بغداد اليوم رقصت على سيل من الاشاعات

نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 2886 - 2010 / 1 / 12 - 18:30
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    

في الساعة الثامنة من صباح اليوم خرجت لايصال الاطفال الى المدرسة لان سائق خطهم لم يحضر لاخذهم .. وبعد مسير 300 متر .. اشرت لي مجموعة من المعارف كانوا واقفين في الشارع ونصحوني بالعودة الى البيت لان الشوارع مغلقة ..وبعد سؤالهم عن السبب انبرى احدهم وقال يقولون ان صالح المطلك قد اغتيل .. فاستغربت وقلت له وما علاقة ابوغريب باغتيال المطلك ؟؟ فاجابني هذا ماسمعته ولا ادري الحقيقة او السبب .. فتركتهم وواصلت طريقي .. فوجدت مجموعة اخرى من المعارف متجمعة وسالتهم عن سبب عدم ذهابهم لعملهم في الكاظمية .. فاجابوني ان الطرق الى الكاظمية ايضا مغلقة .. المهم واصلت ايصال الاطفال الى اقرب نقطة التفتيش وطلبت منهم الذهاب الى المدرسة مشيا على الاقدام .. وعدت وانا حانق غاضب على الحالة المزرية التي نعيشها ..يوميا الطرق مغلقة والناس شيبا وشبانا ..نساء ورجال .. اطفال ومرضى .. يقطعون المسافات الطويلة سيرا ومشيا على الاقدام .. وفي طريق عودتي توقفت عند مجموعة من المعارف .. كي اشارك بالتنفيس عن الضيق الذي اشعر به واصب بعض اللعنات على من اوصلنا الى هذه الحالة البائسة .. واي مراقب لنا في تلك اللحظات للاحظ بيننا من ترتسم على وجهه علائم الغضب وعدم الرضا .. او القلق .. او الحائرالذي لايدري ماذا يقول .. او غير المبالي يستمع ولا يعلق .. والكل يثرثر بما سمع .. احدهم قال نقطة من الحرس في الغزالية تعرضت لهجوم .. فعلق احدهم وقال هذه ليست المرة الاولى وليست بجديدة ولم منعوا تحرك السيارات في كل بغداد؟؟ .. اخر قال ان الاخبار تشير الى دخول 60 سيارة مفخخة الى بغداد .. فعلق احدهم هازءا مازحا ( شنوا هيه خان جغان .. جانو حاسبيهه 60 سيارة ؟؟ ) .. وعلق اخر وقال ( محاولة انقلابية وفشلت قامت بيها الفرقة اللي شاركت باستعراض يوم الجيش .. في المنطقة الخضراء وهذا ما حذر منه وزير بريطاني سابق قبل ايام ) ..عندها ودعتهم وعدت للبيت فوجدت ابنتي الطالبة في الجامعة قد عاد خطها ولم يصل للجامعة وهي تشرح معاناة السائق لان الحرس لم يسمحوا له بدخول ابو غريب .. وبعد التوسل بالحرس اتصل احدالحرس هاتفيا باحد سكنة قرية الذهب الابيض واكد لهم معرفته بالسائق عندها سمح للسيارة بالدخول علما ان كل ركاب السيارة هن طالبات جامعة .. اما ولدي الطالب في اعدادية تقع في نفق الشرطة .. عاد ولم يصل للمدرسة وهو يلعن الصباح الذي خرج فيه ويصف حالته المزرية ويقول ( يابه ماتت رجلي شوف والله ورمت من المشي ) .. هذه حال العراقيين هذا اليوم .. مالسبب ؟؟ لا احد يعرف .. ان الذي يعرف السبب قابع بالمنطقة الخضراء ولايشعر بمعاناة البغدادين .. والى متى تستمر هذه الفوضى ؟؟ والذي يثير الغضب والنقمة ان من لايخاف الله والشعب يريد العودة للحكم 4 سنوات اخرى قادمة .. الطالباني يقول انه مستعد لرئاسة ثانية اذا طلبت الكتل السياسية منه ذلك .. همام حمودي يصرح ان الائتلاف الوطني يرشح عادل عبد المهدي الذي لم نشاهده على الفضائيات الا بعد مجزرة وفضيحة مصرف الزوية ولا يهش ولا ينش طيلة السنوات السبع الماضية .. والمرشح الثاني لرئاسة الوزراء هو بيان باقر جبر صولاغ الزبيدي .. وماثره ومنجزاته لاتعد ولا تحصى فعندما صار وزيرا للاعمار والاسكان فقد هدم كل الدور المبنية من الطين واللبن والتنك ة استبدلها بدور على احدث طراز ومسقفة بالاسمنت المسلح .. وعندما اصبح وزيرا للداخلية فقد قضى على كل المليشيات الطائفية التي اخترقت هذه الاجهزة وعم الامن والسلام كل العراق .. اما عندما اصبح وزيرا للمالية فحدث ولا حرج .. الخير عم البلاد والعباد ..واثبت فشل النظرية التي كنا نعرفها ايام الشباب والتي تنص على ان كل دولة تستدين من البنك الدولي ترتهن ارادتها لهذا البنك الملعون .. واخر قرض استلفه السيد الوزير 7 مليارات دولار لسد العجز بالميزانية والكل يعرف اين تذهب هذه الميزانية .. فالف مبروك للعراقيين اذا اصبح رئيسا للوزراء .. فكل الخير سيحل على يديه المباركتين .. اما الاستاذ صالح المطلك .. فكفاية مزايدات وطنية مو راح تحرك الامة .. لو تصير نايب لو تخرب اللعب كله .. كلي شسويت للعراقيين غير بس الحجي والتصريحات .. مو انت صرفت الملايين حتى يصير اخوك ياسين عضو بمجلس محافظة بغداد ..ما تخليهه مغطاية يا اخي جوز وبطل .. مو حتى الطيبين من رفاقنا البعثيين راح تحركهم .. مو حتى اخونا ظافر العاني راح يحترك من وراك .. يا جماعة اني مستغرب شلون نهروا عبد الكريم ..هو كردي شلون صار بعثي .. وشملوه باجتثاث البعث .. اني اسأل مو اخونا اياد علاوي هم جان فد يوم بعثي اشو ما شمله بالاجتثاث .. شنو على راسه ريشه خضره ؟؟ اما البولاني ووزير الدفاع هم راح يلكون لهم بلتيقة ..بس اخوتنا القادة الاكراد ميهم بالصدر وما ينخاف عليهم.. عجيب غريب قصة العراقيين .. مثل مايكولون .. حب واحجي واكره واحجي .. والله ياناس اليوم من انتشرت الاشاعات واحد علق وكال ماكو دخان بلا نار ولاسيما شغلة الانقلاب العسكري .. تدرون البقية شسوو ؟؟ كلهم رفعوا ايدهم للسماء وكالوابصوت واحد يالله خلصنا من هاي المصيبة اللي وكعتنا بيهه ..

#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات