أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيتوني ع القادر - امومة















المزيد.....

امومة


زيتوني ع القادر

الحوار المتمدن-العدد: 2887 - 2010 / 1 / 13 - 12:49
المحور: الادب والفن
    


GHISLAINE SHATOUD
من مواليد:04/08/1969 ب: بوانت نوار-الكونغو برافيل من
عائلة مثقفة ابوها كان وزيرا وامها ممرضة..شغوفة بالمطالعة
والكتابة منذ نعومة اظافرها .. تحمل شهادة عليا في العلاقات الدولية من
فرنسا واخرى في العلوم السياسية من جامعة –كيباك-كندا –نشيطة ومتعددة
الجبهات : مهتمة يشؤون المراة عامة والمهاجرة-خاصة - فهي عضو
بمنظمات نسوية وانسانية محلية وعالمية- يطول ذكرها-غزيرة...تعيش الان
بكندا . غزيرة الانتاج جميلة البوح ومن مؤلفاتها:
-1- في الرواية:
Hymne a la tolerance—Quebec-editionMelonic ا- 2004
L amour en imigration-paris-Menaibuc 2007 -2
ب- في الشعر:
L ombre de ma jeunesse—pointe Noire edition I.C.A-1
L ombre de Banda-Paris edition C.B.E -2
Pleurs de coeur-paris edition Expidit 1995 -3
63
ج في المسرح:
Les maux du silence-Mculturelle les ancetres –canada -1
200
Ici ce n est pas pareil cherie—canada -2
وفي الدراسات لها:
Les femmes d Afrique Centrale au Qubec-paris l -1
harmttan2006
Le combat des femmes au Congo-Brazzaville-paris l -2
harmattan2007
L art de la maternite chez les Lumbo au congo- paris-l -3
harmattan 2007
64
اما في القصة فلها الكثير اخترنا منها اشهرها
4-A
قصة: امومة
اخيرا تمكنت من جمع الوثائق للذهاب الى القنصلية..اقول كل الاوراق التي
اعتقد انها ضرورية للدخول في المرحلة اللاحقة لمشروعي...
كل مساء قبل نومي اتضرع لله ان يصاحب ابني ..يؤازره..يعينه...كل مساء
كنت افعل هذا..لدرجة انني لم اعد اعرف التكلم عن النوم..فلم يكن لي منه
نصيبا...كيف يمكن لام ان تنام هادئة البال وهي منشغلة بمعاناة ابنها البعيد
عنها الاف الكيلومترات وحيدا بين اجانب؟؟؟كيف يمكن لام ان تنام في مثل
هذه الظروف؟
هل هذا ممكن؟؟
لو كنت طائرا لسافرت هناك بجانب ابني..انا اعيش بلا سبب للعيش..كياني
هناك اذناي هناك انتظر ما سيحدث
65
-اه الهاتف يجب ان اسرع كنت غزالة اقفز دائما للهاتف..لا افوت مكالمة ..لا
يجب ان تفوتني مكالمة هل يمكن لام ان تحافظ على عاطفتها؟يمكن للام ان
تاتي العجائب اليس كذلك؟؟
-صباح الخير كبدي هل التحقت باخيك؟
***
كنت في قمة الفرح وانا اتكلم مع ((دياسة)) صديق ابني..لقد رافقته وهو
يكبر مثل ابني..ليس بالضرورة ان اكون واضعته لاناديه ابني..هذا من مزايا
مجتمعنا..هناك سلبيات لا يجب نكرانها..ولكننا لسنا بهذا الصدد...((دياسة))
له اخبار يفضي لي بها وهو الاهم يجب متابعة حديثه..كلما رن الهاتف
ارتعدت فرائسي..ابذل مجهودات للمحافظة على توازني..بدون جدوى..اعرف
انه يجب ان نكون اقوياء..اني احاول..
-اعتقد انه فرح بلقائك في المهجر..هكذا تمر الامور..ننشرح بلقاء الاحبة في
بلاد الغربة...الرجاء الاعتناء به.عائلاتنا تتعارف جيدا...اعتني باخيك.
+لست في حاجة لتقولي لي ذلك.
هل التحقت به زوجته؟
+ليس لي اخبار.
+هل هي على علم.؟
+اعتقد انها تعرف.
66
-حتى لوكانت حياة ابني في خطر يجب ان لا تنسى ما فعله من اجلها ولو
زيارة...زيارة وحيدة؟؟
-امي ليس لي معلومات الان يجب التفكير في صحة((دياسة. ((
+هل لهذا المراة حجر ام قلب؟ انها مشكلة صحة.
.اخيرا هذا لا يهم معك حق..هذا لا يهم الان..
***
لا ادعي ان ابني ملاك..انا بعيدة عن ذلك...منذ نعومة اظافره كان لي
احساس بانه سيكون على هذه الشاكلة...لقد قاومت كثيرا من اجل تهذيب
مزاجه الصلب....حاولت بكل ما اعطيت..رغم احساسي بان محاولاتي ستخلق
معه متناقضات....حاولت تجنيبه ما يعيشه الان...لقد بذلت كل ما في وسعي
لكنه ظل شخصا بالف وجه مثل ابيه..ماذا يمكننا فعله لتهذيب رجل بهذا
الشكل؟
شخص قادر على الانخراط في صمت قاتل..لا يسمع لا يجيب عن اسئلتك..ان
الام لا يمكنها ان تفعل الكثير وكان هذا يؤلمني..يزعجني قليلا ولكن سرعان
ما تتحكم في عاطفتي..انه ابني..لم يكن لي اختيار...والمثل عندنا يقول
((حتى لو جرحك موسك لا يمكنك رميه)) .
67
كان طفلا وما يزال وسيظل مهما كان الامر.
لم ارد الاساءة الى هذه المراة التي هجرت زوجها وترفض رؤيته..لقد كانت
تعتبره-زير نساء- واعترف بحكمها حتى ولو كنت اكتمه في حضرتها..لقد
كان ياتي بهن الى المنزل..ينتقل من الواحدة للاخرى..مثل ابيه تماما ..ولكن
الزمنين غير متشابهين ... المعطيات مختلفة.. في زمن ابيه لم تكن هذه
الاخطار مطروحة..من يريد ان يضع حياته في خطر؟؟
لما اتوصل الى سر ايمان ابني بان هذا المرض ليس الا وهما؟؟
لم يفض لي بذلك ولكنني اعتقد انه كان يفكر كذلك...كل يوم صديقة كل يوم
وافدة جديد لم اتوصل رغم امومتي ان اسمعه الحقيقة..؟
***
الحقيقة ان اباه اعطاه الكل..الكل حتى الذوق المبالغ فيه للنساء...((نقودي))
مثل ابيه....شخصيا تعاطيت مع كل الالوان ولكن الوقت كان غير هذا
الوقت...وزوجته فعلا لا تستطيع تحمل هذه المعيشة.
ليحفظ الله ابني احبه كما هو احبه رغم كل شيء..
انتظرت بزوغ الفجر بنهم لاذهب الى القنصلية قصد طلب رخصة
الخروج...لقد كانت دقات القلب تزداد دقا كلما فكرت في هذا الامر..
68
المشكل ليس في الطلب ولكن فيما يليه..الازعاجات...المماطلات واحيانا
الاهانات..اتعاب كثيرة وخاصة في هذه الظروف اين تضحي امواج من البشر
بحياتها في البحث عن حياة افضل...لقد صعب الحصول على رخصة
خروج...كيف يمكن محاربة الهجرة السرية وصد الابواب في وجوه الباحثين
عن العدالة؟؟
امل من صميم قلبي ان تتفهم القنصلية وضعي..لم اطلب رخصة خروج منذ
مدة....لقد عانيت من الرفض غير المبرر لدرجة اقسمت ان لا اعود لمثل هذا
الاذلال..لقد كنت اذهب لقضاء حاجاتي..اما اليوم فقد غيرت عادتي.فانا اذهب
الى ما تحت الاقاليم اين اجد الاشخاص المشابهين لي...
والذين لا يطرحون مشاكل مشابهة...لقد امضيت عشرين عاما لم تطا قدماي
ارض هذه البلدان التي تجذب الشباب المقهور بالاوضاع المزرية لقارتنا
والباحثين عن النجاة مهما كان الثمن...
لا زلت اسمع كلمات تلك الام التي فقدت فلذة كبدها ..ولدها الوحيد الذي
انغمس في المغامرة القاتلة...لقد كانت تفضي باوجاعها لنساء اخريات
يحاولن منع اولادهن من هذه الرحلات نحو الموت...
هل تتوصل عاطفة الامومة يوما لانقاذ الارواح..
69
رغم شعورهن بالصراع المرير لهؤلاء الرجال من اجل فك لقمة العيش.؟
نساء..اطفال..رغم وعيهم بالمخاطر وجهلهم بالحياة المنتظرة يغامرون.
هل تنجح الامهات في اخماد تلك النار الحارقة في قلوب هؤلاء الاشخاص؟
هل يعي هؤلاء المغامرون بخطر ما يقدمون عليه؟؟
كيف يمكن التفريط في اعز ما نملك في سبيل تخيل حياة افضل؟
هذا غير ممكن اليس كذلك؟
***
لكن هذا ليس معطى للكل ..الشباب ذو الشهادات العليا لا يفكر
هكذا...الموظفون الذين ينتظرون رواتبهم منذ سنين وقد تاتي او لا تاتي لا
شك انهم يفكرون في المغادرة بدل التسول ...
النساء اللواتي يضعن في ظروف قاسية يمكن ان يفكرن في الذهاب..المرضى
الذين لا يجدون أي عناية يحلمون بظروف احسن...الكل يحلم ..الكل يملك
احلاما ..الكل يصارع من اجل النجاة..
ان قوة الحلم تبدع احيانا تصرفات لا منطق لها..
70
لست مع المخاطرين بحياتهم من اجل حلم قد لا يتحقق..ولا مع هذه الرحلات
الانتحارية..ولكنني اتفهم الى أي حد يمكن للاحباط قيادتنا...اتفهم جيدا
الاشارات اليائسة ..هذا البؤس على الوجوه الذي لا يمكن اخفائه...فهو
مرسوم بشكل ملفت على هؤلاء الاطفال المصارعين لامواج الاطلسي
العاتية...هذا البؤس المرسوم على الجثث الملفوظة على الشواطىء... البؤس
الموشوم على تصرفات الباحثين عن بيع كل ما يملكون بحثا عن الامن
والسلم..
***
وهل يوجد الامن والسلم في مكان ما؟
اين تكمن الحياة السعيدة؟
من قال ان النساء مشاركات ضعاف؟
انهن يتخذن اجراءات
هن ايضا يذهبن في هذه البواخر....
هن ايضا ينتظمن من اجل منع هذه الهروبات.
71
حقيقة لما يصلن الحكم ولكنهن يقمن باشياء جميلة..اني اتكلم عن الحضور
الحقيقي للنساء الامر ليس غريبا ففي بلد نصفه نساء لا يمكن اقصاءهن في
عملية التنمية يجب ان يلمس تواجدهن في المساهمة التنموية للبلد.
وبعد فان المعطيات الحالية في صالح المراة لم يبق مجال للسكوت عن التمثيل
النسبي للمراة...لم تعد المسالة اعطاء صورة جميلة عن المراة..ليس
هذا...يجب الانخراط الحقيقي يجب اخذ مكاننا..المرور الى الفعل... لما
الاستمرار في لعب الادوار الثانوية من اجل مستقبل يخص الكل.. نساء
ورجال.
***
بالامس كان البحر طريق هذه البواخر التي تاخذ اطفالنا الى افاق لا زالت
تحرق قلوبنا...كان اولادنا ينزعون منا عنوة..كانت الامهات تبكي ضياع
ثمراتهن بهذه الطريقة والى الابد..لقد بكين كما يبكين اليوم
هل كتب عليهن البكاء بلا انقطاع؟؟
يبكين في الحروب يبكين في الهروبات يبكين ويبكين.
72
.وماذا يخبيء المستقبل لهن؟ هل هو دائما البكاء؟ بكاء الحزن..الثورة
والعجز؟؟
هل حياة هؤلاء النسوة حزن دائم ام لهن شيئا من الفرح؟ هل يمكن الاعتقاد
بمستقبل افضل؟ما هي الضمانات؟ هل قدرهن شبيه بقدر تربتنا العزيزة ...
مفزعة..مقشرة ومتروكة لهذه الاختراقات : يلهف الكل..المواد
الاولية..الكائنات الحية..الكل يجرف وتنسى و لا يعترف بها بتاتا..
لما تمر الامور على هذه الشاكلة؟
***
مدفوعة بقوة غامضة اسرعت في طريق القنصلية...الام مستعدة لاعطاء
حياتها في سبيل اطفالها..عاطفة الامومة قوية..لقد دفعتني ومدتني شجاعة
تحدي هذا الامتحان....لا شيء كان يشغلني سوى تواجدي امام ابني...كنت
ارغب ان اعيش ما يجري له بدل سماعه..اود سماع كلماته ..قراءة عينيه..
لفت نظري جماعة من الشبان امام القنصلية وجاءت كلماتهم باذناي:
لقد مر على هذا الوضع زمن طويل.
لن يعطونا ابدا هذه الرخصة.
يمكن العيش احسن خارج هذا البد.
هل تسمي هذه حياة انت؟
73
***
انصت لهم باهتمام كان يمكن لهؤلاء الشباب المساهمة في صنع حياة افضل
ببلدهم..ولكن الحروب المتكررة ..الانفلاتات الامنية... تذبذبات المسارات
الدراسية جعلت الكل يفقد عقله.
انا مرتاحة هنا.. فقط اريد رؤية ابني او العودة به..
لا اعرف لحد الان ااستقبل؟
وهل ساحصل على هذه الورقة.؟
.انا مستعدة للعودة اليوم وغدا وبعده.. من اجل ابني انا صبورة ومستعدة
لتقبل كل الاهانات انا مسيرة بعاطفتي
اامسك بالطرف الصحيح... ؟؟؟
وانا افكر في المغادرة ناداني صوت خفي:
يجب ايجاد حلول..لن نرجع غدا..لن ننال هذه الورقة حتى ولو لدواعي
انسانية..لن ننالها ..يجب التفكير في امر اخر..
.يمكن فعل شيء هنا...
ولما لا؟؟.
Ghislaine Sathoud
ترجمة: زيتوني ع القادر
74



#زيتوني_ع_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جهنم الطرف الاخر من الحدود
- نهاية الطغاة
- هموم قزحية التقاطع
- الصقيع
- من ذاكرة الهنود الحمر
- هذه المدينة التي صفعتني
- قصة
- اخبار عاجلة
- نائب الفاعل
- ندى
- انتم
- قصة: قصة قصة
- انتهى الدرس يا غبي


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيتوني ع القادر - امومة