خليل كاردة
الحوار المتمدن-العدد: 2888 - 2010 / 1 / 14 - 02:43
المحور:
كتابات ساخرة
لايختلف معي اثنان ان الفساد الاداري والمالي في اقليم كوردستان استشرى في جسد الاقليم الفتي حتى العظام والنخاع , حيث بات من غير الممكن علاجه الا ببتره , لان من المنطقي عملية تشخيص المرض يكون من الادنى الى الاعلى , ولكن عندنا بات المرض من الاعلى !! حيث بات جل المسئوولين الحزبيين والحكوميين في اقليم كوردستان وبالاخص حزبيي السلطة واعني بهما الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكوردستانيين متورطون بشكل او بأخر في عملية نهب وسرقة المال العام , بمعنى كما يقول المثل العربي " حاميها ... حراميها " , اذن كيف يمكننا معالجة هذا الخلل والفساد الاداري والمالي في الاقليم ؟؟؟
سؤال صعب , والاجابة عليه صعب للغاية ايضا , لاننا شخصنا نوعية المرض والبكتيريا التي تسبب هذا المرض , ولدينا الدواء الناجع , ولكن من يبتدأ اولا بأخذ ذلك الدواء الذي يشفي السقم الذي عاناه ابناء شعبنا الكادح البسيط والمغلوب على امره , حيث على عاتقه وكاهله معاناة كبيرة ولا يستطيع الخروج منها الا بأعجوبة !!
في البلينيوم المصغر تحدث عمنا الكبير قائلا انه معترف بوجود فساد اداري ومالي في اقليم كوردستان وانه يستطيع علاج ذلك في اطرأ ومن خلال مؤسسات الاتحاد الوطني وليس خارجه!!
نقول له كيف لك ذلك , اذا كان جل مكتبك السياسي وايضا معظم اعضاء اللجنة القيادية وثلثي مجلسك المركزي الحديثي التأسيس متورطون حتى الاذقان بالفسادين الاداري والمالي ونهب وسرقة المال العام !!!
ويخرج علينا ذلك المسؤول تارة واحيانا اخرى مسئوولين أخرين بانهم بصدد وضع الخطط الكفيلة ورصد الاموال اللازمة لاجل مكافحة تلك الأفة والمستشري في كل مؤوسسات الدولة والحزبين المشاركين في السلطة !!
ولكن كل ذاك الكلام والتصريحات ماهو الا مسكن (بتشديد السين ) لكي لاينتفض الجماهير عليهم ويقلعهم عن بكرة ابيهم , وما ايضا تصريحات عمنا الكبير الا للاستهلاك المحلي , وذر الرماد في العيون , ليس الا ..(بتشديد الالف)
انني اعرف شخصيا احد الاصدقاء الذي كنت اغفل صفاته واخلاقة ردحا من الزمن , قد رشح (بضم الراء وكسر الشين ) من قبل الاتحاد الوطني وهو من الجلاليين لفترة سبعة شهور فقط , لكي يصبح عضوا في مجلس النواب العراقي , لا لشئ ! سوى بعد انقضاء فترة السبعة شهور يحال الى التقاعد , ويكون من المشمولين في استلام الراتب التقاعدي من الدولة وعلى حساب الدولة , وبعد شموله بالراتب التقاعدي عين بنته لكي يشغر مكانه الشاغر وهي حتى هذه اللحظة تزاول عملها في مجلس البرلمان العراقي , في حين يعرف ذلك الشخص الصديق سابقا ان هناك من هو استحق من بنته لشغر مكانه , ولكن المال والسلطة وكما يقول المثل العربي "يعمي البصر والبصيرة", وايضا احد المسئولين الكبار في الاتحاد الوطني عين بنته لنيل منصب وزاري , ولا زالت تزاول عملها !!
وهلم جرا , والحبل على الجرار , كنا نعرف الاتحاد الوطني حزبا جماهيريا , اما اليوم فاصبح حزبا عائليا , ممنوع على احد اخر تسلقه , الا هم لهم ما يريدون , وللاخرين اللظى !!!
الذي يرضى عنه العم تشومبي , يستحق المكافأت , والمناصب , وما اليه , دون الركون او الاخذ بعين الاعتبار امكانياته او الاقدمية الحزبية , ولكن بارتجال وبالعاطفة يعالج الامور.
اذا كان الحزبين اللذين في السلطة الان , جادين في معالجة الفساد المالي والاداري ونهب وسرقة المال العام , ورفع المعاناة والضيم الذي يعيشه الشعب الكوردي المغلوب على امره , اذا كانوا فعلا جادين عليهم ان يدعموا وبشكل اساس , تشكيل لجنة النزاهة في البرلمان الكوردستاني , واعطاءها ومنحها كافة الصلاحيات الرقابية وتسهيل مهمتها لكشف المتلاعبين والنصابين من الاعضاء وايضا المسؤولين !!
ومعاقبة الاعضاء او المسؤولين الذين تثبت عليهم السرقة ونهب المال العام او الرشوة , وادانتهم وسحب الحصانةعنهم وانزال العقوبة الرادعة بهم , لكي لا يكرروا , افعالهم المشينة تلك بحقهم وحق شعبهم , ولكن السؤال الذي يحتم نفسه هنا , هل هم جادين فعلا ؟؟ ام لتسكين الشعب الكوردي , ليس ألآ .. !!
انني ومنذ اكثر من خمسة وثلاثين عاما , كنت مغفلا لانني وثقت بعمنا الكبير , ومسؤوليه الحزبيين والاداريين , لقد كانت على اعيني( بضم الالف ) غشاوة , لم اكن اعلم طول هذه السنين والاعوام التي ذهبت هباءا , انني اتعامل مع انا س , اخذوا من الكذب وسيلة للوصول الى مرامهم السياسية , والدنيوية !!
نعم لقد انخدعت بهم , ولا اريد لشعبي الكوردي الكادح البسيط ان ينخدع بهم ايضا, لانهم محترفون في مهنتهم وارتزاقهم , انهم يمتهنون الكذب والكذب على الذقون , وسيلة لعيشهم , وبقائهم !!!
ان الشعب الكوردي بات من الوعي السياسي , وقراءة ما بين السطور , بحيث لا ينخدع باكاذيب هؤلاء , ومن الحداقة بمكان ليستطيع اعطاء صوته لمن يستحق , ولمن يستطيع رفع الحيف والضيم عنه , ولا ينخدع بالرشوة والمرتشين , لان في طياته سموم يلدغهم ,ويجعلهم في سبات عميق.
اقول لعمنا الكبير والمتحذلقين حوله , انني ازلت الغشاوة التي كانت تغطي عينيي , وعرفت واكتشفت الحقيقة المرة عنكم وعن المتطبلين حولكم , وانني لن انخدع بكم ثانية , ولا ينخدع بكم الشعب الكوردي الكادح ايضا,
وكفى كذبا على الذقون , وبيع الناس البسطاء اوهاما, هم في غنى عنه .
#خليل_كاردة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟