أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - سلمان محمد شناوة - المطلق واللعبة السياسية















المزيد.....

المطلق واللعبة السياسية


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 2889 - 2010 / 1 / 15 - 11:04
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


فلنترك نزاهة الانتخابات جانبا ولنترك مصلحة العراق جانباً ولنترك هموم المواطن العراقي جانبا ....
كذلك لا أريد إن ادخل في جدال في قانونية قرار الشطب من عدمه , لان كل جانب له ما يؤيد وجهة نظره , ونحن نعلم الحقيقة المطلقة التي تقول إن السياسة هي الأب وإلام الشرعي وغير الشرعي للقوانين النافذة .....
إن إزاحة صالح المطلق وشطبه هي عملية سياسية بحته , يراد من وراءها إحداث تغير انتخابي على الساحة الانتخابية العراقية .... الانتخابات العراقية هي لعبة سياسية بين أطراف هي ابعد ما تكون عن مصلحة العراق ....يوجد لدينا أطراف في العراق ذات مصالح متضاربة ويوجد لدينا كتل انتخابية لها مصالح للوصول للبرلمان , حتى الشعور العام لدى المواطن العراقي شعر بمرارة شديدة , من هذا القرار , لان أتى في توقيت هو في مصلحة صالح المطلق وليس ضده , حتى خيل للمواطن العادي إن هذا القرار أتى مفبركا حتى يحدث الأثر المطلوب في مصلحة صالح المطلق .....
بداية القول إن الساحة العراقية تنقسم إلى شيعة وسنة وأكراد وتركمان ومسيحيين والذين يعتبرون بصورة أو بأخرى أقليات ...المشهد العراقي يقول انه من المستحيل إن ينتخب ناخبي أي قسم مرشح من القسم الأخر فمن المستحيل إن ينتخب الناخب الشيعي مرشحين سنة كذلك , لا يعقل إن ينتخب ناخبين سنة مرشحين شيعة , وهذا بسبب المحاصصة الانتخابية والتي أصبحت واقعا مفروضا على الشارع العراقي , ونجد إن كل ناخب لا علاقة له بتاتا بمرشحي القسم الأخر , بصورة تجعلنا نعتقد إن هناك انقسام حقيقي في الشارع العراقي , إلى جنوب شيعي ووسط سني وشمال كردي , وربما هذا يكون مقدمة لانفصال حقيقي في ارض الوطن , الحالة النفسية للعراقي اليوم , أصبحت لاتتقبل الأخر بصورة كبيرة , فلم يعد المواطن هو الذي يوجد على ارض الوطن من الفاو إلى زاخو , بل أصبح لدينا مواطن عراقي شيعي يعلم جيدا إن حدوده تكون داخل المساحة التي يمتد بها النفوذ الشيعي , ويعلم جيدا إن مجرد دخوله داخل منطقة النفوذ السني سيكون عرضة للقتل , كذلك يعلم السني والكردي انه يجب إن يبقى داخل منطقة نفوذ طائفته ....هذا واقع لا يمكن لا احد إن ينكره أبدا , ومن هذا الواقع يمكن إن نحلل موقف هذا أو ذاك من عملية محاولة شطب صالح المطلق .....
أولا ... المجموع الشيعي كافة كان شعوره ضد صالح المطلق , واتى خبر شطب صالح المطلق كالماء على قلوب هؤلاء , صالح المطلق هو صورة للرجل ألبعثي القديم والذي كان يوما وكيل لساجدة خير الله طلفاح في إدارة مجموعة مزارعها وإعمالها الخاصة , وهو كذلك يعتبر الوريث الشرعي لكل ما يمثله النظام العراقي البائدة , إضافة إلى اتصالاته مع رجال هو اقر بلقائهم مع قوله انه لا يعرفهم شخصيا يعتبرون بصورة أو بأخرى أعداء للمجموع الشيعي الكبير .... خلاصة القول إن هؤلاء لا يمثلون أي ثقل في حركة صالح المطلق الانتخابية .... فهم ببغضهم لصالح المطلق لا يقدمون أو يؤخرون شي ....
ثانيا القسم الاخر ...هو الشارع السني , الشارع السني هو الثقل الحقيقي لصالح المطلق , ومشكلة هذا الشارع انه على النقيض تماما من الشارع الأخر , وان أساسيات وتصوراته تختلف جذريا عن أفكار وتصورات الشارع الشيعي الأخر , فهم لا يرون بصالح المطلق صورة المجرم , إنما يمثل هو المنقذ الذي أتي يدافع عن حقوق السنة أمام المد الشيعي الكبير , والذي اكتسح كل شي في الجنوب وبغداد , الطائفة السنية ترى بنفسها أنها ظلمت أولا بسقوط النظام العراقي والذي مع كل شرور ذاك النظام إلا انه يعتبر المدافع عن السنة ... والحقيقة كذلك إن صالح المطلق ليس الوحيد على الساحة السنية , إنما اسمه موجود ضمن أسماء , فيها الأكثر منه شعبية وفيها الأقل منه شعبية , لذلك نجد إن عملية شطب صالح المطلق ولدت رد عكسي تماما للأثر المراد فعله , فلا يقل إن صالح المطلق بعثي يريد عودة حزب البعث , ولا يقال إن صالح المطلق له يد بأفعال ربما تكون شريرة على المجموع الكلي للشعب العراقي , وانه يريد عودة الوجوه القديمة لنظام أصبح بحق بائدا ....بل سيقال إن العملية فيها مؤامرة المقصود بها عموم الطائفة السنية , هذا سوف يولد تيارا قويا من أبناء الطائفة السنية وخصوصا العدد الأكبر من الناخبين المترددين بين هذا المرشح أو ذاك , والذين سوف يتوجهون تلقائيا خلف صالح المطلق , عملية شطب صالح المطلق , خلقت لهم اليوم البطل المنتظر الذي سوف يعيد لهم سطوتهم ونفوذهم القديم .....
القسم الأخير هو قسم الأقليات (( المسيحيين والصابئة والازيدية والتركمان )) هؤلاء تم تحديد عدد محدود من المقاعد , فبالتالي , لا يتدخلون في مصلحة هذا الطرف أو ذاك لان مصلحة هذه ألمجموعه انتخاب شخص يمثل هذه الأقليات , ولا يعقل إن تتجه أصواتهم إلى ناخب سني أو شيعي , إلا في حالة إن هذا الناخب ذا اتجاه قومي أو وطني , وهؤلاء أصبحوا قلة ....
المشكلة إننا بين تجاذبات سياسية ولعبة سياسية , المنتصر فيها الأذكى , والأكثر صبرا , والذي يفهم اتجاه ونفسية الشارع , لقد رأينا إن كل أصناف وأنواع الكتل السياسية , تلعب كل أوراقها على الشارع العراقي , والشارع العراقي هو الحاكم الأخير , وبنفس الوقت هو الخاسر الكبير , لان كل الفائزون سوف تمتلاء كروشهم بالمال العراقي أخيرا وسوف يبنون القصور طبعا خارج العراق وتقيم غوائلهم في بلاد الأمان ( الأردن , مصر , الإمارات , إذا كان سنيا ) , أو إيران إذا كان شيعيا ..... وهكذا تأتي وجوه وتذهب وجوه والعراقي يتفرج ....انها قمة المهازل , إن الديمقراطية التي أتت للعراق , تحولت إلى لعبة سياسية بين شخصيات باتت مثل العاب الكرتون تثير الضحك كثيرا والشفقة أحيانا ...أكثر ما تثير التعاطف ....
بالعملية الانتخابية العراقية يشعر المواطن العراقي إن كل الأرض موجودة على الساحة العراقية, يشعر بوجود كل دول الجوار ( إيران , الكويت , الأردن , سوريا وتركيا , يشعر بوجود القاعدة وشيوخ الإرهاب , يشعر بوجود أمريكا وبريطانيا ... وحتى بعض أصحاب النكتة يقولون نشعر بوجود الجن الأزرق في أروقة الانتخابات العراقية ....
صالح المطلق يحاول هذه الأيام إن يقيم تحالف مع إياد علاوي , والمعروف إن إياد علاوي وكذلك صلاح المطلق خسروا كثير من النقاط خلال السنوات الأربع السابقة , لذلك يأتي تحالفهم نوع من رد الاعتبار لشخصية كل من صالح المطلق وإياد علاوي , لذلك نجد ان موقع إياد علاوي يصف الاتفاق بالحدث المهم ......(( اعتبر العراقيون تحالف قائمتي صالح المطلق وإياد علاوي في ائتلاف ضم عددا كبيرا من الكتل الأخرى حدثا وطنيا يبشر بتغيير في المعادلة السياسية للمرحلة المقبلة)) .
قرار هيئة اجتثاث البعث , هذا القرار أتى في وقت كل من صالح المطلق وإياد علاوي محتاجين له جماهيريا , أدى إلى رد فعل عكسي تماماً , فكل من لديه مع هذا الجهة أو ضد تلك الجهة تدخل , أصبح صوته عاليا , ينادى بالحقوق المضاعة للطائفة السنية , أو ينادي بضرورة شطب هذا الكيان من الجسم الانتخابي العراقي .
القرار ينظر له حسب نفسية كل قسم من أقسام الشعب العراقي , فعملية تفسير القرار على أساس القوانين النافذة في البلد اعتقد انه نوع من الترف الانتخابي الدائر في العراق .
المشكلة إن هذه الهيئة بعد ذلك بقليل تراجعت عن قرارها هذا , وخرج المطلق منتصرا في معركته هذه , احد المتابعين قال , هذه ستكون قرصه إذن لصالح المطلق حتى لا يعرف دوره الحقيقي , قلت له انظر كيف يضحك ....هذا شعور الانتصار وليس شعور الهزيمة .
المراقب الحقيقي للانتخابات العراقية يجد أنها فعلا لعبة من نوع شد الحبل من بين الأطراف والكتل السياسية , نجد كيف يستغل أي طرف أي حادثة أو يخلق أي حادثه في سبيل رفع رصيده الانتخابي هنا وهناك , حتى التفجيرات والعبوات الناسفة , بات المواطن العادي أنها تستخدم اليوم ليس من الإرهابيين , إنما من السياسيين أنفسهم , فهذه التفجيرات تكثر قبل إجراء الانتخابات , وتتوقف فجأة بدون إن نسمع أنهم قد قيضوا على شخص معين , حتى أصبح الشارع العراقي يبتسم حين تكثر هذه التفجيرات ويبتسم أيضا , حين تتوقف , إن اللعبة بدأت واللعبة انتهت , وتم تقسيم الغنيمة أخيرا ....
أما المراقب الأمريكي السيد الأعلى للبلد فانه يراقب لا يتدخل , إلا إذا استدعت الضرورة , واقترب احد الاعبيين الصغار من الخطوط الحمراء التي من غير الجائز أبدا إن يقترب منها احد , ساعتها يتدخل بقرصه إذن صغيرة لهذا أو ذاك ...هو يعلم إن كل اللاعبيين الصغار يعملون أولا وأخيرا لمصلحة أمريكا اللاعب الأكبر , فسواء كان صالح المطلق أو إياد علاوي أو الائتلاف الشيعي أو إبراهيم الجعفري أو نوري المالكي أو طارق الهاشمي الكل يعرفون أنهم يلعبون في مناطقهم فقط .... ولا يتجاوزن أي خط احمر ....



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي عاشوراء تصومون ؟!!!
- العريفي والسيستاني والتعايش المفقود
- حكاية الجيش العراقي
- نادين البدير ... ومساحات الضوء المفقودة
- نادين وأزواجها الأربع
- الحسين ثائرا
- العراق وأعياد الميلاد
- مركز ذر للتنمية
- محنة العقل العربي
- الصابئة المندائيون
- مجتمع مدني
- متلازمة داون
- العلاج بالخلايا الجذعية
- الخلايا الجذعية
- علاج الزهايمر
- الزهايمر
- القائمة الخديعة
- أشكالية ولاية الفقيه
- ايران والتحول المدني
- إيران والتحول المدني


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - سلمان محمد شناوة - المطلق واللعبة السياسية