|
العالم العربي و بدعة الحداثة
عبد الهادي وهبي
الحوار المتمدن-العدد: 2885 - 2010 / 1 / 11 - 17:36
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
لقد سالت أقلام العديد من المفكرين العرب عن الحداثة و ما بعدها في عالم العربي ، وأسسوا لها انطلاقا من مرجعيات غربية ، لم نعشها في عالمنا العربي، و سوف أحاول مناقشة موضوع الحداثة و موقعنا منها ، و هل نحن عشنا الحداثة ، حتى نعيش ما بعدها . لم يكن مفهوم الحداثة في اوربا بمحض الصدفة ،يعني ذلك أن هناك ظروفا سياسية و فكرية و اقتصادية مهدت لذلك ، و التي يمكن أجمالها اختصارا في الاتي .
-انه من الصعب تحديد تأريخ لمفهوم الحداثة من حيث تاصيل جدورها في الثقافة الغربية ، فالتحولات الكبرى في اوروبا و التى بدات في العصور الوسطى و الحروب الدينية اي بين السلطتين الدينية – المتمثلة في الكنيسة و رجال الدين – و السلطة الزمنية – المتمثلة في الأنظمة السياسية التى كانت خليطا من المملكات و الكيانات الصغرى ، هذا الصراع الذي استمر سنوات ، تمخض عنه الركيزة الاولى للحداثة – ودائما في المفهوم الغربي – وهي فصل الدين عن الدولة العبارة الغربية المعروفة – ما لقصر لقيصر و ما لله لله – ننتقل الى المستوى السياسي يمكن ان نحدده اساسا في الحركات القومية و الليبيرالية في اوروبا الى الحربين العالميتين الاولى و الثانية ، و ما طبع دلك من من احداث دامية و لا ننسى هنا المواثيق العالمية المتعلقة بحقوق الانسان ..... انتجت هذه الصراعات السياسية ، الدول الاوربية الحالية بحدودها المعروفة حاليا وهي الركيزة الثانية للحداثة الغربية ، ثالثا المستوى الاقتصادي و المتمثل في الثورثين الفلاحية و الصناعية الى الثورة التكنولوجية و قد لعب النطام الراسمالي هنا دورا اساسيا لا يمكن ان نتجاهله ، و هو الركيزة الثالثة للحداثة ، ولا بد من اضافة الجانب الاجتماعي و البشري ، بداية من النهضة الاوربية الى اختراع الانسان الالي الى الانترنيت. اذا أخدنا هذه المعطيات ، و حاولنا ان نجد لها أمثلة اليوم في العالم العربي الاسلامي ، من حيث الجانب الديني ، فالاسلام مجرد مصدر من مصادر التشريع فلا نحن اخدنا به كليا في اقتصادنا و سياستنا و مجتمعنا ، و لا نحن فصلناه عن الدولة، و العربية السعودية في واقعها الحالي لا تمثل النموذج العربي للدول الاسلامية ، و اصلا لا وجود لنموذج اسلامي حقيقي الجانب السياسي ، هنا لا يمكننا ان ننسى التضحيات الجسام التي قدمها أسلافنا منذ القدم الى الحملات الاستعمارية على خلال القرنين 19 و 20 م من أجل الحفاظ على استقلال العالم العربي من كل عدو و مستغل أجنبي ، ولكن اليوم كل هذه التضحيات ضربت على عرض الحائط و من يحكم الدول العربية الان هم من أبناء مساعدي الاستعمار أما الجانب الاقتصادي ، فاقتصادنا ليس رأسماليا ولا اشتراكيا بل اقتصاد تتحكم فيه عصابات المال و الجاه و العشيرة و العصبية و الاستقواء بالعدو حتى الصهيوني ، ، الجانب الأخير هو الجانب الفكري الاجتماعي ، و ندرج مثال هناك من المثقفين في الجامعات و المعاهد العربية لا يسحسنون استغلال وسائل الاتصال الحديثة كالأنترنيت و غيره ، نقطة أخرى انظر الى نسب الأمية ، و البطالة و الرشوة ...... ، و طلبة الجامعات لا يستطيعون اقامة ندوة فكرية او مسابقات ثقافية والاكثر من هذا عندما نجد بعض المفكرين العرب او الفنانين الذين يتحدثون عن الامية في بلدانهم و ينسون أنفسهم على أنهم على قمة الامية مادامو لا يتكلمون الا لغة المستعمر الفرنسي و الانكليزي و لا يحسنون لغتهم الأم اي العربية .
و بالنتيجة ، فالحداثة في العالم العربي بشكل عام ،مزورة ز مشوهة لا أساس لها الى حد اليوم ، و من يدعي أننا حداثيين ، فهو مخطئ تماما ،ما دام اننا نتحدث بمرجعيات غربية لم نعشها بعد ، أما ما بعد الحداثة ، فهذا أمر لا طائلنا به ، ولنكن صرحاء مع انفسنا و كفانا ، من مثل هذه البدع و الترهات التي لا تنم للواقع بصلة تامة . اني اصرح لاول مرة على اننا نحتاج اليوم الى ثورة سلمية حتى لا يعتقد احد انني اريد العنف ، با اني اكرهه و ضد كل من يمارس العنف بكل اشكاله ، و هذا الاعتقاد نابع من ديني الحنيف الذي يجرم القتل او الاعتداء على احد بدون سبب -حتى لا اعمم على احقية المقاومة في فلسطين و العراق ـ هذا التغيير الجدري يجب ان يشمل جميع المجالات بدا من السياسة الى المجتمع و الثقافة من أجل وضع الاسس العربية و الاسلامية الحقيقية لحداثة غربية اسلامية بعيدة عن التصدير ة المحاكاة الغربية ...
#عبد_الهادي_وهبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا اعادة هيكلة العقل الديني بالمغرب
المزيد.....
-
بريطاني يحقق رقما قياسيا عالميا بزيارة 42 متحفا في أقل من 12
...
-
ترامب يجدد تهديده باستعادة قناة بنما: أمريكا ستتحرك -بقوة- .
...
-
وزير خارجية أمريكا يحذر رئيس بنما: تحركوا ضد الصين وإلا -سنت
...
-
ماسك: ترامب وافق على إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
...
-
الكويت.. سقوط عصابة -الثعلب المصري-
-
وزير الكهرباء السوري يكشف عن خطط لزيادة ساعات الوصل وتحديات
...
-
تايلاند تسهل إجراءات السفر وتقدم مزايا جديدة للسياح
-
باكستان.. مقتل شرطي خلال حملة تطعيم ضد شلل الأطفال
-
تعليق إيراني بشأن -حقائب أموال ترسل إلى لبنان-
-
بسبب مقاطعة خطاب زيلينسكي.. استبعاد حزبين في ألمانيا من مؤتم
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|