أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي جديد - ذهبت أخلاقهم فذهبوا ...













المزيد.....

ذهبت أخلاقهم فذهبوا ...


علي جديد

الحوار المتمدن-العدد: 2889 - 2010 / 1 / 15 - 19:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




أصبح من المؤكد أن كل الثقافات تتفق على قبح نكران الجميل .. إلا أن العرب الذين ناذرا ما يحضر الوازع الأخلاقي في معاملاتهم ملتزمون بالسير في الاتجاه المعاكس .. والأمثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى ..
فقد لا نضطر للذهاب بعيدا لذكر أحد الأمثلة الأكثر فضاعة ألا وهو معاملتهم السيئة للأمازيغ السكان الأصليين لشمال إفريقيا الذين استضافوهم و اثروا على أنفسهم ولو كان بهم خصاصا .. فأنكر عليهم العرب كل تلك التضحيات الجسام وانقلبوا عليهم كأن شيئا من ذلك لم يكن .. فاندفعوا نحو شعاب الجبال حفاة عراة غير أبهين بسم العقارب فقد يكون أرحم من ظلم الأقارب مصداقا لقول الشاعر׃ " ظلم ذوي القربى أشد مضاضة // من وقع الحسام المهند " .. ولاستئصال جدورهم من عمق هذه الأرض يمنعونهم من تسمية ذريتهم من بأسماء أجدادهم .. ويحرمونهم من قناة تلفزية تحافظ على لغتهم و ثقافتهم من الإنذثار ..ويستهزئون من موسيقاهم و لباسهم .. ويضربون الحصار على تاريخهم و حضارتهم ليظهروهم أقل شأنا من العرب .. بل أقل شأنا حتى من الحيوانات و الحشرات حين يتعمدون بوقاحة منقطعة النظير الإصرار على تسميتهم ب"البربر" و نعت لغتهم ب "اللهجة البربرية" في حين يتحدثون باعتزاز عن "لغة النحل" و "لغة النمل " و " لغة الطير " و "لغة الفيلة " و " لغة برايل " و " لغة الإشارة " .. مما يعد خرقا سافرا لمبادئ القران الكريم الذي لم يفضل لغة على أخرى ولا عنصرا على آخر بل فعل ذلك العرب لإعلاء شأنهم بين الأمم ..

أما الطريقة المخجلة التي عومل بها البطل الأمازيغي طارق بن زياد الذي أوصل الإسلام إلى الأندلس فيندى لها الجبين .. وكيف لا يذوبون من العار عندما يتم تذكيرهم بتعمدهم عدم بناء قبر لبطل عظيم كيوسف بن تاشفين الذي مدد في عمر الوجود الإسلامي بالأندلس أربعة قرون أخرى بعد أن كاد ينتهي بسبب الممارسات اللاأخلاقية للحكام العرب هناك في حين يحيطون قبر المعتمد بن عباد ( العربي ) بهالة من البذخ و التعظيم و العلام وهو الذي تسبب في فقدان الأندلس إلى الأبد .. فيا لها من مفارقة ! ولكن ما يدمي القلوب أكثر هو حرمان أسد الريف عبد الكريم الخطابي من شبر من الأرض التي طالما زأر فوقها رغم أنه الآن لم يضق درعا من وجود قبره غير بعيد من قبور أجداده الفراعنة الأمازيغ من الأسرة الواحدة والعشرون و الرابعة و العشرين بأرض مصر أصبحت " عربية " بين عاشية و ضحاها ..

و من أبشع مظاهر نكران العرب للجميل أيضا إدارتهم ظهرهم للحبشة .. فالجميع يعلم الخدمة الجليلة التي أسداها هذا البلد للعرب أيام اشتد بهم الأذى في مكة فأرسلهم النبي (ص) إلى النجاشي ملك الحبشة قائلا لهم : " لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكا عادلا لا يظلم عنده أحد حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه " .. و الآن بعد أن جعل الله لهم فرجا مما كانوا فيه و رفعت راية الإسلام إلى النجوم و رق الله بلادهم و أهلها من الطيبات ( البترول و عائدات الحج ) تنكروا لأهل الحبشة / إثيوبيا مضيفيهم و تركوهم للجوع و العطش تنخر أجسادهم النحيلة و العارية حتى أصبح القاصي و الداني يضرب بهم المثل في قلة ذات اليد .. ولا يتأثرون إلا " بمعانات " أخوانهم ( العرب) بفلسطين ولبنان والعراق .. ولا يستهويهم إلا الإنفاق في سبيل بناء مساجد تذك ر فيها أسمائهم رياء .. ما أعظم هذا الدين ! و تبا للذين يستغلونه لتعريب العجم !

كما تنكرت الشعوب معظم العربية كذلك لجميل الولايات المتحدة الأمريكية التي أطعمتهم من الجوع الذي سببته لهم ديكتاتورياتهم العربية و آمنتهم من خوفها .. وتنكرت لها حين ضحت بحيات أبنائها و أموال ضرائب الأمريكيين في سبيل إنقاذ (مسلمي) البوسنة من التطهير العرقي الممارس ضدهم من طرف القوميين الصرب .. تنكر لها العرب وهي التي أخرجتهم من ظلمات الجهل و التداوي ببول الإبل ألى نور العلم و أنزلتهم من على ظهور الجمال و بطء تنقلاتها إلى فخامة السيارات و الطائرات وسرعتها .. و خلصتهم من بطء بريد الحمام الزاجل إلى سرعة الإتصالات السلكية و اللا سلكية عبر الأقمار الصناعية .. نسي العرب كل هذا الجميل فقط لأن أمريكا ساهمت في الإطاحة بالديكتاتور "صدام" الذي يبدو أن العرب أبرموا معه اتفاقا ضمنيا لإبادة كل من قاوم أيديولوجية القومية العربية الإقصائية .. واعتبروا مصاص الدماء هذا شهيدا رغم كونه استغل الدين الإسلامي الحنيف إيديولوجيا في عز " عاصفة الصحراء " بإضافته لعبارة " الله أكبر " على العلم العراقي .. لاستمالة السدج في العالم الإسلامي و ما أكثرهم ..

من المؤسف جدا أن أوروبا نفسها لم تسلم من الأذى حيث لم يعترف لها العرب بجميل إيوائها للآلاف من جياعهم و مرضاهم و لاجئيهم .. وما من دولة أوروبية إلا و على العرب إيذائها .. فعندما أطلقت اسكوتلاندا سراح الليبي المكراحي بطل معركة " لوكربي " لأسباب إنسانية بحتة إستقبلته جماهير الجماهيرية إستقبال الأبطال ضاربين عرض الحائط بمشاعر ذوي الضحايا كأنهم أعجاز نخل خاوية .. و قبل اسكوتلندا حاول " زعيم" جماهيرية الحشود الهائجة النيل من بلد أوروبي اخر واتهم الممرضات البلغاريات بتلقيح بعض الأطفال الليبيين بالدم الملوث بفايروس السيدا .. والتفت أطال الله في عمره إلى سويسرا واتهمها بكونه ا أكبر نصاب في العالم .. أما ألمانيا فقد كانت مسرحا لتفجيرات إرهابية في الثمانينات .. كما شهدت باريس فصلا آخر من فصول الإرهاب العربي بقيادة جورج إبراهيم عبد الله .. أما إنكلترا و إسبانيا فجراح تفجيرات المسلمين العرب ما زالت لم تندمل بعد ..
و رغم أن العالم أجمع على شجب هذه التصرفات التي تدل على الإنحطاط الأخلاقي عند العرب و بعض المسلمين فلا زال مسلسل نكران الجميل مستمرا و لازال العرب يتفننون في اكتشاف أنواعا مختلفة من الإرهاب الأعمى .. فقطعوا رأس المتطوعة الأمريكية في العراق .. و قتلوا معظم طاقم مكتب الأمم المتحدة دون أن يشفع له كونه المكتب الوحيد الباقي لمساعدة العراقيين .. واختطفوا أهالي نشطاء الجمعيات الغير الحكومية التي تخرج دائما في تظاهرات في كل عواصم أوروبا تضامنا مع القضايا العربية عادلة كانت أو غير عادلة .. وهنا أجدني عاجزا عن إيجاد تعبير بليغ لوصف هذا التنكر العربي لجميل كل الذين احتضنوهم و أكرموهم سوى قول الشاعر: "إذا أنت أكرمت الكريم ملكته // وإذا أنت أكرمتا اللئيم تمردا".

تلكم كانت بعض الأمثلة عن مظاهر نكران العرب للجميل .. ولا أجد من تفسير لذلك التصرف الشاذ سوى كونها ردة فعل للصدمة القوية الناجمة عن التقدم التكنولوجي و القانوني و الأخلاقي الباهر للأمم الأخرى .. فهم في حاجة ماسة إلى تغييرات جذرية في معاملاتهم للآخرو فيما بينهم و إلاسيبقون أبد الدهر بين الحفر..








#علي_جديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدالة الشيطان
- عندما يستنجد بوش و أوباما بالأمازيغ
- رسالة إلى الرئيس أوباما
- - العروبة - إله العرب الجديد
- امة اقرا لا تقرا
- اعتبروا يا أولي الألباب !


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي جديد - ذهبت أخلاقهم فذهبوا ...