زكري العزابي
الحوار المتمدن-العدد: 2888 - 2010 / 1 / 14 - 14:45
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
أمة كاملة تتعارك مع غطاء رأسها، مثلما يقول مثل شعبي قديم ( المجنون يتعارك مع ملابسه). فإذا قيل لها انزعيه تشبثت به، وإذا قيل لها اخلعيه شتمت من يقول لها ذلك.
وبدل ان تستثمر الزمن الضائع في النقاش الخاص بغطاء الرأس، أو غير ذلك من الأغطية، من اجل البحث عن مخرج لها من تخلفها المشين وغير المقبول. تصر على ان المسألة بالغة الخطورة، وتتعلق مباشرة بالثوابت، وانها يجب ان تحل قبل اتخاذ اية خطوات اخرى. ايجابية كانت ام سلبية ام محايدة. بل قامت بنقل مشكلة غطاء رأسها ذاته إلى ساحات لا علاقة لها بذلك، وتريد فرض القضية فيها.
أمة لا يلتقي نصفا المجتمع فيها إلا تحت جنح الظلام، ومن اجل التناسل فقط. وعلى نحو يجب ان يثير قلقها هي قبل غيرها.
لاتستطيع الالتقاء على كلمة سواء.
أمة تضم 14 مليون طفل لامستقبل لهم (احصائيات الأمم المتحدة)، رغم ثرائها الذي لا تملك قرشا واحدا فيه.
لاتملك حرفا واحدا من حروف نصوص قراراتها التي تدعوها مصيرية.
امة لا ينفق الفرد فيها اكثر من عشر دقائق في المتوسط على القراءة في العام بكامله. ولم تنتج من الكتب منذ العصر العباسي حتى هذه اللحظة الكئيبة، ما يعادل ما تنتجه دار نشر واحدة في دولة مثل اسبانيا التي كانت تحتلها.
أمة تنتج من الزعماء الملهمين والقادة الذين لايشق لهم غبار حتى بسكين مطبخ حادة. ما لاتنتجه باقي امم الارض مجتمعة. لأن تلك الأمم تخلت عن ذلك الطرح المتخلف أساسا.
أمة تدعم فيها (الدولة) نشر الأمية السياسية والاقتصادية، والجنسية، والنفسية، ودع عنك امية فك الحرف.
أمة قائمة المحرمات لديها أوسع من رحمة الله ذاته. لأن مفهوم الأمة لديها قائم على القمع، سواء بالنسبة للسلطة القائمة، او للمعارضة العائمة.
أمة غير مرشحة للاستمرار في التاريخ طويلا، لأن التاريخ لا يسمح لمثل هذه الأمم بالاستمرار، إلا إذا كان تاريخا متواطئا، أوتمت رشوته بالبترودولار.
المشكلة انه لا خيار لك هنا إلا بين امرين. إما ان تتفق مع غطاء رأسك، ومع ما تعتقد انه ثوابتك.
وإما... !!
إذا لم تتوصل إلى حل اللغز، فليس هناك من حل.
#زكري_العزابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟