أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مليكة مزان - الشاعرة الأمازيغية الملتزمة مليكة مزان : الشعر حرية حقيقية ... وأما الدين فهو فضاء لإذلال الروح والجسد !















المزيد.....


الشاعرة الأمازيغية الملتزمة مليكة مزان : الشعر حرية حقيقية ... وأما الدين فهو فضاء لإذلال الروح والجسد !


مليكة مزان

الحوار المتمدن-العدد: 2889 - 2010 / 1 / 15 - 11:45
المحور: مقابلات و حوارات
    


الشاعرة الأمازيغية الملتزمة مليكة مزان في حوار مع جريدة ”الميدان” السودانية :

” الشعر حرية حقيقية لا تعترف بمقدسات ولا تقف عند خطوط حمراء ، وإن لم يكن الشعر كذلك فهو لن يكون شعراً أبدا ! وأما الدين فهو فضاء لإذلال الروح والجسد أمام مختلف الأصنام التي يخترعها البلهاء والضعفاء من الخليقة ! ”

( أجرى الحوار صالح شوربجي صحافي وناقد أدبي في عدد من الصحف السودانية )

نص الحوار

س : أثارني هذا العنوان ، لما يحمله من معان ، في حوارك مع الصحافي الكردي عماد علي : ” الزواج من رجل مريض بعروبته وعلى "سنة الله ورسوله " صفقة جهنمية لإعادة إنتاج كل إشكال اضطهاد المرأة غير العربية ومن ورائه شعبها الذي تنتمي إليه “ ، هل ترسل الشاعرة مليكة مزان إشارة بعينها لم نفهمها بعد ؟

ج : بكل بساطة هذا العنوان يلخص مرارة تجربتي في الزواج من رجل مغربي كرست لديه المدرسة المغربية إحساسا جهنميا بالانتماء إلى العروبة ، انتماء لا أساس له في الواقع على اعتبار أن كل المغاربة بل وأغلب الشمال ـ إفريقيين أمازيغ إما بالعرق أو بالجنسية . والهدف من العنوان هو فضح سياسة إذلال الشعوب غير العربية التي ما زال يمارسها العروبيون على هذه الشعوب عبر آلية جهنمية قديمة هي الزواج من نساء هذه الشعوب .

يظهر ذلك حين تنتبه الزوجة مع مر الوقت إلى بعض ملامح العنصرية في تصرفات الزوج ”العربي” إزاءها ، وتنتفض ضدها فيكون مصيرها في النهاية هو تطليقها بل طردها من بيت الزوجية ! هذه حقيقة للأسف صار يعرفها مجتمعنا المغربي دون أن تصير موضوع نقاش علني نظرا لحساسيته ونظرا لاستسلام الزوجة في النهاية حفاظا على تماسك الأسرة ومستقبل الأطفال .

س : الدين ،المرأة ، الجنس ، هذه التابوهات حقل ألغام شرقي السمة ، أراك تنزعينه من مخابئه الصدئة في تحد صارم ، وتزرعين في مقابله كل هذه "النهود" و"الأفخاذ" ، هل هي محاولة منك لاستثارة الضد لتعريته بشكل ما ؟

ج : يغيظني كثيرا أن تغلف الأشياء بكثير من القدسية والتحريم بهدف أن تبقى الحقيقة بحوزة فئة معينة من الناس يظهرونا متى شاءوا ، ولمن شاءوا وللغاية التي يشاءون . ولأني أعتقد أنه من حقنا جميعا امتلاك كل الحقائق المتعلقة بالدين وبالجنس والسياسة وأن في إخفاء تلك الحقائق خيانة للإنسانية وتلاعب بوقتها الثمين وبمصيرها المشترك ، فإني أبذل كل ما لدي من جرأة وتمرد ومن قاموس خاص للتعرية والفضح والهدم .

س : آتي سؤالي هذا وقد رأيت أغلب النقاد لنصوصك الشعرية تعاملوا مع "النص" كشاغل "أنثوي" بحت ، أسس لعقلية هجومية لأتتبع قراءة "النص" عبر أكثر من زاوية ، ألا تتفقين معي بأنك صنعت جريمة لإدانة "النص" ؟

ج : النص الشعري غير المدان في نظري ليس نصا ، يجب على النص أن يدان بل أن يجلد ويصلب كي يكون نصا ، وكل جرائمي في الشعر فخر لي ، إن كانت عنوان إنسانيتي المغلوبة على أمرها ، فهي أيضا بصمات أنوثتي وخطواتها التي أريدها قوية في طريق الخلاص إن كان هناك في الأفق من خلاص .

س : هذا النشاط الفعال على كافة الأصعدة " الإنسانية " دعينا نجملها كذلك ، هل هو بحث عن "سببية غائبة" أم محاولة تنشيط لحق الإفصاح الثقافي المحلي الإثني الأمازيغي تحديدا ً، هل الباعث الأساسي في كل هذا هو الخوف من تبعية ثقافية ما ؟

ج : هذا النشاط هو رد اعتبار للذات ، هو صوتها العملي الرافض للعدم والمتطلع إلى الصمود والبقاء ، وبشكل خاص إلى المشاركة في البقاء بطريقة أصيلة ، طريقة لن تفرض نفسها ولن يتحقق لها كل ما تريده من أهداف دون رفض كل تبعية للآخر أو التحرر من كل آخر ، كطرف نقيض غرضه المحو والإبادة واختزال كل الوجود الإنساني الغني في وجوده الخاص عرقا وثقافة وحقوقا في كل المجالات وعلى حساب الغير !

س : عبر كافة الأنشطة والمشاركات الثقافية والإنسانية ، كشاعرة ، ما هو الجهد الذي بذل لحفظ التراث الحضاري للشعب الأمازيغي ونقله من الشفاهة إلى التدوين ؟

ج : إن كنت تقصد الجهد الذي بذلته أنا شخصيا فأنا في الحقيقة لم أبذل في سبيل نقل الثقافة الأمازيغية من الشفاهة إلى التدوين أي جهد إلا ما كان مني من توظيف بعض المعطيات التاريخية أو الثقافية في كثير من نصوصي الشعرية . إن مهمة التدوين تلك من اختصاص الذين يتقنون اللغة الأمازيغية والباحثين في مختلف تجليات ثقافتي الأم . شخصيا وضعت على عاتقي مهمة أخرى : أن أعرف بقضية شعبنا العادلة ، وأن أصور محنة هذا الشعب في شمال إفريقيا مع هيمنة الثقافة العربية الإسلامية الدخيلة ، ومع استبداد حاملي هذه الثقافة من المتحكمين بزمام أمورنا ومصير ثقافتنا وأرضنا .

س : هل ثمة دراسات أنجزت في هذا المجال ، أعني في سلم الفعل الثقافي والمعرفي لعامة شعوبكم كاستمرارية لتجربة مشرقة للشاعر محمد مستاوي في ديوانه "إسكراف" أو "القيود" سنة 1976 ، وتجربة إبراهيم أمزال سنة 1968 في جمعه لحوالي سبعين قصيدة ومقطوعة شعرية في ديوان "أمزال" ؟

ج : أشكرك أولا على هذا التتبع والاهتمام ... لكن دعني ألفت نظرك إلى قولك ”عامة شعوبكم“ لأوضح لك بأننا في شمال إفريقيا شعب أمازيغي واحد يعيش على أرض واضحة المجال والحدود ، لكن الاستعمار العربي ( قبل الاستعمار الغربي بقرون عديدة ) هو أصل هذا التشرذم إلى أكثر من دولة واحدة وأكثر من شعب واحد . تشرذم سياسي لم يمنع الشعب الأمازيغي في كل شمال إفريقيا من الإحساس العميق القوي بوحدة الهوية والهموم والمصير .

أما بالنسبة لسؤالك فهناك فعلا إسهامات كثيرة ومتواصلة من طرف الغيورين على الثقافة الأمازيغية في مختلف مجالات الثقافة والإبداع تقوم بها جمعيات نشيطة وأشخاص مستقلون ، إلى جانب ما يقوم بها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ، سواء تعلق الأمر بالنهوض باللغة الأمازيغية أو بالتدوين أو بالترجمة أو مجرد النشر لمختلف الكتب التي تعرف بالوجود الأمازيغي ، تاريخه وعطاءاته .

س : أنا ، من موقعي كقارئ وأشدد على ( قارئ ) هذه ، ألمح محاولتك لتأسيس "أنثروبولوجيا النص الشعري" ، أعني " أنثروبولوجية تاريخية " ، هذا من مكمنك ككاتبة "للنص" ، هل هذا لتحقيق ذاتية هوية ما ؟

ج : كل إبداعاتي هي التزام مني بمناصرة كل رغبة في التميز ، لأنها رغبة طبيعية وشرعية ، بل واجبة ومفيدة على أساس أن كل تميز هو قيمة مضافة وإغناء للرصيد الثقافي للإنسانية : تميز الأفراد داخل الأسرة والمجتمع ، تميز الثقافات ضمن مجموعة بشرية واسعة متعددة الانتماءات . إن من شأن التجانس أن يقتل متعة الوجود ، وأن يدعو إلى الملل والضجر ، بل وأن يكرس الوجه القبيح العقيم الفقير للحياة .

س : هذا الأمر يقودني إلى كتابات الشاعر السنغالي "بيراغو ديوب" في قوله : ” الشاعر الإفريقي روحاني في علاقته مع الأشياء ، فهو يقدس روح أسلافه ويتعامل معها بهالة من الضياء لتمتزج بمفردات الطبيعة كالغابات والنار والصخور“ .

ج : في شعري ليس هناك من تقديس لروح الأسلاف ، هناك رغبة فقط في الانتقام لهم ، وقبل ذلك في الضرب على رؤوسهم ! لأنهم ساهموا في ضياعنا جميعا حين فرطوا في الأرض وقدموها في طبق من غباء هدية لدعاة دين لا يؤمن إلا بقوة السيف ، وفي أحسن الأحوال بفرض الجزية على كل ذي كبر وكبرياء .

لقد سلموا الأرض للدخلاء ، ونالوا بدلا منها كتابا لا يسمن ولا يغني من جوع ! لقد جنى علينا هؤلاء الأسلاف ! وأنا في شعري أقيم لهم ( ولنا ) محاكمة قاسية بسبب تلك السذاجة القاتلة التي ورثنا تبعاتها عنهم ، بل والتي لا ننتفض للتخلص منها الآن إلا قليلا . عامة لا يجب التعامل مع أي شيء أو أي شخص بشكل مقدس ، كان من كان . الخلاص لا يكون إلا بتقديس شيء واحد لا شريك له : العقل حين يكون في خدمة الحق والعدل !

س : يلاحظ ، من أول إصداراتك الأدبية : ”جنيف .. التيه الأخر !” ، إلى: ”متمرداً يمر نهدكِ من هنا ” ، إلى : ”لي في أوج الكفر اعتذارُ الآلهة” ، ألاحظ هذا السؤال الديني المُلح ، كأنك تحضرين لطقوس شعرية ذات توجهات خاصة على شاكلة : ” كي نجدنا ../ بحاجة نحن .. / إلي اكتشاف بعيد / لنكون .. / في مستوى اكتشافنا .. / لا مفر لنا من دين جديد !” ، هل تبلورت الفكرة لهذا الاكتشاف ؟ دعينا نلج مباشرة إليها !

ج : من منطق الأديان ادعاؤها الفظيع امتلاكَ الحقيقة ، الحقيقة المطلقة التي لا ترد ولا تناقش ، في حين أن الحقيقة تكتشف وتبنى عن طريق العقل ، وإلا فلن يكون لوجود العقل من معنى . ولكي نكون في مستوى ذواتنا التي نريدها علينا أن نخترع دينا جديدا يكون منسجما مع هذه الذوات في قناعاتها وتطلعاتها ، فقد بدا لي من خلال كثير من تأملاتي أن منطق الكائن الإنساني العاقل الطيب أسلمُ ، في كثير من الأحيان ، من منطق أي إلاه اخترعناه لحد الآن ليتعسنا مزاجه المريض وساديته القاتلة . على الإنسانية اكتشاف دين جديد يستحقها ككائنات ذكية وطيبة ، لها ذائقة جمالية رفيعة ، ذائقة ترفض كل أشكال ومستويات القبح والظلم .

س : الشعر شغف روحي عند محمد علي شمس الدين أوجزه في العبارة التالية : " الدين والشعر دعوتان لتحرير النفس " ، كيف ترى مليكة مزان " الشعر" و" الدين " ، هذا من موقعك كشاعرة وأستاذة للفلسفة ؟

ج : الشعر والدين عدوان كما هي العداوة بين الفلسفة والدين ، فكما بدت كل محاولات التوفيق بين الفلسفة والدين محاولات فاشلة بل ولا محل لها من الإعراب ، فكذلك الشعر والدين : الشعر ثورة على الألم والمذلة ، الشعر حرية حقيقية لا تعترف بمقدسات ولا تقف عند خطوط حمراء، وإن لم يكن الشعر كذلك فهو لن يكون شعراً أبدا ! وأما الدين فهو فضاء لإذلال الروح والجسد أمام مختلف الأصنام التي يخترعها البلهاء والضعفاء من الخليقة !

س : صور بول د يمان العلاقة بين الأدب والفلسفة بأن " الأدب هو الموضوع الأساسي للفلسفة ونموذج لحقائق تطمح الفلسفة لبلوغها " . أهم ما يلاحظ في أغلب أعمالك جنوحها نحو هذا الشكل ، هل يعد هذا تأثراً بهذا النمط من " أخلاقيات الاعتراف بالنقص والسعي نحو كمالٍ ما عبر الشعر" ؟

ج : برأيي أن الشعر الذي لا يتفلسف لا يمكن أن يقدم للقارئ شيئا ، ولا أن يكون متنفسا أو مصدرا لخلاص أو تحقق ، إن الشعر الفلسفي أو الذهني متأمل للوجود بكامل كيانه وجوارحه وأدواته ، لذلك كان أعمق وأجدى وأجمل . شخصيا يكون مآل أي نص لا انشغالات فلسفية واضحة وقوية ، ولا طموح إلى كمال لديه .. يكون مآله عندي الاحتقار والهجر .

س : ليتحول "النص" الإبداعي ككل إلى منظومة "معرفية جامعة " عندك ، هل يستلزم كل هذه الإيحاءات؟

ج : أشتغل كثيرا على النص ، عندما أحدس بأنه قد استوفى كل جوانب المشروع الذي أريده منه ليس مشروعي الجمالي فقط ( أي تلك القصيدة التي تنكتب بلغة شعرية جديدة ووفقا لمقاييس جمالية خاصة بي ، هي في نظر كثيرين صانعة أصالتي وتفردي ) وإنما مشروعي الحضاري والإنساني أيضا ، إذاك أطلق سراحه وأنزله إلى معركة الهدم وإعادة البناء ، وأنتشي أيما انتشاء وأنا أراقب إنجازاته الرائعة وأتابع فعله المخرب الجميل لما استكان من القلوب والعقول ، من المجتمعات والثقافات ، من السياسات والنظم !

س : ما نوع هذا الغموض "المخيف" الذي تحاولين هتك أستاره في أشعارك ، ألا تتفقين معي بأن هذه الأستار محاطة بغيبيات رسخت لها "النظم التي تقدس نفسها عبر القمع" ، وأنها تحتاج أولاً لتفكيك "الأصول التربوية والفكرية لمجتمعاتنا" ؟

ج : ... فعلا لقد وضعت من بين مشاريعي الفكرية هتك كثير من الأستار التي رسختها الأصول التربوية والفكرية لمجتمعات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والواقعة أساسا وبشكل مأساوي تحت هيمنة ثقافة وحيدة ولاإنسانية هي الثقافة العربية الإسلامية. ولأنها أصول تعتبر نفسها مقدسة بشكل مقيت ، والحقائق التي تربي النشء عليها تعتبرها نهائية ومطلقة ، ولأن على الكل في نظرها احترام الخطوط الحمراء الموضوعة أمام كل فكر وسلوك ، لأن هذه الأصول كذلك أحرص في كل ما أكتب على إعادة تربية القارئ على التفكير بحرية ، والتعامل بانفتاح وشجاعة مع كثير من المشاعر الجديدة والتي أحاول تمريرها إليه ليشاركني هذه المغامرة الفكرية والوجدانية الجريئة ، مغامرة الهدم وإعادة البناء في مجتمعات تخاف أن تخرج من عباءاتها القديمة النتنة إلى أضواء الفكر والتحرر والكرامة !

س : القارئ لبعض نصوصك مثل " أغبي الفتاوى أو .. قصائدي العاهرات " ، و " لا ترجموني بأي فتوى " سيتجه مباشرة إلى " موضات تكفير المستنيرين " التي انتظمت مجتمعاتنا ، هل ثمة حملة معينة استهدفتكِ ، أعني مقالة عبد الله المغربي ؟

ج : عادة ما أتلقى كثيرا من رسائل الإعجاب والتشجيع ، بل والانبهار من درجة الجرأة التي أقوم بها على خلخلة ما هو راكض ، وعلى التشكيك في ما ترسخ في أذهان الناس من حقائق، ومن مقدسات مذلة للإنسان ، ومن أفكار رجعية هي مصدر كل ظلم لدينا وخراب ، لكن حدث أن حاول بعضهم التشهير بتجربتي الشعرية على أساس أنها دعوة وقحة إلى العهر والكفر ! وقد كان منهم هذا النكرة المسمى عبد الله المغربي والذي فوجئت به ينشر ما يشبه فتوى مكفرة لشخصي في مئات المواقع على شبكة الأنترنت . وقد وجد لدى البعض آذانا صاغية ممن حاولوا إخافتي من الاستمرار في التبشير بمشروعي الفكري التحرري من منبر القصيدة ” العاهرة الكافرة “ . ولهؤلاء أقول : عليكم أن تتعلموا من والدتي كيف تستسلمون أمام عنادي ، فقد كانت وما تزال تردد بأن رأسي لا يمكن أن تقطعها إلا الفأس ، أو عليكم أن تسألوا من كان زوجي سابقا والذي عكرت صفو حياته بأشعاري وكل أشكال نضالي ، ولم يجد من سبيل للتخلص مني غير الطلاق الذي لا رجعة فيه !

س : من خلال عضويتك في موقع حركة " شعراء العالم " بزعامة الشاعر الشيلي لويس أرياس مانزو ، وهي "حركة عالمية جعلت الشعر في خدمة السلام " ، وكذا عضويتك في " منظمة ائتلاف السلم والحرية "، هل يمكن للشعر لعب دور في خضم هذه الإشكالات التي يعاني منها كوكبنا في راهن الوقت : عولمة ، احتباس حراري ... إلخ ؟

ج : سعدت جدا بانضمامي إلى حركة شعراء العالم ، وكنت آمل بعد أن اطلعت على شعارها الإنساني الرائع أن أجد عندها آذانا صاغية لندائي كممثلة لشعبي الأمازيغي لديها ( بعد أن كلفني بذلك الكاتب العام للحركة ومؤسسها وقبل أن يسرق مني أحد الأمازيغ سامحه الله شرف هذا التكليف ) ، كنت آمل أن أنجح في تحسيس الحركة بقضية شعبي ومعاناته مع السياسة الاستبدادية القمعية للأنظمة العروبية العنصرية في شمال إفريقيا ، والحصول على تعاطف أعضائها ودعمهم ، لكن قضية شعبي لم تطرح أصلاً ، وإنما حاول الكاتب العام للحركة ( من خلال فتح صفحة في موقعها على الأنترنت تحمل اسم تامازغا ضمن دول إفريقيا ) حاول إنصاف الأمازيغ والاعتراف بهم وبشعرائهم ، لكنه أبقى على الصفحة الخاصة بما يسمى ظلما وبهتانا بالعالم العربي ! وهو حل ترقيعي لتطييب خاطر الأمازيغ ليس إلا ، في حين كان من الواجب والعدل أن تحذف الصفحة الخاصة بما يسمى بـ العالم العربي واستبدالها بصفحة للشرق الأوسط وأخرى لشمال إفريقيا . ولقد عبرت له عن استيائي من ذلك الحل ذات لقاء جمعه ببعض المبدعين المغاربة بالرباط ، بل التمست منه أمام الحضور ألا يغادر أرض المغرب إلا وقد وجه رسالة إلى حكومة صاحب الجلالة يوصي فيها ، كزعيم لحركة شعرية سلمية عالمية ، بضرورة اعتراف الدولة المغربية بالهوية الأمازيغية للأرض والشعب المغربيين ، وضرورة احترام كل الحقوق الأساسية لنا كشعب أصلي بشمال إفريقيا . لكنه غادر المغرب ولم يفعل شيئا من ذلك . ذريعته أن خطوة كهذه لا بد من استشارة أعضاء الحركة قبل اتخاذها ، وهو أمر منطقي وسلوك ديموقراطي ، ولكني أتساءل إن كان قد حصل على إجماع أغلبية أعضاء الحركة حين توجه سنة 2007 إلى إيران ، وحين صافح رئيسها بحرارة أثارت غيظ رئيس جمعية ” شعراء في باريس“ الشاعر الفرنسي اليهودي / الأمازيغي الأصل السيد إيفان تيتيلبوم ، والذي كان أيامها عضوا بارزا في الحركة ، بل كان يحضر بمعية زعيم الحركة نفسه لأول مهرجان عالمي للشعر ، ولمؤتمر على هامش المهرجان تحت شعار : الشعر في خدمة السلام !

يبقى إذاً أن على شعراء العالم أن يحلموا بأي سلام حقيقي وبأي كوكب جميل غير السلام البشري وغير كوكب الأرض على اعتبار أن القناعات الإيديولوجية لكثير من الشعراء ، وكذا المصالح المختلفة للبلدان التي ينتمون إليها تمنعهم من الانتصار للقضايا العادلة والحقيقية للبشرية ، فيساهمون بذلك في فشل رسالة الشعر من داخل قارة الشعر وأهلها !

غير أننا ، شعراء هذا العالم ، سنواصل حلمنا بقدرة كفاحنا الخاص على تحقيق المعجزات على الرغم من كل العوائق والإحباطات والخيبات .

س : كشاعرة أمازيغية هل ثمة تجارب سودانية في عالم الشعر لفتت نظركِ ، أقصد في عموم الأدب السوداني بشقيه "القديم" و "الحديث" ؟

ج : للأسف لم نعد نسمع عن السودان سوى تلك المذابح الفظيعة التي ترتكبها الحكومة السودانية العنصرية في حق أهالي دارفور ، لقد غاب صوت الشعر والفن السودانيين خلف صراخ الضحايا والمشردين ، ذلك الصراخ الذي هو عار في سجل السودان المعاصر ، وعلى الشعب السوداني أن ينتفض لاسترجاع سمعته الطيبة لأن ما يحدث هو أمر مؤسف جدا لكل البشرية !

ليس المهم من هم شعراء السودان .. ولكن ماذا فعل شعراء السودان من أجل الإنسان في السودان وفي باقي المعمور . أتمنى أن يمتلك هؤلاء الشعراء ما يكفي للانخراط في التزام قوي بقضايا الوطن ، وما يكفي من الحب والإخلاص والوعي والجرأة لشد انتباه النظام السوداني لفظاعة ما يجري على أراضيهم باسم العروبة والإسلام ! بل واستنكار كل ذلك بقوة لعل هدر دم الأبرياء العزل وكرامتهم وحريتهم يتوقف أخيرا ونهائيا ، ويعم البلادَ الأمنُ والسلام !

س : الشاعرة مليكة مزان .. هيئة تحرير الملف الثقافي بصحيفة الميدان تشكر لك صبرك وتكرمك في الإجابة ، وتسعد بحضورك عبر صفحاتها الثقافية ، يتلقاكِ عبرها قارئ نهم لمعرفة جديد الحراك الأدبي والثقافي للمغرب الشقيق . مرة أخرى شكراً.

ـــــــــــــــــــــــ

موقع مليكة مزان : http://mriridaazilal.blogspot.com/









#مليكة_مزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحاجة أنا إلى فضيحة تكشف سرنا !
- برأس الرب سأعودُ لأطفال الجبل ْ !
- هاتفي النقال / هذا القواد ْ !
- لي النصفُ .. مما لم يترك ِ الأنبياء ْ !
- البكاءُ عليكَ دِينٌ بلا أتباعْ !
- دينُنا الجديد !
- ديننا الجديد !
- ذاكَ قرآني ... ! ( من مناضلة أمازيغية إلى رب العرب والمسلمين ...
- خِصري .. هذي الفصيلة ُ النادرة ُ المُدَمﱢرة ْ !
- أنا المطلقة ُ خَمساً : لي في التغزلِ بكَ دينٌ آخرْ !
- كل كعبتنا .. أنتِ ...
- ما أريدُ من غلمانٍ وجناتْ ...
- مِن كل خشوع ٍ ألعنُ آخرَ الأربابْ !
- ويغفر الرب من نشواتي ما سبق !
- نبية ، لا رب بعدها ، أنا !
- وأضاجعُ شياطيني كلها وأسعِدُ الرب ْ !
- لو أن كل عاهرة مشت بدينها خلفي !
- ما ل ( نيتشه ) أن يشبه عهري !
- أو أفتحَ بيتاً للعاهرات ْ !
- الكفر ما يرفع نسبة الرب في دمي !


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مليكة مزان - الشاعرة الأمازيغية الملتزمة مليكة مزان : الشعر حرية حقيقية ... وأما الدين فهو فضاء لإذلال الروح والجسد !