|
نعم لاتحاد الشعب...لكن
عادل امين
الحوار المتمدن-العدد: 2885 - 2010 / 1 / 11 - 22:04
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
الإنتخابات البرلمانية على الأبواب ، لا يفصلنا عنها سوى شهرين، وكل الكتل والتحالفات تشحذ الهمم لكسب الناخبين إلى جانبها، ولا تدخر وسيلة إلا وتستخدمها لهذه الغاية ، المشروعة منها وغير المشروعة، طالما المسألة تتعلق بتسلق جدار السلطة ، وهذه هي طبيعة الصراعات والمنافسات في أية عملية سياسية، حتى في الدول الأخرى ذات النظم البرلمانية ، وتختلف مشروعية تلك الوسائل من عدمها حسب درجة تجذر الثقافة الإنتخابية والديمقراطية من مجتمع إلى آخر ، لذا وضعت الضوابط للسلوك الإنتخابي وكذلك العقوبات الرادعة لمخالفيها، رغم ذلك تجري أحياناً بعض الخروقات وإن كانت بنسب أقل، فما بالك بالوضع العراقي ؟ الحديث العهد بالممارسة الديمقراطية والإنتخابية ، وساحته تعج بالأحداث والإحتمالات، التي يصعب أحيانا حتى تحديد مسارتها المستقبلية . تجري الإنتخابات في ظل أوضاع تتغلب فيها على شريحة من الناخبين إن لم اقل على اقسام كبيرة منه حالة اليأس والإحباط ، الناتجة عن جملة من الممارسات السلبية تمس حياة المواطنين مباشرة من النواحي المعيشية والأمنية والخدمية والإدارية والفساد ...الخ، وتتحمل مسؤولية تلك الممارسات، أطراف عديدة، بدءاً بالبرلمان ومروراً بالحكومة وانتهاءاً بالكتل السياسية الكبيرة ، المتنفذة منها في الحكومة أو المهيمنة على الساحة السياسية، مما أدت الى خلق حالة من الجزع عند تلك الشريحة، قد يدفع بهم إلى العزوف عن المساهمة في الإنتخابات، وهذه من البدايات السيئة لدولة تحاول الشروع لخلق نظام ديمقراطي برلماني . لكن الذي يعنيني ويهمني هنا، هو وضع قائمة إتحاد الشعب، والمناقشات الجارية بين جمهور هذه القائمة، بين من يؤيد بحماس المشاركة في الإنتخابات والتصويت لإتحاد الشعب دون أن تراوده أية شكوك من الفوز، وبين من تنتابه الظنون من جدوى التصويت ويغلب عليه الإعتقاد من أن صوته سيكون هدية مجانية للقوائم الكبيرة التي لا ينوي بالأساس التصويت لها، من البديهي أن تصارع الأفكار وتنوعها داخل الكيان الواحد هي حالة صحية لا خوف منها ، لاسيما أن الطرفين هما جماهير الحزب، سواء كانوا في داخل التنظيم أو خارجه، والكل يحدوه الأمل في ان يجد الحزب موطئ قدم في البرلمان القادم . لكن الذي يؤسف له هو نفور البعض في خضم هذه المناقشات من آراء وملاحظات الآخرين، واستخدام التعابير والنعوت وإطلاقها عليهم دون الإمعان في مردوداتها السلبية، وكأن المناقشات تتم بين أطراف متعادية، متناسين من أن تصارع الآراء ووجهات النظرهو الإسلوب السليم للوصول إلى القرارات الصائبة، كلنا ذقنا في المراحل السابقة من تأريخنا مرارة استخدام تلك الخطابات والنعوت، وخسرنا الكثير من الطاقات والمناضلين والتجمعات من جرائها، عندما كنا نجزم بأننا، نحن فقط من يمتلك الصواب المطلق، والآخرين لا يمتلكون غير الخطأ ونضعهم في النهاية في صف المناوئين، أليس بالأمكان الآن الإتعاظ من التجارب السابقة، في التعامل مع الرأي الآخر، ودون الدهشة أوالجفلة منه ؟ سواء من الذين داخل الحزب أو الذين خارجه، هنا أتساءل، أين هو وجه الخلل لو إعتقد أي رفيق أو صديق أو المحَ ، بأنه كان على الحزب بعد الإخفاق في تشكيل قائمة أو كتلة علمانية وديمقراطية كبيرة لخوض الانتخابات، إختيار واحد من البديلين، أما الدخول في التحالف مع إحدى القوائم الكبيرة لخوض الإنتخابات، أو مقاطعتها ؟ وأنا واحد من هؤلاء، ولا أعتبر البديل الأول إنبطاحياً ولا الثاني إنعزالياً، ورغم هذا أو ذاك، ساعطي صوتي لقائمة إتحاد الشعب، وفي نفس الوقت لا يغيب عن تصوري، من أن صوتي بموجب القانون الإنتخابي المعدل، سيذهب إلى القوائم الكبيرة، التي لا أنوي التصويت لها، الكل يعرف أن القانون الإنتخابي المعدل، الذي ناضلت اغلب الكيانات الصغيرة لأجله، لم يأتِ بما يرتجى منه، وبالتالي خرج بالرغم من كل ما فيه من الأمور الإيجابية ، بالشكل الذي لا يصب في جوانب منه في صالح الكيانات الصغيرة، خاصة المواد المتعلقة بالأصوات المتبقية والمقاعد التعويضية، فهي سلب عن غير حق وعطاء من غير وجه حق، في مثل هذه الحالة، لماذا نضع أصوات إتحاد الشعب بكل كرم وسخاء على لائحة كسب القوائم الأخرى وندير لهم ظهورنا ونسير، ودون ان يكون لنا أي موقع بينهم ؟ أن معظم الأفكارالتي تُطرح لتبرير ذلك، ليست مقنعة بما فيها الكفاية ، أنا أولي أهمية كبيرة في أن يجلس ممثلوا الحزب تحت قبة البرلمان، ليس لمكاسب مادية أو وظيفية ، وإنما لإيماني بأن الصوت الذي يلعلع داخل البرلمان أكثر تأثيراً على الأحداث، وأكثر وقعاً على أذهان الجماهير من الصوت ذي الإمكانيات المحدودة الذي يأتي من خارج البرلمان حتى وإن كان صوتاً صادقا ، وفي نفس الوقت أسهل تمريراً حتى إلى المحافل الإقليمية والدولية ، لكن هل أن ظروف العملية السياسية، والقانون الإنتخابي المعدل، وإمكانيات الحزب الحالية، وخوضه العملية الإنتخابية بمفرده(تقريباً) تساعده للوصول إلى هذا الهدف ؟ لو ءأخذُ مسافة من المثاليات والجمل الحماسية، وأرجع إلى منطق التفكير والتحليل، وأستمدُ مبرراتي من حالة العملية السياسية وتعقيداتها وموازين القوى، أقول أنا غير متيقن من ذلك ! .
#عادل_امين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحزب الشيوعي العراقي والتحالفات المجدية
المزيد.....
-
ماذا قالت أمريكا عن مقتل الجنرال الروسي المسؤول عن-الحماية ا
...
-
أول رد فعل لوزارة الدفاع الروسية على مقتل قائد قوات الحماية
...
-
مصدران يكشفان لـCNN عن زيارة لمدير CIA إلى قطر بشأن المفاوضا
...
-
مباشر: مجلس الأمن يدعو إلى عملية سياسية شاملة في سوريا بعد ف
...
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
المزيد.....
|