأبيض كما لم يحكمه أي رئيس أميركي بدءاً بجورج واشنطن؟
هل تستحق نساء كهيلاري ورئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر أن يكن أتباع رجالٍ في الاسم والهوية.
هل مارغريت تاتشر ضلع قاصر حتى تسمى باسم زوجها وهي المرأة الحديدية التي انحنت لها قامات الملوك والرؤساء في شرق العالم ومغربه.
برأي حتى نحل هذه المشكلة يتوجب على الحكومات أن تطلب من كل شاب وفتاة مقبلين على الزواج أن يختارا اسم عائلة جديد لهما , وان رفضت الحكومات فنه يتوجب علينا وعلى مجمل النساء اللاتي يطالبن بحقوقهن أن نقوم بتغيير اسم العائلة الذي نسمى به ,بان نقدم طلب تغيير كنية ؟
وبذلك فقط نلغي هذه الظاهرة التي تقونن تبعية الأنثى للذكر ؟.
ماذا بعد.......
صراخٌ وأنات وقطع رؤوس
على مذبح الشرف ...مذبح الدين
دايانا .... وعقدة نساء آل ويند سور
تشكل العائلة أولى المدارس النفسية والتربوية للإنسان , ودائماً ما نشير بالبنان إلى عائلة تمرست موهبةً ما في الحي أو القرية أو المدينة,ولكن قلة هي العائلات التي ذاع صيتها عالمياً في صعيد من الأصعدة إن كان في الفن أو في السياسة أو في غيرهما ,لتكون نموذجاً يحتذي ومثلً يضرب على صعيد العالم؟
من تلك العائلات نجد عائلة الفيلسوف الكبير كارل ماركس من القرن التاسع عشر ,وعائلة آل ويندسور المالكة في بريطانيا ,وأيضاً وبرأي الشخصي عائلة كلينتون في أميركا؟
إلا أن النموذج الخالد والمثال الكلاسيكي يبقى آل ويندسور,تلك الأسرة الانكليزية العريقة التي ورثت المملكة الانكليزية المترامية الأطراف في أواخر القرن التاسع عشر ومازالت ,وشهرة هذه الأسرة لم تأتي من كونها مالكة لدولة كبريطانيا ((المملكة التي لا تغيب عنها الشمس)) بل لشهرة نساءها وأنوثتهن الطاغية وقوة شخصياتهن التي وصلت حدوداً لا تستطيع بعدها التفريق بين ماهو ملكي ارستقراطي وما هو شعبي؟.
وتشكل الأميرة الليدي ديانا ركنً أساسياً من فوبيا العائلة المالكة المسماة آل ويندسور,فهي نموذج متقدم لأنوثة وقوة الملكة إليزابيث الثانية ذاتها ,التي كانت مضرب مثل في الخمسينات والستينات,لتأتي بعدها دايانا لتأكد أسطرة تلك العائلة ,ليس بدءاً بالملكة إليزابيث وأيضاً ليس انتهاءاً بالليدي دايانا طبعاً؟.
فمن الواضح أن من ينتسب إلى تلك العائلة لا يمكنه أن يقاوم سحر التمرد على التقاليد ,إن كان ذكراً من خلال احترامه للأنثى وتفضيلها ,ا وان كانت أنثى من خلال فرض أرائها بجرأة وعفوية ,وإننا نلاحظ هذين المثالين في نموذجي الأمير فيليب زوج الملكة ونموذج الأميرة كاميلا باركر زوجة ولي العهد الأمير تشارلز وعشيقته لفترة طويلة قبل الزواج في العام 2005 مباركاً من الملكة ذاتها؟.
وعلى الرغم من مآثر تلك العائلة كما أسلفنا (( نستطيع أن نسرد أيضاً تخلي الملك ادوارد عن الحكم العام 1937 مفضلاً العيش مع الأنثى التي أحبها على حكم الإمبراطورية الانكليزية ,وهي قصة عشق نموذجية ونادرة عبر التاريخ , وأيضاً من مآثر آل ويندسور في تغيير النظرة النمطية للملكية وتحديداً في النظرة الشعبية لعراقة التاج الانكليزي,نستطيع أن نذكر سلسلة الطلاق الملكي التي اجتاحت آل ويندسور في التسعينات والتي صارت مادة دسمة للإعلام العالمي ,فمن طلاق الأميرة سارة فيرغسون من الأمير اندرو ابن الملكة إلى طلاق دايانا وتشارلز ولي العهد مروراً بطلاق الأميرة آن من مارك فيليب وزواجها مرةً أخرى في نفس العام من الضابط في سلاح البحرية الملكي تيموثي لورنس؟؟.)).
إلا أن عقدة الليدي دايانا وجاذبيتها تبقى الأقوى و الآمتع , فهي نموذج تطمح لتقليده معظم النساء ,ويسعى إليه معظم الرجال ,طبعاً فان معظم هؤلاء ينظرون إلى تلك الأميرة كأنثى متمردة تحكم عالمها
الأنثوي نفسها بنفسها دون الحاجة إلى وصي عليها حتى وان كان ذلك الوصي هو ولي العهد وملك المستقبل, نعم دايانا رفضت عرش المستقبل في سبيل تمتعها بحياتها الشخصية؟
اذكر يوم الحادي والثلاثين من آب العام 1997 عندما تناقلت وسائل الأنباء العالمية خبر حادث الاصطدام التي تعرضت له دايانا , كيف بادر العديد من الناس إلى القول بأنها نهاية كل امرأة تتمرد على التقاليد والفضيلة؟
ولكن هل حقاً تلك النهاية المأساوية هي نهاية لهذه العقدة التي أصابت معظم الرجال والعديد من النساء أعداء التحرر وأعداء الحياة الخضراء؟ بالطبع لا لان وفاة اوديب في القرون التي سبقت الميلاد لم يلغي عقدته التي مازالت تجول بيننا.
إن عقدة أن تكون للأنثى شخصية مستقلة عن الذكر ,وان تكون حرة سيدة نفسها في آرائها وفي مسالة حبها وعشقها وفي إعلانها الطلاق ممن لم تعد ترغب في العيش وتقاسم السرير معه ,هي عقدة تجتاح العالم ,وهي وان خفت حدتها عن القرون الماضية إلا أنها تبقى احد الأمراض التي لم تستطع البشرية التغلب عليها والقضاء عليها بالكامل؟ .
أن تعود البشرية للخلف يعني أن نعمم نموذج ربة المنزل (( الطاهية و العاهرة الليلية)) ,وان تتقدم البشرية للأمام يعني أن نعمم نموذج الليدي دايانا ونساء آل ويندسور؟.
إن جموع الشباب من الجنسين الذين توافدوا إلى قصر باكينغهام لوضع زهرة وداع لأميرتهم الراحلة ((بالمناسبة ,لم تكن تلك الجموع الشبابية من الانكليز فقط بل تعداها إلى تواجد الآلاف من شباب الكرة
الأرضية الذين يعتبرون دايانا رمزهم في الإنسانية الحقيقية ,إنسانية الفكر الحر الذي لاتعيقه هواجس غشاء البكارة والفضيلة الدينية والحجاب المبتذل )) هم عنوان الغد المشرق ,لقد رأيت عيون الفتيات الانكليزيات الدامعة كرافدٍ من روافد نهر التايمز ,كن يضعن وروداً ويرجعن إلى الخلف لتضع كل واحدة منهن رأسها على صدر حبيبها أو صديقها وينزفان معاً دمعاً وحباً وعزاء ,وهما يستمعان وينشدان مع التون جون أغنية Candle in the Wind كأنشودة تأسطر تلك المناسبة الحزينة.
كانت دموع السير التون جون تمتزج بصوته ,وأصابعه تمر على مفاتيح البيانو بعنفوان كبير ,كانت تلك اللحظة التي شاهدها ملايين بل قل مليارات البشر حول العالم, كافيةً لتعلن الليدي دايانا قديسة الحياة الجديدة التي نسعى إليها والتي لا نسمع فيها بجرائم الشرف وكبت النساء وبيوت الدعارة؟.
دايانا.. أكثر من قديسة وأعلى من أي اله ..هي حاكمة لمملكة الحب .. هي احد مصادر الحنان الأنثوي الذي يحتاجه العالم ليكون أفضل؟ هي ما نحتاجه نحن الرجال لنكون أجمل وأنبل ؟.
أنثى ترفض العرش
تعودنا دائماً ومنذ العصور الماضية على أن نزوج بناتنا لأصحاب السلطة والجاه والنفوذ ,وهذا ليس قسراً على مجتمعات بعينها ,على انه يشكل ظاهرة في المجتمعات العربية والإسلامية ؟.
كنا وما زلنا نجبر بناتنا المتزوجات من ذلك الصنف من الرجال على طاعتهم وخدمتهم حتى وان كن يعانين الأمرين في هذا الزواج ,فعدا عن كون الطلاق من المحرمات فانه هنا يأخذ طابع التغذية من السلطة والنفوذ,وجميعنا يذكر قصة روز الفتاة الانكليزية الرائعة الجمال في الفيلم الأمريكي الشهير /التايتانك/ التي تجبرها والدتها على الزواج من احد الأثرياء حتى ينقذ العائلة من براثن الإفلاس وبالتالي العيش في الطبقات الدنيا؟.
في الوقت الحالي ,أن تبحث الأنثى عن زوج ثري وصاحب سلطة ونفوذ هو أمر عادي ,ولكن الغير عادي هو أن ترفض الأنثى ذلك؟ والأكثر من عادي هو أن تحب الأنثى شخص بعينه وتتزوجه وتعيش معه كافة مراحل حياته انحداراً وعندما يصبح هذا الرجل ذا شان وسطوة تتركه لأنها لم تعد تتفاهم معه؟.
فما بالكم إذاً, إذا كان ذلك المنصب الذي أحرزه الرجل ذاك لا يقل عن منصب رئيس الجمهورية الفرنسية ,إحدى دول القرار السياسي في العالم,عضوة مجلس الأمن وصاحبة الإرث الثقافي والحضاري بالإضافة إلى الترسانة النووية المشئومة ؟.
نعم ,هذا بالضبط ما فعلته تلك الأنثى الرائعة المدعوة سيسيليا ,عندما رفضت أن تكون السيدة الفرنسية الأولى ,واتجهت نحو الطلاق من زوجها الرئيس نيكولا ساركوزي بعد اقل من شهرين على وصوله إلى سدة الرئاسة؟
كثيرين في فرنسا والعالم ,اعتبروا ما فعلته سيسيليا ضرباً من الجنون ,بل هو الجنون بعينه ,إذ كيف ترفض امرأة أن تبقى مع زوجها بعد أن أصبح رئيساً وتترك كل الرفاهية والعز المقبلة عليهما كزوجة لرئيس إحدى الدول العظمى في هذا العالم؟؟؟.
فمن بين ما تركته سيسيليا لحظات نادرة في التاريخ قلة هم الذين يعيشونها والتي من خلالها سيدخلون التاريخ من أوسع أبوابه,ومن ذلك أن الرئيس في فرنسا هو الشخص الوحيد المخول الضغط على الزر النووي في حال قيام حرب ؟ ففي هذه اللحظة التاريخية قد تكون يد سيسيليا لو بقت زوجة للرئيس ,فوق يد زوجها أثناء الضغط على الزر؟.
هذه من الأشياء التي يرغب بها مريدو الخلود في هذا العالم؟ ليس الضغط على الزر النووي فقط ما يثير اللعاب ,بل أيضاً مجرد ذلك اللقب الفخري/ السيدة الأولى/ .إلا أن سيسيليا لم ترد إلا أن تبقى المرأة القوية التي يعرفها الفرنسيون جيداً ,فأبت أن تقايض سعادتها وما تبقى من حياتها في مقابل النوم في قصر الاليزيه الرائع؟.
أبت سيسيليا أن تكون روحها مهدمة وذاتها ضائعة في ذلك القصر الفخم ,آبت الشهرة والظهور الدوري في الصحف والمجلات والتلفزة العالمية , آبت أن ترفع لها القبعات لمركزها لتقبل رفعها لذاتها وشخصيتها ؟.
سيسيليا رفضت العرش الفرنسي المذهب بعصر الأنوار , في مقابل لحظة صفاء داخلي وانسجام ذاتي لا ادري إن كان التاريخ سيكرره يوماً ما , لا ادري إن كنا سنصحو يوماً على جيل من النساء الأحرار الرافضين للحب والزواج على تلك الشاكلة الطبقية والغير إنسانية؟.
مجنونة سيسيليا؟ قال احدهم؟ ولكن أوليس جنونها يفوق قدراتنا العقلية المتعلقة بشؤون هذه الحياة ؟ نعم؟ اذكر أن الراحل انطوني كوين قد قال على لسان زوربا لصديقه الانكليزي المتأنق والقادم من عالم الحضارة المتقدمة,عالم انكلترا ,المملكة التي لاتغيب عنها الشمس :
أنت شخص رائع ولطيف ...ولكن ينقصك شئٌ واحد
ما هو؟
الجنون...........؟
إن حياة سيسيليا المجنونة لهي أفضل بكثير من حياة كل من يعتبر أن على الإنسان/ ذكراً كان أم أنثى / أن يعيش حياةً لا يحبها ,وان يقدم التنازلات في سبيل العيش في رغد المال والسلطة لشريك العمر؟.
فكثير من الرجال يتزوجون نساءً لا يحبونهن ,بل يحبون أموالهم ومراكزهم ,وكثير منهم يبحث عن الزواج الذي يحقق له المزيد من السلطة إن كان على مستوى الحي أو القرية أو المدينة أو الدولة أو المملكة ؟.
الكثير منهم يريد زواجً يكمل حضوره الاجتماعي أو يقويه ؟ وللأسف ,فان الكثير من الأسر تربي بناتها بهذه الطريق ,طريقة البحث عن العرش ,الذي هو يختلف من مستوى لأخر .
وبذلك تذهب الأنثى ضحية العرش الذي يؤمن لها المال والتاريخ والسلطة ,لتنسى روحها وذاتها بين اللوحات الجدارية الفخمة وأقبية النبيذ المعتق؟.
سيسيليا آبت كل شئ في مقابل مغادرة رجل لم تعد تحبه ,رجل لم يعد يقدم لها ذلك الغذاء الروحي المسمى حباً . سيسيليا اليوم تبحث عن رجلٍ يشاركها نزهة ليلية على ضفاف نهر السين ,أو تغذية البصر من خلال مشاهدة باريس بأبهى جمالها من على برج إيفل .
سيسيليا تبحث عن رفيق يشاركها فنجان القهوة في احد مقاهي السان جرمان ,سيسيليا في النهاية تبحث عن اللذة في كل شئ لأنها ببساطة خسرت كل شئ؟.
هي خسرت ملايين الأموال لتقبض على ملايين القلوب
هي خسرت تاريخ الملوك والبلاطات لتفوز بتاريخ الحياة والأحرار.
هي في النهاية سيسيليا / السيدة الأولى/ في العالم ......... التي رفضت العرش؟.
الحجاب
تثير مسالة لباس الأنثى تحفظاً كبيراً لدى رجال الدين الإسلامي ,فبعد أن انتهت أديان العالم من هذه المسالة بقي الإسلام يراوح مكانه ,وباستثناء عدة طوائف إسلامية تخلصت من مسالة ربط الإيمان باللباس ,فان الطائفتين الكبريين أي السنة والشيعة الاثنى عشرية قد بقيتا دون تطور في هذا المجال ,بل على العكس فان التطرف والإرهاب اللذان يشهدهما العالم هما نتيجة للحجاب نفسه؟؟؟.
فغاية المتطرفين الإسلاميين كالخميني وابن لادن أن يروا جميع سكان المعمورة يرتدون الحجاب ,فالحجاب بالنسبة لهم هو مفتاح الولاء للتطرف ومهما بلغت قيمة الإنسان في المجتمع ,بمعنى انه لو كان سارق أو قامرجي أو داعر فانه مؤمن ولا يحاسب طالما انه يجبر نساؤه على ارتداء الحجاب.
إن الفتاة المسلمة مهما كانت غير أخلاقية وغير مهذبة ,بل قل فيها كل الصفات السيئة إلا أنها هي المؤمنة الحقيقية بالنسبة لأتباع ذلك الفكر السلفي /الخميني والبن لادني/ ,لذلك نراهم يروجون اليوم في عز الفورة السلفية إلى أن الفتاة التي تمارس الموبقات أياً كانت ,تبقى اقرب إلى الله طالما أنها ترتدي الحجاب ,وهي خير وأحب لله من الفتاة اللطيفة المؤدبة التي لا ترتدي الحجاب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
علماً أن في الفكر السلفي ,كل امرأة لا ترتدي الحجاب هي امرأة كافرة وداعرة ,وهي أيضاً بالنسبة لأتباع السلفيين من أولئك الشبان الذعران ,من السهل ممارسة الجنس معها فهي حلال لأنها لا ترتدي الحجاب هذا أولاً,ولان أهلها لا فرق معهم بان يعتدي احدهم على ابنتهم لأنهم كفار واباحيون والدليل بحسبهم أنهم لا يجبرون ابنتهم على ارتداء الحجاب؟؟؟.
كدت اصدق كل ذلك, لولا مشهد رائع في حديقة السبيل في حلب ,حيث كنت هناك برفقة صديقتي في ربيع العام 2006وكانت تجلس أمامنا امرأة غير محجبة ومتبرجة بطريقة راقية جداً,وكانت الأنوثة تهطل منها غيثاً يروي عطش المارة .
وبالقرب من كلينا كان هناك امرأة تجلس وحيدةً مع رضيعها الذي لم يتوقف عن البكاء إلى أن سقط من بين يدي أمه التي التقطته مرةً أخرى بصعوبة ,وهنا تقدمت المرأة السافرة والمتبرجة وأخذت الطفل من بين يدي أمه وهي تردد :
اسم الله عليك ........النبي يحميك..... اللهم صلي على النبي محمد......... أتسمحين لي بتلاوة القران في أذنه عله بإذن اله يهدأ....؟؟.
شخصياً لم يصدمني ذلك ,ولكني تمنيت أن يكون شاهداً على هذا الموقف احد مشايخ السلفيين ,وسالت نفسي الم يرى الخميني مثل هذا المشهد من قبل ... الم يرى مثله ابن لادن ........الم يرى مثله أيضاً حسن نصر الله ومشايخ حماس من الرنتيسي إلى اصغر عضو في الحركة الرجعية تلك؟؟ وكيف كان شعور كل أولئك و ماهو موقفهم من هذا الموقف ؟.
يهمني هنا أيضاً أن انشر رسالة لإحدى الفتيات العراقيات اللاتي يناضلن ضد نير التسلط الديني الذي استفاقوا ذات يوم عليه ,حيث أخذت كل حارة وكل حي وكل شارع في تنصيب الأكثر سفكً للدماء والأكثر ذعرنة ,أميراً يحكم باسم الإسلام منطقته.
إن الفورة السلفية التي تعيشها بالدرجة الأولى المجتمعات المسلمة قد قطعت مع ماضي النهضة وخصوصاً في أقطار من مثل العراق والجزائر .
وبالعودة إلى الرسالة التي كتبتها ليلى عادل فهذا هو مضمونها :
حجاب ANTI
ليلي عادل
كراريس و مطبوعات منفذة بعناية , توّزع يوميا" على طالبات الجامعات العراقية داخل الحرم الجامعي ..لا يظن أحدكم أن هذه المطبوعات تحمل فكرا" أو علما" يحفز الطالبات على التطور و الانضمام لركب الحضارة بهدف اللحاق بما وصل إليه العالم من تطور …هذا ما يمكن توقعه بخصوص محتوى المطبوع الذي بانت عليه العناية الفائقة في طباعته و في شمولية توزيعه …
لكن ما موجود في داخله بعيد عن كل التوقعات العقلانية …إحدى النماذج و التي كتب على غلافها أن المطبوع من إعداد : طالب الجامعة التكنولوجية …ولن أذكر الاسم كي لا أروّج له , وعنوان المطبوع : هكذا أنتِ …هكذا أنتِ ( بكسر التاء )..وهو عنوان ينفع لديوان شعري أو قصيدة غزل …لكن المفاجأة عند الصفحة الأولى حيث تتوسطها الآية القرآنية : وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ..الخ
عندها ينكشف سر مجانية المطبوع و الاهتمام الكبير و الإلحاح في إيصاله إلى كل طالبة جامعية …و النسخة التي بين يدي وصلتني من إحدى طالبات الجامعة المستنصرية …فالمطبوع يدعو ترغيبا" و ترهيبا" إلى الالتزام بالزى الإسلامي , وكيف أن هذا الزى هو الذي يعطي للمرأة كامل حقوقها و يسحبها بسرعة الصاروخ إلى الجنة الموعودة …الوهم الكبير الذي يعيشه الرجل قبل المرأة صاحبة الشأن ولا أجد ما يفسّر كل ذلك الاهتمام و التركيز من قبل الرجال بهذه القضية النسائية , فمعدّي هذه المطبوعات هم من الرجال و منفذيها و موزعيها و المروجين لما تحمله من فكر جمعهم من الرجال …وهنا أقتطع جزءا" مما يحتويه هذا المطبوع بفضح تفاهة الفكر و الحجج التي يحملها حيث يقول :
هذا دوركن اليوم وليس غدا" فارتدي حجابك الجميل و انظري كم هو مغيض لأعدائك و أعداء الإنسانية . فإن أعظم ما تقدمينه للخالق و الإنسانية و المجتمع , و أقوى سلاح تحاربين به أعداء الإنسانية و أنفع علم تتعلمينه في الحياة الدنيا و الآخرة و أغلى هدية تقدمينها لشهداء الإنسانية جمعاء .(انتهى الاقتباس)نفهم من هذا إن مشاكل الكون متوقفة حلولها على التزام المرأة بالحجاب فلننسى العلم , الأخلاق , التربية , التزام الآخر , احترام الحقوق , المحبة …كل ذلك لا قيمة له , المهم هو إغاظة العدو المفترض , ولا أدري لم هناك دوما" عدوا" يتربص , ثم يختتم هذا الشخص الذي يدرس علما" في الجامعة التكنولوجية لكنه يصب جلّ اهتمامه و عصارة فكره في كراسّ يدعو إلى الحجاب و لا أجد مبررا" لذلك سوى عقدة نسوية أو جنسية قد يحملها , فيختم الكراس بوعيد عذاب النار في الآخرة لمن لا تلتزم …و يمكن اعتبار هذا المطبوع خفيف الوطأة قياسا" بالمنشور الذي رمي في منازل كثيرة في بغداد , هذا المنشور يحذر كل فتاة من عمر 10 فما فوق من الخروج سفورا" وإلا فأن عقابها هو الذبح , الذي أصبح سهلا" و يوميا" عند البعض , ولكم أن تتخيلوا ما يجري في بقية المحافظات ….
في موضوع سابق تحدثت فيه عن موضوعة الحجاب وصلتني رسالة من شخص عراقي مغترب يطالبني بأن أحترم الحرية الشخصية في اختيار المرأة ارتداء الحجاب و قد ذكر ان زوجته محجبة , فأقول له أنظر كيف تختار العراقية اليوم بديمقراطية لبس الحجاب فأما الحجاب أو القبر و هذه قمة الحرية .
إن للحجاب أحاديث طويلة لا تنتهي ,فهو رمز للسلفية والتخلف وكل امرأة محجبة تعلم ذلك تمام المعرفة, فالحجاب ليس فرضاً دينياً و لاهو من أركان الإسلام أو الإيمان؟
نعم إن على كل امرأة أن تفكر ملياً في هذه الكلمات: أن تكوني مؤمنة وملتزمة دينياً فهذا لايعني أن تكوني محجبة فأنت مؤمنة طالما انك توافقين أركان الإيمان والتي ليس من بينها الحجاب: وهي الإيمان بالله وكتبه ورسله والقضاء والقدر واليوم الأخر؟.
أما أن تكوني مسلمة ملتزمة فهذا لايعني أن ترتدي الحجاب أيضاً ,فدليل إسلامك والتزامك دينياً تجاه الإسلام يكمن في أركان الإسلام والتي ليس من ضمنها الحجاب أيضاً , فاركان الإسلام هي: الصوم والصلاة والحج والزكاة والجهاد؟.
أرجو أن تدقق كل فتاة غرتها الفورة الاسلاموية وارتدت الحجاب في تلك الكلمات أعلاه ,وان تضع عقلها حاكماً باسمها وان تدقق في الجمل أعلاه ولترى أين هي الحقيقة.
ولكني أرى الإسلاميون الآن يستشيطون غيظاً من تبيان الحقيقة, وكأني أراهم الآن يقولون أين المفر بعد أن أصبح الحجاب غير مرتبط بالإيمان ولا الإسلام ؟.
فمن يريد أن يدخل الجنة فأمامه طريقان لا ثالث لهما ,وهذان الطريقان ليس بينهما الحجاب ,فالله لم يعد المحجبات بالجنة والجلوس بقربه كما انه لم يقل(( بحسب النص القرآني)) بان السافرة التي لاترتدي الحجاب بان أبواب الجنة مغلقة في وجهها,فالله بحسب القران يقول في سورة البقرة الآية/35/:
((وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار..... ))
اذاً فان الإيمان والعمل الصالح هما مفتاحا الجنة وليس الحجاب وكل ماله علاقة بالقشور والطقوس ,فالجوهر هو حقيقة الإنسان أمام الله بحسب النص القرآني وليس ملبسه؟.
ومن المهم أن نشير أيضاً بان هذه الآية يكررها النص القرآني ,فيؤكد على روحها وجوهرها في الآية 82 من نفس السورة؟.
#نبراس_دلول (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟