أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي شكشك - لسان الجرح المبين














المزيد.....

لسان الجرح المبين


علي شكشك

الحوار المتمدن-العدد: 2889 - 2010 / 1 / 15 - 16:02
المحور: القضية الفلسطينية
    



أين يستوطن الحق في كل هذا الركام؟ وأين هو الصراط في هذا الغبار على احتلال صفحات الوعي البشري في جهات المعمورة, حين تصبح "صناعة الحقيقة" تكنولوجيا تتنافس على الخداع والتلفيق وتشييد منظوماتِ مداهنةٍ ومصالحَ ترتقي بلا حياءٍ إلى مقام الصفاقة والفجور, تخدش حياء البراءة وتشوّه ما يليقُ بالإنسان مما يميزه عن الكائنات الجامدات والمتحركات, والمتجاورات في توادّ الحصى والموج والرمل والماء والهواء, في نشازٍ يجعل هذه الأشياء تشتكي وتشمئزُّ من الإنسان, حين يصبح الزيف سيّداً والتزويرُ منهجاً والسرقة فضاءً والبلطجة شعاراً والاستحمارُ عمليّةً تُمارَسُ علناً, فالمهم هو صناعة الضوضاء التي تشوّشُ النّصَّ وتطغى على موسيقى النقاء, فالمهم هو صياغة أيّ مقولة ما دامت تستند على منظومة كاملة من الهيمنة والبلطجة والقهر والقوة, منظومة تحمي النهب بكافة أشكاله, الأرض والثقافة والفولكلور والآثار وطبقات الأرض ومعارج السماء, منظومة تجمع أنصارها وتبتز أعداءها لتصبح هي ذاتها أنموذجاً يُحتذى ويروج بتلقائية لذاته مؤسساً بذلك لأساسٍ جديدٍ للحقيقة وجدارتها, مجرد استنادها للقوة وقدرتها على التضليل والبطش, البطش بكافة أنغامه, المادية واللغوية والأخلاقية, وهو بطشٌ يعتمد ويمتحُ من الانتباه والسهر هناك حيث يترعرع مناخ المؤامرة التي تستدعي إلى أذهاننا في الحين مذاق الليل والهمس والتوتر والعربدة والعيون الجاحظة لأشخاص كوّموا رؤوسهم على منضدةٍ صغيرةٍ في منتصف الحجرة تحت إضاءةٍ ضعيفةٍ لشمعة تتراقص معها خيالاتُهم خلفَهم على الجدران, كأنها ترسمُ معهم ما يتخيلون وتشي وهي القبيحة بما لا يُسمعُ مِن همسِهم وما لا يُرى مِن نواياهم, وهم الذين يحلمون بأرضٍ لا تُقلُّنا, وسماءٍ لا تُظلُّنا, وقد انتقلوا من خداع السلام إلى وهم الاستسلام, أو الذوبان, فلا يقبلون منا مجرّدَ تكريم شهدائنا, أو إطلاق أسمائنا على مسمياتنا, ولا يقبلون التلويح بجرائمهم في مسلسلاتنا, كأنّهم يريدون منا أن نستنسخ أجيالاً جديدة منا, تؤمن بهم وبحقهم في الحياة بالنيابة عنا, ونفرح باستباحتهم لنا وتمثيلهم بكينونتنا, بل ونستجديهم أن يُسعدونا بإبادتنا, وقد يكونون معذورين في ظنّهم بنا, فقد يكونون قد أساؤوا فهم مرحلتنا, واستدرجتهم أحلامهم إلى أوهامهم, ورسمتهم شمعداناتهم كما تشتهي الظلال على الجدران التي سجنوا ضمائرَهم داخلها, وتوهّموا أمانيّهم كما توهموها دوماً على مقاسهم في, سبي بصائرهم وكراهية الإنسان, في أنانية النفس واحتكار الرب وصلب البشارة, في نفي الجوييم وقتل الأنبياء والفلسطينيين, وكما كانوا دوماً في غِيِّهم يعمهون, ويسيرون إلى حتفهم ولا يدرون أنهم يزرعون فسائلَ جرحنا, أطفالاً بلون المرحلة التي تليق, وخطاباً نافذاً كبراءةِ الدم إلى البصائر, وذاكرةً لكلِّ أسمائنا, ومسلسلاً يختزنُ في جيناته كلَّ خيالاتهم ونواياهم, ببلاغة صدق الطفولة, وفصاحة الجرح التي تفضُّ زيف تركيباتهم وخداع منظوماتهم وأسَنَ أدواتهم, وتعرف أنّهم سيصبّون عليها كلّ حين رصاصهم المسكوب, يُكاثِرها ويُنضِجُها لكي تقتات من ذات جرحها وتمتح من سهرها وانتباهتها, لِتُفصحَ عن فصاحتها, وبلسان الجرح المبين تلقف ركاكة أسلحتهم وما يأفكون.



#علي_شكشك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورتان
- كل عام ونحن كما نحن
- هواري بومدين -صوفية السياسي -
- مجرّد عِناد
- بياض صمتها
- القدس في آخر العام
- حول الملعب
- مايعجز الكلام
- النيوءة
- نحن لا غودو
- ترجمان الاشواق
- الزمن الثقافي الفلسطيني
- موجز الكلام- فتحي الشقاقي-
- في منطقة اليقين
- الجريمة
- فيما هو آت من مستقبل الزمن الذي فات
- قدس الزمان
- القدس ستملأ الأفق
- فرادة النكبة -وطن حيّ لا تقطنه روحان-
- نحن المضاف إليه في {أرض الميعاد}


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي شكشك - لسان الجرح المبين