أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رواء الجصاني - من هموم الجواهري وشجونه في الثمانينات














المزيد.....

من هموم الجواهري وشجونه في الثمانينات


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 2886 - 2010 / 1 / 12 - 22:20
المحور: الادب والفن
    


تحل ثمانينات القرن الماضي، سوداء في العراق، حيث الجهلة ورجال العصابات يهيمنون على السلطة، ويشيعون ثقافة الحروب والطائفية والقتل... وانسجاماً مطلقاً مع تلك الحال ومتطلباتها بحسب فلسفتهم العمياء، يمنعون نشر او تداول شعر الجواهري، وأخباره، بل ويصعدون من ذلك فيدفعون ببعض الاتباع والحاسدين والشامتين، من الطائفيين والظلاميين للنيل من رموزية الشاعر الكبير، الوطنية والابداعية، عبر مقالات هنا، أو كتيبات هناك، لم يَطلْ أصحابها، ولم يقصرْ ابن الفراتين...
كم هزّ دوحك من قزم يطاوله ، فلم ينلهُ ، ولم تقصر ، ولم يطل ِ
وكم سعت "امعات" ان يكون لها ، ما ثار حولك من لغو ٍ ومن جدل ِ
وإذ تتوارد بعض أخبار تلك الحملة "الثقافية" و"السياسية" إلى الجواهري، وهو في منفاه بين براغ ودمشق، تصله أيضاً بعض دفوعات أو مواقف نيرة نادرة في مثل تلك الأوضاع، من أصدقاء وأنصار ومحبين، مثقفين وغيرهم، ومن بينهم د. صلاح خالص "أبو سعد"، فيردّ الشاعر الكبير مثمناً ومتذكراً وموثقاً، بقصيدة جديدة عام 1984، تحكي بنفسها عن نفسها، وتبث هموماً لا تجارى، ومن أول أبياتها:
أأخي "أبا سعد" ومن قُبَلٍ أُهدى ستقبس جمرتي قبسا
يا صفوَ إخوان ِ الصفاء إذا ما جفَّ نبعُ مروءةٍ وجسا
شوقاً إليكَ يشدُّ نابضهُ حبٌ ترعرع بيننا ورسا
والذكراتُ ترفُّ ناعمةً رفَّ النسيمِ بحسرة همسا
...
أصلاحُ لم تبرحْ صفيَّ هوى صدقا ، إذا ما الكاذب انتكسا
ما انفك يومك مثل أمسك، عن غدٍ كلفاً بحب الخير منغمسا
تشتفّ ضوء الفجر ترقبه وتميز خيطيه إذا ألتبسا
وكما هي التقاليد الجواهرية في الانتقالات المتشابكة، الخاصة والعامة، في قصائده، جاء العديد من أبيات هذه السينية الغاضبة، الناقدة بهدف التنوير، والفاضحة ادعياءَ، فرادى ومجتمعين، كاشفا بعض عورات مجتمعات، وأفكار تخلف وظلام ، وبنظرة فلسفية، ولكن بوقائع محددة:
عوت "الذئابُ" عليَّ ناهزة فرصاً تثير الذئب مفترسا
ينهشن من لحمي وكل دم فيه لخير الناس قد حُبسا
من كل داجٍ لا يحب سنى للصبح يطمس ليله التعسا
ودفعت جمع يد ، وملء فم ، ومداهن أصغى فما نبسا
"أصلاحُ" إنّا رهنُ مجتمع يخشى اللصوص فيذبح العسسا
يُزهى بفارسه إذا افتُرسا وبضوء نجم ساطع طُمسا
ونتاج زرع لا يُداس به إلا على الزهر الذي غرسا
...
"اصلاحُ" لا جزعاً كمن يئسا لكن تفكُّر ملهم حدسا
فالموت يدرك كل ذي رمق كالنوم يدرك كل من نعسا
ثم تستمر القصيدة، وبلغة مباشرة دون تكلف ، لتدوي بمزيد من اللواعج التي اضطرمت عند الجواهري، ففجرها شعراً، مرات ومرات عبر فرائده، بصور متعددة، مختلفة الأشكال، ولكن خلاصاتها تتوحد في تبيان معاناته من الجحود، والنكران والتجاوز برغم انه شاعر الأمة والعراق، كما يجمع المنصفون على الأقل...
"أصلاح" ما جدوى مُنَىً أُنُفٍ عدُّ السنين يردها يبسا
درجت "ثمانون وأربعةٌ" وتحجَّر النبع الذي انبجسا
ورميت بالقرطاس يثقلني وكفرت بالقلم الذي انغمسا
وصحوت عن نفس مضت عبثاً تُغري بـ "ليت" و"ربما" و"عسى"
وصحت فلا بالطهر يبطرها عجباً، ولا هي تجحد الدَّنسا
"أصلاح" ظلَّ كأنت ذا ثقة بالنفس يقظاناً ومحترسا
وسلمت عبرة خائف كنسا ، وشجىً بحلق مُفَوَّهِ خرسا



#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجواهري في -المقامة- اليمنية
- الجواهري عاشقٌ في السبعين
- الجواهري والنار… والحياة
- الجواهري والطالباني ... وما بينهما
- الجواهري عن بعض جمال المرأة... وفنونها
- الجواهري عن جياع الشعب
- حين انتصر الجواهري للمرأة عام 1969
- الجواهريّ يستنهض شبيبة وطلبة العراق
- عن بعض مشاعر الغربة والحنين لدى الجواهري
- في الذكرى الثانية عشرة لرحيل الجواهري الكبير
- الجواهري في -فارونج- الروسية ... فهل تغار بغداد؟
- الجواهري: لواعج ومواجهات - الحلقة العاشرة والأخيرة
- الجواهري: لواعج ومواجهات (9)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (8)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (7)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (6)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (5)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (4)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (3)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (2)


المزيد.....




- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رواء الجصاني - من هموم الجواهري وشجونه في الثمانينات