أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل بشير الصاري - خواطر حول الدروز والدرزية (1)














المزيد.....

خواطر حول الدروز والدرزية (1)


عادل بشير الصاري

الحوار المتمدن-العدد: 2887 - 2010 / 1 / 13 - 17:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أصل بني معروف
تستهويني كثيرا القراءة في تاريخ بني معروف وعقيدتهم ، ولا أعرف قوما يغرونني بمعاشرتهم ويغدقون علي بكرمهم وحسن معاملتهم غير بني معروف ، ولا أعرف كذلك عقيدة من العقائد الدينية شدتني إليها بفلسفتها وأفكارها واستعصى عليَّ فهم عويصها وتفسير غرائبها وكشف المسكوت عما في كتبها سوى العقيدة الدرزية .
وليسمح لي أصدقائي وأساتذتي من بني معروف أن أدوِّن قدرا يسيرا من فيض خواطري وانطباعاتي تجاه ما قرأته عن تاريخهم ونشأة عقيدتهم ، وليعذروني فيما أعلنه من آراء قد تخالف ما قرأوه وآمنوا به ، فظني حَسَنٌ بحِلمهم، ورأيي فيهم أنهم عموما من أكثر الأقوام شفافية وسماحة واحتراما للرأي الآخر .
وأستهل خواطري وانطباعاتي عنهم بالقول إن القوم يفضلون تسميتهم بالموحدين أو ببني معروف ، ويرون أن اسم الدروز الذي ألصق بهم وغلب عليهم قبلوه على مضض ، إنما هو من صنيع خصومهم الذين أشاعوا أنهم ينتسبون عقديا إلى الداعية محمد بن إسماعيل الدرزي أو نشتكين الدرزي ، وهو شخصية مذمومة في كتابات الأوائل من بني معروف .
إن أكثر المؤرخين يميلون إلى القول إن الأصول العرقية لبني معروف تعود إلى سلالة قبائل عربية عديدة منها خزاعة وتنوخ وقضاعة وطي وتميم ولخم وكندة ، وقد أكد الأمير شكيب أرسلان وهو من وجهاء وأعيان الطائفة الدرزية في القرن الماضي أن الدروز(( عرب أقحاح لا يوجد في العرب الجالين عن جزيرة العرب أصح عروبة منهم )) ، واستدل الأمير على قوله هذا بأدلة مختلفة منها نقاوة عربيتهم وفصاحتهم واحتفاظهم بشجرة نسبهم العربي ، ولم ينفِ الأمير أن بضع عائلات درزية تعود أصولها إلى الكرد والأتراك ، لكن عددها قليل جدا، وهي معروفة لدى عامة الدروز.
غير أن بعض المؤرخين ذهبوا بعيدا في تقديراتهم فنسبوا الدروز إلى أمم شتى، كاالمغول والفرس والهنود والأرمن والفنيقيين والكلدان والآراميين ، بل إن منهم من أرجعهم إلى أصول فرنسية أو انكليزية توطنت المشرق العربي بعد الحروب الصليبية ، وثمة من رأى أنهم من بقايا الإسرائيليين الذين لم يلتحقوا بالنبي موسى عليه السلام حين همَّ بالخروج من مصر، وفي رأيي أن مثل هذه التخمينات والفروض قصد بها مروجوها الدس والوقيعة بين الموحدين الدروز ومحيطهم العربي والإسلامي .
على أن ما ذهب إليه الزعيم الدرزي كمال جنبلاط فاق أي تصور ممكن ، وحطم فروض وتخمينات جميع المؤرخين على اختلاف مشاربهم ، فقد نقل عنه الدكتور مصطفى الشكعة في كتابه الشهير ( إسلام بلا مذاهب) قوله إن الدروز وجدوا منذ ثلاثمائة وثلاث وأربعين مليون سنة حين كانت أرواح المخلوقات بلا أجساد ، وهذا القول لا يخلو من طرافة وغرابة ، فليس هناك بشر على سطح هذه الأرض يعرف عمرا محددا يعود إلى ما قبل تشكل الخلائق .
والحق أننا لا نعرف بالضبط كيف اهتدى جنبلاط إلى تحديد عمر وجود طائفته ، فهو بالطبع لم يعثر على جثة إنسان درزي قديم وحلل أنسجتها حتى وصل إلى ما وصل إليه ، ولكن يمكن الافتراض أنه صنع صنيع الفلاسفة ومحبي الحكمة فاستخدم حساب الجمَّل الذي يقوم على فكرة مفادها أن لكل حرف من حروف اللغة العربية قيمة عددية في هذا الحساب ، فحرف الألف مثلا تساوي كذا من الأعداد وهكذا ، ولربما جمع جنبلاط حروف كلمة (موحد) وغيرها من الكلمات المتعلقة بالعقيدة الدرزية واستنبط منها هذا الرقم المهول .
ولا شك أن اعتقاد جنبلاط بأن الدروز قوم موغلون في القدم قد ألزمه القول بأنهم اعتنقوا كثيرا من الديانات كاليهودية والمسيحية والإسلام ، ففي كل دور من أدوار حياتهم كانوا يؤمنون بدين ثم يتركونه إلى غيره حتى اهتدوا إلى عقيدة التوحيد .
ويذكر الدكتور مصطفى الشكعة أن الدروز عُرِفوا على مدى التاريخ الإسلامي بمسميات عديدة ومختلفة ، ففي العهد الإسلامي الأول عُرِفوا بالأنصار والمؤمنين ، ثم عُرفوا بالشيعة العلوية ، ثم شيعة آل محمد ، ثم شيعة جعفرية ، ثم إسماعيلية ، ثم موحدون ، ثم قرامطة ، ثم فاطميون ، ثم دروز ، وفي هذا ما يكشف عن وعي الأوائل من بني معروف وما يتمتعون به من مرونة ودينامية في التعامل مع العقائد والأديان ، وقدرتهم على تطوير وتغيير مسار معتقدهم الديني من جيل إلى آخر ، مما يشي بأنهم يتعاملون مع الدين بوصفه منظومة عقدية وتشريعية قابلة للتغيير بحسب المتغيرات والمستجدات .



#عادل_بشير_الصاري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهافت الوهابية
- كَلِّمنا ... أيها المُحيي المميتُ
- عفوا نادين البدير ومعذرة
- من لي بمحاسبة بعض علماء وشيوخ السعودية ؟
- المرأة ...... هذا المخلوق السيء السمعة
- كفاكم اعتداء على الأديان
- لن تبقى طول المدى سيدي
- طلال مداح آخر فحول الأغنية الطربية
- مصر التي لم تعد في خاطري
- المرايا المقعرة الإلحاد والإيمان وجها لوجه
- إسلام بلا فقهاء ولا دعاة


المزيد.....




- عطلة لأبناء المكون المسيحي بمناسبة عيد القيامة
- القوى الوطنية والإسلامية في القطاع: أهل غزة يمثلون طليعة الج ...
- قراءة في خطاب قائد الثورة الإسلامية حول المفاوضات النووية
- جماعة الإخوان المسلمين في الأردن تصدر بيانا حول الأحداث الأخ ...
- الأردن يعلن إحباط مخطط -للمساس بالأمن وإثارة الفوضى- وأصابع ...
- ممثل حماس في إيران: يجب إعلان الجهاد العام بالدول الإسلامية ...
- نحو ألفي مستوطن يستبيحون الأقصى وبن غفير يقتحم المسجد الإبرا ...
- بابا الفاتيكان يضع المعماري الشهير أنطوني غاودي على مسار الت ...
- حزب الله اللبناني يدين اقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقص ...
- المئات من الكاثوليك في بيرو وغواتيمالا يحتفلون بأحد الشعانين ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل بشير الصاري - خواطر حول الدروز والدرزية (1)