حديقة سابفو

زكري العزابي

الحوار المتمدن-العدد: 2889 - 2010 / 1 / 15 - 08:53
المحور: الادب والفن
    

أشجارها ضحك أخضر اللون

ولكنه جف

ثم تيبس فوق الجدار القديم

في الإنتظار



ايرينا(1)

تمر مع العابرين

إلى اللامكان

عبر حديقة سابفو

ترفع يدها محيية

صور الغائبين



حديقة سابفو

أزهارها ذبلت

قبل ان يولد الزمن

المسجل ميلاده

فوق تلك الصخور

خيالات

دوريخا المصرية(2)

آناكتوريا

غونغيلا

آفانتي

آتثيذا

آريغنوتا

ثم ميكا

التي سوف لن أتوقف عن حبها

رغم أنها فضلت البنتليذية(3)

و منيسيذيكي الأجمل من غيرينيا(4)

“رغم حلاوة هذي الأخيرة

وبضع سطور

ومن بعد

لا شيء

سوى اثر الطارقين

لبعض الأزاميل في صفحة الزمن

المتوقف

منكسرا عند حد الحروف





النبيذ المراق

لا يعرف الصمت

فهو يشي

بكل تفاهات هذي الحياة

وأسطورة البعث

بعد الممات..



فهذي الحياة التي نحن نعبرها الآن

مجرد ازميل

يحاول أن ينحت حرفين

في اللامكان

يغرز أسنانه

في لحم هذا الزمان

المكون من حجر

وبعض أماني تافهة

ثم عربة

تجرجرها أحصنة الخوف



الصخر يحاول أن يقول (نعم)

فيقول له الماء (لا)

فيتلاشيان معا

في نشوة ليس لها أي معنى

سوى احرف الأغنيات

أو..

عندما يلتصق الصدر بالصدر

في لهفة الليل



سابفو..

ترفع يدها من الماء

مودعة كل شيء

لتطفئ في قلبها

نار كل الأغاني

والعشق

يرفعها المد لحظة(5)

تمر بخاطرها صور الفاتنات

فتجرع كاس الملوحة

لتنسى

تستسلم للعنصر الرغوي

ليرسم عودتها

فوق خط المساء



السيرينات توقفن عن الإبتهاج

وأغلقت الموسات أفواههن



غابت

وغاب المساء الأخير

وغاب الزمان

ولم يبق منها سوى أحرف

تفتش عن إسمها دون جدوى

وهي..

تتسكع يجهلها الناس

في غرف هادس(6)



ــــــــــــــــــــــــ

1- شاعرة من تيلوس، جاءت بعد سابفو بحوالي قرن ونصف من الزمان، كتبت قصائد قصيرة حفظ التاريخ بعضها، رغم أنها ماتت قبل أن تبلغ العشرين.

2- صديقة أخي سابفو خاراكسوس.

3 و 4- أسماء تلميذات وصديقات لسابفو. والأبيات التي بين أقواس هي لسابفو نفسها. والبنثليذية كما يبدو من اسمها، واحدة من أسرة غنية كانت في ليزفوس.

5- إحدى الروايات تقول بأن سابفو ماتت منتحرة غرقا، بعد قصة حب فاشلة.

6- البيت لسابفو، وهادس هو العالم السفلي.

#زكري_العزابي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات