أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - نحن مابين قردنة دارون ونغالة المعري !!!














المزيد.....

نحن مابين قردنة دارون ونغالة المعري !!!


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 2884 - 2010 / 1 / 10 - 12:26
المحور: الادب والفن
    



يشير تشارلز دارون ،في نظريتة مثار الجدل بين الشرق والغرب بل العالم اجمع ، الى تطور ونشوء الكائنات والبقاء للاصلح وان اسلافنا الأقرب شبها هم فصيل معين من القردة ، بينما تتنافى الرؤية الدينية مع النظرية اذ لايرد في الكتب السماوية خلق قبل " سيدنا آدم " عليه السلام . وهذا الساتر الكونكريتي بين الرؤيتين لا يمنع انهارا وسواقي من الحبر ومجلدات من الورق تكتب منذ ولدت النظرية على يد عفريت من عفاريت العلم . "ولد دارون في 1809 ـ1882 " . انه وزميلان له في العلم هما فرويد 1856 ـ 1939 وانشتاين 1879 ـ 1955 قد اقاما الدنيا واقعداها ، فتبعتهم ملايين وعزفت عن عبقرياتهم ملايين .
ان القردنة التي اشار اليها دارون هي مثار استفزاز وتبرم الدينيين الطهرانيين الذين ينزهون الجنس البشري من اجداد من هذا الفصيل كما يشير دارون ـ ذنبه على جنبه ـ ولكن الطامة الكبرى الذي طلع علينا بها فيلسوفنا الفذ ابو العلاء المعري هي الأفدح والفضيحة التي لاتغطى بغربال اذ راح ينتهك الرس والعرق القديم بل العريق ! كيف ؟
يدفع ابو العلاء المعري بالمساجلة الفلسفية الى مهوى خطير يؤآخذ عليه من قبل اساطين التيار الفلسفي المثالي في انه تجاوز الحدود في شطحاته الشعرية وشذراته الليبرالية واعتمال الذهن في قضية من اخطر قضايا البشرية غموضا ألا وهي قصة الخلق اذ أقر من جهة بقصة آدم وحواء في حالة من استغراب . فهو استفزازي الى درجة من تشغيل ميكانزم الافكار والخيال الى درجة يثير فيها حفيظة المتطرفين وحيث يقول :

اذا ما ذكرنا آدما ً وفعاله
وتزويجه بنتيه لابنيه في الخنا
علمنا بأن الخلق من اصل زنية
وان جميع الناس من عنصر الزنا

وبطبيعة حال الفكر الميال الى عدم كشف المستور ، واستعمال مقص الرقيب الديني او السياسي فان هذه الابيات لتعتبر من الفواحش او التجاوز على الجيل الثاني من عماتنا واعمامنا المتهمين والمتهمات بالفحش حسب المعري الذي ما كان لزوما عليه ان يصعد من المفاكرة ! الى حدود تخدش !
الأ ان معسكرا فكريا آخر في عالمنا المعاصر يتلقط جاهدا افكارا غريبة والتماعات جريئة وشطحات صوفية وبروقا شعرية منطقية او حتى غير منطقية تجدها حقيقة محسوس بها !ويعمل هذا المعسكر على تدوينها . فكم الف فكرة وفكرة تراودنا في العمق من الاخيلة والتصورات والرغبات المقموعة لا نقوم بتحريرها واطلاقها واظهارها بالكتابة عنها او بالتحدث بها ، ورب قائل ٍ لماذا لانظهر عمقنا الفلسفي وحقيقتنا الفكرية وآراءنا في علانية واقعية وشجاعة وشفافية هي جوهرنا . ان الوصول الى حالة من تشابه المظهر بالجوهر اي الصدق بالمحسوس الداخلي بما يجاريه سلوكيا هو ادعى للنزاهة ومعايير الشرف بل هو كسر لقاعدة التخويف والتحريف . نحن نظهر للطبيب النفساني معاناة وقساوات مرعبة لماذا لانكتبها في خطاب روائي في ادب انساني صادق لماذا نخاف من الهاجس كما هاجس ابا العلاء المعري تفكرٌ واقعي . لابد لابد من الصدق المعلن من اجل بشرية ارقى تعرف عللها كي تجيب على الاسئلة الحارقة في الخلق والذات البشرية وكل غموض بشري وكوني .
خاتمة الكلام هنا : ان المسألة التي تتطاول علينا فلسفيا هي : اما النغالة او القردنة .. وفي الحالتين هناك من يرفض ! بينما هناك من يناكد المتزمتين والذين يغلون من الحنق فيقول لنا استغفر الله ان عماتنا المعريات انزه مما اورده المعري لكن سلوكنا المعاصر في عمومه هو الاقرب الى القردنة بل بتعبير اكثر ديبلوماسية الى الدرونة .

*******
تـَوق ٌ أخير : لو كان المرحوم مصطفى جواد بيننا لقال : قل لاتتدرون ولا تقل لاتتقردن . اما كيف نصوغها وفق المعري الذي نغـّلـَنا جميعا ً ، فهذا الأمر متروك لذوي الاختصاص !!!!

2010/1/10



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناحة على جسر الصرافية ...
- اقتراح منع الشيوعيين من الانتخابات !!!
- الأمان الأمان ياعراق المحبة ...
- طهران امرأة تستحم بالدم ...
- اللصوص في الدانمارك سعداء والشرطة ظرفاء !!!
- العراق بين الدبلوماسية الواهنة والقبول بواقع الحال ...
- خرق امني في كل مكان !!!
- خرق أمني في كل مكان !!!
- بطهران فجر ٌ نوره الدمع ُ والدم ُ
- لماذا بابا نؤيل بدون ام نؤيل ة ؟!
- لقطة تذكارية لسقوط تمثال آخر !
- وللعراق اُسافر ... !!!
- أبو نؤآس بدون اُم نؤآس !!!...
- على جسر بودابستَ كم ناح شاعر ُ ؟ ...
- رثائية الى العراقي الأشم جابر الجادري ...
- قف صامدا وتحد المارق العابر ْ ...
- البكاء بين يدي - أبو عمامة - !!!
- لاتنتخبوا الشيوعيين رجاءا ...
- أرضيون حد القمامة ...
- إنْثيال مع الشاعر العالمي الكبير بابلو نيرودا ...


المزيد.....




- انهيار فنان مصري خلال جنازة سليمان عيد
- زمن النهاية.. كيف يتنبأ العلم التجريبي بانهيار المجتمعات؟
- كفن المسيح: هل حسم العلماء لغز -أقدس- قطعة قماش عرفها التاري ...
- الإعلان عن سبب وفاة الفنان المصري سليمان عيد
- الموت يغيب النجم المصري الشهير سليمان عيد
- افتتاح الدورة السابعة والأربعين لمهرجان موسكو السينمائي الدو ...
- السوق الأسبوعي في المغرب.. ملتقى الثقافة والذاكرة والإنسان
- مبادرة جديدة لهيئة الأفلام السعودية
- صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة وورلد برس فوتو
- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - نحن مابين قردنة دارون ونغالة المعري !!!