|
العلاقات الجنسية الشاذة – ج 4 – المفهوم الاسلامي
عصام البغدادي
الحوار المتمدن-العدد: 876 - 2004 / 6 / 26 - 08:25
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
الموضوع من الزاوية الدينية في الاسلام : هل يمكن للشذوذ أن يكون فطرة؟ أما بالنسبة لقول البعض بأن الشذوذ الجنسي فطرة في بعض الناس، فالمعلوم ان هذه الرذيلة لم تُرَ قبل قوم لوط؛ فنرى القرآن يقول: "وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ" (العنكبوت 28) فهم الذين ابتكروه؛ ولذلك ظلّت البشرية قرونًا -والله أعلم بها- لم يحدث فيها هذا الأمر. فهؤلاء هم الذين ابتكروا هذه الفاحشة، وقد جاء رسولهم ونهاهم عن هذا الأمر نهيًا شديدًا في غاية الغلظة، وانتهى أمرهم بتطهير الأرض من شرهم؛ حيث تعرضوا لعقوبتين: جعل الله عالي قريتهم سافلها من ناحية "وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ" (هود 83). من هذا المنطلق ، وفي ظل هذا المفهوم الديني ،فان قضية الشذوذ الجنسي لها تعريفها ، فيعني دينياً إتيان الذكور للذكور ، ويشير ضمناً ببلاغة الأدب الديني والأخلاق الدينية ، إلى ما يقابل ذلك من علاقة المثلين الآخرين ، أي المرأة بالمرأة ، كما يرتب على هذه العلاقة ، نفس الغضب ونفس التحريم ، ونفس العقوبات ، أي جميع ما يرتبه إتيان الرجال للرجال . وهكذا عاقبهم الله -عز وجل- بهذه العقوبة، وطهَّر الأرض من شرهم. ل الرسالات السماوية أنكرت هذا الأمر وتحدثت عن قوم لوط. والحضارة الغربية تريد أن تجعل هذا الأمر معتادًا، بل أكثر من ذلك أرادت أن تقننه وأن تجعله أمرًا قانونيًا وهذه هي المصيبة الكبرى. ولو اكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء؛ فإن العالم سينتهي بعد جيل واحد، فهذا ضد سريان الوجود وبقاء النوع". هذه القصة أوردها القرآن الكريم ، بين إجمال وتفصيل ، ذاكراً لوطاً وقومه في حوالي أربع عشرة سورة بالآيـات البينات ، وهذا يدل دلالة كبيرة ، على أهمية الحدث التاريخي ، الذي تورط فيه لأول مرة في تاريخ البشرية ، قوم هذا النبي الكريم ، وأن هذا التورط هو من أكبر الآثام ، وأنكر المنكرات ، مما استدعى ـ كما سنرى من الآيات الكريمة ـ إنزال العذاب الشديد بهؤلاء القوم ، بأن خسف الله بهم ، وقلب مدنهم وبيوتهم رأساً على عقب ، وأرسل عليهم قذائف من السماء ، جعلت ديارهم قاعاً صفصفاً ، ليذوقوا عذاب هذا الأدنى متصلاً بعذاب الآخرة ، مخلدين فيه كما سنرى. ولأهمية هذه الكارثة التاريخية ، على مستوى شعب آمِنٍ ذي مدن عامرة ومدنية ، ولأن في القصة دروساً بليغة مخيفة ، ولأن تفصيلها في الآيات البينات ما يهز النفس من أعماقها ، وما تقشعر له الجلود ، ولأن الله عز وجل ، أراد من إثبات القصة وآياتها أن يجعلها حجة على أعناق الناس ، بحيث أنهم إذا فعلـوا فعل قوم لوط خزاهم في الدنيا والآخرة ، وعاقبهم كما عاقب أولئك القوم ، هادماً عليهم عمرانهم ومدنهم ومدنيتهم . لذلك كله ، قررنا بإذنه تعالى ، أن نعتمد سبعاً من السور ذات العلاقة ، يتكامل فيها الخبر والصورة ، حيث يظهر الحدث جلياً بوجهيه : الإيجابي ، وهو المتعلق بالرجل الصالح ومن آمن معه ، والسلبي ، وهو المتعلق ببقية القوم الفاسقين . قال تعالى في سورة القمر : { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القُرْءَانَ لِلذِّكر ِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر ٍ . كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوط ٍ بالنُّذُر. إنَّا أرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إلاَّ ءَالَ لُوط ٍ نَجَّيْنَـاـهُمْ بسَحَر ٍ . نِّعْمَةً مِّن عِندِنَا كَذَالِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ . وَلَقَدْ أنذَرَهُم بَطْشَتَنَا فَتَمَارَواْ باْلنُّذُر . وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيفِهِ فَطَمَسْنَا أعْيُنَهُمْ فَذُوقُواْ عَذَابي وَنُذُر . وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ . فَذُوقُوا عَذَابي وَنُذُر . وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القُرْءَانَ لِلذِّكْر ِ فَهَلَ مِن مُّدَّكِر ٍ . سورة القمر الآيات 32 ــ 40 } . وهكذا ندخل برهبة وخشوع ، في معرض الحكاية التي في الآيات الآنفة : { كَذَّبَتْ قَوْمُ لوُطٍ بالنُّذُر } قوم أرسل الله عز وجل إليهم نبياً منهم ، هو لوط عليه السلام ، أرسله إليهم ليتقوا الله وينتهوا عما هم فيه من كفر ومنكر وفجور ، ومخالفة لشرائع الله ، وليصدقوا أن الله سيعذبهم عذاباً شديداً إذا لم يصدقوا ولم ينتهوا . فكذبوا هذا الرجل الصالح الذي لم يكلفهم لنفسه شيئاً ولا لأهله ، ومضوا في غيِّهم وفجورهم الأوسخ في التاريخ ، فأرسل الله عليهم { حَاصِباً } . لعلّها ريح عاتيه ترميهم بحجارة معدّة للسفلة والأوغاد الذين لا يهمهم التفريق بين ما حلل الله ربهم وبين ما حرّم . من السماء رجموا رجماً بالصخور والحجارة ، وأية حجارة : حالة من حالات القصف الشديد ، قد يفهمها أكثر جيل القرن العشرين ، الذي عانى من قصف الطائرات أو المدافع أو الراجمات ، أو عاينها أثناء الحروب المحلية والعالمية ، وشتان بين راجمات عمالقة السماء وراجمات أقزام أهل الأرض . أهلك القوم جميعاً ، إلا لوطاً عليه السلام وأهـل بيتـه ـ عدا امرأته كما سنرى في الآيات الأخر ـ نجاهم الله عز شأنه ، إذ أمرهم الملائكة بالخروج من بين القوم في أواخر الليل ، نجاهم سبحانه بنعمة من عنده ورحمة ، لأنهم كانوا مطيعين لأوامره ، صابرين على ما ابتلاهم به ، شاكرين لنعمائه . ثم في الآيات ، يكرر سبحانه الحديث عن صفات القوم ، ومواقفهم المستدعية لغضبه وعذابه : { وَلَقَدْ أنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَواْ باْلنُّذُرْ } ، وأكثر من ذلك وأعظم : { وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أعْيُنَهُمْ فَذُوقوُا عَذَابِي وَنُذُرْ } وهكذا إلى أن وصل بهم الأمر إلى التصميم على إغتصاب ضيوف الرجل الصالح . مع ما هو معروف عن حرمة الضيف وحرمة الدار ، فضلا عن حرمة الفاحشة المنكرة ، فاستحقوا بذلك عذابين : عذاباً خاصاً هو الذهاب بأبصارهم طمساً على أعينهم ، وعذاباً عاماً ، منه هذا العمى الذي مسحهم به ، إذ هو أول مرحلة ولون من مراحل العذاب العام وألوانه: { فَذوُقوُاْ عَذاَبيِ وَنُذُرْ } تذكيراً لهم بأنه سبحانه حذرهم من تماديهم ، ونصح لهم ، وأنذرهم هذه العاقبة . إلا أنهم لم يرعووا .. ثم ينتهي تقطع المراحل ، مراحل العذاب : بين العمى ، والخوف والرعب ومقدمات الدمار ، وإنقلاب المدن رأساً على عقب ، والقصف والرجم ، إلى أن يدخلوا في المرحلة النهائية ، وهي استمرارية العذاب : عذاب الدنيا متصلاً بعذاب الآخرة ، وهذا معنى قوله سبحانه : { وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذاَبٌ مُسْتَقِرٌ } أي ثابت مستمر ودائم . كما ذكر الله قصة النبى لوط في الايات التالية : 1) في سورة العنكبوت : { وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَآَ إبْرَاهِيمَ باْلْبُشْرَىا قَالُواْ إنَّا مُهْلِكواْ أهْلِ هَـاذِهِ الْقَرْيَةِ إنَّ أهْلَهَا كَانُواْ ظَـاـلِمينَ . قَالَ إنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُواْ نَحْنُ أعْلَمُ بمَن فِيهَا لَنُنَجَّيَنَّهُ وَأهْلَهُ إلاّ اْمْرَأتـَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَـاـبرينَ . وَلَمَّآ أن جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِى~ءَ بهمْ وَضَاقَ بهمْ ذَرْعاً وَقَالُواْ لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ إنَّا مُنَجُّوكَ وَأهْلَكَ إلاَّ امْرَأتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَـاـبرينَ . إنَّا مُنزلُونَ عَلَى أهْل ِ هَـاذِهِ الْقَرْيَةِ رجْزاً مِّنَ الْسَّمَآءِ بمـَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ . وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا ءَآيَة بَيِّنَةً لِقَوْم ٍ يَعْقِلُونَ . الآيات 31 ــ 35 } . 2) في سورة النمل : { وَلُوطاً إذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أتَأتُونَ الْفَـاـحِشَةَ وَأنتُمْ تُبْصِروُنَ . أئِنَّكُمْ لَتَأتُونَ الْرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ الْنِّسَآءِ بَلْ أنْتُـمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ . فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إلاَّ أن قَالُواْ أخْرجُواْ ءَالَ لُوط ٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إنَّهُمْ أنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ . فَأنْجَيْنَـاـهُ وَأهْلَهُ إلاَّ امْرَأتَهُ قَدَّرْنَـاـهَا مِنَ الْغَـاـبرينَ . وَأمْطَرْنَا عَلَيْهم مَّطَراً فَسَاَءَ مَطَرُ المُنذَرينَ . قُل ِ الْحَمْدُ للهِ وَسَلَـاـمٌ عَلَىا عِبَادِهِ الّذينَ اصْطَفَىا ءَآللهُ خَيْرٌ أمَّا يُشْركُونَ . الآيات 54 ـ 59 } . 3) في سورة الشعراء : { وَإنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزيزُ الْرَّحِيمُ . كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلينَ . إذْ قَالَ لَهُمْ أخُوهُمْ لُوطٌ ألاَ تَتَّقُوُنَ . إنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أمِينٌ . فَاْتَّقُوُاْ اللهَ وَأطِيعُون . وَمَاَ أسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أجْر ٍ إنْ أجْريَ إلاَّ عَلَىا رَبِّ الْعَـاـلَمينَ . أتَأْتُوُنَ الْذُّكْرَانَ مِنَ الْعَـاـلَمِينَ . وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أزْوَاجِكُم بَلْ أنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ . قَالُواْ لَئِن لَّمْ تَنْتَهِ يـاـلُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجينَ . قَالَ إنِّي لِعَمَلِكُم مِنّ الْقَالِينَ . رَبِّ نَجِّنِي وَأهْلي مِمَّا يَعْمَلُونَ . فَنَجَّيْنَـاـهُ وَأهْلَهُ أجْمَعِينَ . إلاَّ عَجـُوزاً فِي الْغَـاـبرينَ . ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرينَ . وَأمْطَرْنَا عَلَيْهم مَّطَراً فَسَاَءَ مَطَرُ الْمُنذّرينَ . إنَّ فِي ذّالِكَ لأَيَةً وَمَا كَانَ أكْثَرُهُم مُؤْمِنِينَ . وإنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزيزُ الرَّحِيمُ . الآيات 159 ـ 175} . 4) في سورة الحجر : قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أيُّهَا الْمُرْسَلوُنَ . قَالوُاْ إنَّآ أُرْسِلْنَاَ إلىا قَوْم ٍ مُّجْرمِينَ . إلاّ ءَالَ لُوط ٍ إنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أجْمَعين . إلاَّ امْرَأتَهُ قَدَّرْنَآ إنَّهَا لَمِنَ الْغَـاـبرينَ . فَلَمَّا جَآءَ ءَالَ لُوط ٍ الْمُرْسَلُونَ . قَالَ إنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ . قَالُواْ بَلْ جئْنَـاـكَ بمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَروُنَ وَأَتَيْنَـَاكَ بالْحَقّ ِ وَإنَّا لَصََـاـدِقـُونَ . فَأسْر ِبأهْلِكَ بقِطْع ٍ مِّنَ الَّيْل ِ وَاْتَّبعْ أدْبَـاـرَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أحَدٌ وَاْمْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ . وَقَضَيْنَآ إلَيْهِ ذَالِكَ الأمْرَ أنَّ دَابرَ هَـاـؤُلآءِ مَقْطُوعٌ مُصْبحِينَ . وَجَـآءَ أهْلُ الْمَدينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ . قَالَ إنَّ هَـاـؤُلآءِ ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ . وَاْتَّقُواْ اللهَ وَلاَ تُخْزُونِ. قَالُواْ أوَ لَمْ نَنْهَكَ عَن ِ الْعَـاـلَمِينَ . قَالَ هَـاـؤُلآءِ بَنَاتِيَ إن كُنتُمْ فـاـعِلينَ . لَعَمْرُكَ إنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهمْ يَعْمَهُونَ . فَأخَذَتْهُمُ الْصَّيْحَةُ مُشْرقِينَ . فَجَعَلْنَا عَـاـلِيَهَا سَافِلَهَا وَأمْطَرْنَا عَلَيْهمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيل ٍ. إنَّ فِي ذّالِكَ لآيَـاـتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ . وَإنَّهَا لَبسَبيل ٍ مُّقِيم ٍ. إنَّ فِي ذَالِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنينَ . الآيات 57 ـ 77 } . 5) في سورة هود : فَلَمَّا ذَهَبَ عَـنْ إبْرَاهيـمُ الرَّوْعُ وَجَــآءَتْهُ الْبُشْرَىا يُجَـاـدِلُنَا فِي قَوْم ِ لُوط ٍ . إنَّ إبْرَاهِيمَ لَحَليمٌ أوَّاهٌ مُّنِيبٌ . يَـاـإبْرَاهِيمُ أعْرضْ عَنْ هَـاذَآ إنَّهُ قَدْ جَـآءَ أمْرُ رَبِّكَ وَإنَّهُمْ ءَاتِيهمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُود ٍ . وَلَمَّا جَـآءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِى~ءَ بهمْ وَضَاقَ بهمْ ذَرْعاً وَقَالَ هَـاذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ . وَجَـآءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيئَاتِ قَالَ يَـاـقَوْمِ هَـاـؤُلاَءِ بَنَاتِى هُنَّ أطْهَرُ لَكُمْ فَاْتَّقُواْ اللهَ وَلاَ تُخْزُون ِ فِي ضَيْفِى~ ألَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ . قًالوُاْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُريدُ . قَالَ لَوْ أنَّ لِي بكُمْ قُوَّةً أوْ ءَاوى~ إلَىا رُكْنٍ شَدِيد ٍ. قَالوُاْ يَـاـلُوطُ إنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوَاْ إلَيْكَ فَأسْر ِ بأهْلِكَ بقِطْع ٍ مِّنَ الَّيْل ِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أحَدٌ إلاَّ امْرِأتَكَ إنَّهُ مُصِيبُهَا مَآ أصَابَهُمْ إنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ألَيْسَ الصُّبْحُ بقَريبٍ . فَلَمَّا جَآءَ أمْرُنَا جَعَلْنَا عَـاـلِيَهَا سَافِلَهَا وأمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجـَارَةً مِّن سِجِّيل ٍ مَّنضُود ٍ . مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّـاـلِمِينَ ببَعِيد ٍ . الآيات 74 ـ 83 } . 6) في سورة الأعراف : { وَلُوطاً إذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أتَأتُونَ الْفَـاـحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بهَا مِنْ أحَد ٍ مِّنَ الْعَـاـلَمِينَ . إنَّكُمْ لَتَأتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُون ِ النِّسَآءِ بَلْ أنْتُمْ قَوْمٌ مُّسْرفُونَ . وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إلاَّ أن قَالُواْ أخْرجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ . فَأنجَيْنَـاـهُ وَأهْلَهُ إلاّ امْرَأتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَـاـبرينَ . وَأمْطَرْنَا عَلَيْهم مَّطَراً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَـاـقِبَةُ الْمُجْرمِينَ . الآيات 80 ـ 84 } . أما التعريف ، أو العنوان العام لشذاذ الجنس ، فهو أن كل نوع مـن أنـواع الإستمتاع الجنسي ، يخرج عن مضمون التشريع الإلـاـهي الذي فـي قولـه تعالـى : { نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأتُواْ حَرْثَكُمْ ... . سورة البقرة الآية 223 } . هو عملية زنى ، والزنى معروف أنه من كبائر المحرمات ، فيما شرع الله من بدء الخليقة إلى قيام الساعة ، وعليه حدود وله عقوبات ، تتناسب مع وصف الجريمة ودرجتها ، سواء كان بين المثلين ، أو ما يحصل بين عازب وعازبة ، أو بين أيم ومحصن ، أو ما يقع بين المحصنين (المتزوجين ) من الجنسين ، أو ما كان أفظع من كل ذلك ، كالزنى بالأم أو بالبنت أو بالأخت أو بالعمة أو بالخالة أو بزوجة الإبن أو بزوجة الأب أو بأم الزوجة أو بالربيبة ، أو بأية قريبة من المنصوص عليهن في القرآن المجيد : أنظر سورة النساء الآيات 22 ـ23 ـ 24 . ويرى الفقه الاسلامي ان النظافـة والأمـن والعافية ، والأخلاق والشهامة والكرامة والفروسية ، التي رافقت المجتمعات الإسلامية وبنسبة ممتازة حتى أيامنا هذه ، إلا بنعمة الشرائع الإلـاـهية ، حيث أن المسلمين الأسوياء يحتكمون ويتحصنون نفسياً بهذه الشرائع التى هي رأفة باطنـة بالأفراد والمجتمعات ، ومنهجية تربوية ، لم يستطع بعد أن يدركها لا علماء النفس ، ولا علماء التربية ولا علماء الإجتماع ، لأن الغربيين منهم ، يتعاملون معها بعداء مسبق ، بسبب عدائهم أصلاً للإسلام ، أما الشرقيون منهم فعداؤهم كذلك، لكنما هو نتيجة ضعف الشخصية ، والتبعية ، والتلقين . لذلك كانت المجتمعات الإسلامية ، وما زالت ـ رغم فجور الإذاعات والتلفزة وجميع أجهزة الإعلام المتداولة ـ يحكمها الإيمان بالله ، والأخلاق الدينية ، أكثر مما يحكمها القهر الإعلامي ، والتوجيه الرسمي ، إلى التهتك والعلمنة والتفلت .. ثم إلى الهاوية . و قد حارب الإسلام هذه الجريمة البشعة و جعلها من الكبائر و الفواحش المنكرة . قال سبحانه و تعالى و لوطاً إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين إنكم لتأتون الرجال شهوة دون النساء بل أنتم قوم مسرفون } - سورة الأعراف : الآيات 80 : 81 .
الاتصال الجنسي الفموي :
و هي أكثر الشذوات الجنسية ممارسة و التي يبتغى من ممارستها الحصول على اللذة الجنسسية سواء مع شريك من نفس الجنس أو من الجنس الآخر كلعق الفرج و مص البظر أو مص القضيب . و قد تحصل هذه العادة بمشاركة الحيوانات كعادة لعق الكلاب لفروج أصحابهن من النسوة حتى تبلغ الواحدة مبتغاها .
و كل هذه الاتصالات يمكنها أن تنقل الأمراض الزهرية و خاصة الافرنجي و السيلان ، كما تختص الكلاب بنقل عدد من الأمراض الفتاكة .
و من الناحية الشرعية ، فهي إن حصلت بين الزوج و زوجته ، فإنها تبقى ضمن حدود المداعبة الزوجية المشروعة ، إذ قد أبيح لهما ما هو أشد منها و هو الجماع [ يقول زين الدين بن عبد العزيز الليباري في كتابه فتح المعين لشرح قرة العين بمهمات الدين : يجوز للرجل كل تمتع من زوجته بما سوى حلقة الدبر و لو بمص بظرها أو استنماء بيدها لا بيده . و يذكر العلامة أبي بكر المشهور بالسيد البكري في حاشية إعانة الطالبين شارحاً قوله : و لو بمص بظرها : أي و لو كان التمتع بمص بظرها فإنه جائز ] . - الجزء الرابع من كتاب " روائع الطب الإسلامي " .
أما إن حصل الاتصال الجنسي الفموي بين شريكين غير متزوجين ، أو بين شخصين من جنس واحد أو مع البهائم ، فهي حرام قطعاً لما فيها من ابتغاء اللذة في غير ما أحل الله ، و من كشف للعورات أو لمس لها .
السادية Sadism :
هي تحقيق المتعة الجنسية من خلال إلحاق الأذى من قتل أو ضرب أو إحداث جروح ممضة في الشريك الآخر . و هذا التصرف محرم في الشرع ضمن قاعدة لا ضرر و لا ضرار و لما رواه البخاري عن النبي صلى الله عليه و سلم قوله : " لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها في آخر النهار " .
المازوشية :
و هي على عكس السادية ، التلذذ الجنسي عند تلقي الإهانة أو الضرب و الجلد بالسوط و غيره من الممارسات المؤلمة . و الإسلام قد كرم الإنسان فما يجوز له شرعاً أن يذل نفسه بمثل هذه الممارسات .
و قد نشرت مجلة التايم نتائج إحصائيات جرت في الولايات المتحدة الأمريكية أن ستة ملايين زوجة يتعرضن للضرب من قبل أزواجهن كل عام و أن حوالي 2 _ 4 آلاف منهن يتعرضن للضرب حتى الموت ، و أن الشرطة يقضون 33 % من وقتهم في الرد على مكالمات حوادث العنف المنزلي .
الاحتكاك الجسدي :
و هو شذوذ يمارسه بعض الشبان في وسائل النقل و أثناء الازدحام من محاولة الاحتكاك بجسد امرأة من فوق ثيابها للحصول على المتعة من خلال هذا الاحتكاك .
و هذا حرام قطعاً لقول النبي صلى الله عليه و سلم : " لئن يطعن رأس رجل بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له " [ صحيح الجامع الصغير و زيادته ، و قال الألباني حديث صحيح ] .
العادة السرية :
و تدعى عادة الاستنماء باليد ، و سماها العرب " جلد عميرة " و هي مداعبة الإنسان لأعضائه التناسلية حتى بلوغ النشوة أو القذف .
و هي حرام عند الأئمة الأربعة لقوله تعالى :
{و الذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فألئك هم العادون} [ سورة المؤمنون : الآيات 6 : 7 ] .
فالشرع لم يبح للإنسان أن يروي غليله أو أن يشبع حاجاته الجنسية إلا في إطار الزواج المشروع ، و الاستننماء باليد ابتغاء للذة وراء هذا الإطار ، و هنا موضع التعدي .
غير أن الإمام احمد قال بجواز اللجوء إليها عند فورة الشهوة و في حدود الضرورة و اشترط لذلك عدم استطاعة الزواج و خشية الوقوع في الزنى .
أما الاستننماء بيد الغير ، فهو سواء حصل بين شريكين من جنس واحد أو من جنسين مختلفين فهو حرام قطعاً ما لم يحصل بين زوجين إذ يمكن اعتبارها حينئذ ضمن حدود الملاعبة و المعاشرة الزوجية المشروعة .
الجنسية المثلية Homosexuality :
و هي أهم أشكال الشذوذ الجنسي شيوعاً و أكثرها قذارة ، و تعرف بأنها علاقة جنسية بين فردين من نفس الجنس ، سواء بين ذكرين _ اللواط _ أو بين امرأتين _ السحاق _ .
اللواط :
جريمة عرفتها البشرية قديماً ، و قد ذكرها سبحانه و تعالى على لسان نبيه لوط عليه السلام مخاطباً قومه :
{أتأتون الذكران من العالمين ، و تذرون ما خلق لكم من أزواجكم بل أنت قوم عادون} [ سورة الشعراء : الآيات 165 : 166 ] .
و هو في الحقيقة انتكاس للفطرة و ترد للإنسانية في حمأة الرذيلة و إفساد الرجولة و جناية على حق الأنوثة ، و فيها خراب الأسرة و تدميرها .
و في عصرنا الحاضر فقد أصبح شائعاً بشكل غريب بعد أن أباحته بعض القوانين في أوربا _ القانون البريطاني _ الذي اعترف به كعلاقة شرعية مما زاد في انتشار الأمراض الزهرية إلى حد كبير .
و يؤكد Kinsey : أن 4 % من الشعب الأمريكي شاذون جنسياً . و في بعض الدراسات الحديثة وصلت نسبة الشاذين جنسياً في بريطانيا و أمريكا و السويد إلى 18 _ 22 % من مجموع الرجال .
و قرر الشرع للواطة عقوبة رادعة ، قال صلى الله عليه و سلم : " من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل و المفعول به " .
و قرر الشافعية بأن حد اللواط و هو حد الزنى بدليل ما رواه البيهقي عن أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " إذا أتى الرجل الرجل فهما زانيان " .
و قال المالكية و الحانبلة بةوجوب الرجم في اللواطة سواء كان الفاعل محصناً أو غير محصن ، و يرجم المفعول به أيضاً إن كان بالغاً ، راضياً بالفعل .
و عند أبي محمد و أبي يوسف _ من الحنفية _ أن الحد في اللواطة كالزنى غير أن أبا حنيفة : ذهب إلى أن اللوطي يعزّر فقد و لا يحد ، إذ ليس في اللواطة اختلاط الأنساب ، و لا يترتب عليه حدوث منازعات تؤدي إلى القتل ، و لا يتعلق به المهر ، و ليس هو زنى كما يرى .
و إذا كان الإسلام قد حرم اللواط فقد حرم ما يؤدي إليها فحرم على الرجال كشف عوراتهم أمام بعضهم البعض .
فقد صح عن النبي صلى الله عليه و سلم قوله : " غط فخذك فإن فخذ الرجل من عورته " [ صحيح الجامع الصغير ، قال الألباني : حديث صحيح ، و قد رواه الإمام أحمد و الحاكم عن عبد الله بن عباس ، و في رواية أخرى عن الحاكم عن محمد بن عبد الله بن جحش أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " غطّ فخذك فإن الفخذ عورة " ] . : و حض على التفريق في المضاجع بين الأولاد ، كما حرم على الرجل إتيان زوجته في دبرها .
عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " لا ينظر الجل إلى عورة الرجل و لا المرأة إلى عورة المرأة ، و لا يفضي الرجل إلى الرجل في الثوب الواحد ، و لا المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد " [ رواه الإمام مسلم في صحيحه ، و الإمام أحمد و الترمذي ] .
و اللواطة عدا عن تسببها في نقل و انتشار الأمراض الزهرية المعروفة من سيلان و إفرنجي و غيرها ، فقد ساهمت إلى حد كبير في انتشار وباء الإيدز .
كما أن لها آفاتها الخاصة بها ، فاللواطة هي جماع في الشرج ذلك الموضع القذر المفعم بالجراثيم ، كما أنه غير مهيئ للإيلاج ، فهو مجرى تغلقه عضلات حمراء مخططة تشكل المصرة الشرجية و هي غير قادرة على التمطط و احتواء قضيب الرجل بشكل سوي ، على عكس مهبل المرأة المكون من عضلات قابلة للتمطط إلى حد كبير عدا عن كونه قناة نظيفة لها إفرازاتها الملينة و المرطبة لاستقبال عضو الرجل . و تقسم الآثار السيئة الناجمة عن اللواطة إلى لواطة حادة و مزمنة .
فاللواطة الحادة هي الوطء الشرجي الأول أو القليل العدد و تنجم آثاره الخطيرة إذا تم الفعل قسراً و خاصة عند عدم التناسب بين حجم القضيب و فوهة الشرج ، كما يحصل عند اغتصاب الأطفال بعد التغلب على عمل المصرة الشرجية الدفاعي من شقوق مدماة و من تمزق مختلف العمق في المصرة الشرجية قد تؤدي آلامها المبرحة إلى وفاة الضحية .
كما تنخفض الناحية الشرجية و تأخذ شكل القمع ، و قد تصاب المصرة الشرجية بالشلل فتبقى مفتوحة ولا يقدر المجني عليه على ضبط برازه . و هذا الشلل وقتي قابل للشفاء ، لكنه قد يستمر مدة طويلة .
و نعني باللواطة المزمنة الأعراض الناجمة عن استمرار تعاطيها مع رضا الطرفين و يعتبر التشوه القمعي للشرج أهم مظاهرها .
كما يحصل ارتخاء دائم في المصرة الشرجية ، فتنتفخ الفوهة الشرجية لأقل جذب و يبرز منها الغشاء المخاطي للمستقيم ، و قد ينتج عن ذلك سلس غائطي .
كما ينعدم المنعكس الشرجي و تنمحي الثنيات الجلدية و تكثر التقرحات و الشقوق و الأورام الشرجية و التي يمكن أن تتطور إلى آفة سرطانية .
السحاق :
شذوذ تمارسه بعض النسوة ، و هو لقاء جنسي بين امرأتين كما يحصل بين الأزواج من احتكاك جسدي بقبليهما و عناق و تقبيل و سواها للحصول على المتعة الجنسية .
و هو محرم قطعاً لقول النبي صلى الله عليه و سلم قال : " لا ينظر الجل إلى عورة الرجل و لا المرأة إلى عورة المرأة ، و لا يفضي الرجل إلى الرجل في الثوب الواحد ، و لا المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد " [ رواه الإمام مسلم في صحيحه ، و الإمام أحمد و الترمذي ] .
و قد اتفق الفقهاء عن أن السحاق يشرع فيه التعزير و التأديب و التوبيخ . و تصاب السحاقيات غالباً بانحراف في مركز الشهوة الدماغي حيث يصبحن بارادات جنسياً تجاه أزواجهن أو تجاه الرجال بشكل عام .
إتيان الميتة :
و هو شذوذ جنسي نادر اعتبره الشارع من الفواحش المهينة في حق صاحبها و اتفق جمهور الفقهاء بأن عقوبته التعزير في حين قرر المالكية بأن فاعله يحد كحد الزنى و بأنه أعظم إثماً لأنه تجرؤ على حرمة الميت .
وطء البهيمة :
و هو شذوذ جنسي ينبو عنه الذوق السليم ، و ينتشر في الأرياف غالباً .
و قد اتفق الأئمة الأربعة على أن عقوبته التعزير لفاعله بما يراه الحاكم رادعاً له .
تحريم الوطء في الدبر :
الدبر _ الشرج _ موضع قذر و أذى و غير مهيئ خلقه _ من الناحية الفيزيولوجية _ كما ذكرنا في مبحث اللواطة لإيلاج العضو المذكر فيه لعدم قدرته على التمطط بما يناسب العمل و لإمكانية حصول آفات خطيرة فيه كسلس الغائط و الأورام الخبيثة و التشققات المؤلمة و غيرها مما فصلنا فيه هناك .
و إذا كان الاستمتاع واجب للرجل على المرأة ، إذا انتفى العذر بما يحقق الاعفاف و الصون عن الحرام ، فموضع الوطء هو القبل لا الدبر باتفاق المذاهب لقوله تعالى :
{نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} [ سورة البقرة : الآية 223 ] .
أي على أية كيفية : قائمة أو قاعدة ، مقبلة أو مدبرة و لكن في القبل ، أي في موضع الولد للحرث . فالمعاشرة الزوجية أمر مهم في حياة المسلم و ليست المسألة فوضى ولا وفق الأهواء و الانحرافات ، إنما هي مقيدة بأمر الله عز و جل ، فهي وظيفة ناشئة عن أمر و تكليف إذ يقول المولى سبحانه و تعالى :
{فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله} [ سورة البقرة : الآية 222 ] .
فليس الغرض مجرد قضاء الوطر و الاستمتاع ، إنما الغرض الرئيسي هو امتداد الحياة ، و إتيان الزوجة في دبرها محرم و هو سبب من أسباب فض العلاقة الزوجية .
و إتيانها في موضع الإخصاب وقاية لها و لزوجها من التلوث الجرثومي الهائل الذي يحتويه البراز ، ناحية الشرج .
و قد ثبت تحريم الوطء في الدبر في السنة في أحاديث كثيرة :
منها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " ملعون من أتى امرأة في دبرها " [ رواه الإمام أحمد و أبو داود و النسائي ، و قال حديث صحيح ] .
و عنه أيضاً أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " من أتى حائضاً أو امرأة في دبرها أو كاهناً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد " [ رواه الإمام أحمد و أصحاب السنن ] .
و ما رواه عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم : " أقبل و أدبر و اتق الحيضة و الدبر " [ رواه الترمذي ] .
و ما رواه عمر بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه و سلم و قد سئل عن الذي يأتي امرأته في دبرها : " هي اللوطية الصغرى " [ رواه أحمد و النسائي ] .
http://www.science4islam.com/html/3-2-03a.html
http://www.islamicbrain.com/wisdomch5p2.htm
يتبع في القسم الخامس : الشذوذ في مفاهيم الديانة المسيحية
#عصام_البغدادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خطاب الدموع والدم والنار
-
العلاقات الجنسية الشاذة – ج3 – الجانب العلمي
-
العلاقات الجنسية الشاذة –ج 2- أمراض الشواذ
-
العلاقات الجنسية الشاذة –ج 1- قضايا
-
بريجيت باردو
-
أحزمة الموساد المشعة
-
مستقبل العلاقات العراقية الدولية
-
إنجاز كبير لشركة الياهو
-
الاصلاح السياسيى
-
مبروك للمرأة العراقية
-
الديمقراطية الوطنية
-
المرشح الحقيقي
-
القادة الاستخباريين
-
رسالة كاسترو لبوش: سأكون في المقدمة
-
-الاحذية الطائرة..احدى الادوات الحضارية الثقافية للعراقيين ا
...
-
الرسائل والسيارات المفخخة
-
الشيخ الاستاذ المهندس
-
أتهامات ضد القذافي- حاكم ليبيا توزع بالبريد الالكتروني
-
الرياضى العربي والاولمبياد
-
مجلس الحكم والعلم العراقي
المزيد.....
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول
...
-
اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
المزيد.....
-
الجندر والجنسانية - جوديث بتلر
/ حسين القطان
-
بول ريكور: الجنس والمقدّس
/ فتحي المسكيني
-
المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم
/ رشيد جرموني
-
الحب والزواج..
/ ايما جولدمان
-
جدلية الجنس - (الفصل الأوّل)
/ شولاميث فايرستون
-
حول الاجهاض
/ منصور حكمت
-
حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية
/ صفاء طميش
-
ملوك الدعارة
/ إدريس ولد القابلة
-
الجنس الحضاري
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|