أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علاء الفزاع - القاعدة والاستثناء: ابن لادن والغوييم














المزيد.....

القاعدة والاستثناء: ابن لادن والغوييم


علاء الفزاع

الحوار المتمدن-العدد: 876 - 2004 / 6 / 26 - 08:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


من المثير إجراء مقارنة بين فكر عصابات اليهود المتطرفين والجماعات (الجهادية) التي تستقي فكرها ونهجها أساسا من فكر (الشيخ) أسامة. هذه المقارنة ليست شطحة فكرية، ولا تجنيا ولا تعسفا في المقاربة. بل إن كل المبررات موجودة لذلك.
الشيخ وأتباعه يرون أنهم يحققون إرادة إلهية على الأرض. إنهم هم المسؤولون عن تحقيق دولة الخلافة كما يرونها. إنهم وحدهم مختارون من بين البشر الضالين ليحملوا عبء الأمانة الإلهية. اليهود بدورهم-وخصوصا المتطرفون منهم- يرون أنهم شعب الله المختار، المميز عن باقي البشر، الغوييم، الأغيار، الضالون، الدونيون. وهم المسؤولون عن إعادة دولة الرب (إسرائيل) إلى الوجود بعد آلاف السنين من اختفائها. كلاهما يرى نفسه القاعدة، والصواب، ويرى باقى البشر كاستثناء، وكخطأ يجب تصحيحه.
الشيخ وأتباعه كانوا يعزلون أنفسهم عن مجتمعاتهم التي ولدوا وعاشوا فيها. إنها مجتمعات كافرة، لا تحكم بالشريعة الإلهية –كما يفهمها هؤلاء-وبالتالي فإن الانعزال عنها وتجنب (مفاسدها) هو مكسب في نظر هؤلاء. إن المحافظة على نقاء العقيدة يتطلب تقليل الاحتكاك إلى أدنى حد ممكن مع المحيط الفاسد المفسد. إنه جيتو، وإن كان جيتو غير مكاني. إنه أقرب إلى أن يكون حجرا نفسيا وفكريا. اليهود يتميزون في مجال الانعزال. الجيتوهات كانت دائما ملاذهم من مجتمعات لم يرغبوا في الذوبان فيها. إن ممارسات الشيخ وأتباعه تعادل ممارسات اليهود، وهي جميعها تؤدي إلى زيادة المسافة بينهم وبين مجتمعاتهم، وزيادة عدم الفهم، وزيادة الشك، الذي يؤدي في النهاية إلى فقدان كل صلة.
وهكذا فإن الشيخ وأتباعه وصلوا إلى نفس النتيجة التي وصلها اليهود: الهجرة من المجتمع إلى وطن جديد نظيف. يجب المحافظة على القاعدة من تلويث الاستثناء. بعد قرون من المعاناة توصل اليهود إلى فكرة أن يهاجروا من أوطانهم التي لم يستطيعوا التكيف فيها إلى وطن ما يكون وطنهم، ويعيشون فيه كما يريدون. وشاء سوء حظنا-ومصالح الدول الاستعمارية وقتها-أن يكون ذلك الوطن هو فلسطين. اللادنيون توصلوا إلى أنهم يجب أن يهجروا مجتمعهم الفاسد. وشاء سوء حظ الأفغان-ومصالح الأمريكان-أن تكون أفغانستان هي الوطن الذي يسعون إليه. وتوصلوا إلى قمة ما يتمنون مع تولي حركة طالبان. وتمت تسمية أمير المؤمنين الملا عمر كخليفة!
ولكن ذلك الوطن لم يكن فارغا! وهكذا فإن العنف كان مبررا. مارس اليهود عنفا يكاد يفوق ما تعرضوا له في أوروبا، واضطهدوا أصحاب الأرض الأصليين، ومارسوا القتل والإرهاب. وكل ذلك في سبيل إنشاء دولة الرب، وتجميع أبنائه من الشتات، حتى ولو كان ثمن ذلك هو أرواح بريئة. اللادنيون بدورهم بدأوا حربا مقدسة على حكام الطاغوت. الوسيلة الناجعة فيها هي العنف. وحيث أن (الطاغوت) قوي فإن حملات هؤلاء المجاهدين توجهت نحو الأهداف الأسهل، فانطلقت التفجيرات تطال في البداية أهدافا محددة، ثم أخذت تتوسع لتطال أعدادا أكبر من المدنيين الذين هم أسهل الأهداف.
العقلية واحدة، والنتيجة واحدة: فكر عنصري ظلامي. لا فرق في النهاية بين من يقتل الأطفال في غزة وجنين، ومن يرتب التفجيرات في شوارع بغداد والرياض. ولا فرق في النهاية بين السيد الظواهري والإرهابي افيغدور ليبرمان. ويبقى الفكر المتطرف خير نصير للفكر المتطرف، حتى لو اصطدما ظاهريا.



#علاء_الفزاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بروميثيوس خلف هويمل
- موسيقى الجنازير
- نشيد وتحدي
- تفاؤم
- أرض الآلام
- ما بعد الحداثة: مقاربة سوسيولوجية
- الفقسة
- دور الأحزاب في تعطيل الديموقراطية


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علاء الفزاع - القاعدة والاستثناء: ابن لادن والغوييم