عمر الفاتحي
الحوار المتمدن-العدد: 2884 - 2010 / 1 / 10 - 17:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الاصلاح السياسي كمطلب تسعى إليه كل الشعوب ، خاصة في منطقتنا العربية
أصبح مطلبا ملحا، فلا تنمية إقتصادية واجتماعية في غياب المشاركة الشعبية
في تدبير الشأن العام ، مركزيا وجهويا ومحليا . مرحلة الزعيم والقائد الأوحد
والملهم ً والسياسات الرشيدة والحكيمة ً ولت إلى غير رجعة ، وكل نظام سياسي
مهما كانت طبيعته ، سواء نظام الحزب الوحيد ، أو ذو تعددية سياسية ،يجهل
هذه الحقيقة معرض للزوال ، حتى لو كان يبدو ظاهريا ، إستحالة ذلك .
مسؤولية الحكم لن ينظر إليها الشباب اليوم من زواية أنها هبة إلهية ، أو حق مكتسب
فرضته سيرورة تاريخية ، بل من خلال شرعية جديدة – إن صح هذا التعبير –
يكتسبها الحاكمون إذا إستجابوا لمطامح شعوبهم في التغيير والاصلاح ، بدلا
من إعتبار المطالبة بالاصلاح ً مؤامرة تحكمها أجندة أجنبية ً!
التغيير قادم في اللعالم العربي ، ولن تقف في وجهه ، أجهزة المخابرات بكل صنوفها
وألوانها ولاترسانة القوانين الجزائية المقيدة للحريات العامة ، والتي يتم قياسها
على مقاس الانظمة الحاكمة من خلال دساتير ممنوحة ولاتعبر حقيقة عن مطالب شعوبها
في الاصلاح والتغيير .
على إمتداد الوطن العربي ،والاسلامي ، نرى هنا وهناك محاولات للاصلاح والتغيير
لكن مدى هذه الاصلاحات ، يتوقف على طبيعة النظام السائد . ففي الانظمة الشمولية
وشبه الشمولية هناك إصلاح ً من داخل النظام نفسه ، أي التغيير في طل الاستمرارية
بنفس الوجوه ونفس الممارسات ونفس السياسيات مع رتوشات لايهام الشعوب بأن هناك
إصلاح ، الاصلاح الذي يمليه الحاكم وليس عبر صناديق الاقتراع النزيه والحر ، وليس
الاقتراع الذي تفرضه لوبيات تتلقى توجيهاتها من الزعيم أو القائد أو المرشد !
بمقابل هذه المحاولات الرامية إلى الاصلاح ، ماذا نجد في العالم العربي ، نخبة مسيسة
ومثقفة معارضة ، تواجه بأشعب صنوف القمع والترهيب والاقصاء في ظل الانظمة
ذات الحزب الوحيد وما شابهه ، وفاعلين سياسين وحزبيين وحقوقيين في الانظمة
ذات التعددية السياسية ، تعرف نوعا من الديمقراطية ، لكن هامشها محدود . هؤلاء
يعانون أزمة هوية حقيقية ، والشارع العربي مل منهم ، وأصبح يعتبرهم مجرد
تجار سياسة غايتهم الحصول على مكاسب ومغانم السلطة ، وهذا ما يفسر ظاهرة
العزوف السياسي لدى الشباب وعدم انخراطهم في ممارسة العمل السياسي ، اللهم
إلا من تنظيمات وأحزاب إسلامية لها مصداقية ، تحاول ورغم صنوف الحصار
والقمع والاقصاء ،إرجاع الثقة للشباب والمساهمة في تغيير الأوضاع السائدة
المتردية وعلى كافة المستويات ، إما من داخل الأنظمة القائمة ، وإما من خارجها .
الرباط في :10/1/2010
#عمر_الفاتحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟